قضايا وآراء

الانساب والالقاب ودعاوى الغاءها بين الجهل والحسد / سلام جمعه المالكي

 ربط الذيول قبل اشارة الانطلاق مسرّا عدم اطلاق الذيول كيما تنقطع جميعا "فيضيع ابترا بين البتران"....نوّر الله قبرك يا جدتي كما نورت بصائرنا بحكمتك...

من نافلة القول وبداهته ان يتم تعريف الانسان باسم يتم اختياره بعناية حسب البيئة المحيطة وتتحكم الاحداث الانية احيانا في ذلك، فلا يكتمل تعريف الانسان الا بالاشارة الى الوالد واللقب العائلي. ذاك منطق الاشياء منذ ازل الازل وجرت عليه الامم والممالك على اتساع المعمورة...لا بل توجهت بعض الامم الى تسمية الحيوانات والنباتات والاشياء تحببا وتمييزا....و قد افتخرت العرب خاصة على بقية الامم بحفظها لانسابها واصولها، وما فتيء الفتى يحفظ عن ظهر قلب اسماء اجداده من ذوي الخصال الحميدة والفعال المجيدة ولا انكر التعامل السلبي بتلك الالقاب الذي دفع قريشا لمعاداة نبي الهدى والرحمة وال بيته من بعده عليه وعليهم صلوات الله وسلامه، غيرة وحسدا وغلا من احتكارهاشم النبوّة والامامة والعلم والشرف.

تتصاعد بين الفينة والفينة وكلما احتدم الصراع بين مختلف الكيانات والشخوص حول تسنم مقاليد القوة والسيطرة، اصوات ونداءات بدوافع شتى منها صادقة السريرة واخرى بدوافع التحاسد والتباغض وفيما بينهما غافلة وجاهلة، بغرض التوجه نحو غض الطرف عن الالقاب العائلية او العشائرية وعدم استخدامها بدعوى عدم توجيه الانظار نحو الانتماءات والتحزبات العشائرية والمذهبية المرتبطة بتلك الالقاب. للوهلة الاولى سيبدو ان لتلك النداءات مقدارا كبيرا من الصواب وتحديدا عند التعامل مع العشوائية والضبابية التي تلف احوال الامة العراقية منذ سنين طوال من حيث ظهور قوى واختفاء اخرى لباسها زيتوني يوما وبعمامة مختلف الوانها يوما اخر وتعقلت بالعقال فينة وبالبدلات اللماعة اخرى، مع اقتضاء الموقف من تغييرات في الالقاب حسب الحاجة، يعرفها كل ابناء الامة العراقية. لكن اثبات الشيء لا ينفي ما عداه، وان الاستخدام السيء او نتائجه لا ينبغي تعميمه والا لصار الانقطاع عن اداء الصلوات والحج مطلبا عاما بعد ان بات الاعلان عن الورع والالتزام باداء الصلاة والحج، احدى السمات التي يحرص عليها اللصوص الكبار والكبار جدا وبعد ان كثر الضجيج وقل الحجيج، وحاشا تلكما الفريضتين من كل دنس. هذا وجه اما الوجه الاخر فان جزءا من مصداقية الشخص عائد بشكل كبير لاصله وارومته وان العرق دسّاس، فلعمري كيف يمكن لمن لا ماض نظيف له ولا نسب شريف يعرف به أن يؤتمن على شأن من شئون الامة مهما صغُر؟ واني لا عزو دعاوى البعض (قلّوا او كثروا) من الداعين لهذا السبب بالذات حيث الغرض الاساس طمس الاصول العريقة والانساب االرفيعة كيما تضيع بينها اصولهم الوضيعة او المخزية احيانا ومن ثم تتساوى الرؤوس وتضيع الحقوق والحقائق تأسيسا لتهيئة الارضية لتدبيج مجلدات اخرى واشجار نسب جديدة لعوائل مزعومة كما فعلتها عقول خبث قديمة منذ معاوية السوء الى يوم جرذ العوجة.

اجتهادي ان ليس الخطل في الاعلان عن الالقاب والتشرف بها، بل ان الخطل والعثرة عند تفسير الافعال والمواقف بحسب تلك الانتماءات كما فعل احدهم (و يفعلها اخرون) عندما فسّر ذهنه العصابي المحدود انتقادات وجهت لكلمات سطرها على انها مدفوعة بولاءات القبيلة، كأسلوب رخيص وسهل للهروب من مواطن الخلل الكثيرة بين كلماته على نسق الاعراب والعروبيين الذين ما فتئت سهام جهلهم مسمومة نحو القذف والتنقيب (او الاجتراح غالبا) عن مواطن يمكن التهجم عليها لدى اعدائهم بدلا عن الحوار العلمي المنطقي وتبادل الافكار الايجابية البنّاءة...اجتهادي ايضا، انني ورغم تشرفي بالانتماء الى سادة العرب من بني مالك وتشرفي (على المستوى الشخصي) بالسيد رئيس الوزراء الذي اجزم بأنه يتشرف ايضا وبصورة شخصية بانتمائي لنفس عشيرته، فأن ذلك لم ولن يمنعني من تطبيق معايير الاخلاق والشرف والوطنية عند تقييم اي فعل على المستوى العملي والمهني...هكذا يتصرف علية القوم واكابرهم ولهذا يجب ان  يؤسس اولو النهى ممن امتلكوا ناصية الثقافة والسحر الحلال لمجتمعهم وامتهم بعيدا عن عشوائية التشرذم وفصل عرى الامة ومصدر فخارها.....قبل ان يأتي يوم تطالب به تلك الاصوات سواء منها حسنة النية او الخبيثة او الجاهلة، بالتغاضي عن الاسماء اصلا واستبدالها بالارقام او الرموز مثلا.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1581 الجمعة 19 /11 /2010)

 

في المثقف اليوم