قضايا وآراء

رحلة الى اليابان – المذكرة الثانية: صباح الخير طوكيو / نبيل قرياقوس

راجعت ومديري الرأس المسؤول في دائرتي وافهمناه ان الشركة اليابانية انهت تجهيز المواد قبل سنوات وان المتبقى بذمتها هو ايفاد عراقــــــي للتدرب على نفقتها، وضحت للسيد المسؤول عدم ممانعتي ايفاد اي شخص غيري لئلا نضيع فرصة من حق الجانب العراقي، وافق المسؤول المتنفذ الذي كان بدرجة وزيــــر على ايفادي، والطريف انه كلفني ارسال رسالته من بريد طوكيو الى زوجته المقيمـــة في لندن، فهمت انه يخشى فتح رسائله الخاصة من قبل اجهزة النظام حينها .

قبل ان اقل طائرتي العراقية الى طوكيو بايام اتصل بي على هاتف الدائرة شخـــــص لا اعرفــــه مخبرا أياي انه ينوي لقائي لاعطائي بعض التوجيهات قبل سفري، الظاهر ان الاســتاذ كان من المخابرات العراقية وانه نساني حيث لم التقيه قط، وليته لم يتصل بي فقــــــــد اشعرني بشعور غريب وكأني مراقب من اجهزة دولة معروف عنها انها لا ترحم العراقي قبل اي انسان اّخر .

كانت اول مرة في عمري المس جدران طائرة، اركب فيها، كانت كبيرة جدا بمقاعدهــا الكثيرة الفارغة عدا من نفر من الاجانب ومجموعة شباب عراقيين مفتولي عضــــلات، فاقدي براءة يجعلونك بنظراتهم وتصرفاتهم تشعر انك اقل منهم بكثير مهما كنت، تشعر انك مطلوب للعدالة حتى لوكنت ملاكا !

 

هبطنا بمطار بانكوك عاصمة تايلند بعد ثمان ساعات ابحار في الجو، اخبرنا بعطـــــــل طائرتنا العراقية، انزلت حقائبنا وفقدت منها ( 4 ) كلوص سكائر سومر، حولني مندوب الخطوط الجوية العراقية الى طائرة يابانية منطلقة الى طوكيو فكانت فرصتي الاولى للقاء الرقة الانثوية اليابانية عند المضيفات التي ينقصهن اتقان التحدث باللغة الانكليزيــــــــة معوضين عنها بابتسامة خدمة وانحناءة رأس مطيعة تنسيك اي قصور فيهن ..

جلبت لي المضيفة صحن طعام لا اعرف ما فيه وحوله مجموعة من الاكياس الصغيــرة فيها دقيق مواد لا اعرف ما هي ايضا فالكتابة عليها يابانية الاحرف، افرغت محتوياتها جميعا على المادة الموجودة في الصحن فكان ان تفاعل السكر مع الملح مع الفلفل مـــع اشياء كثيرة اخرى اجهلها ونتج منها طبخة عرفت جيدا انها تدعى ( ما لا يؤكل ) ولا ادري لم فعلت ذلك، هل كنت مضطربا، هل كنت متأثرا بمكالمة الصديق المجهــــــــول النصوح ام كان ذلك غباء وجهلا مني او ربما كان الصحيح بعينه، لا أدري، عمومـا خجلت ان اعالج الموضوع مع الانيقــة التي تخدمني، صمت لسبع ساعات حتــى وطئت قدماي ارض طوكيو صباحا ولاقضي ليلــــــة في احد فنادقها الحديثة مقابــــــل دفع ( 100 ) دولار بضمنها وجبة فطور قبل ان اجـــــــد الطريق الى اوساكا العاصمة الصناعية لليابان، وللحديث بقية ممتعة جدا .

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1590 الاحد 28 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم