قضايا وآراء

أستراتيجية المياه التركيه

مصادر طبيعيه داخل حدودها السياسيه وترى تركيا عدم أحقية العراق وسوريا بالاعتراض على هذا المبدأ التركي،كما أنها ترفض موقف القانون الدولي بشأن الانهار الدوليه وستقوم الاستراتيجيه التركيه بصدد المياه على المبادىْء الاتيه من وجهة النظر التركيه:

1-   مقايضة المياه التركيه بالنفط العربي .

2-   أحقية تركيا بمصادر المياه الواقعه ضمن حدودها السياسيه والحق في أستثمارهاعلى الوجه الذي تراه .

3-   حق تركيا بالمتاجره بالمياه وبيعها لمن تريد وحجبها عن الدول التي تعرض المصالح التركيه للخطر .

 

وطبقا لهذه الاسترتيجيه أعلنت تركيا استعدادها لتزويد الكيان الصهيوني ودول الخليج العربي بالمياه التركيه بغض النظر عن موقف العراق وسوريا من مصادر المياه التركيه وأحقية كل منها بهذه المياه طبقا للقانون الدولي.

وطبقا لهذه الستراتيجيه يجري الترويج للمشاريع الاتيه :-

 

1-مشروع بيع المياه للكيان الصهيوني.

2-مشروع مد خط أنابيب المياه المسمى (مشروع أنابيب السلام)

وبالنسبه لأستثمار المياه داخل تركيا يجري تنفيذ مشروع جنوب شرقي الاناضول (سد أتاتورك)

 

ولعل أبرز الاثار السلبيه لهذا المشروع مايأتي:-

1-أستبعاد 40% من أراضي حوض الفرات في العراق من نطاق الاستغلال الزراعي.

2-سيؤثرسلبا على ثلثي الاراضي السوريه المرويه المعتمده أساسا على نهر الفرات ويصيبها الجفاف .

 

ويضيف خبراء المياه الى أن مشروع سد أتاتورك قد يكلف سوريا خسارة 40% من مياه الفرات ويكلف العراق مايقارب 75%-90% من حصته من مياه النهر نفسه سنويا.

ولاشك أن اتمام المشروعات التركيه طبقا لمشروع أتاتورك على نهري دجله والفرات يعني ان تتحول سوريا والعراق الى بلدين يعانيين عجزا دائما في انتاج الغذاء،مما يزيد من استيرادهما للحبوب كما ان ماتقوم به تركيا عند تخوم الحدود العربيه لسوريا والعراق يتعدى أبعاده التنمويه الى أبعاد خفيه مما يهدد الآمن القومي العربي .

 

مشروع بيع المياه للكيان الصهيوني

تحاول تركيا طبقا لاستراتيجيتها المائيه استغلال مياه نهر (مانوجات) ذي الغزاره المائيه العاليه ونقل مياه هذا النهر الى احد الموانئ الصهيونيه وضخها في خزانات خاصه يجري تصميمها لهذا الغرض. ويبلغ طول هذه الصهاريج والخزانات التي سيطلق عليها أسم (ميدوزا) نحو600كم وتصنع من ماده بلاستيكيه ذات جدران مزدوجه ويحمل كل صهريج حوالي 3مليون م3 من المياه.

على ان هذا المشروع يستوجب اقامة محطات في أماكن تصدير المياه تضم صهاريج وخزانات مياه للشحن ومضخات لضخ المياه من النهر الى الصهاريج او الخزانات. هذا فضلا عن الحاجه الى أقامة ميناء خاص لرسو

 

السفن الناقله للمياه المحمله في الخزانات والصهاريج العملاقه.فضلا عن  الحاجه لاقامة مثل هذا الميناء عند موقع تصدير المياه .كما يستوجب هذا المشروع نظاما لضخ المياه في ميناء التصدير وميناء الاستيراد من الخزانات والصهاريج الى الانبوب القطري كما يحتاج الى اسطول من الجرارات والخزانات والصهاريج لنقل المياه .

 

مشروع أنابيب السلام

دخلت تركيا على خط مشروع الشرق أوسطيه عبر مشروعها المسمى مشروع أنابيب السلام .ويتلخص في ان تقوم تركيا التي لديها فائض مائي كبير بمد أنابيب عبر سوريا لتزويد الكيان الصهيوني والضفه الغربيه والاردن بالمياه ويمكن مدها الى السعوديه وبقية دول الخليج عبر أنبوب آخر.

وتتحمس كل من الولايات المتحده وتركيا لتنفيذ هذا المشروع،خاصة وأنهما يريدان ضم الكيان الصهيوني الى الدول المنتفعه من مياه هذا المشروع.ولاشك أن هناك ابعادا سياسيه لهذا المشروع تتلخص زيادة الاعتماد العربي على المياه التركيه مقابل اعتماد تركيا على نفط العرب (مقايضة المياه بالنفط) .

ويقوم مشروع أنابيب السلام التركي على أساس فرعين من الانابيب يضخ فيهما مياه من نهر كيهان (510كم) وسبهان (560كم) اللذين ينبعان من جبال الاناضول ويصبان في البحر المتوسط بالقرب من مدينة أطنه جنوبي تركيا .

ويضخ كل منها بقطر 3أمتاروبطاقة أستيعاب تصل الى_مليار م3 من المياه في المتوسط سنويا وقد قدرت تكاليف الانبوب الغربي المتجه نحو الكيان الصهيوني بنحو 8,5 مليار دولار

والانبوب المتجه نحو الخليج العربي ب12,5 مليار دولار, أي بأجمالي 21مليار دولار،وقدرت مدة تنفيذ المشروع نحو18_10 سنوات ويقدر عمره الافتراضي ب(50)سنه .

 

ويعد المشروع التركي المسمى (أنابيب السلام) من بين المشاريع الاستراتيجيه المطروحه في أطار مشاريع الربط الشرق أوسطيه. وطبقا للاستراتيجيه التركيه فأن تركيا ستقوم بتحقيق مكاسب ماليه كبيره مقابل بيع تلك المياه للبلدان المنتفعه . وكشفت التقارير الاخيره عن رغبة الكيان الصهيوني في الحصول على المياه العذبه من تركيا عبر أنابيب السلام،فضلا عن أبداء رغبتها في المساهمه في تمويل المشروع التركي المائي المقترح،كما تسعى الولايات المتحده الى تشجيع التعاون التركي الصهيوني في مجال المياه .وتشير آخر الدراسات بشأن هذا المشروع الى مايأتي:-

 

1-   أن المشروع مرتفع الكلفه ويتعذر ايجاد مصادر تمويل دوليه كافيه في الوقت الحاضر .

2-   ان المشروع يواجه مشكلات تقنيه وطوبوغرافيه بالنسبه الى استقدام المياه.

 

ان مرور الانابيب عبر الاراضي السوريه يثير الكثير من الشكوك لدى الجانب الصهيوني حول استمرار تدفق المياه في حالة نشوب خلافات سياسيه ، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هناك تخوف فلسطيني_أردني من قيام الكيان الصهيوني بتخزين المياه في بحيرة طبريا مما يعني سيطرة الكيان الصهيوني على تدفق المياه من البحيره .

وتشير التقارير الخاصه بمشروع انبوب السلام الى ان المشروع يهدف الى نقل 6 ملايين متر مكعب من المياه يوميا الى الكيان الصهيوني والاردن والكويت والسعوديه والامارات العربيه المتحده .

 

مشروع الغاب (( GAP))

يتكون مشروع (الغاب) من 22سدا ضخما ،فضلا عن مشروع تخزيني ومحطات طاقه كهربائيه وشبكه أروائيه كبيره وتقدر القدره التخزينيه لهذا المشروع حوالي 100مليار م3 ،وهذه

القدره تمثل ثلاثة أضعاف القدره التخزينيه للسدود العراقيه والسوريه أن مشروع تنمية الاناضول (الغاب)يعتمد على 80% من مياه نهر الفرات و20% من مياه دجله وسيتسبب هذا المشروع في حالة عدم وجود أتفاقيه مائيه بين تركيا والعراق وسوريا تراعي مصالح البلدان الثلاثه واحتياجات كل منها للنسب المائيه المطلوبه،في أنخفاض كميات المياه الداخله الى العراق وسوريا بشكل كبير مما سيضر بأوضاعهما الاقتصاديه والزراعيه والصناعيه وسيزيد من نسبة الملوحه في مياه النهرين لدرجه يتعذر معها زيادة المساحات المزروعه أو استغلال أي ارض جديده .

 

خلال المده من(1970-1990) أقدمت تركيا على تنفيذ مشروع الغاب (GAP) في جنوبي شرق الاناضول بكلفة 20 بليون دولار ومن ضمن السدود (سد أتاتورك وسد بيره جك) وأقامة أربعة سدود على نهر دجله و17 محطه لتوليد الطاقه الكهربائيه دون الأخذ بالنظر لحاجات العراق الاساسيه من المياه خلافا للمعاهدات والاتفاقيات الثنائيه وأحكام القانون الدولي التي تؤكد عدم اقدام دوله بأية أنشاءات على النهر المشترك دون موافقة دولة المصب ومراعاة حاجتها من المياه للري والخزن والحاجات الزراعيه والمدنيه الاخرى . وعلى ضوء حجم الحوض العراقي من نهر الفرات الذي يبلغ أكثر من خمسي مساحة العراق فأن أضرارا بالغه ستلحق بالاراضي الزراعيه ومشاريع الخزن ومنها بحيرة الحبانيه فضلا عن الاضرار التي تحدق بعشرات المدن ومئات القرى الواقعه هذا الحوض الذي يعتبر من أهم مصادر الزراعه في العراق. في أن الايرادات المائيه الحاليه لنهري دجله والفرات داخل الاراضي العراقيه أقل بكثير من معدلاتها الطبيعيه مقارنة بالسنوات السابقه حيث كان المعدل السنوي لواردات عمود نهر دجله (19,43) مليار م3 ويبلغ المعدل العام لايراداته مع روافده (49,48) مليار م3 ولنهر الفرات (30,3) مليار م3 قبل أنشاء مشروع الغاب التركي .

أما معدل الايرادات المتوقعه داخل الاراضي العراقيه بعد أكمال المشروع الغاب فتقدرب (8,45) مليارم3 لنهر الفرات و(9,16)مليارم3 لنهر دجله سنويا  وذلك بفرضية أكمال المشاريع الخزنيه والاروائيه المخطط تنفيذها في تركيا وسوريا وكذلك عند غياب اتفاقية تحدد الحصص المائيه لكل بلد . كما أن الاحتياجات الحاليه لمختلف الاستخدامات تبلغ (60) مليارم3 عدا الاحتياجات لاغراض ادامة الاهوار بالمناسيب المطلوبه والتي تبلغ (16) مليارم3 سنويا أما الاحتياجات المائيه المستقبليه فتبلغ (76,952)مليارم 3 سنويا ...

 

* مركز أبحاث الاهوار   جامعة ذي قار

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1179 الجمعة 25/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم