قضايا وآراء

فلسفة الهوية العراقية (1-3) / ميثم الجنابي

بحيث جعلت منها مصدر الإرادة والمساعي الجلية والمستترة لمرامي الإنسان وغاياته الفعلية. ويكفي المرء تأمل تاريخ الأفراد والجماعات والأحزاب والحركات السياسية والاجتماعية والأمم لرؤية الحقيقة البسيطة القائلة، بان عظمة أو دناءة كل منهم تتوقف بصورة شبه تامة على همومهم الفعلية. فالهموم هي مؤشر على همتهم جميعا وتعبر في نفس الوقت عن مستوى ارتقاء الأفراد والأمم. وتوحد الهموم هو مؤشر ظاهري على وحدة الأمم، وتوحيد همتها هو مؤشر فعلي على وحدة الأمة.

من هنا يمكننا القول، بان وحدة الهموم هي تعبير عن وحدة الأمة، كما أن قدر هذه الهموم يعكس قدر الوحدة نفسها. بل يمكن الجزم، بان من المستحيل بناء ثقافة كبرى بدون هموم مشتركة كبرى. وأخيرا يستحيل بناء هوية من أي طراز كانت دون وجود هموم مشتركة. فبالهموم تصنع الهوية، بما في ذلك الوطنية والقومية.

غير أن الهموم الكبرى والصغرى هي على الدوام الصيغة المعنوية للتاريخ السياسي والاجتماعي. ومن الصعب توقع هموما كبرى في ظل حالة سياسية واجتماعية متدنية. الأمر الذي يجعل من مهمة تحويل مختلف الهموم إلى همة سياسية – اجتماعية تعي الواقع وإشكالاته برؤية مستقبلية تعتمد مقاييس التحرر والتقدم، هو الشرط الضروري لصنع الهوية الوطنية والقومية السليمة. وهو شرط له مقدماته التاريخية – الثقافية.

فللهموم الكبرى تاريخها، بل هي الجزء الأكثر عضوية في تاريخ الأمم والثقافة. ولا يمكن توقع تاريخ للهمم الكبرى خارج الذاكرة التاريخية ومخزونها المادي والمعنوي. فهي لا تظهر من فراغ.

من هنا أهمية السؤال النظري والعملي المتعلق بكيفية إعادة ترتيبها في الوعي الاجتماعي والسياسي بما يخدم بنية الرؤية الثقافية. فهي الحصانة الكبرى لتحويل هموم الهوية نفسها إلى موضوع الهمة السياسية والاجتماعية لمختلف القوى العاملة من اجل بناء الدولة الشرعية والمجتمع المدني المعاصر في العراق. ذلك يعني أننا نقف أمام مهمة إعادة ترتيب هموم الهوية في العراق بما يخدم إمكانية بناء نظامها المعقول ضمن مقاييس ومعايير الثقافة الذاتية.

إن هموم الهوية العراقية المفترضة هي أولا وقبل كل شيئ منظومة. ومن هذا المنطلق ينبغي تأسيسها استنادا إلى جذور الثقافة العراقية، بوصفها ثقافة رافدينية – عربية – إسلامية. فالتاريخ العراقي هو بمعنى ما تاريخ الهموم الكبرى، بدأ من الطوفان وملحمة جلجامش وانتهاء بمآسيه المعاصرة. وقد لا نحب نحن أيضا المآسي، ولا نرغب في أن تكون جزءا من تراثنا الروحي، إلا أن ذلك يفترض التنصل من التاريخ نفسه ونزع الهوية المتراكمة تاريخيا في الشخصية العراقية التي أبدعت على مثالها نوعية همومها الكبرى والصغرى.

