قضايا وآراء

نحن ... والمسألة اليهودية بين المهزلة الغربية والغفلة العربية (2)

 - الحلم الاسرائيلي ينبع من الاحتفاظ بالتراث اليهودي – المؤرخ والصحفي الفرنسي اليهودي الملحد طوم سكيف

 - المشكلة، أنهم بطريقة ما، كلهم إسرائيليون، والموضوع ليس تعبيرا عن ديمقراطية نموذجية في المنطقة، الأمر تعدّى ذلك، إنها أزمة هوية، إنه مجتمع بلا هوية، أو مجموعة مُـجتمعات لم تتعلَّـم، رغم مرورستِّـين عاما أن تبني سلَّـم أولويات مشتركة تعليق لمحلل صحفي بريطاني

 

 (...العَـلم الاسرائيلي لا يعني لي شيئا. العَـلم هو رمز أوجدته الحركة الصهيونية، ولكنه بصورته هذه، غير مذكور في التوراة بتاتا. أنا كإنسان متديِّـن، بوْصَـلتي هي التوراة، هي أساس حياتي اليومية، هي مركز حياتي، وما هو غير مذكور فيها، لا يلزمني بتاتا الراب جيليس من تل أبيب)

 

توطئة لا بد منها

لن أمل من تكرارهذه المسلمة اليقينية، وهي:بأن المشتغلين بشؤون التفكيرعندنا في مختلف بيئاتهم واختصاصاتهم، لايملكون، بعد، من الشجاعة والجرأة والكفاءة ما يكفي لخوض غمارأزمات حضارتهم بمنظورشمولي، احيائي وتجديدي، والنظر، بالمقالبل، في أزمات الغرب المستمرة - على جميع الأصعدة -، كما مارسها الغرب في مباحثه على نفسه وعلى الحضارات المضادة له، وجاهد في نسفها بمناهج علوم أناسته التي استحدثها، وخاصة في علم الاجتماع، والتاريخ، والفلسفة، وفي سائرمعرفيات الغرب بطرقها الواحدية، الجامدة، المجمدة، الوليدة لفكره المركزي في حصرانيته ونفاحيته في ادعاءاته القدرة على تفسير كل شيء بقانون شمال أوحدي، وبانتقائيات ما تزال في معظمها نافذة وفعالة..

 

 فاسرائيل تمتلك دياسبورا للمعلومات عن كل شعوب اليابسة، وشبكات أخطبوطية مخابراتية واتصالية واعلامية وبنكية، واليهود شعب يكد ليل نهارلتحقيق أحلامه الخرافية التوراتية، وهم يسيطرون على مراكزالدراسات الاستراتيجية في أوروبا والولايات المتحدة عبر معاهد روتشيلد للأبحاث العلمية بعواصم أوربا، يترأسها مسؤولون أوروبيون من أصول يهودية، ومراكز ديل كارنيغي و فورد و ركفللر بالولايات المتحدة، وحتى عبرمعاهد ومراكزبحوث اسلامية بأوربا وأمريكا، بما في ذلك السيطرة على أكثرمن 250صحيفة يومية، ومجلة أسبوعية، أو شهرية، . بينما يساهم العرب في النصيب الأكبر لخدمة اسرائيل بطرق مباشرة، أو غير مباشرة عبر الأمركة والتطبيع، والهرولة الى واشنطن، وتل أبيب، كلما تلقوا أوامربذلك، بينما تدل الأبحاث على أن اسرائيل تعاني من فوبيا الهاجس الأمني، وعدم الثقة في استمرارها، والبحث المستمرعن الهوية التي لا تضمنها هرطقات وسجع الكهان، ولاالدبابات والطائرات والابادات المستمرة للشعب الفلسطيني منذ أزيد من ستين عاما، وتعاني من أكبركابوس مرعب، وهو توحد العالم العربي - الاسلامي، عبرأخطرمحاورالعالم المعاصر وهي (:القاهرة، الرياض، دمشق، بيروت، طهران، استانبول) بينما تقوم أغنى دولة عربية، والعاصمة الروحية لحوالي مليارين من المسلمين من كل المذ اهب والشيع والفرق والعرقيات المنتشرة عبر القارات، بانفاق ملايير الدولارت في سبيل تمويل نشرالمذهب الوهابي، ومحاربة الشيعة الصفوية، الرافضة / السبأية، المجوسية والتصوف، ودعم تنظيرات تكفير الأمة في سائر العالم الاسلامي، لبث المزيد من الفرقة، والتطاحنات الطائفية، بدراسات ممولة استفاد منها الغرب ومعهد جوناثان اليهودي لنتاياهو بالقدس، في استنباث ما يسمى بالعنف الاسلامي، الذي استغل في نشرالعنف الطائفي في العراق ولبنان

 

أزمة الهوية اليهودية:

يعاني اليهود اليوم في داخل اسرائيل وحارجها، من أزمة هوية عنيفة مرعلى نشأتها أزيد من ستين عاما، الى درجة أن علم الاجتماع الاسرائيلي بدأ لأول مرة بعد رجة حرب الابادة على لبنان عام 2006 يتحدث عن الشرخ الاسرائيلي وأزمة الهوية اليهودية عموما، حسب تعبيرات كل من البروفسور دان هوروفيتس والبروفسور موشيه ليسك من الجامعة العبرية التي يمكن تلخيصها كمايلي:

الشرخ السياسي: المتمثل في صراعات المتدينين واللادينيين(وان كنت شخصيا أشك من خلال حواراتي مع الطائفتين بباريس لسنوات في وجود فوارق جوهرية واضحة بينهما، فكلاهما في نهاية المطاف يمجد اسرائيل الدولة الأم الحاضنة والملاذ لليهودي اينما كان حسب تعابيرالطائفتين) فالعلمانيون يرون الحل الديموقراطي بقبول تقسيم اسرائيل كدولة ديموقراطية ذات أغلبية يهودية –مما يعني الحفاظ على يهودية الدولة، بينما المتدينون يرون استحالة ذلك، باعتبارأن اسرائيل هبة من الرب ولن تخضع للمساومات البشرية، وتهافت عقلانيات الملحدين و الأغيار

الشرخ الطائفي :المتمثل في الصِّـراع بين الاشكناز او اليهود المنحدرين من الأعراق الأوربية (وليس هناك عرق أوروبي موحد بالاصطلاح الاثني) و السفارديم، وهم اليهود من أصول عرقية شرقية(عربية وأسوية من الأناضول والبلقان وفارس وأمازيغيين من المغرب العربي) وتطورهذا المصطلح ليشمل الهجرات اليهودية الحديثة، وامتداداتها العِـرقية المتشابكة والمتشعبة التي تربك علماء السلالات في الغرب، الوافدة من دول الاتحاد السوفييتي السابق، أو من أصول عرقية إفريقية سوداء وخاصة من أثيوبيا .

 

الشرخ الطَّـبقي :المتمثل في الصراع بين الطَّـبقات الشغيلة المسحوقة من اليهود الشرقيين والإثيوبيين والعرب، وبين النُّـخب الاقتصادية، ذات الأصول العِـرقية الغربية

 

فرويد والهوية اليهودية:

ان مبحث فرويد في نقده للمزاعم اليهودية الذي أنجزه في الثلاثينات، ليطرح تساؤلات أكاديمية مشروعة لنخبنا ومفكرينا حول اشكالية الفكرالغربي برمته، وارتباطه بالقضية اليهودية وعلاقاتها بنانحن أصحاب القضية...، وقد قدم لنا ادوارد سعيد في بحثه عن هوية يهودية فرويد، (الجزئية، المتشظية، والمضطربة بيهوديته) وأثرالثقافات غيرالأوربية في تكوينه، التي لم تكن آسرة له مثل ثقافات اليونان وروما وإسرائيل القديمة/وهذا الأمر هو الذي يحدد هوية يهودية فرويد'. فبحثه في (الآخر) - عبرمدرسته التحلليلية - تجعل القارئ قادراً على التعرف على هذا الآخر - الذي هو اليهودي المتشكل من كلاسيكيات العرض القديم: الإغريقي، الروماني، اليهودي. أما الآخر المتشكل من ثقافات الباسيفيك وأستراليا وإفريقيا، فهو موضوع (لاستنتاجات متعلقة بالتدنيس، سفاح القربى، الزواج الخارجي والداخلي)، إلى آخر قائمة المفردات البدائية، - حسب تعابير سعيد وروؤية فرويد، - وفق سعيد - كانت دوما مطبوعة بالمركزية الأوربية، والأنانة الغربية

وفي هذا الصدد، أطرح بعض العناوين التي تشكل كل منهاعلى حدة مبحثاخاصا، وهي على سبيل المثال :

 - فرويد - كنموذج - لمعضلة الهوية اليهودية الغربية ما بين الاثنية والانتماء الديني والصهيوني

 - اليهودية ومناهج استنباث العلمانيات منذ مشروع نابليون لاقصاء الكنيسة، وتقاسم السلطة الروحية والزمنية مع المحافل اليهودية والامبراطوريتين الفرنسية والبريطانية في العالم من الجزائرالعاصمة الى موسكو

 - اليهودية والهوية الأوربية والموقع الحقيقي لخارطة أوربا الحالية ماستريتش ومجموعة بروكسل ودورها المستقبلي في دعم المشروع الصهيوني، وتحقيق الحلم التوارتي الذي أطلقه ساركوزي عبراتخاذمدينة القدس كعاصمة روحية لأوروبا ابتداء من عام 2012بينما يريدها العرب عاصمة للثقافة العربية – ولست أدري عن أية ثقافة يلغطون، وبأي مفهوم يدندنون - مع السقوط في اقصاء أكثرمن ملياروثمانمائة مسلم بحكوماتهم ومنظماتهم وأحزابهم عن الصراع مع الكيان الصهيوني المستقبلي

 - اليهودية والفلسفة الغربية المعاصرة، وأطروحات المابعد، وتنظيرات اللاءات (اللاتاريخ واللايقين واللامعنى واللاأخلاق)

 - اليهودية والبروتستانتية، والمسيحية المتصهينة وعلاقتهابالاسلام المتصهين الجديد

 نجاح مشروع روزفلت لأمركة العالم منذ عام 1948 بانشاء الأمم المتحدة كمشروع (تلمودي - ماسوني) وتم تسميته - استغفالا لقطيع البشرالمدجن - بالمجتمع الدولي - الذي انتهت مهمته صبيحة اليوم الثاني، باجبارالدول الأعضاء بضغوط من ستالين وترومان وتشرشل ودوغول - قصد اقتسام كعكعة العالم - علىالاعتراف باسرائيل، بموجب الاتفاقية السرية (لقاء يالتا)الأولى بين ستالين وروزفلت

 - اليهود واليهودية والصراع من أجل البقاء، وأعراض النهاية الحتمية لاسرائيل عبرتشنجات واضطرابات ما قبل الموت الاكلينيكي القاتل، باشعال نيران الحروب في العالم على هدي (علي وعلى أعدائي، ثم أنا، أوالطوفان من بعدي)

 - النهاية الحتمية للمشروع الفلسفي الغربي القديم، وحضارته الممثلة في التوليفة الكلاسيكية المعروفة ك(تقاليداغرقية - رومانية وقيمه - التوارتية - المسيحية) التي انبنت عليها كل المقولات الكانطية والهيغلية(القديمة والحديثة) وصراعات البدائل التي أخذت مسارهاالأخيرعلى يد الفيلسوفين اليهودين الألمانيين سبينوزا و لايبنتز اللاهوتي والرياضي والفيزيائي والفلكي) الذي حاول التلفيق - بمنظورتلمودي - بين أفلاطون و أرسطو (الفيلسوفان اليونانيان الألهيان، وبين(ديكارت الفرنسي والدور الذي لعبته الشكية الديكارتية Cartesianisme ) و(جون لوك الانجليزي ودوره في وأد الميتافيزيقا)كفيلسوفان دوغماتيان وضعيان ودروهما في عملية المسح النهائي للتراث المسيحي، وزعزعة ما تبقى من الثيولوجيا الكنسية، وخلطها بالاشارات الاستسرارية Esotirique والقبالة اليهودية، وطرحها كمشروع أحادي وواحدى للبشرية الذي استقر كمذهب ا نتقائي نهائي للفلسفة في القرن التاسع عشر زمن عمالقة الفكرالغربي في القرن الأكثراصطخابا بالفلسفات، بين الاتجاهات الأكثردوغماتية ونفعية، الىالأكثرمثالية ورومانسة وغنوصية، ومن الفلسفات الاكثر اغراقا في عبادة وتأليه العقل الى الأكثر تشكيكية ومادية

 

الأنظمة العربية السايسكوبية والمسألة اليهودية:

كما أن هذه التساؤلات تجرنا - بالضرورة - الى التفكيرفي الدورالخطيرالذي تمارسه الصهيونيات العربية والاسلامية الجديدة(سياسة وثقافة ودينا) في تثبيث ركائز وهم اسرائيل الكبرى الذي لم يكن يحلم به قط أجداد اليهودالأوائل في الزمن السرمدي(زمن أورشاليم) التوراتي القديم، حيث أصبح اليهودي - في الزمن الغربي الأمريكي - أينما وجه وجهته الا وتطالعه - بفخر - نجمة داوود، والشركات المتعددة الجنسية، والأبناك العالمية، والقنوات المتلفزة، والاشهارالمشحون بالرموز اليهودية، وكوكاكولا، وهوليود، والماكدونالز والهامبورغر، وتصاميم عمارة عواصم أوربا، ومبنى الأمم المتحدة و الكابيتول والدولار، والمنظمات الدولية والخيرية، والترداد لمزاميرووصايا الأحبار، بدءامن تصاميم لعب الأطفال والهاتف النقال ومعجون الأسنان، الى الهندمة والديكوروتصاميم مباني المنتجعات السياحية الكبرى، والسيارات، الطائرات النفاثة

 

عقيدة العنف الاسرائيلي - الأمريكي المشتركة:

لا نكيرفي أن ظاهرة العنف الاسرائيلي تجرنا بالضرورة، أيضا، الى ربطها بالعنف الأمريكي - المشترك وارتباطهما الروحي - الغنوصي الوثيق - اللاعقلاني - ببعضهما من حيث النشأة(1) والتكوين والتاريخ والثقافة المشتركة–تاريخيا - للابادة والاستأصال للاغيار والتزوير، والغطرسة والعقلية الحربية المهاجة والعنف المنظم، و قرصنة تاريخ الشعوب، وهي تساؤلات تثيرالكثيرمن علامات الاستفهام على مستويات الأنثروبولوجيات : (الدينية، والاثنية، والثقافية، والسياسية)، ومباحث علم التاريخ وعلم النفس الديني والاجتماعي،

 

كما تثيرتساؤلنا حول مصداقية علوم الآثار(الأركيولوجيا) المدروسة في مراكرالبحوث الغربية وجامعاتها - وخاصة جامعة السوربون التي ما تزال تفرض على طلابها في شعبة علوم الاستشراق والأنثربولوجيا الدينة متابعة مدارسات ومباحث اركيولوجيا الشرق الاوسط بالمنظورالتوراتي، التي تعتمد في مباحثهاعلى فرضية واحدة، وهي :صحة ما جاء في سجع كهنة التلمود والتوارة، بهدف التأكيد علىصحة ما جاء من خرافات وأساطير اليهودية، للتثبيت في أذهان المتلقين الأوروبيين - بموجب شرعية هذه المباجث العلمية حتى أضحت من المسلمات والبديهيات التي لا تقبل المراجعة، واعادة البحث والتنقيب فيها، وعلى التاكيد علىحق اليهود المزعوم في منطقةالشرق الاوسط من الفرات إلى النيل، وأن فلسطين هي (أرض الميعاد) لليهود لإقامة (الدولةالموعودة) حيث سارعلى هذا النهج معظم الطلاب العرب والمسلمين الباحثين في الجامعات الغربية، وسرت لوثة التعميم النمطي على كل الديانات بالمنهج المنحرف عن الروح العلمية على ما يسمى بمباحث علوم القرآن و أصول الدين والتطبيق الغبي للطرح الدوركايمي لمقولتي المقدس و الدنيوي و المدنس وانطلت هذه المنهجية الخبيثة، على ما يسمى بالعلوم الانسانية والاجتماعية، وتدفق تفسيراتها وانسيابها الى علوم الحياة والنفس، والطب النفسي، والتاريخ، والسياسة، والاقتصاد، والقانون، والأخلاق، كمناهج ماتزال موزعة في متاهات المدارس الأوربية والأمريكية منذ أوغست كونت وما تلاها من المباحث اللاحقة في العشرينات لكوستنانتنوف وكيل، من الروس، وريمون آرون الفرنسي، وروبرت فسيبيت، وليون برامسون، وهانز، وبيتردريزول الأمريكيين، حيث انحصرت هذه العلوم بين شاطئين هما بطبيعتهما متنائيان :العلمي والتركيبي منذ قدر أن يوضع أسس هذا العلم - النبيل في أصله ومناهجه العقلية - العلامة ابن خلدون وأعيد ميلاده وتلفيقه على يد الفرنسي أوغست كونت الوضعي،

وتبعهم بالنقل والنسخ دون مراجعة أوتدقيق أو تمحيص لآرائهم وكتاباتهم مراهقي الأصولية العلمانية العلموية - من العالم العربي - الاسلامي،

 

عقدة الهوية اليهودية الغربية:

 وان بحث سيغموندفرويد في كتابه موسىوالتوحيد (الذي هو موضوعنا في هذه العجالة - ومنهجيته(التحليل - أنثروبو - تاريخ - دينية) في تفكيكه للمزاعم اليهودية لهي مقاربة، تبرزعمق ومأساة الهوية المعاصرة لدي اليهودي، سواء أكان حاخاما أصوليا ومتطرفا مثل ابراهم ليكوك زعيم اليهود المتطرفين في أمريكا، أوليبرمان الروسي الاصل، أو ناتانياهو (الايراني الاصول)، أوحاخاما من حاخامات تل ابيب، أوفلاسفة ملحدين ولكنهم –للغرابة متصهينين - مثل بوبير أو برغسون أو ريمون آرون و ادغار موران أو برنارد ليفي وغيرهم، حيث يعاني كل هؤلاءاليهود بكل انتماءاتهم من ثقل ووطأة مأساة الهوية اليهودية تحت ضغوط أزماتهم النفسية والأخلاقية والمعرفية، المتجلية في التطرف في المغالاة في المنهجية التاريخانية القديمة التي انتقدها تلميذ فرويد كارل يونغ في كتابه تاريخ تاريخ الديانات والذي سقط بدوره في محاولة تعريف الدين كما سقط فيه أستاذه فرويد خالق التحليل النفسي و بيرغسون اليهودي صاحب مباحث الطاقة الروحية والحدس الصوفي كبديل للتدينية Religiositéالتوراتية العنيفة، وكبيرالأنثروبولوجيين الأنغلوساكسونيين : العلامة السيرفرايزر وجون ديوي ووليم جيمس الأمريكيين البروتستانتيين في محاولاتهم لتأويل–عبثا - الظاهرة الدينية بالمنظورالبراغماتي الانتقائي التشويشي

 

ومن الملاحظ –أيضا - لدى الباحثين في الشأن اليهودي، بأن تلك النزعة العدوانية الغير طبيعية لدى القائمين بالحكم في اسرائيل منذ 1948(واستهجن دائما تلك التصنيفات الغيرالدقيقية لخرافة اليمين واليسارالاسرائيليين المروج لهاعندنا)هي سمة لصيقة بالطبع اليهودي منذ نشأته التاريخية - كما فسره فرويد في مبحثه–قبل استنباث أدلجات اليمين واليساروالوسط، وتصنيفاتها في العلوم السياسية المعاصرة - والتي هي بدورها - أي نزعةالعنف اليهودي - جاءت كصدى ايمان ديني مزيف عميق الجذور - كما أسلفت ذكره في الجزء الأول من هذا المبحث - بأن اليهودهم شعب الله المختار، ذلك العنف المتأصل المنتج لتلك العقدة التي انبعثت من ضرب من الشعوبية والعنصرية الجائرة، التي هدمها فرويد من أساسها، في دراسته لفكرة مزعمة شعب الله المختار

 

ارتباط العنف الاسرائيلي بأصول ثقافة العنف الغربي التاريخي:

