قضايا وآراء

حديث هاديء ضمن فرية صرفيات المواكب الحسينية...للمثقفين فقط / سلام جمعه المالكي

وتسهيل زيارة الالاف من المعتقدين بتلك الديانة للمنطقة دون أن يتدخل احد في تحديد ما يصح او لا يصح من تلك الممارسات العقائدية أو الاعتراض على ما يتم صرفه لاجلها...و في البرازيل يتم تخصيص مئات الملايين من الدولاراتلاجل تغطية احتفال سنوي يضم مختلف ما يحلم به أي متهتك وماجن من فنون الممارسات التي تغطيها وسائل الاعلام العالمية ويطرب لها المث.........مع ما يعلمه الجميع من مدى الفقر المدقع الذي يعاني من الشعب البرازيلي الذي تراه مع ذلك مولعا بتلك الممارسة كأنها عامل مخدر أو قل منعش لحياته اليومية الضنكة...فما الرأي في هذين المثالين المعبرين عن ممارسة لحقوق وحريات عامة سواء أتفق الجميع او لم يتفق على شرعيتها أو جدواها ولكن الاهم أن لا يوجد نص قانوني أو عرفي (في مناطق ممارستها) لمنعها.....

لقد طرح لفيف من الناس موضوع صرفيات الطقوس الحسينية واعتبروها مغالاة في الفعل والصرف المادي...هذا حسن من باب تطارح الافكار والرؤى ضمن مجتمع نطمح جميعا أن تكون هذه سمته: الحوار الفكري الهادئ الراقي المتسامي فوق الصغار والصغائر، دون تجريح أو قلة أدب أو تطاول على رموز معتبرة لدى "الاخر" ومن باب "الحكمة والموعظة الحسنة" كيما يتعلم الجاهل أو قليل العلم ممن هو (او هي) أعلم، وعلى هذا فأنا أجد نفسي عند الحرف الاول من حروف العلم والمعرفة والثقافة أملا في كلمة طيبة من هنا أو علم أنتفع به من هناك "و ما أوتيتم من العلم الا قليلا"

بودي لو تروى المعلقون قبل اطلاق الالسنة بما تخفيه الصدور...هل الاعتراض على الشعائر الحسينية ام على الانفاق عليها؟ اذا كان على الشعائر وهذا ما أستشفه من بين كثير من السطور السابقات فهذا موقف مسبق نابع من حقد بل وكره للقضية بمجملها وهؤلاء ليس لي بهم شأن فالمسألة فكرية وهي أبعد مما يظنون،....أما ان كان على قيمة الانفاق التي هي نسبية وسيفهم المعلقون معنى ذلك لو تم تقسيم المبلغ على عدد الزائرين الذي يتجاوز 14 مليون مؤمن بتلك الشعائر (بمعنى حوالي 21 الف ونصف دينار للفرد الواحد أي ما لا يتجاوز نفري كباب عند أي مطعم شعبي من الدرجة تحت الصفر) وهنا ولغرض فتح نقاش سيكون له ما بعده خصوصا مع سبق سوء النية، فاود توجيه السؤال لهم: لم لايعترضون على ما ينفق في الحج الى بيت الله الحرام سنويا (و لست في موضع الافتاء بتساوي هاتين الممارستين ولكنني آخذهما من موضع كونهما ممارستين اعتقاديتين لفئة من البشر ضمن قائمة حقوق وحريات البشر طرا)، لاسيما وان توجيه تلك المبالغ الهائلة (في حالة الغاء الحج) لخدمة الفقراء والمعدمين سيكون له أثر كبير في "تحسين مستوى حيواتهم"..هل يعلم المعلقون أن حوالي ثلاثة مليارات ونصف دولار أمريكي صرفتها دولة قطر (التي لا يزيد عدد سكانها على عدد محافظة عراقية صغيرة) لتنظيم الالعاب الاسيوية للعام 2008 والتي لم ترد عوائدها عشر ذلك؟ سيقول قائل أن تلك المنشآت هي أبنية مستقبلية سيتم الاستفادة منها...فاقول أن الشيعة يزعمون أن الانفاق على شعائرهم سيكون له مردود يجدونه في ايمانهم بالقضية، واذن فالانفاق هو الانفاق ولكن اختلفت الوسائل والاهداف....يا سادتي، ليس هذا هو الاسلوب الذي يمكن بواسطته بناء دولة وامة يتعايش فيها ابناؤها بمختلف مستوياتهم العلمية والثقافية (هذا اذا تم التسليم بأن الشيعة، أو قل أغلبهم ليفرح من يشاء ان يفرح،  من ذوي المستويات الدنيا علما وثقافة  وعلى نهج الاخ سلام كاظم فرج المحبب "أضحك")..ان التراشقات وابداء الكره والعداء والسخرية من المعتقدات والشعائر المعتبرة لن يكون الا معول هدم سيعود أول ما يعود على صاحبه أو صويحباته...الم يسأل احدكم أين تذهب تلكم الاموال: اليست تتحول الى طعام وشراب وخدمات راحة وعلاج للفقراء الذين يجدون راحة نفسية وروحية (ولو كرهتموها) في المشي مئات الكيلومترات وبالتالي فلم تظنون بأموال الفقراء على الفقراء؟ هل عرف أحدكم ان تلك الاموال تذهب الى ايران او افغانستان، كما يعرف الجميع جهارا نهارا أن أموال صدقات الخليج تذهب الى طالبان؟ هل تصرف تلك الاموال سائلة للجيوب ام انها ذبائح ونذور؟ وما بالكم لو كانت تصرف لمهرجان سينمائي كمهرجان القاهرة حيث الغواني العاريات من كل الامم عربيها وعجمها؟ ويلكم كيف تحكمون...للعلم فان جل تلك الاموال هي من تبرعات الفقراء انفسهم (و انا احدهم وأتشرف) الذين يقترون على اولادهم خدمة لامامهم (بحسب ايمانهم) ولو كرهتموه او وجدتم في أنفسكم غضاضة من شرح قضيته.و أي مهرجان أكبر من هذا لو كنتم تتفكرون؟..اليست تلك ممارسة تندرج ضمن باب الحقوق والحريات العامة وقد كفلها الدستور (وان لم يعجبكم)؟ هل رأيتم أحدا ضرب على يديه أو جيء به غصبا كيما يشترك مشيا من اقصى البلاد لكربلاء؟ وأي سبيل لخدمة هذا الحاج كيما يتمكن من تأدية شعيرة يؤمن بها؟ ويلكم كيف تحكمون؟ الا ترون ان ألاغلبية (وقطعا ليس الكل) من ابناء الامة مستفيدة من تلك الاموال؟ واذن فلم تصرف الاموال اذا لم يكن لتوفير فرص الممارسات الشعبية..اعتبروها يا اخوان احتفالات رأس السنة والكل يعلم كم تصرف الحكومات الاخرى بتلك المناسبة!!... أنا ادعو "المثقفين" الواعين "بمعاني" الثورة الحسينية حسب ظنهم أن ينزلوا للشارع الشيعي فيقنعوه بعدم جدوى تلك الزيارات وتخلف اساليبها، فاذا نجحت جهودهم في "توعية" الشارع الشيعي ستنقطع الارجل طوعا عن تلك الزيارات وبالتالي فلن تجد "الاحزاب الدينية" و"عملاء ايران" والصفويين وتجار الدين، الى آخر قائمة التوصيفات التي حفلت بها التعليقات السابقة، من يخدعوه بغرض صرف تلك الاموال وبالتالي فهذا دور المثقف الواعي كالمعلقين السابقين، أم انهم يحلمون بصدام او متوكل آخر كي يمنع تلك الممارسات؟ لم يا اخوتي تحاولون (و لن تفلحوا ابدا) منع الاغلب الاعم من ابناء الامة العراقية من ممارسة يجدون فيها لذة لن تفهمومها في زمن ضاع فيه هذا المعنى؟...كم برأيكم سوف يصرف لاستضافة دورة الخليج بكرة القدم (وانا من محبي هذه الرياضة)؟ ويلكم كيف تحكمون...  

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1605 الاثنين 13 /12 /2010)

 

 

في المثقف اليوم