قضايا وآراء

فجوات التد وين

حققها الاصرار الشيعي تبدو واضحة في جميع الدراسات المتباينة وأقصد الجادة منها والمرتكزة على علمية منهجية لابد ان تمر بها من قنواتها الصحيحة تناقش الثورة الحسينية من منطلق قرآني يرتبط بالمعنى الرسالي المحمدي النير وبنظام سلوكي يكشف المديات التضحوية المبذولة للارتقاء بالامة والا فالقيم التنظيرية الاكاديمية غير قادرة بدونه على استيعاب المضامين الجهادية الفاعلة حتى لو كانت ولائية .... مجرد العودة الى الآس القرآني من قبل أي كاتب كان هو اعتراف صريح بمرجعية الثورة الحسينية و هو انتصار واضح للجهد الولائي المبذول للنصرة الحسينية .. لكن تبقى من الامور المستغربة المستفحلة هذه الايام هي عملية الخلط المقصود في الخطاب التدويني مما يثير الكثير من الاسئلة .... كيف ينتمي الانسان لدين لايعرف مفاهيمه ؟!!!! ولا يعرف كيف يصون محتوياته وانسانيته كعقل وضمير وخلق وفكر وعمل وتطلع ؟!!!!.. بينما الجميع يدرك حيوية المرتكز المفاهيمي كداعم للمنهج الاسلامي ويغني المعنى الحركي واغلبهم يؤمن بأن الثورة الحسينية امتلكت مقومات تضحوية سعت للخير دون انتكاس اوملل ويميزها بانها بعيدة عن التعصب والتحجر والضمور الروحي وبعيدة عن المصلحية لكن البعض منهم يعود فينحرف باتجاهات وسياقات لايهمها مناقشة ثورة الحسين كقضية تاريخية اسلامية أ خبر بها الرسول (ص) قبل ولادتها وترك لنا احاديث شريفة عن هذه النهضة المقدامة... ثم تبدأ المناورة بتوزيع التهم على خارطة جسد الولاء الشيعي مثل عدم تمكن الشيعة من الاستفادة المعرفية الثقافية الدقيقة للثورة الحسينية وهذا قصور بحق التمازج الروحي الولائي مع الثورة والذي لولاه لكان يشتم الى الآن عليا على منابر المسلمين ومثل هذه الاحكام العجولة تأتي نتيجة لقراءات سطحية تفسر الظاهرة الطفية وكأنها تاريخ سياسي لاعلاقة له بالجذر الرسالي

 

ولعدم جديتهم في قراءة التاريخ المقدس بدقة تجعلهم يتخبطون دون وعي يقدر ان يميز بين من سعى لترسيخ القانون الالهي في الارض وبين من سعى لتركيز القانون الوضعي بدلا عنه... يمزجون بين السياسة الآنية والمعتقد... يطالبوننا باحتواء الآخر وهم يهدمون الآخر الذي هو نحن .. يطالبوننا باحتواء الآخر دون ان يحملوا هذا الآخر مسؤوليته التاريخية ..يتنصلون بازدواجية عن ماوثقته مدونات سنية ، شيعية ليتمحوروا داخل تشخيصات مزاجية متفردة تترحم على القاتل والقتيل بحجة التعايش السليم مع باقي المكونات الفكرية يتهمون المنبر الحسيني بعدم امتلاكه مقومات ثقافية علمية واعية والمشكلة ان مثل هذه التشخيصات الغير اكاديمية تحفل بها الكثير من مدونات الاكاديميين فتاتي عاجزة عن تشخيص الظواهر السلبية الحقيقية ولا شيء لديها سوى نكران الجهد المنبري الحسيني بكل ما فيه من منجزات تاريخية مهمة تسعى بمساعي قصدية لمحاربة عنفوان هذه العفوية المبدعة التي سلحت الوعي العام بثقافة دينية واعية ... فلايمكن لتلك المدونات ان تشاغب بانحياز ات مسيسة على حساب القيم السامية باسم الثقافة والتمدن والشفافية تطالبنا تارة بالغاء تاريخنا والتركيز على المدون السلطوي مع وجود ادلة قاطعة على عدم مصداقيته وتارة اخرى تطالبنا باعادة كتابة التاريخ وتتهم المنبر الحسيني بافتقاده الى المعاني الحضارية الشاملة وانقياد خطبائه الى صراعات سياسية وهذا ما يفقد حسب وجهة نظرهم المرتكز الانفتاحي ونحن نطمح فعلا ان لايكون المنبر يوما مكونا لردة فعل بل نطمح ان نراه فعلا قائما بذاته لكننا نرى أيضا ان لايمكن تأصيل الجوهر المعرفي وتقوية المنبر بلغة منفعلة تتهم بدل ان تشيد دعائم المنبر وتعمم بدل ان تبضع تقول اشياء وتفعل تضادها تغالي وتتهم المنبر بالمغالاة دون ان تمد اصبع الاتهام في محله يوما تستغل المخططات( الفتنوية) بأسم الانفتاح الرؤيوي بتحليلات لاتختلف كثيرا عن فتاوى الدمار التي يجب ان يستنفر المثقفون الاكاديميون همتهم لفضحها وفضح مرتكزاتها والا فبوجودها لايمكن ان يتم انفتاح حلمي تدونه الخطابات التدوينية فالمنبر الحسيني هو بطبيعته مسعى من مساعي الصلاح والخير ... حمل مقومات الثورة الحسينية للارتقاء بالمستوى الايماني العام الى حيثيات شعورية خلقت محصنات واعية لأي تماس فكري

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1159 السبت 05/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم