قضايا وآراء

التيار الجهادي في تونس النشأة .. المواجهة .. المستقبل / أحمد النظيف

 المحضن الطبيعي الذي يمكن أن تولد فيه هذه الأفكار وخاصة أيام مؤسسها الشيخ حسن البنا وحرب فلسطين 1948 كما شكلت الضربة الأمنية التي تلقتها الجماعة إبان الحقبة الناصرية وأجواء السجون ودهاليز التعذيب في الخمسينات والستينات المحيط العام الذي وضع فيه سيد قطب الأسس الفكرية والمنهجية للتيار الحركي الجهادي والذي انبثقت عنه تقريبا جميع الحركات الإسلامية المسلحة ولكن قيادة الإخوان اختارت تجنب الصدام مع السلطة وبذلك حصل فرز جديد داخل الجماعة وتشكلت مدرستين الأولى المدرسة الإصلاحية والتي قدمت تنازلات وتراجعات وفضلت طريق المهادنة معتمدتا خيار النعامة والثانية هي المدرسة الثورية والتي خاضت مواجهات مسلحو مع الأنظمة العربية والقوى الاستعمارية في العراق وأفغانستان والبوسنة والشيشان وكشمير والصومال  وغيرها من بؤر التوتر والصراع على امتداد العالم الإسلامي .

*******

 

هل يوجد جهاديون في تونس؟ هل يوجد أناس يؤمنون بأفكار بن لادن والظواهري وسيد قطب؟ هل يوجد جماعات جهادية في تونس؟قبل الإجابة عن كل هذه الأسئلة يجب تعريف هذه الظاهرة الجهادية أو التيار الجهادي وإني أعترف هنا عن عجزي عن تعريفه لشدة تعقيد المبحث فهل الجهادي هو من يحمل الفكر أو من يجمل السلاح أم من يحمل الاثنين معا؟ في الحقيقة الأمر صعب التحديد ولم أجد غير تعريف منسوب للأحد كبار منظري التيار الجهادي العالمي أبو مصعب السوري والذي حصر الجهاديين في الجماعات أو الأفراد الذين حملوا فكرة الجهاد المسلح ضد الحكومات القائمة في العالم الإسلامي أو ضد الأعداء الخارجين وحملوا فكرا محددا يقوم على مبادئ الحاكمية وقواعد الولاء والبراء وأساسيات الفكر السياسي الشرعي المعاصر كما هو مفصل ومعروف  في أدبياتهم .

وإجابة عن سؤل هل يوجد جهاديين في تونس؟أقول وأنأ واثق كل الوثوق نعم يوجد تيار جهادي في تونس ويوجد أناس يؤمنون بأفكار بن لادن والظواهري وسيد قطب وهذا الوجود الفكري والمادي ليس وليد حقبة ما بعد الثورة بل انه وجدود لم ينقطع منذ ولادة هذا التيار نهاية الستينات من القرن الماضي فصحيح أن حملة هذا الفكر  في الثمانينات والسبعينات يختلفون عن حملته من شباب اليوم إلا أن الغايات واحدة وهي باختصار شديد إقامة الدولة الإسلامية والحكم بما انزل الله واستئناف الحياة الإسلامية وستستمر الحرب المقدسة حسبهم حتى يتحقق هذا الهدف .

 

الجهاديون في تونس: البدايات بين منهج الإخوان ومغامرات الأفغان العرب

 كانت بداية الفكر الجهادي في تونس وكغيرها من بلدان العالم الإسلامي اخوانية الفكر قطبية المنهج (نسبة إلى سيد قطب) مطعمتا بشي من أفكار أبو الأعلى المودودي متأثرتا بزخم الثورة الإسلامية الإيرانية وأسلوبها في التغير وكانت حركة الاتجاه الإسلامي المحضن الطبيعي لهذه الأفكار رغم أنها أعلنت في بيانها التأسيسي نبذ العنف واختارت النضال السياسي كمنهج عمل غير أنها عملت وبشكل موازي على اختراق المؤسسة العسكرية بزرع عدد من الضباط للقيام بانقلاب عسكري يطيح بالنظام البورقيبي إلا أن هذه المحاولة فشلت وكان بن علي الأسرع إلى السلطة والذي بدوره أفرج عن المجوعة التي قادت الانقلاب المعروفة  آنذاك ''بالمجموعة الأمنية'' وقبل هذه العملية  وتحديدا في 8 أكتوبر 1987 اعدما محرز بودقة ودخيل بولبابة والدين ينتميان إلى مجموعة أطلقت على نفسها ''الجهاد الإسلامي'' والتي قامت بشن هجوم على مكتب بريد ومركز شرطة وأعلنت مسؤوليتها على تفجيرات فنادق سوسة والمنستير في أوت 1987 وعلى خلفية هذه الأحداث اعتقل النظام قيادات ''الجهاد الإسلامي'' الملازم بالجيش التونسي كيلاني الشواشي والعضو السابق بالاتجاه الإسلامي الحبيب الضاوي ومفتي الجماعة الشيخ امحمد لزرق الذي لجأ إلى السعودية التي أعادت تسليمه إلى تونس حيث اعدم وظهر أواخر الثمانينات تنظيم بقيادة العضو السابق في حركة النهضة الحبيب لسود أطلق على نفسه ''طلائع الفدى'' وتم القضاء عليه أثناء الضربة الأمنية بداية التسعينات .

 

الأفغان التونسيون

كل هذه المحاولات الجهادية ذات الطابع المحلي القطرية لم تمنع قطاعا أخر من الشباب التونسي المتحمس من التوجه إلى أفاق أرحب إلى ساحات الجهاد العالمي وبؤر التوتر والصراع وخاصة الساحة الأفغانية المزدهرة آنذاك فقد رحل العشرات من التونسيين إلى بيشاور الباكستانية على الحدود مع أفغانستان والتي كانت تحوي مركزا لتجميع المجاهدين العرب المعروف بمكتب الخدمات والذي أسسه واشرف عليه الشيخ الفلسطيني عبد الله عزام حتى اغتياله في 24 نوفمبر 1989 على يد الكي جيبي –المخابرات الروسية- كانت الفئات المتجهة إلى أفغانستان من الشباب والقيادات الملاحقة داخل تونس بعضها ينتمي إلى حركة الاتجاه الإسلامي والتي تحولت بعد انقلاب 87 إلى حركة النهضة وبعضها الأخر إلى تنظيم ''الجبهة الإسلامية التونسية'' ذات التوجهات السلفية الحركية والتي رحل اغلب أعضائها ومؤسسيها إلى بيشاور لعل اشهرهم محمد على حراث وعبد الله الحاجي السجين السابق في معتقل غوانتنامو .و في أجواء الجهاد والمعارك الطاحنة ضد الجيش الروسي التي عاشها الشباب التونسي بين باكستان وأفغانستان خرج هؤلاء بفكر ومنهج جديد خاصة بعد نصر تاريخي على ثاني قوة عالمية وهي الاتحاد السوفياتي ليولد بذلك جيل جديد من أجيال التيار الجهادي وهم الأفغان العرب. بعد أن وضعت الحرب الأفغانية أوزارها وانفض جمع المجاهدين العرب عن ساحات القتال وجد الشباب التونسي نفسه ضائع بين حرب أهلية أفغانية لا ناقة له فيها ولا جمل وبين العودة إلى تونس والتي كانت ضربا من المستحيل بسبب الملاحقة الأمنية  ولم يجد هؤلاء غير الملاذات الأمنية فمنهم من تمتع بفرص أللجو السياسي ببعض دول ارويا الغربية وخاصة بريطانيا ومنهم من قصد السودان والتي كانت لتوها قد فرغت من انقلاب عسكري قاد الاسلامين إلى السلطة بزعامة حسن الترابي والفريق عمر حسن البشير وقسم أخر توجه نحو البوسنة وشارك في القتال إلى جانب المسلمين ضد الصرب فيما عرف بحرب الإبادة العرقية من 1993 إلى 1995. ومع بداية الحملات الأمريكية لمكافحة الإرهاب سنة 1995 والتي تزامنت مع انحراف الحرمة الإسلامية المسلحة بالجزائر والفشل الذي لاقته المحاولات الجهادية في مصر وليبيا بدأت موجات التضييق والملاحقة تطال هؤلاء الشباب فقد قررت حكومة البشير في السودان طرد من عندها من الجهاديين بما فيهم التونسيون وبدأت الحكومات الأوروبية في عرقلة تحركات بعضهم خاصة بعد سلسة التفجيرات التي هزت فرنسا آنذاك مما حدي بهم إلى التفكير في البحث عن ملاذات جديدة أكثر أمن وأكثر حرية تزامن كل هذا مع سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول سنة 1996 وسيطرتها على اغلب الأراضي ما عدي وادي بنشير   فبدا الجمع الجهادي التونسي في العودة إلى أفغانستان مهد الجهاد الأول وكان هدفهم هذه المرة الإعداد والتدريب وجمع الشباب التونسي بغية العودة بالجهاد إلى تونس كما نقل ذلك القيادي في تنظيم القاعدة أبو مصعب السوري في سفره الكبير حول تاريخ الحركات الجهادية في العالم الإسلامي ويضيف السوري قائلا :''و ابتداؤا محاولة جديدة لإنشاء تجمع جهادي خاص بهم وبدت بعض بوادر النجاح على تلك المحاولة رغم التعثر والتشرذم وفيروس التطرف والتكفير الذي أصاب يعض الإخوة....واستطاع بعض الناضجين منهم أن يؤسسوا لأنفسهم معسكرا مستقبل وإدارة لأبأس بمستواها''. وعلى الرغم من تواجدهم تحت حماية الطالبان إلا أن الأفغان التونسيين كان هدفهم العودة بالجهاد إلى تونس لذلك لم يعيروا كبير اهتمام بمعركة الطالبان ضد تحالف الشمال الذي كان يقوده احمد شاه مسعود والذي اغتيل على يد خلية جهادية تونسية قادمة من بلجيكا تحت غطاء صحفي أياما قليلة قبل الحرب الأمريكية على أفغانستان سنة 2001 إلا أن أخدود سبتمبر وما تبعه لم يمهل الشباب التونسي العودة بالجهاد إلى تونس بل فرض عليهم القتال على قمم طورا بورا هذه المعركة التي أتت على أكثرهم نظرا لقلة عددهم أصلا فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر خلف قضبان معتقل غوانتنامو. بعد الحادي عشر من سبتمبر أصبحت القاعدة النموذج الخلاب لتنظيمات التيار الجهادي كونها قطعت مع الشكل القطري الكلاسيكي وشكلت تنظيما جهادي أممي وغيرت من منهج قتال العدو القريب وهو الحكومات إلى قتال العدو البعيد (الصهيوصليبي) لتحقق شعبية كبيرة لدى الشعوب وصهرت داخلها مجموعة من التنظيمات ذات الطابع القطري كجماعة الجهاد المصرية بقيادة الظواهري وفصيل من الجماعة الإسلامية المصرية والجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية وجماعة التوحيد والجهاد العراقية بقيادة ألزرقاوي وعدد من قيادات الجماعة الليبية المقاتلة وغدت القاعدة فكرة يحملها الشباب حيث ما كان فانتشرت الخلايا النائمة والحية في ارويا والتي كان ارتباطها بالقاعدة الأم ارتباطا فكريا دون الارتباط التنظيمي فأعطها ذلك هامشا أكثر من الحركة وحماية أمنية اكبر فحققت ضربات موجعة في لندن ومدريد .

 

موسم الهجرة إلى القاعدة

بدا الشوط الثاني من الجهاد في تونس سنة واحد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكان هذا الشوط شوط القاعدة وفكرها بامتياز فأول غيث الجهاديين في تونس كان عملية تفجير الكنيس اليهودي في جزيرة جربة الجنوبية والتي تبناها تنظيم القاعدة آنذاك .خلفت هذه الضربة 14 عشر قتيل وعدد من ألجرحي وطعنت القطاع السياحي في مقتل .بعدها مباشرة هذه الحادثة انخرط النظام التونسي بكليته في ما عرف بالمجهود العالمي لمكافحة الإرهاب الذي ابتدعته ادراة المحافظين الجدد بقيادة بوش الابن والتنسيق الأمني مع بقية الأنظمة العربية لملاحقة الشباب الجهادي التونسي المتجه نحو العراق عبر سوريا وقد سلم النظام السوري العشرات منهم إلى الأمن التونسي ورغم هذا  التضييق الأمني فان أفكار القاعدة وأخواتها  كانت عصية على المنع فقد ازداد رواجها بفعل السياسة الإعلامية الناجحة  التي توختها حيث اعتمدت على شبكة الانترنت وأطلقت العشرات من المنديات والبوابات الالكترونية وروجت المئات  من الأشرطة المصورة لقيادات الجهادي العالمي والعمليات التي كانت تقوم بها ضد قوات الاحتلال في العراق وأفغانستان وبذلك فشلت  كل أشكال الرقابة في الوقوف أمام تسونامي الأفكار الجهادية وغدى بن لادن أيقونة الثورة الإسلامية والمسيح المخلص لدى قطاعات كبيرة من الشباب التونسي خاصة أمام انسداد الأفق السياسي في البلاد .

 

لحظة الانفجار

هوت أسطورة المؤسسة الأمنية التونسية التي لا تقهر على دوي انفجارات أحداث سليمان والضاحية الجنوبية ووسط تعتيم إعلامي وبعد معركة دامية تواصلت بضع أيام دفنت أول تجربة تنظيمية سلفية جهادية ليشن بعدها النظام حملة شعواء على التيار الإسلامي بكل مدارسه والقطاعات المتدينة في صفوف الشباب فلم يفرق البوليس التونسي بين الجهاديين والسلفيين العلمين(أي المهادن للسلطة) وشباب جماعة التبليغ وحزب التحرير ووضع الجميع في سلة واحدة لتبدأ بعدها مهازل قضائية قادها القاضي محرز الهمامي الذي لم يرقب في شباب منهك قادم من محلات التعذيب بين دهاليز الداخلية ومحتشد بوشوشة  إلا ولا ذمة ليسدل الستار بذلك على تجربة سلفية جهادية فاشلة كسابقتها الاخوانية بسبب الأخطاء التي اقترفها أصحابها في أساليب العمل المسلح وخاصة الخلل والقصور في البني التنظيمية وطبيعة الهياكل في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر واستحالة بناء عمل مسلح على أسس كلاسيكية تعتمد على السرية والهرمية والقطرية إلى جانب غياب القيادات الميدانية ومشاكل التمويل وضعف الأمن الداخلي في هذا التنظيم التونسي الوليد الذي أطلق على نفسه ''جند أسد بن الفرات'' كل هذه الأخطاء في أسلوب العمل والمواجهة طوت مرحلة مهمة من مسيرة التيار الجهادي التونسي مرحلة مضرجة بالدماء والألم والشتات.

 

الجهاديون في تونس ما بعد الثورة

بينما كان بن علي يستعد لمغادرة البلاد نحو مزرعة أل سعود كانت قيادات وأعضاء التيار الجهادي يحزمون أمتعتهم ويهمون بالخروج من أسوار سجن المرناقيية  وطيف أخر منهم كان في ساحات القتال في العراق وأفغانستان وقلة قليلة كانت نزيلة معتقل غوانتنامو بالجزيرة الكوبية .عاد الجهاديين إلى تأثيث الخارطة السياسية في البلاد كلاعب لا يحتكم لقواعد اللعبة ولا يعترف بها أصلا بل ويكفر أصحابها فهم لا يعترفون بالديمقراطية فهي عندهم ضرب من الكفر البواح وصنم هذا العصر وإفراز من افرازات المجتمع الجاهلي ولا يعترفون بالدساتير ولا بالقوانين بل فهي طاغوت لا يجوز التحاكم إليه ولا يعترفون بالفرقاء السياسيين من بقية العائلات الفكرية من يسار وقوميين وجماعات الإسلام السياسي كون هذه العائلات تعمل من داخل النظام الطاغوتي الكافر والحاكم بغير ما انزل الله كان أول ظهور عملي لهذا التيار بعد الثورة في شهر ماي 2011 في ملتقي ''أنصار الشريعة'' الذي ضم اغلب الطيف الجهادي التونسي والذي انتظم تحت شعار ''اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا'' وأعقبه ندوة صحفية بجهة وادي الليل بحضور القيادات الجهادية الكريزماتية كسيف الله بن حسين(أبو عياض)  تلميذ أبو قتادة الفلسطيني السجين حاليا في بريطانيا بتهمة تهديد الأمن القومي  وأبو أيوب التونسي احد القيادات الشابة إلى جانب القيادة الشرعية ممثلتا في الشيخ الخطيب الإدريسي السجين السابق على خلفية أحداث الضاحية الجنوبية وقد رفض أصحاب الملتقي التقدم بطلب تأشيرة العمل القانوني معتبرين أنهم لن يطلبوا التأشيرة إلا من الله .

 

على سبيل الختام

يقف الجهاديون التونسيون اليوم وقد خلفوا ورائهم تجارب مريرة من الصراع مع السلطة ومعارك بين خوست وقمم تورابورا وقمم الاوراس وشوارع بغداد والموصل وخلايا العمل الجهادي في ملاذات ارويا الباردة  وأمامهم واقع جديد تعيشه البلاد بعد ثورة أتت على الطغيان وأفرزت هامشا واسع من حرية الحركة والتنظيم والاجتماع على الأقل حتى كتابة هذه السطور وبعد فوز لقوى الإسلام السياسي أي المدرسة الإصلاحية المرضى عنها من قبل القوى العالمية كما بينت ذلك أبحاث مؤسسة راند الأمريكية في تقريرها ''بناء شبكات إسلامية معتدلة-الشركاء والموارد'' فهل سيعود الجهاديين إلى منهج'' الجبل والكلاشنكوف'' وفاءا لعقيدة الولاء والبراء أم  إنهم سينخرطون في العمل السياسي الحزبي كما فعل نظراءهم المصرين في جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية أم سيحضون تجارب النضال السياسي السلمي دون حمل سلاح كما هو حال حزب التحرير؟؟؟؟

 

أحمد النظيف               

صحفي باحث في شؤون الجماعات الإسلامية

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :209 الأحد 22 / 01 / 2012)

 

 

في المثقف اليوم