قضايا وآراء

العراقيـــون وشخصيــة (إمــا..أو) / قاسم حسين صالح

ويعمد الى اغلاق الحوار ليدفعك باتجاه القبول برأيه..ولك ان تلحظ ذلك في الأمور الاجتماعية بين الناس وعلاقة الزوج بالزوجة، وفي السياسة ايضا..حتى في البرلمان (التصويت على نواب رئيس الجمهورية..لو بسلّة وحدة..لو نلوصها!)..ويعملها لصالحهم، والشعب "يدك راسه بالحايط".

ولأننا، نحن السيكولوجيين، نحلل الشخصية من الداخل،فان من لا يعلم عن  شخصية (اما.. أو) نقول له :ان طبيعة هذه الشخصية تكون عصبية، نزّقه انفعاليا، تسعى الى تسليط الاضواء نحوها، وتجمع الانظار بأتجاهها، وتكون مهووسه بأشهار هويتها للناس.

ولأنها قليلة الانفتاح على الآخرين، فأنها شديدة الانانيه نحو نفسها، تنكر على منافسيها وحتى اقرانها حقهم في الوجود او التملك او القيادة او المبادرة،معلنه شرطها القاتل: (اما.. او) والتمترس خلف رأي او موقف واحد ومحدد..نابع من ذهن ضيق و (عقل احول). ولهذا فأن الحوار معها لا مكان له، والنقاش معها يأخذ مسارا واحدا متجها نحو نقطة بعينها لا تفرّع منها ولا مشاركة فيها..ويبدو لي أن هذه الشخصية شكّلتها ثلاثة مصادر:السياسة وقيم قبلية وفهم خاطيء للدين فسّره عدد من المجتهدين بصيغة (اما..أو).

ولقد وجدنا أن هذه الشخصية تحمل في داخلها معاناة، ولهذا فان صاحبها يتخبط في تصرفاته بسبب ان شخصية (اما..أو) تتحكم بها انفعالات غير متزنه..وتقلبات في المزاج وعصبية حاده، ولهذه الاسباب، فأنها تفتقد القدرة على اتخاذ القرار.

واخطر ما يحصل على صعيد الأسرة ان ربّ (ربّة) الأسرة اذا كان من نوع شخصية (اما.. أو) فأن اولاده يكونون معرضين للأصابة باضطرابات نفسية..

لاسيما العصبية (النارية) وتقلّب المزاج، وانغلاق الذهن،وحياة أسرية متشنجة. لكن الاخطر من ذلك ان تكون شخصية (اما..أو) في مواقع اتخاذ القرار. ففضلا عن انها ضعيفة الاداء..قليلة الانجاز، ويصعب التعامل معها، ومتسرعة في اتخاذ قرارات فردية، فأنها ترحّل قصور او فشل مؤسستها المسؤولة عنها الى العاملين فيها.فاذا كان صاحب هذه الشخصية مديرا عاما مثلا،فانه يصوغ الأمر على النحو الآتي:

اما ان اكون انا سبب الفشل او

 انتم..وبما اني وضعت في هذا المكان لأنني كفؤ..

فأنكم انتم سبب الفشل والتقصير.

ولأن الحوار ينعدم مع صاحب هذه الشخصية فان ذلك ينعكس سلبيا على منجز المؤسسة، لأن الأحباط النفسي يشيع بين العاملين فيها ويشعرون باليأس من أصلاح الحال. اليس هذا ما يحصل فعلا  في عدد من مؤسسات الدولة ويرحّل التقصير فيها الى غير أسبابه الحقيقية..؟.والكارثة أن بقاء هؤلاء في مواقع المسؤولية (وهم باقون..ترضون ما ترضون) لا ينفع معهم مائة يوم..ولا حتى دهرا!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1781 الثلاثاء: 07 / 06 /2011)

 

 

في المثقف اليوم