لاشك بأن نزعة العنف والميل الطبيعي الى ابادة الآخر هي نزعة متأصلة في الفكرالغربي عموما عبر التراث( الهيليني–التوراتي - الروماني)توارتثها الشعوب الأوربية المتحضرة عبرسجع كهنة التملودية الذي اخترقت مبكراالتراث(الهلينيي - الاسكندري) - قصد امتصاصه - والذي أفرزبدوره الأفلاطونية الحديثة و الهرمونوتيكيةHérmitisme المؤدية الى توليد القبالة أو الاستتسرار التلمودي الذي كانت من المهام الأساسية لايجاده، هو تحطيم مفهمة المحبة الكونيةl’amour universel التي دعت اليها المسيحية الفتية المبكرة - قبل تلويثها - بالنزعة العدوانية الصليبية، التي كانت من أكبرالمغامرت البشرية بشاعة - حسب المؤرخين البريطانيين أرنولد توينبي و يول ديورانت والأنثروبولوجي الفرنسي سيرج لاتوش ثم عبرالعنف المقنن (النظرية القانونية الرومانية للانسان المديني من داخل الصوروخارجه) المنقول - أي العنف - عبرقوانين السيادة Impirium لأباطرة الرومان،

 

وما يزال ديناصورات مدرسة فرانكفورت، كبرى المدارس الفلسفية الألمانية الحديثة - التي على رأسها هابيرماس - تعاني الأمرين، جاهدة للاجابة علىهذه التساؤلات المحيرة التي تؤرق الفكرالغربي وخاصة الألماني وهي :

 

أولا - ما يسمى ب حالة هيدغر أبوالفلسفة المعاصرة، المؤيد للنازية والمعجب بهتلروالصامت عن المحرقة، ولم يجد هابرماس–وهوالهيغلي أيضا مثل عديله الألماني هيدغر - الاأن يصنف هايدغرفلسفيا - كأحدأساتذته - بمايسمى في الفلسفة المعاصرة - ب حالةهايدغر لغياب الجواب

 

ثانيا - لماذا اتسم التاريخ الغربي منذما قبل مسيحيته، الى ما بعدها بالعنف اللامحدود، (2)؟

 ثالثا - لم لا يوجد أي تفسيرعقلاني غربي لحروب الألف سنة (10قرون) البشعة ما بين الاثنيات الأوربية قبل مسيحية الغرب، منذ هلينيته ورومانيته(حروب طروادة الكبرى والحروب الاغريقية –الرومانية، والحروب الرومانية) التي استمرت أكثرمن خمسة قرون التي مروروابصليبيته ثم تنويره وصولا الىكولونيته وما بعد كولونيته (الحربان الكبريان17و38)، الى أن حط عصاه في حروبه الحضارية الابادية الجديدة على الشرق منذ التسعينات الى اليوم المتمثلة في التحالف (التوراتي - البروتستانتي - الاستعماري الجديد) (الأورو - أطنلطني) التي سنراها على الأرض في سينارياوهات( ساركوزي - أوباما براون ميركل) لضرب ايران واستأصال شأفة طالبان، بنفس أكذوبات ضرب العراق ولبنان بالأمس القريب، ولقد عودنا الغرب على ثراء وسعة مخياله لايجاد تسويغات لا تنتهي لحماقاته، سواء باسم ارباب السماء (التوراة والعهدين القديم والجديد)، أوآلهات الأرض التنويريين الديموقراطيين العلمانيين؟؟

 

 ربعا - خصوصية ملحمة الابادة في الحضارة الغربية من دون سائر الحضارت الهمجية (3) مثل المغول والتتار ابان مراحل بدائيتها، والتي تحولت الى حضارات مشرقة في ما بعد، وأصبحت حضارات مسالمة، مثل حضارات آسيا الوسطى المنحدرة من هذه العرقيات الهمجية، والتي مورس عليها لاحقا أشرس أنواع العنف الفرنسي والبريطاني والبرتغالي والهولاندي، في الصين والهند واندونيسا وماليزيا ومنشوريا والهند الصينية (الفيتنام لاحقا) وسريلانكا والملايووالفلبين وسنغافورة وأفغانستان وشعوب الأورال وطشقند وكازاكستان واذربيجان والشيشان، وغيرها..

 

للبحث صلة

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1184 الاربعاء 30/09/2009)

 

 

في المثقف اليوم