فالهموم الكبرى هي على قدر أصحابها. وهي التي تصنع سبيكة الإرادة ومراميها ومستوى الاستعداد للتضحية من اجلها. وهي أمور تغلغلت في كينونة العراق منذ أن أصبح ميدان ظهور الخلافة العربية الإسلامية، أي منذ بداية تكون الوعي الذاتي العربي بمعناه الثقافي. حينذاك تحول العراق من جديد إلى موطن الخلاف والفرقة والفتن. وطبع ذلك كيانه التاريخي بصبغة غامقة اقرب إلى الدكنة السمراء. أرضه "ارض السواد" وشعبه شعب الخلاف والفتن بمختلف أصنافها وأنواعها. وهي حالة تعبر عن مستوى الوحدة الخفية للعقل والوجدان في تعاملها مع الأحداث والظواهر. وليس هنا من تمجيد لما جرى ولا رفع شأنه، بقدر ما هي إشارة إلى أن ولع العراقيين بالصراع يعكس مستوى الهموم الرفيعة التي ميزت وجودهم التاريخي. وهي هموم تجعل من الانتصارات والهزائم، والتضحيات والخيانة، والأفراح والماسي مرجعيات كبرى للتاريخ والثقافة. لهذا كان من المستحيل بناء أهرامات حجرية في العراق، ولكن كان من الممكن بناء ما هو اشمخ منها في ميدان الروح. وليس مصادفة أن يتحول تاريخه منذ "بدء الخليقة" إلى ارض ما بعد الطوفان. ففيه احترق العالم وفيه ظهر للوجود من جديد. وفيه كانت تتكامل رؤية الأبعاد المتميزة لوعي الذات على أنها جزء من هموم الحق والحقيقة لا مجرد فرضية ضيقة من فرضيات الأنا العرقية. وليس مصادفة أن تختار الأطراف الأولى للصراعات الدامية العراق ميدانا للتعبير عن همومها الدنيئة والمتسامية، الكبيرة والصغيرة. وان تظهر بأثرها معالم الرؤية المتراكمة عن الهوية العراقية - العربية – الإسلامية. فقد نقلت إليهم عائشة وأعوانها "قميص عثمان". وتحول إلى صيغة مادية ومعنوية للخلاف والفرقة والفتنة. وهي الراية التي تلقفها معاوية لاحقا. بعبارة أخرى إن تحول العراق إلى مصدر الخلاف والفتن ليس إلا المظهر الخارجي لدفاعهم عن الحق والحقيقة. فعندما اختلف، على سبيل المثال، أهل العراق فيما بينهم حول قضية الموادعة مع أهل لشام في حرب الإمام علي بن أبي طالب مع معاوية، قال الإمام فيما قاله بهذا الصدد: "كنت بالأمس أميرا، فأصبحت اليوم مأمورا. وكنت ناهيا فأصبحت اليوم منهيا، فليس لي أن أحملكم على ما تكرهون". حينذاك رد عليه أحد اتباعه، كردوس بن هانئ قائلا: "والله ما تولينا معاوية منذ تبرأنا منه، ولا تبرأنا من علي منذ توليناه. وان قتيلنا لشهيد، وان حينا لفائز، وان عليا على بينة من ربه. وما أجاب القوم إلا إنصافا، وكل محق منصف".

أو ما قاله عثمان بن حنيف (أحد عمال علي  على البصرة) "إن أهل الشام دعوا إلى كتاب الله اضطرارا فأجبناهم إليه اعتذارا. فلسنا والقوم سواء. إنا والله ما عدلنا الحي بالحي، ولا القتيل بالقتيل، ولا الشامي بالعراقي، ولا معاوية بعلي". وعندما رد عبد الله بن عباس على عمرو بن العاص، كتب يقول:"إن كنت تريد الله فدع مصر وارجع إلى بيتك. فإن هذه الحرب ليس فيها معاوية كعلي. بدأها علي بالحق وبدأها معاوية بالبغي. وليس أهل الشام فيها كأهل العراق: بايع أهل العراق عليا وهو خير منهم، وبايع أهل الشام معاوية وهم خير منه. ولست أنا وأنت فيها سواء".

ومن الممكن الإتيان بمئات أخرى من العبارات، التي تفوه بها مختلف الأشخاص وفي مختلف المناسبات والمراحل. وفيها جميعا نرى صيغا متنوعة للهموم المشتركة في "رفعة الأنا" الداعية للحق والحقيقة والمستعدة للتضحية من اجلها. وفيها نعثر أيضا على ما يمكن دعوته بطبيعة الهمة العراقية في موقفها من الانتماء للحق والثبات عليه والتضحية من أجله. بعبارة أخرى أننا نعثر في قلق الهموم الكبرى على همة اجتماعية وسياسية وأخلاقية جعلت العراق تاريخيا موطن الخلاف والشقاق. وليس مصادفة أن تظهر فيه منذ البدء خلافات الخوارج والشيعة والقدرية والمرجئة والمعتزلة والاشعرية ومدارس اللغة البصرية والكوفية ومدارس التأويل والتفسير والفقه، أي كل ما يشير إلى طبيعة الهموم الراقية إلى مستوى إدراك قيمة الخلاف. وهو إدراك طابق من حيث مقدماته الثقافية ونتائجه بين الهموم والهمة وأعطى لها أثرها الهائل بالنسبة لترسيخ تقاليد الحرية والإبداع. كما وجد انعكاسه أيضا في قسوة الاستبداد والبطش أيضا، بوصفها الصيغة المباشرة والسطحية في مواجهتها لعمق الروح المتمردة على مظاهر الظلم والقهر والجور. فقد جربت الأموية كل نماذج القسوة الممكنة من اجل اقتلاع روح التمرد أو تحويلها صوب الاستعداد لقبول الرشوة والابتزاز. إلا أنها تعرضت للفشل. فقد تفوه معاوية يوما بكلام مضمونه يقول، بان الرجل حالما يقبل المنحة، فانه يفقد إرادته وعزته. بينما أعطى الحجاج بن يوسف الثقفي للعبارة القائلة، بان أهل العراق هم "أهل الشقاق والنفاق" معنى يناقض مضمونها التاريخي والثقافي والسياسي. فقد أعجزته محاولات القمع والتنكيل والقتل عن ثني إرادتهم. وعجزت سجونه الممتلئة بالرجال والنساء أن تؤدي لغير نتيجة واحدة كانت تتكرر على الدوام ألا وهي  – البقاء للحق والحقيقة والفناء لمن يخالفهما. وهي نتيجة كانت تتراكم في الوعي العراقي وبلورة هويته الخاصة، باعتبارها هوية ثقافية رقيقة وشفافة كالحياة. وفي هذا مصدر قوتها وإثارتها الدائمة، التي أبدعت في الواقع اغلب الإنجازات الكبرى للحضارة العربية الإسلامية. وليس مصادفة أيضا ن تتوجه الضربات الشديدة له بدء من التتر - المغول وانتهاء بالسيطرة التركية العثمانية و"قرونها المظلمة". فهي المرحلة التي أنهكت العراق بصورة شبه كلية وسحقت كل مكونات استقلاله الذاتي. إلا أن ركام الحطام التاريخي كان يجثم على كنوز كبرى، سرعان ما أخذت تتضح للعيان مع أول بوادر بحث مستقلة منذ عشرينيات القرن العشرين. فهي المرحلة التي بدء فيها العراق يزحف للمرة الأولى من اجل الانتصاب والوقوف على ساقيه.

فقد كانت مرحلة نشوء وبناء الدولة العصرية عملية غاية في التعقيد من حيث مكوناتها الداخلية والقوى الخارجية المتحكمة فيها آنذاك. وهي عملية تبدو سهلة من الناحية الظاهرية، لأنها كانت نتاج "مساومة" تاريخية بين مستوى متدن من تطور العلاقات الاجتماعية وانعدام شبه لمؤسسات الدولة من جهة، وقوة أجنبية (بريطانية) قاهرة آنذاك من جهة أخرى. وأدت هذه المساومة إلى أن تتخذ صورة الدولة الملكية "المستوردة". وهو تناقض حاولت الملكية العراقية حله إلا أنها تعرضت للفشل. ووضع انقلاب الرابع عشر من تموز عام 1958 حدا لها. إلا انه فتح الأبواب العريضة أمام صعود ومغامرات الراديكالية السياسية، التي تجسدت لاحقا في سلسلة انقلابات تتوجت باستحكام الدكتاتورية البعثية – الصدامية. ولم تكن هذه الأخيرة في الواقع سوى المسخ الجديد الذي جسد بصورة نموذجية تقاليد "لقرون المظلمة" في "عقود مظلمة".

لقد أدت الراديكالية السياسية البعثية في العراق إلى إنتاج فرانكشتين صدامي جمعت أعضاءه ونسيجه من مزبلة الحثالات الاجتماعية والهامشية السياسية والثقافية. أي من مكونات هي في الواقع خارج التاريخ العراقي بالمعنى الدقيق للكلمة. مما أدى إلى إنتاج نسخ متنوعة لهذا المسخ يمكن أن نطلق عليهم اسم فرنكشتينيات جهوية فئوية طائفية، استباحت العراق بكافة الميادين والمستويات والاتجاهات. بحيث أدت إلى إهدار هويته التاريخية والثقافية والاجتماعية، واستعاضت عنها بهوية مزيفة انفجرت كالفقاعة. وهي نهاية طبيعية، وذلك لأنها لم تكن في الواقع اكثر من هوية جزئية وتقليدية عابرة! وهي نتيجة ارتبطت بصورة عضوية بطبيعة الهامشية الاجتماعية والثقافية وحتى الجغرافية للقوى الحزبية المغامرة. من هنا كانت أفعالها الرئيسية والفرعية والعامة والجزئية تصب في إفراغ الكيان العراقي من همومه الكبرى وتوجيهها صوب الهموم الصغرى، وبالتالي إفراغ هويته من معنى الهمة الاجتماعية والسياسية والشرعية والدولتية. مع ما ترتب عليه من آثار مدمرة بالنسبة لتمزيق النسيج المادي والمعنوي للفرد والمجتمع والمؤسسات. لكنها تجزئة كانت وثيقة الارتباط بطبيعة التوتاليتارية البعثية، التي جعلت من همّ السلطة الهم الشاغل لكل موجود. مما أدى بدروه وتؤدي هذه الممارسة إلى صنع هموم خارج التاريخ، لأنها تحاصر الفرد والمجتمع بهموم العيش اليومي والتخفي من مراقبتها والتملص  من مضايقاتها والتخلص من انتهاكها والتشفي من مؤسساتها والانتقام المعنوي والمادي من كل ما يعود لها. والكل يعود لها. ما يؤدي إلى إنتاج نفسية تدمير الهوية عبر صنع الهموم المخربة.

وهي حالة وثيقة الارتباط بطبيعة المنشأ الاجتماعي والثقافي والهامشي للدكتاتوربة. فمن الناحية "السياسية" لم تكن كلمات "الكادحين" و"الشغيلة" و"العمال" و"الفلاحين" و"المضطهدين" سوى الصيغة الدعائية والأيديولوجية للهامشية الاجتماعية في العراق. وهي الصيغة التي جرى توظيفها في الحركات الراديكالية بالطريقة التي تجعل منها أسلوبا لتبرير المغامرة السياسية والانقلابات العسكرية. وسرعان ما اتخذ مضمونها أبعاده الفعلية بعد الاستتباب النسبي في مؤسسات السلطة. إذ لم تكن هذه القوى في العراق سوى قوى الأطراف والهامشية بالمعنى الاجتماعي والسياسي والثقافي والجغرافي أيضا.

غير أن خطورة الهامشية الاجتماعية - الثقافية - الجغرافية تقوم في قدرتها الهائلة على التهميش الشامل كشكل من أشكال التعويض عن نقصها العضوي. من هنا نقل كل مميزات الهامشية إلى الدولة والمجتمع. فقد كان من الصعب رؤية وجه مليح بين "رموز" السلطة في العراق. ففي "رمزيتها" كانت اقرب إلى الأشباح والأموات. إذ لا شيئ يميزهم في الواقع عن الوجوه البشرية غير ملامح القسوة والعنف والإكراه والغطرسة والجشع والخيانة والغدر وانعدام المروءة. فقد كان كل منهم تجسيدا متميزا للرذيلة. وبالتالي لا هوية فيهم غير انعدام الهوية التاريخية للعراق وثقافته العريقة. وهي نتيجة "طبيعية" للقوى الهامشية التي تفتقد للتاريخ والذاكرة والهوية. بمعنى انه لا هوية راسخة فيها لغير الانتماء إلى هامشية سافرة، مركزها الوحيد هو عبودية الغريزة. وهو أمر جعلها تفتقد بالضرورة لإدراك قيمة الهوية. من هنا كان سحق الهويات الأخرى هو أسلوب وجودها المادي والمعنوي. ومن هنا أيضا ظاهرة تفريغ التاريخ العراقي من محتواه الفعلي، وتبديل أسماء المدن والشوارع ومجاري الأنهار والبحيرات وتجفيف الاهوار. بل واستبدال قواعد اللغة وأولوياتها كما كان الحال بالنسبة لمحاولة إزالة الألف واللام من الألقاب عندما استشرت وتكشفت ظاهرة "تكريت" وراء "رموز" السلطة في كل مكان. وعوضا عن الهوية العراقية جرى تصنيع "هويات" عديدة للجيش والشرطة وأجهزة الاستخبارات والقمع المتنوعة وغيرها من "الهويات"، التي لم تعد أكثر من "بطاقة" تعطي للمرء "مكانته" في السلطة، ومن ثم في كل مكان! وهي "هويات" جزأت الهوية العراقية وجعلت منها ذرات متناثرة في أجهزة القمع والاستهتار السافر في كل شارع ومحلة وقرية ومنطقة ومدينة. وأصبحت "هوية" العراق بارزة فقط من خلال صور الدكتاتور المتنوعة وتماثيله الباهتة والممقوتة بقدر واحد. 

لقد كانت الحصيلة النهائية لتجزئة وتهميش وتخريب الهوية العراقية من خلال تجزئة وتهميش وتخريب الهموم الكبرى عند الفرد والمجتمع والدولة إلى صنع "هوية بلا حدود"، أي هوية بلا هوية والاستعاضة عنها بحدود غير محدودة على حرية الإنسان والمجتمع. وهي عملية تؤدي بالضرورة إلى زوال التوتاليتارية نفسها. إذ أن تخريب الهوية هو تخريب أسس وبنية الوجود الفعلي للدولة والمجتمع. وهي حالة يلازمها أيضا صنع رخويات سرعان ما تنهار بعد أن كانت تبدو ظاهريا غاية في القوة والتماسك.

لقد أدت نتائج المرحلة الدكتاتورية وسقوطها الفاضح إلى نتيجة غاية في الجلاء يقوم فحواها في التدليل للمرة الأخيرة على أن الخروج على منطق التاريخ الذاتي والاستعاضة عنه بقيم هامشية أيا كانت مظاهرها سوف لن يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى نتيجة واحدة وهي الفناء والزوال. غير أن هذه النتائج كشفت عما في إشكالية الهوية من تعقيد واثر بالنسبة لمفهوم الدولة والسلطة والمجتمع والثقافة والمستقبل.

***

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :1999 الخميس 12 / 01 / 2012)

 

 

في المثقف اليوم