قضايا وآراء

الأدب النسوي في الصحافة الالكترونية

 

 وأيضا لابد من الإشادة بالدور المتميز الذي لعبته الصحافة الالكترونية في مجال دعم المنجز الإبداعي من خلال توفير الفرصة سانحة وسهلة أمام الكثير من الأسماء وخصوصا النسوية منها التي لم تتيسر لها إمكانية النشر والشيوع عبر وسائل الإعلام الأخرى

 

والخلاصة: إننا ومنذ مدة غير قصيرة نطالع كل يوم سيلا هائلا من النصوص في مختلف مجالات الكتابة وخصوصا في مجال (قصيدة النثر) تفتقر إلى ابسط مقومات المنجز الإبداعي المقبول وتتعداه إلى حد السقوط في وحل السذاجة السمجة،

 

وأصبحنا ونحن نتلمس طريقنا بصعوبة بالغة للبحث عن ضالتنا وسط ركام من هذه السذاجة نركن مرغمين إلى قوله تعالى (أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)

 

ومع إيماننا الراسخ بأن الزبد يذهب جفاء حتما، لكن ضلت في نفوسنا غصة سببها ليس النصوص الساذجة فهذه محكوم عليها أن تذهب جفاء حتما لا يحفل بها احد وبمجرد أن تختفي من واجهات المواقع الرئيسية سيطويها النسيان إلى الأبد،

 

إنما سبب غصتنا هم أصحاب التعليقات من الكتاب والشعراء الذين تستهويهم (ولغاية في نفس يعقوب) متابعة ما تكتبه الأسماء النسوية من نصوص على صفحات ألنت وكتابة تعليقات المجاملة والمديح لها بغض النظر عن افتقارها إلى ابسط مقومات المنجز الإبداعي المقبول 

 

وهذا ليس بالضرورة إن ينطبق على الجميع فهناك كاتبات وشاعرات يملكن القدرة الفذة على إنتاج نصوص أدبية أو مقالات تفوق في جودتها ما ينتجه الكثير من الكتاب والشعراء  

 

لازال من الممكن لهذه التعليقات أن تتحول ظاهرة نقدية رائعة وسريعة تساهم في تقويم أركان المنجز الإبداعي لو ابتعد أصحابها عن المجاملات واعتمدوا جودة النص سببا كافيا لكتابة تعليقاتهم دون النظر إلى جنس الكاتب،

 

ومثل هذا التحول سيؤدي أيضا إلى إضافة ميزة ايجابية جديدة للصحافة الالكترونية لم تتوفر لغيرها من وسائل الإعلام الأخرى، وهي مشاركة عدة أراء في عملية نقد النص الواحد كما لو إن طاولة مستديرة تجمع أصحاب هذه الآراء معا وتوفر للجميع ميزة الاطلاع عليها من اجل تعميم  الفائدة على كل المهتمين بجنس النص المطروح على طاولة النقد     

 

 جابر السوداني

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1170 الاربعاء 16/09/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم