قضايا وآراء

ثقافة الطفل تحتضر في العراق / زيد الحلي

 هو نواة لرجل واع، ولا تبنى المجتمعات الراقية والمتينة إلاّ ببناة يحملون وعيهم نبراساً لمستقبل زاهر .. أليس الطفل نبة نقية تبحث عن أرض نقية صالحة لاحتضانه ؟

ومع الاعتراف بأن أدب الأطفال وصحافة الطفل لم يمض على ظهورهما عالمياً إلاّ عقود قصيرة من الزمن حيث يؤكد المختصون بأن كل الآداب العالمية تخلو من أدب الأطفال حتى الى ما قبل القرون الثلاثة الأخيرة، وهي الفترة التي أعقبت عصر النهوض والتنوير في أوربا وتقف فرنسا على رأس الدول التي اهتمت بأدب الأطفال ثم أعقبتها بريطانيا وحذت حذوها بلاد أخرى .

 وقد أشارت مجلة "الرسالة" المصرية في عددها الصادر يوم 2 شباط عام 1947 إلى إن بين أعوام 1747ــ 179 ظهر في فرنسا رجل كتب أدبا جديداً موجهاً للأطفال تخفى تحت أسم (صديق الأطفال) امتازت كتاباته بالسهولة والعمق وقد شجعه الإقبال الشديد على تلك الكتابات على إن يبادرعلى إنشاء أول مجلة خاصة بالطفولة اسماها (صديق الطفولة) .

وتأسيساً على ما تقدم يمكن القول ان أدب الأطفال يعتبراً جديدا على التراث الثقافي العربي بأستئناء ما كان تردده أمهاتنا من ترنيمات وحدودات لتنويم الأطفال او ترقيصهم، وتلك الترنيمات ربما تهم متابعي الفولكلور أكثر من دراسي الأدب .

لكن اللافت إن العراق الذي سبق العديد من أقطار الوطن العربي في خوض غمار ثقافة أدب الطفل نجده يشهد تراجعاً ملحوظاً في هذا الميدان الإبداعي لا سيما في الفترة الأخيرة بعد ان كان سباقا في ولوج هذا الميدان من خلال إصداره العديد من المجلات الرائدة في ثقافة الطفل، ولعل من المفاجأة القول ان أول مجلة للأطفال في المنطقة ظهرت ببغداد .. ففي تشرين الثاني من عام 1922 أي عقب تأسيس الحكم الوطني صدرت مجلة (التلميذ العراقي) ووزعت في المكتبات إلى جانب الصحافة السياسية، ولم تمض سنوات قليلة حتى صدرت مجلة ثانية بذات الاتجاه تحت عنوان (الكشاف العراقي) وأعقبها صدور مجلة باسم (المدرسة) ثم مجلة رابعة باسم (الطلبة) وبعد ذلك صدرت مجلة خامسة حملت اسم (الفتوة) ثم مجلة (دنيا الأطفال) و (الجيل الجديد) و (الأم والطفل) و.. و .. وكل تلك المجلات صدرت خلال الأعوام (1922 ــ 1950)

كما ان اللافت إن جيل العشرينات وما بعدها من مثقفي العراق أدركوا بمسؤولية وطنية عظيمة أهمية ثقافة الطفل في العراق لا سيما الشعراء الكبار وكانوا على قناعة تامة بان الطفل والفتى يدخل ميدان الحياة وهو مغمض العينين لكنه بمثابرة رموز المجتمع يخرج من ذلك الميدان وهو مبصر العينين .

ومن الشعراء العراقيين الذين كتبوا للأطفال جميل صدقي الزهاوي، مصطفى جواد، ومحمد رضا الشبيبي والكاظمي وغيرهم .

كما أن الشاعر الكبير معروف الرصافي كتب للأطفال ديوانا شعريا بعنوان" تمائم التربية والتعليم" ضم مجموعة من القصائد والأناشيد والمقطوعات الشعرية الطفولية ذات الأهداف التربوية والتعليمية والتهذيبية..

 فإلى أولي الأمر من مسؤولي الثقافة في بلدي والى مثقفينا أتوجه بالسؤال البريء التالي: أين نحن الآن من ذلك؟

ولا أظن إنني سأستمع إلى إجابة تريح الفؤاد، لكن قبل الخوض في مناقشة موضوع ضياع ثقافة وأدب الأطفال في العراق، أقف معتذرا لسهو غير مقصود بدر مني، حين بعثتُ للنشرالى صحيفة (الزمان) قبل أسابيع قليلة مقالة عن كتّاب أدب الأطفال في العراق وأسهبت في الحديث عن كاتب مجد ومبدع في كتابة قصة الأطفال هو الكاتب " شفيق مهدي" لكن قلمي شطح إلى ذكر أسم مبدع آخر هو الصديق العزيز " شفيق المهدي " ولولا إنتباهة الأستاذ كرم نعمة مشرف صفحات (ألف ياء) في الصحيفة الذي أوقف نشر الموضوع لكنتُ وقعتُ في هوة الجهل ونسبتُ جهد هذا الصديق إلى الآخر وبالعكس لكن من حسن الطالع ان موضوعاً آخر كان جاهزاً للنشر عن الكاتب شفيق مهدي لدى الأستاذ كرم نعمة بقلم طلال حسن (نشر في الصحيفة يوم 19 / 12 / 2011) فجعل أنفاسي تهدأ قليلاً، فأنا أعرف ان القارئ من الممكن ان يسامح الكاتب ان اخطأ بمعلومة بسيطة او ذهب بخياله الى واقعة تخيلها عقله الباطن، لكنه لا يغفر أبدا لكاتب يتحدث عن نهر الراين فيما ان قاربه يبحر في نهر النيل !!

إن الخطأ يترسخ في ذهن القارئ أكثر من الصواب، لذلك يجب على الصحفي أن يدقق فيما يكتب، ولا يخرج كتاباته الى الضوء إلاّ بعد ان يغربلها ويوزنها بميزان دقيق وحساس !

 

حديث مع فاروق يوسف

 وفي العودة الى الغياب الملحوظ لثقافة الطفل في العراق أشير إلى إن ذاكرتي لا تزال تختزن حديثي مع صديقي الزميل فاروق يوسف أحد أبرز من كتبوا للطفولة في العراق وتبوأ باقتدار مهني مشهود سكرتارية تحرير دار ثقافة الأطفال في العراق فترة طويلة، عندما كلفته بالإشراف على صفحات "الجيل الجديد " التي أنشأتها في الملحق الأسبوعي لصحيفة (الثورة) العراقية في ثمانينيات القرن المنصرم حين كنتُ مسؤولاً عن تحريره، حيث قال لي في معرض نقاشاتنا لبلورة مشروع اول صفحات للطفولة في الصحيفة ان التوجه للطفل أكثر صعوبة من التوجه للكبار فالطفل بفطرته وغريزته يحس بالأشياء أكثر من غيره، ثم طالبني الزميل فاروق بالتريث في تنفيذ فكرتي لحداثتها في تلك المدة، لكني ألححت عليه بضرورة تنفيذ صفحات خاصة بالطفولة في الملحق الأسبوعي للصحيفة ووافق الرجل، وأعطيته صلاحية استكتاب من يريد من الكتاب المهتمين بالطفولة وقد نجحنا في إضافة نوع من صحافة الطفولة بكل براءتها وشفافيتها الى صحيفة عُرفت بجديتها وبعدها عن حكايات الأطفال ورسوماتهم، وقد نالت صفحات (الجيل الجديد) اهتمام الصغار والكبار ... فللزميل فاروق يوسف الذي ترك عالم الطفولة وأتجه إلى النقد التشكيلي، تحية متأخرة بعد ثلاثين .. عاماً!

وفي نظرة الى صحافة وأدب الطفل في عراق عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي نجد ان مجلة رائدة هي مجلة (التلميذ العراقي) سعت الى تقديم حكايات قصصية تتناغم مع ذهنية الطفل بشكل حضاري موزون كما نشرت مقالات تربوية تؤكد على ضرورة إعطاء مساحة مقبولة للطفل في حرية المبادرة وتحقيق ذاته في حين ما نراه اليوم من كتابات للطفولة تشجع على الطيش والتشرذم والخرافات !

 وبهذا الصدد أقول ان كتاباً مبدعين أثروا ثقافة الطفولة في العراق، لكن من توفاهم الله، اندرست أسماؤهم ولم نجد لهم اثرا إلا عندما يقع في أيدينا احد آثارهم، فنتذكرهم بالحسرة والآهات، اما من بقي منهم على قيد الحياة (دعواتنا لهم بطول العمر) فنشعر انهم تركوا ثقافة الطفل وكأنهم مارسوها مرغمين !!

ولكتاب الأمس واليوم من المهتمين بثقافة الطفل في العراق، اذكر لهم ما مررت به مؤخراً من حالة أثناء توجهي إلى مكتبتي لإعادة تبوبها وحذف وفرز الكتب التي أريد الاحتفاظ بها او التي انوي إهدائها للأصدقاء لانتفاء الحاجة منها، وهي عادة سنوية أقوم بها عند نهاية كل سنة واستقبال أخرى .. ألاّ تستحق مكتباتنا زيارة ود لإعادة إحيائها وإزالة ما اعتراها من كتب القراءة الواحدة ؟

وفي أثناء ذلك الواجب (المكتبي) لاحظتُ إن رفوف المكتبة ضمت عشرات المؤلفات من قصص ومأثورات وأشعارا لمبدعين عراقيين وعراقيات .. كتب تتوجه للطفولة من منظور حضاري واسع المدى آخذة بنظر الاعتبار تطور العصر وحداثة التفكير وسرعة تنقل الوعي الطفولي، وهو وعي يمثل قلب الحياة النابض ولهفة الحب ولمسة الحنان، أذكرها على سبيل الحصر فهي ذرات رمل من صحراء واسعة المدى : كتاب (الخطأ القاتل) لميسلون هادي و(رسالة من نمر صغير) لعبد الاله رؤوف و(صانعو الدمى الثلاثة) لأمل منصور و (الصندوق العجيب) لعزي الوهاب و(معركة الخنجر الذهبي) لكريم العراقي و(مطاردات شيبوب) لمنذر كريم و(ساكن النجوم) لمها محمد وترجمات لمنى سعيد الطاهر ويقف كتاب الكاتب جعفر صادق محمد، (قصص الأطفال في العراق 1969 ـ 1979) في مقدمة المصادر التي تضيء لحركة ثقافة الطفل في العراق ..

 

 ماذا قرأ حفيدي؟

ولعل كتاب (مائة قصة وقصة) لشفيق مهدي الصادر في العام 1993 الذي وجدته في مكتبتي ما يدلل على استقرائية عميقة الجذور لفهمه لدور التوجيه الأخلاقي غير المباشر للطفولة وانعكاس هذا التوجيه على سلوكية الطفل، فالطفل هو أمل والديه وأمل محلته وأمل مدينته وأمل وطنه وإذا كانت سلوكيته تتماشى مع الحس الإنساني البعيد عن إرهاصات العنف فأنه سنبلته ستعطي قمحا نقياً ..

وقد تمتعتُ بقراءة الكتاب، مثلما تمتع به حفيدي، الذي عرضتُ عليه هذا الكتاب وطلبت منه قراءته وبعد فترة قصيرة جاء إلي مهرولاً طالباً قصصاً أخرى مطابقة لما قرأه قبل لحظات، وفي ظني ان شفيق مهدي حمل راية أدب الطفولة من خلال سعة مداركه لأهمية هذا النوع من الأدب .

وبالعودة الى كتابات شفيق مهدي وشغفه بأدب الطفل وحكايات الدعة والمحبة التي غلبت معظم كتاباته الشعرية والقصصية، أقول ان تلك الكتابات لم تكن عملا عشوائيا بل كانت عملا خاضع لقدر ممنهج واضح المعالم من التخطيط فالطفولة عند ه هي الحرية بأجلّ معانيها والطفل في منظوره هو نبع الحرية الحقيقية في الحياة قبل ان تكبله التقاليد بقيودها الثقال ..

وسار مهدي في فهمه للطفولة والكتابة عنها على ثلاثة أبعاد هي (أدب للأطفال أي ما يصدر عن الكبار المهتمين بالطفل وتثقيفه سواء أكان عملاً أدبياُ يقرؤه الطفل أو يسمعه أو يتلقاه من خشبة مسرح أو شاشة التلفاز أو السينما . الخ .

والأدب عن الأطفال، أي ما يصدر عن الكبار في صورة دراسة عن أدب الأطفال، عن كتبهم وقصصهم ومجلاتهم ومسرحياتهم وعن اللغة التي يخاطبون بها او المحتوى الأدبي الذي يوجه إليهم .

وأدب الأطفال : أي ما يصدر عن الطفل نفسه مما يمكن ان يعد أدبا، سواء أكان كلاما يقال في موقف من مواقف الحياة او نصا من نصوص الشعر او النثر منظوما او مكتوبا)

 هذه الإبعاد حددها الكاتب مهدي في رؤاه للطفولة، وتلك الأبعاد تلمستها من خلال نتاجاته المهمة في أدب الطفولة..

وتعدى اهتمام مهدي بالطفل إلى توفير المعلومة العلمية المبسطة إلى الطفل من خلال لغة سهلة لكنها متينة ويقف مثالاً على ذلك كراسه المصور المعروف (المتحجرات) الذي ضم صورا لأقدم أشكال الحياة ..

وما دام الحديث عن شفيق مهدي وعن أدب الطفل، فأن الإنصاف يقتضي القول ان أدب الطفل يمر الآن بأزمة جودة رغم ما تقذف به المطابع من كتب تدعي لانتسابها لأدب الطفل بعد ان أبتعد فرسان كتاب الطفولة عن الميدان تاركين الحبل على الغارب لمدعي ثقافة الطفل ... وهنا يحضرني قول للأديب العربي د.عبد العزيز المقالح في مقال له قارن فيه مستوى الاهتمام في الوطن العربي في كتب وثقافة الطفل ومستوى اهتمام الغرب وهو قول بقيّ متجذراً في ذاكرتي حيث ذكر ما معناه إن الفارق هو في الأسس، في الجوهر لا في التفاصيل أو القشور، وقد أستمر كتاب الطفل في أوربا يتطور ويرتقي شكلاً ومضمونا حتى وصل إلى ما وصل إليه حاليا، وأصبحت بعض هذه الكتب مثل تحف نادرة في إخراجها وفي دقة الإشراف على إعدادها ولا يكاد يساويها في الأهمية عند الطبع والتصوير سوى أوراق العملة او بعض طوابع البريد، وكل ذلك حرصاً على الطفل وحماية لأفكاره ومشاعره ..!

 

نماذج من كتاباته

إن شفيق مهدي في كتاباته للطفل يؤكد ان غياب (البطل) عن مسرح أفكار الطفل أو الفتى يشكل أزمة خطيرة لأن " البطل " في النهاية هو صورة تعكس المستقبل والاكتفاء الذاتي وتحقق الهدف بامتياز وتباه، ومرد قناعته تلك جاءت من معرفته لحاجة الأطفال الى خلق " أبطال " والتشبه بهم وبأسلوبهم، تحفز مخيلتهم على ابتكار عوالم خاصة، فنراه يكتب قصصاً تلونها الأسطورة لكنها قريبة من (المثال) المرجو ثم يتراجع بها حتى تلامس الواقع وتؤثر في التصرف الإنساني ..

في كتاباته، كان شفبق يؤكد ويرسخ في أذهان القراء من الفتية وغيرهم بأن العالم بأعماقه وفي ضميره، وحدة ليس وحدة مذهب او لون او طائفة ولكنه وحدة الإنسان ليتعاون مع الإنسان .. وحدة الناس ليتعاونوا مع الطبيعة .

وكان له بؤرتا نظر، أحداهما تجمّع الخارج كله في حرارة رغبة وفي لهب أمنية .. والثانية تحرر الداخل وتكشف الطلاء الذهبي للخارج، وهو يسعى ليكون في عطائه سامقاً وان يجد صداه في المجموع وان يكون قريباً من الجمهور حتى يبقى الوفاق بينه وبينهم مستمرا

والفتى عندما ينتهي من قراءة رواياته، يشعر بأن الكاتب لا يفكر بعقله فقط، لا يلفق، لا يجمع فكرة من هنا وفكرة من هناك، ليؤلف من ذلك كله كتاباً بل يسر اليه بأحاسيسه، يناجيه، يحدثه عن الكلمات حديث الصديق عن صديقه، حديث العائق عن معشوقه .. بين شفيق وكلماته ألفة وصحبة وحباً وهو لذلك يعرف شخصيتها حق المعرفة .

بكلمة : ان شفيق مهدي وزملاء جيله ظلوا أمناء على أسلوبهم الحدسي في الحياة والإبداع، فأعفونا من التفلسف، وحسناً فعلوا، فالعبارة عندهم موحية، والمبدع يوحي لا يبسط !

ومن قصص شفيق مهدي ذات البعد التربوي :

 

(خمسة عصافير جائعة، رأت أربع حبات شعير .. التقط العصفور الأول حبة ..التقط الثاني حبة .. التقط العصفور الثالث حبة ..

لم يلتقط العصفور الرابع حبة، بل تركها للعصفور الخامس !)

 

         *****

(حلمتُ حلماً غريباً .. تصارع دبان . ركض دب ورائي عندما رآني، وأراد أفتراسي، ركض الدب الآخر وراءه ومنعه من ذلك .

عرفت حينئذ ان هناك دببة طيبة ايضاً)

   

         *****

(قالت الفراشة (نهى)، لصديقتها الفراشة (مها) :

ـــ اذا رأيت وردة حمراء، فسأحط عليها .

قالت (مها) :

ــــ وأنا سأحط على وردة بيضاء ..

بعد قليل، حطت الفراشتان الصديقتان على وردة واحدة لونها .. وردي !)

 

        *****

(شعرت القرنفلة " فلفة " ببعض الضيق، عندما شاهدت باقة جميلة جدا، من القرنفل الصناعي، وضعت بالقرب نتها .. لكن الضيق الذي شعرت به " فلفة " قد زال، عندما حطت عليها فراشة لطيفة !)

 

        *****

(سقطت ورقة العنب، من كومتها بالقرب من عين قنفذ فأغمضها بسرعة .. قالت الورقة بلطف :

ـــ لماذا أغمضت عينيك ؟ أنا لا آذيك !

ابتسم القنفذ، وفتح عينيه، لكنه أغمضها أيضا، استعدادا للنوم)

        *****

 

(روى البعير طرفة، فضحك الجواد أولا، ثم الخروف وبعدها الأرنب .. وعندما ضحك البلبل طرب الجميع وصفق له ..

ولكن عندما ضحك الأسد، سكت الجميع احتراما لزئيره)

 

          *****

 

(ظل (اوس) يبحث عن ظله ثلاثة، ولم يعثر عليه .. هل تعرفون السبب ؟ الأيام الثلاثة الماضية كانت غائمة، والظل لا يظهر إلاّ في اليوم المشمس)

 

 

 

 

في المثقف اليوم