قضايا وآراء

قراءة محايدة للخارطة السياسية العراقية الحالية وأثرها على الإنتخابات القادمة

 التي سوف تسفر عنها التجاذبات والمشاورات النشطة حاليا. يمكن القول ان كل جهة تبحث عن الحليف الذي سوف يزيد من حظوظها بالفوز باكبر عدد من المقاعد كما ان الملاحظ ان النغمة السائدة هي اعادة التأكيد المرة بعد الأخرى بان الجميع يريد الأبتعاد عن الطائفية والفئوية وانهم يرغبون بعنوان عراقي يجمع كل الأطياف بصرف النظر عن الدين والقومية والطائفية ومع ذلك تبقى الركائز الأساسية لهم هي الأنطلاقات الدينية والقومية والطائفية سواء شاءوا ذلك ام ابوا.

ان كل الجهات السياسية الكبيرة تبحث عمن ينضوي تحت لواء اجندتها هي وليس العكس. وسوف نستعرض القوى السياسية ابتداء من القوى ذات الحظ الأكبر وانتهاء بتلك القوى التي لن يكون لها نصيب كبير في كعكة البرلمان ونؤكد هنا ان ارائنا ادناه ليست نهائية ذلك ان الخريطة السياسية العراقية شديدة التعقيد وسريعة الجريان والتشكل واعادة التشكل وثمة احتمال كبير في حدوث مفاوضات كبيرة وغير متوقعة سواء في الأسابيع الأخيرة او في الأيام الأخيرةمما سوف يؤثر تأثيرا كبيرا على نتيجة الإنتخابات. وبما ان الشارع العراقي سريع التقلب كما هو معروف عنه فإنه يمكن ان يتغير بين ليلة وضحاها ويتحول الخاسر الى رابح والرابح الى خاسرفي ظل المعطيات الحالية التي تفرزها الأحداث المتلاحقة. وسوف نتناول القوى السياسية على الشكل الأتي :

اولاً – حزب الدعوة – المكتب العام – المالكي. لا شك ان المفاجئة التي احدثها تنظيم المالكي في انتخابات المحافظات اظهر بما لا يدع مجالا للشك بإن الشعارات التي رفعها عن دولة القانون وضرب الخارجين عن القانون وطبق جزء منها كان لها اثرا ايجابيا في الشارع العراقي مما انعكس على نتائج الأنتخابات، ونعتقد ان هذا التنظيم برغم اعلانه انه سيشارك في المفاوضات بشأن اعادة تشكيل الإتلاف فإنه في حقيقة الأمر يشتري الوقت وهو صبور ويتمتع بنفس طويل وعلى غير عجلة من امره. وانه اذا انضم الى الإتلاف – وهذا احتمال ضئيل جدا – فإنه سوف ينضم بشروطه هو ووفقا للمعادلة الجديدة التي افرزتها نتائج الإنتخابات المحافظات. وهذا شرط من الصعب ان تتقبله الأطراف الأخرى. ونعتقد ان سياسة المالكي هي ليست مواجهة الخصوم بل الالتفاف عليهم وكسب حلافائهم، فقد ازدادت ثقته بنفسه وهو يبحث عن الأطراف التي تنطوي تحت جناحه وتعترف بزعامته لذلك فإنه سوف يستمر بالمماطلة والمناورة والإلتفاف على الأطراف وكسب اجنحتها وانصارها مثل كسب تحالف (عصائب اهل الحق) من التيار الصدري او عشائر الصحوة في الرمادي وعلى نفس هذه الشاكلة سوف يستمر في كسب الانصار من الموصل وصلاح الدين وديالى.

ثانياً – المجلس الأعلى. واجهت المجلس الأعلى ضربات قاحمة وغير متوقعة، واول هذه الضربات هي الخسارة المدوية في انتخابات المحافظات ثم حادثة سرقة مصرف الزوية وما رافقها وترتب عليها من اشاعات واتهامات واتهامات مضادة.

ان الشؤم الذي رافق مسيرة المجلس الأعلى في السنة الأخيرة نتوقع انه سوف يلازمه في الأنتخابات التشريعية القادمة الا اذا حدثت معجزة تنقذه من ذلك، وذلك امر مستبعد فالزمن ليس زمن المعجزات.

ثالثاً – الأحزاب الكردية ان الأحزاب الكردية سوف تستمر بنفس الزخم السابق ولكن بدرجة اقل بعدما افرزته الأنتخابات الأخيرة في كردستان من تيارات سياسية كردية جديدة وماتبع ذلك من مماحكات سوف تقلل من شدة الزخم وتعطي للتيارات الجديدة فرص اوسع للعمل.

رابعاً – الحزب الأسلامي والتنظيمات الدينية الأخرى. فالانشقاقات التي صاحبت مسيرة هذه التنظيمات في السنة الأخيرة لعبت دورا سلبيا في جماهيريتها، فالتشرذم يعمل من غير صالحها والصراعات تؤثر في نتائج الإنتخابات القادمة لصالح صعود نجم التيارات والتنظيمات الجديدة مثل جماعات الصحوة في الرمادي وقائمة الحدباء في الموصل وغيرها.

خامسا – التيارات الوطنية والديمقراطية والعلمانية – لم تنجح هذه التيارات في استثمار فشل الأحزاب الدينية لصالحها وبقيت اسيرة اساليبها الكلاسيكية والروتينية التي ليس فيها حياة ولم تبرز نفسها كمدافع عن مصالح الجماهير المعذبة والتي لا تجد قوت يومها كما لم تنجح في الدفاع عن القضايا الأساسية للعراق والشعب العراقي.

سادساً – القائمة العراقية. ان هذه القائمة في طريقها الى الإضمحلال والإنحلال ما لم يحدث تغيير جذري في تكتيكاتها وعلاقاتها العامة مع الجماهير فلم تقدم للشعب سوى كيل الإتهامات للأخرين من دون ان تقدم الخيار البديل الذي يقنع الجماهير بأن لديها رؤيا واضحة لما يجب ان تكون عليه السياسات البديلة التي تقدمها ومن المستبعد ان تنجح خلال الفترة القليلة المتبقية والتي تفصلنا عن الإنتخابات التشريعية.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1141  الثلاثاء 18/08/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم