قضايا وآراء

وادي الطميلات بين الناس والاحداث

أنهم إن نجحوا في النفاذ منه فلن يستطيعو احتلال مصر فحسب بل احتلال أواسط أفريقيا ايضا . لذلك فقد اهتم بهذا الوادي كافة قادة الإمبراطوريات القديمة، ووجهوا قواتهم لاحتلاله مما جعله دائماً محط اهتمام حكام مصر منذ عهد الفراعنة فجعلوه قلعة لهم واستراحة لجنودهم على مدى التاريخ . فكان حصن مدينة الفرما من أهم الحصون للدفاع عن مصر وفيه ثكنات إدارية كثيرة. ويقع على فرع النيل البيلوزي أحد فروع النيل السبعة في ذلك الوقت حتى البحر الأبيض المتوسط، ويقيم به عشرات الآلاف من الجنود والعسكريين.

 

وادى الطميلات الذي يرجع الى عصر الدوله الحديثة والعصر المتأخر واليونانى والرومانى .وقد قامت هيئة الآثار المصرية بعمل حفائر علمية بتل حسن داوود ونتج عن الحفائر ظهور مقابر ترجع إلى عصر ماقبل وبداية عصر الأسرات أي قبل 5000 عام . حين كان وادي الطميلات المدخل الطبيعي لمصر، وبوابتها الشرقية التي شهدت دخول الهكسوس والفرس، ثم الغزو التركي، وسارت على أرضه خطى الأنبياء من سيدنا إبراهيم، ومن بعده يوسف وإخوته وأبوهم يعقوب ـ عليهم السلام ـ كما وشهد خروج سيدنا موسى من مصر، ورحلة العائلة المقدسة الي مصر ومنها . ودخول الفاتح العربي عمرو بن العاص بشعاع الهدي ونور الحق .

 

وادي الطميلات تاريخ طويل

فقد عاشت بنى إسرائيل فى مصر فى وادى الطميلات المعروف في ذلك الوقت بأرض جاسان وهو الوادى الزراعى الممتد من شرق الزقازيق إلى غرب سيناء وتوالد منهم نبى الله موسى عليه السلام من نسل لاوى أحد أخوة نبى الله يوسف " موسى بن عمرام بن قاهات بن لاوى بن يعقوب " وهو عبرانى الأصل مصرى الإسم "مو" وتعنى ماء "أوسى" وتعنى وليد فى صحة جيدة .

 

وفى عهد سنوسرت الثالث احد فراعنة الاسرة الثانية عشر (1887 – 1849) ق.م تم شق قناة تربط البحر المتوسط والبحر الاحمر (قناة سيزوستريس) وذلك فى سنة 1887 ق.م .. وكانت السفن القادمة من البحر الابيض تسير فى الفرع البيلوزى وهو اول فرع من فروع النيل شرقا .. وكان النيل له سبعة فروع انذاك حتى اتصل الى بوبست " تل بسطة " فى الزقازيق حاليا، ثم يتجه شرقا الى يتخاو " ابو صوير " فتصل الى البحيرات المرة التى كانت فى ذلك الحين خليجا متصلا بالبحر الاحمر .

و استمرت قناة سنوسرت الثالث تقوم بعملها مدة طويلة حتى امتلأت بالاتربة والرمال .. وفى سنة 610 ق.م حاول الفرعون نخاو الثانى اعادة الحياة مرة اخرى الى القناة وكرس جهوده ونجح بالفعل فى وصل النيل بالبحيرات المرة ولكن محاولاته لوصل البحيرات المرة بالبحر الاحمر لم يكتب لها النجاح .

 

وفي عصر أبستيك الثالث غزا قمبيز الفارسي مصر، وتوج نفسه ملكًا عليها في مايو عام 525 ق م، واتخذ لقب فرعون ليكسب نفسه مركزًا شرعيًا في نظر المصريين، لكنه لم يلبث أن أثار عواطفهم بانتهاكه حرمة الديانة المصرية القديمة، وفي عام 522 ق م خلفه دار على العرش، فأظهر بعد نظر وكياسة يليق بشعبا عظيم فزار مصر حوالي عام 518 حيث توج عليها فرعونًا. ولعل أهم بقايا عصره في مصر معبد هبيس في الواحة الخارجية، ويضاف إلى ذلك أنه أتم قناة نخاو وكانت تصل النيل بالبحر الأحمر، مخترقة وادي الطميلات. واتبع دارا سياسة التسامح ليمحو أثر الآثام التي أساء بها سلفه إلى شعب مصر العريق .

 

ولما حكم مصر دارا بن حتشوشب ملك الفرس فى سنة 510 ق.م اعطى كل اهتمامه للقناة اذ كان الطريق الى فارس يجتاز وادى الطميلات ويسير بمحاذاة القناة التى شقها نخاو الثانى فأصر دارا باستمرار الحفر فيها وتطهيرها، ثم حفر عدة قنوات صغيرة تربط البحيرات المرة بالبحر الاحمر ولكن هذه القنوات لم تكن صالحة للملاحة الا اثناء فيضان النيل .

 

وفي عهد الاغريق نجح بطليموس الثانى فى سنة 285 قبل الميلاد فى اعادة الملاحة فى القناة وتغلب على كل الصعاب التى اعترضت سابقيه، فقد امر بطليموس بحفر الجزء الواقع بين البحيرات المرة والبحر الاحمر ليحل محل القنوات الصغيرة، فأصبحت القناة تصب بجوار ميناء كليسما " الاسم الاغريقى لمدينة السويس " وعادت رياح الاهمال تهب على القناة مرة اخرى عندما بدأ الضعف يدب فى دولة البطالمة حتى اهملت القناة وتجمعت الرواسب والطمى والرمال فى اماكن عديدة .

 

وفي العهد الروماني قام الامبراطور ترجان عام 98 ميلادية بحفر وصلة جديدة عرفت بقناة ترجان، وكانت الوصلة تبدأ من بابليون " القاهرة " عند فم الخليج حتى العباسية لتصل بالفرع القديم الذى يصل بوبستا بالبحيرات المرة .وقد أهملت بعد ذلك فى عهد البيزنطيين، حيث تركوا التراب يطغى عليها واصبحت غير صالحة للملاحة على الاطلاق .

 

و بعد الفتح الاسلامى قام عمرو بن العاص بفتح قناة ملاحية تصل بين الفسطاط والقاهرة ومدينة القلزم " السويس " واطلق عليها اسم قناة امير المؤمنين واستمر الحفر فيها لمدة ستة شهور، واستمرت هذه القناة حوالى مائة وخمسون عاما ولكن الخليفة العباسى ابو جعفر المنصور امر بردمها فى نهاية القرن الثامن كى لا تستخدم فى نقل المؤن الى اهل مكة والمدينة الذين تمردوا على حكمه في ذلك الوقت.

 

فعندما كان بداية مياه الخليج عند وادي الطميلات، كان الموضع إحدى قلاع مصر شرقا بالأضافة الي حصن ثارو بالقرب من شرق بورسعيد والفرما القديمة ، وبعد تزايد إنحسار المياه وحدوث الانفصال اليابسى بين موقع الطرف الشمالى لخليج السويس الحالى والبحيرات المرة، نشأت مواقع مراقبة عسكرية وإستراحات صغيرة، وبستمرار انحسار الخليج نحو الجنوب، انفصلت البحيرات المرة عن الخليج، فنشأ برزخ على طرف (يم كاسيما) البحر الأحمر حاليا، وقد نطقها البطالمة (كلزما-أو كلسما) بأضافة حرف اللام الذى لم يعرفه المصرى القديم قبل عصر البطالمة .ومواقع أخرى يرى بعض الباحثين والاثريين أنها مدن سكان وادي الطميلات الأقدمون، مثل : مدينة (ايرو) أو (هيروبوليس) وتعنى باليونانية (المدينة الآلهية) وموقعها الحالى بالقرب من تل المسخوتة، ومدينة (أرسينوي) نسبة للملكة البطلمية زوجة بطليموس الثانى،، وتغير أسمها إلى (كليوباتريس) ربما نسبة لملكة بطلمية أخرى (كليوباترا)، وموقع هذه المدينة بالقرب من (السيرابيوم الحالية) والتي تقع شمال البحيرات المرة، وزادت أهمية هذا البرزخ في العصر الروماني، واطلق العرب من بلاد الحجاز واليمن علية اسم ميناء القلزم، وذلك قبل الفتح العربى، وأطلقوا على البحر الحمر بحر القلزم

 

وادي الطميلات وميناء القلزم

وفي القرن العاشر الميلادي، نشأت ضاحية جديدة جنوبي القلزم، وهى المنطقة المعروفة بالخور (السويس حاليا) ما لبث أن ضُمت إليها القلزم القديمة وحلت محلها، وأصبحت بذلك ميناء مصر على بحر القلزم، وقد كانت ذات أهمية نظرا لتفردها عن مناطق بحر القلزم بأنها الطريق من البحر إلى النيل ايضا والذى لا يخترقه أودية وجبالاً بركانية وعرة، والأقرب لمدينة نفر أون منف (الجيزة الحالية)، كما ساعد الموقع الجغرافي لخليج القلزم والنيل لأن يهيئ طرف الخليج لنشأة مدينة ذات اهمية لتجارة البحر الأحمر وما وراءه، سواء كانت بلاد بونت (بلاد بوغاز باب المندب) وأفريقيا أو بلاد فارس أو بلاد السند والصين، وقد انصبت أهمية الموقع الجغرافي ووظيفته على مدينة القلزم (السويس حاليا)، فقد أصبحت القلزم تتصل بطريق مائي بنهر النيل، عن طريق صحراء الجفرة ووادى الطميلات وموقع القنطرة وتل المسخوتة (التل الكبير) وبوبسطة (الزقازيق)، فأصبحت بذلك نقطة اتصال وتجارة الشرق بالغرب، حتي أنتهى ربط برزخ القلزم بنهر النيل (خليج أمير المؤمنين) بأمر الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور عام 770م،

 

وادي الطميلات وميناء الجار

في تلك الظروف وعلي الطرف الاخر من بحر القلزم ظهر ميناء جديد بجزيرة العرب مما انعش حركة الملاحة والتبادل التجاري بين مصر وبلاد الحجاز، فقد ظهر ميناء الجار الإسلامي على شاطئ البحر "القلزم" وكان مرفأ السفن القادمة من الحبشة ومصر والبحرين والصين، فكانت قرية كبيرة آهلة وبها قصور كثيرة وجزيرة في البحر مقابلة لها في الساحل وهي مرفأ الحبشة خاصة هي جزيرة "قراف"

وقال اليعقوبي (ت284 أو 293هـ) بأنه ساحل المدينة ويستقبل مراكب التجار والمراكب التي تحمل الطعام من مصر. أما الإصطخري (ت341هـ) فيصفه بأنه فرضة المدينة وعلى ثلاث مراحل من المدينة. ويضيف الإدريسي (ت560)، أن المراكب إليه قاصدة ومقلعة وليس بها كبير تجارات. وقد حدده ياقوت (ت626) بأنه يقع على ساحل بحر القلزم وأن بينه وبين المدينة يوم وليلة، وهي فرضة للسفن القادمة من الحبشة ومصر وعدن والصين، وقال الحميري (ت911) بأن له أسواق ومسجد جامع، ويرى البلادي في رأيه ان بينها وبين المدينة 200كم . وتقع البريكة التي هي ميناء الجار القديم على درجة 30َ/38ْ طول شرقاً، و40َ/23ْ عرضاً شمالاً. وكانت بيوت الجار مبنية من الحجر المرجاني المستخرج من البحر أو المقطوع من محاجر الساحل، وأن بعض المستويات السكنية المتتابعة يرجع إلى عصر ما قبل الإسلام، وأحدثها يرجع إلى القرن الخامس وبداية القرن السادس الهجري،وكان بها أيضاً أنظمة لتصريف المياه المستعملة (الصرف الصحي).

وممن يُنسب إلى الجار من المحدثين أبو عبدالله سعد بن نوفل الجاري، مولى عمر بن الخطاب وعامله على الجار، وعمرو بن سعيد الجاري، ومن المحدثين أيضاً عبد الملك ابن الحسن الجاري الأحول مولى مروان بن الحكم، وعمر بن راشد الجاري القرشي مولى عبدالرحمن بن أبان بن عثمان، وسليمان بن محمد بن سليمان الأسلمي العساري الجاري المديني، ويحيى بن محمد الجاري يروي عن الداراوردي، كما نسب إلى الجار الصحابي عبدالله بن سويد الحارثي رضي الله عنه.

 

ومن المعلوم أن الخليفة عمر بن الخطاب وافق عمرو بن العاص على حفر قناة تراجان لتربط النيل بالبحر الأحمر منطلقاً إلى الشمال من حصن بابليون بقليل حتى يمر بعين شمس ثم وادي الطميلات إلى موضع القنطرة حتى يتصل بالبحر الأحمر عند مدينة القلزم، وساهمت تلك القناة التي سميت بخليج أمير المؤمنين في نقل المؤن من مصر إلى القلزم ومنه إلى الجار ميناء المدينة، وفي عام (18هـ) اي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان عام الرمادة، وقد اشتد الجوع بالناس في الجزيرة العربية،‍ فكتب إلى أمراء الأمصار يستغيثهم لأهل المدينة ومن حولها، فحمل الطعام من مصر ارض الخير والبركة الي جزيرة العرب، وقد جاء أنة كتب إلى عمرو بن العاص رضي الله عنه في مصر أن يبعث إليهم الطعام على الإبل، وفي البحر حتى يصل به إلى ساحل الجار، فحمل الطعام إلى القلزم في عشرين مركباً ثلاثة آلاف إردب حتى وافى الجار، ولما علم عمر رضي الله عنه قدم إلى الجار ومعه عدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنظر السفن ثم وكل من قبض ذلك الطعام، وبني قصرين وجعل ذلك الطعام فيهما، ثم أمر زيد بن ثابت أن يكتب الناس على منازلهم وأمره أن يكتب لهم صكاكاً من قراطيس ثم يختم أسافلها.

 

وكذلك ساهم ميناء الجار في نقل كسوة الكعبة المشرفة من مصر ارض الكرم والسخاء، فقد قال الرحالة الفارسي ناصر خسرو عن طريق الكسوةفي عام 439هـ في خلافة المستنصر العبيدي (427ـ487هـ) : "وقد أرسلت الكسوة عن طريق بحر القلزم، وقد رافقت الكسوة وذهبت إلى مكة. غادرت القافلة المكلفة بإيصال الكسوة من مصر في غرة شهر ذي القعدة، وكنت مع القافلة. وصلنا إلى بحر القلزم، وركبنا الباخرة وبعد خمسة عشر يوما وصلنا إلى ميناء الجار على ساحل الحجاز، ومن "الجار" اتجهنا إلى المدينة فوصلنا بعد أربعة أيام ". وكان هذا طريق رحلة الكسوة البحري من مصر الي الحجاز، اما الطريق البري فكان مع الحاج المصري ومن رافقه على طريقه، منذ العهد العبيدي حتى نهاية العصر المملوكي مع بعض التعديلات من الجار إلى ينبع في العهد الأيوبي . إلا أن اتخاذ الأيوبيين لينبع ميناءاً رسمياً للمدينة النبوية في عام 621هـ كان عاملاً مهما في تضاؤل شأن الجار وبالتالي اختفائها مع مرور الزمن كميناء هام علي بحر القلزم، ولكن استمر الجار كطريق بري للحِاج للتزود بالماء من بحيرته أو بركته إلى القرن العاشر الهجري

 

وادي الطميلات في عهد الاموية

قلعة الدفاع البحرى العربى في مصرالقلزم، كانت القلزم (السويس) من أول الموانىء التى أهتمت بها الدولة الأموية وكان لها مكانة كبيرة فى مجال بناء السفن، وذلك لربط مصر بالجزيرة العربية لقربها منها وبعدها في نفس الوقت عن بحر الروم حيث كانت الاسكندرية. وتكشف لنا بعض برديات (وم اشقاو)، والتي ترجع إلى عهد الخليفة الأموي (الوليد بن عبدالملك)، أن ترسانات صناعة السفن تركزت فقط فى كل من الاسكندرية، والقلزم، والروضة، وأشتهرت السويس بصناعة سفن تصل لحمولة 250 طن تسمى (البغلة) وأخرى تسمى (السمبوك)

ومن هذا يتضح أن منطقة القلزم (السويس) كان لها أهميتها الكبرى في صناعة السفن، إحدى أكبر الصناعات، التي عرفتها مصر الإسلامية. كما كانت أحد ثلاثة مراكز كبرى في مصر، لبناء السفن التجارية وغيرها

،كما ظهر لمنطقة القلزم أهمية اقتصادية، خاصة في العصور الوسطى، فهذة المنطقة غنية بالثروة المعدنية، مثل الذهب والزمرد فضلاً عن الأخشاب. والمعروف أن أشجار السنط كانت تنمو بكثرة في شبه جزيرة سيناء، وحول وادي الطميلات.

 

وادي الطميلات في عهد الايوبية

فقد اهتم صلاح الدين الأيوبي بتلك الأشجار، لأهمية أخشابها في بناء السفن، في وقت اشتدت فيه الحرب البرية والبحرية ضد الصليبيين في بلاد الشام وحوض البحر المتوسط. وفي عصر المماليك ظلت القوافل تحمل أخشاب شجرالسنط بانتظام بين الطميلات والقاهرة، مما أضفى على منطقة وادي الطميلات أهمية اقتصادية خاصة عصر المماليك،

 

وادي الطميلات في عهد المماليك

ففي عام 1505 قاد (المعلم حسن) شاهبندر تجار القلزم أسطول تجاري لقتال البرتغاليين أمام الساحل الغربي للهند، وفي عام 1516 (921 ه) أقلعت حملة مصرية من السويس تحت امرة سلمان الرومي وحسين تركي المملوكى لقتال البرتغاليين وطردوهم من سواحل اليمن .

وفي عام1541م هاجم السويس اسطول برتغالى بقيادة إستفاو دا جاما الحاكم البرتغالى للهند و(الابن الثانى) لفاسكو دا جاما، وأمام قوة الاسطول المرابط بسواحل القلزم (السويس) اضطر دا جاما للإنسحاب وفى عودته توجه لشاطىء الطور بسيناء وأفرغ دانات مدافعة عليها للإنتقام من العرب والمصريين ثم عاد هاربا إلى سواحل مستعمراته فى مصوع وأرقيقو بالقرن الأفريقى

 

وادي الطميلات في عهد محمد علي

بعد أنتهاء ربط برزخ القلزم بنهر النيل (خليج أمير المؤمنين) بأمر الخليفة العباسى أبو جعفر المنصور عام 770م وزوال ميناء الجار علي الطرف الاخر من بحر القلزم اصاب الخمول منطقة وادي الطميلات وبدأ يدب فية التصحر وتتسع رقعتة،

فقد كتب فرانسوا ميشيل دي روزيير، أحد المهندسين الفرنسيين، الذين صحبوا بونابرت إلى مصر، يصف دلتا النيل،فقال: " إنه سهل رطب تتخلله المياه الجارية في كل مكان ويظلله النخيل ويكسوه الزرع الوافر، والخضرة، والأزهار; ثم أشار إلى التناقض بين هذا السهل والبقعة الصحراوية المجاورة له فقال:

وأمّا إذا دخلت البرزخ (الاسماعيلية)، تحت تلك السماء نفسها، فإن كل شيء يتغير حولك. فهناك، لا أثر لزرع ولا مظهر لعمار ولا ظلال ولا خضرة. وصفوة القول، ليس هناك ما يمكِن أن يعود بفائدة على مخلوقات حية. فهي أرض جافة لا حياة فيها، وصخور جرداء ورمال لامعة وسهول عارية".

وكان في مقدمة الأسباب التي عاقت نموّ وادي الطميلات ندرة المياه العذبة، إذ كان الماء ينقَل إليه على ظهور

الجمال من عيون موسى التي تقع على مسافة عشرة أميال إلى الجنوب الشرقي من السويس.

وتفيدنا المصادر: أن مكاتب شركات الملاحة البحرية والفنادق الأجنبية، في السويس، كانت تعتمد في خدمة موظفيها ونزلائها، على المكثفات لتحويل ماء البحر إلى ماء عذب.ولمّا أُنشئ الخط الحديدي بين القاهرة والسويس، تولّت الحكومة المصرية نقْل الماء من القاهرة إلى السويس، في صهاريج. وكانت الحكومة تبيع الماء للأهالي. لاكن الحياة نشأت في منطقة البرزخ (الاسماعيلية) أثناء وبعد حفْر قناة السويس، نتيجة الهجرات الإجبارية للفلاحين والعمال، الذين يعملون في حفْر القناة. لذلك، ارتبطت نشأت الإسماعيلية بحفْر قناة السويس، في الفترة من 5 أبريل 1862 حتى افتتاح القناة للملاحة، في 18 نوفمبر 1869، حين أنشئت كمدينة، تضم إدارة شركات قناة السويس، وسميت على اسم الخديوي إسماعيل حاكم مصر آنذاك.

 تابع القسم الثاني من الدراسة

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1133  السبت 08/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم