قضايا وآراء

الثيمات التكوينية في شعرية محمد الكعبي

 نصية  سواء ان  كانت تقليدية او حداثية  لكن المهم انها شكلت موقفا يظهر ضمن قصدية الاشتغال  الفني  وفي مجموعة (ها حبيبي) للشاعر محمد الكعبي  نجد  اكثر من قيمة  يقدمها  عبر عدة اساليب  شعرية  منها المفارقة  التي كونت  صيغة الاهداء 

(الشارع .... !!

عاين الراسه    لكاه انسان

  والانسان !! من دكه الزمان  أو عاين الراسه لكاه شارع  ..)

 

وسعيا لاحراز  الاثر الثيمي والبحث عن (قصدية المنجز) سعى لفكرة تغيير بعض الوظائف الطبيعيةلاعضاء الجسد (حب الخلك بالكلب   بس حبك براسي)ص6او لنقرأ ( (بالزي من اشوفج كلي اصيرن عين)ص9وهذا يعني ان البحث الثيمي تم عبر عدد من الاشتغالات المكونة  لشعرية المنجز ـ الفكرة وكل قصيدة لها  عالمها الخاص والمتمحور  ضمن اسلوبية  العمل  و خصوصية كل تجربة  وبالمقابل  هنا متابعة تأملية  لابد ان ترتكز  على مجموعة  من الرؤى النقدية التي تقوم على شيء من مكونات الالسنية  والتحليلية  ورؤى متنوعة  تسعى لمتابعة واحتواء والقاء الضوء  على جميع  الابعاد  المكونة  لفنية الاسلوب فتجد مثلا ان شعرية (محمد الكعبي) قد تداخلت مهامها  في جميع  الاشتغالات  وتمحورت بعظمتها  عبر اشتغال شعري  جمالي (وانت خيالج يغازلج من تمشين) أو سعت  لتدعيم الصورة  الشعرية اثر عملية  التخييل  الالسني (الشارع بي صداع يصير من تمشين ص7)ومثل هذه الاشتغالات  تمنحها العمق الدلالي  القادر على اثارة الصورة  التخيلية  الحلمية  فلذلك نجد ان الشاعر الكعبي حاول ان يزج المصطلحات السياسية ذات التعامل العام داخل القصيدة لمنحها عمقا حلميا أي بمعنى ان تلك الاشتغالات لاتأخذنا  نحو اشتغالات شعورية  فقط  وانما  نذهب لتقديمها  لعدة وظائف قد تنتج علامات ذات حضور نفسي ايضا من خلال الوعي الساخر لمجموعة المصطلحات وفي قصيدة غزل نجد مفردات مثل  ... حضر تجول (خصرج) فتنة طائفية (اعيونج) فنجد مرونة  الشعر  قد تشكلت بلغة  ساخرة  ترفة ... بعثت روح التهكمية  فيه

 

(بالروضة خبر طش راح تتعينين   وعلى مودج زلم سجلت بالروضة) والثيمة الشعرية  أخذت من وحدات المعنى  التخيلي  (كصر  شوكك عليه  وطال صبري عليك) ص10أي رسم علائقية  واقعية  باشتغالات شاعر (السعف هم عالي  لكن  ما يشيل احساس  وعله احساب الجذر صار  السعف عالي) وتتمثل  ماهية  الثيمات  في استنطاق  مدلولات   الصياغة  اللفظية  عبر عدة  وسائل  اسلوبية  منها قيمة التكرار  ـ  الذي هو مسعى  جمالي  يسعى  لتأكيد المضمون  بعدة اوجه  تعمق الصورة  وتوسع  رقعة الكشف  البوحي  مثل تكرار (عرفت)  وعرفت المن بعتني ويجفن غراك   ... وعرفت بيا  نده بدلت شلالي) ومثل تكرارهذه الدلالات تطل  شبكة من العلاقات  منها  ما اخذ شكل اللازمة  كالتي شكلت عنونة المجموعة  وأهم مايمكن ان  يجنيه المتأمل في الثيمات  التكوينية هو التجانس  والبساطة فالائتلاف الذي شكل ماهية التكرار  وتكرار  اللازمة   ومنها جناسات  الابوذية

(أصبر  بيش جرحك من يلمني

 وعلى اللايم  شردن من يلمني

 انه مطشر  ابشوكك من يلمني

اغفيت وداست اهمومك عليه  ..)

 

ونجد بعد ذلك الارتكاز الخطابي  في شعرية محمد الكعبي ولا يعني تشخيصا لمنطقة ضعف بقدر ما يعني تماسك  يستدعي استحضار  المضمون بقوة لفظية ليعطيها  وضوحا ومثل تكرار الانا  36مرة  في قصيدة اناغي ص18 يكشف عن  معالم البوح  النفسي اشتغالات  سردية  تمنحنا ماهية  المعاناة  لتعكس ملامح  العصر  والاجواء والاستعارات (آنه شاعر  ما سكت  من زنجرت ذيج الحناجر  ...آنه اتمنه  أعيش ... ابكل كلب  كال آنه حاير ..) وبهذا تكشف الثيمات التكوينية  عن شخصية المبدع  عن تطور بنيته النفسية و انعكاسات شعورية توسع  قاعدة  التأثير

(ايها  الشعب العراقي

ايها الشعب العراقي

 

 من تمر بأي رصيف وتلكه أم   امبسطه (بجنبر) جكاير  تنحني وتاخذ تحيه ...لأن هاي أكبر قضيه) فيصبح الواقع  جزء استعاري  يمنحنا مواقف

 

درامية  اشتغالات شعورية ونجد فكره،ابداعه، روحه فلو تابعنا مثلا مفردة (رمح) واشتغالاتها شعرا... أشد  عيني  ابرمح لو مره  حنت ليك ص10) أو لنقرأ في مكان آخر  (وامسحهه برمح لمن تذكرك) وهذا يدل ثمة شبكة من جميع هذه الاشتغالات  ومنها الاستفهام  واللقب اللفظي  والمضموني حيث اهداء افتراضي  الى ولدي وانا غير متزوج  الى الان.. وهذ1 يدل على وجود الرؤى المستقبلية والتي تعد من اهم  الثيمات التكوينية في شعرية  الكعبي

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1140  السبت 15/08/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم