قضايا وآراء

حين يدرك الكاتب حقائق الحياة .. سلام كاظم فرج نموذجاً / زيد الحلي

لتوصل الى تلك الحقيقة التي أجدها أمامي مثلما أجد عيني تتجول الآن لتقرأ ماكتبته .. لقد أدرك سلام منذ ان بدأ مشوار حياته ان الانسان بلا حب، كشجرة لا جذور لها ولا فروع ولا ثمار.. وان الحياة تاريخ متنوع، وفلسفة عميقة وحساسية جمالية وذوق انساني سامق، وهو يؤمن كما أحسُ بأن قطرات الماء القليلة قد تصنع ... جدولاً ..،،

.ولا اظن ان مفردة (الأنا) زارته، او زارها يوماً، وإن فعل ذلك مرة، فهي لتعميق ما يرغب به الآخرون وهم " كثر" لاسيما في تعليقاته المتسمة بالمجاملة على بعض ماينشرون، ورغم ان مفردة (الأنا) متضخمة في دواخلنا، وهي من حقائق الخلق والوجود كما يؤكد صديقي الكاتب عادل رؤوف، غير ان البعض يحاول ان يهذبها او يكبحها، تارة بشكل حقيقي تدفع إليه ثقافة المجتمع، وتارة أخرى بشكل دعائي، مخادع ينطوي على الكثير من فنون النفاق المغطى بالواقعية او الوهم .. وبالتالي فإن هذا التهذيب هو في الواقع تكريس لـ (الأنا).. إلاّ ان الأخ العزيز الكاتب سلام كاظم فرج، وقف على رصيف الحقيقة ورفع صوت الحق بقناعة ذاتية، والقراءة المتأنية للكتاب التكريمي الذي أصدرته مؤسسة "المثقف" له مؤخراً بـ 196 صفحة تعطي الأنطباع الأكيد على ان سلام، اسم على مسمى، وهو بذلك كما أعتفد حقق نبؤة والديه بولدهما ... سلام !

لستُ عالم نفس وليستُ من هواة معرفة الماضي بأساليب قراء البخت، لكني وجدتُ في هذا الرجل الذي اتابع ملاحظاته وكتاباته وأشعاره ونقوده، بشغف، حيث تنثال كلماته دون متعرجات وخبث، لتصل الى متابعيها بصدق وشفافية، لتدخل القلب دون استئذان، وإن كان هناك استئذان فانه في محله .

وأنا مع أخي الفاضل الاستاذ ماجد الغرباوي في تقديمه لكتاب التكريم من ان سلام كاظم فرج، مثقف من الطراز الاول، تلونت خلفيته بطيف من الأفكار والثقافات لم تأسره الايديولوجيا فكان متحرراً، يختار منها ما هو واقعي .. بدأ رحلته ماركسياً وعاد وطنياً ملتزماً، اديباً وناقداً وكاتباً، طالما ساهم قلمه في اثراء الوعي وتطوير الافكار وطرح ثقافة بديلة تقوم على التسامح والمحبة، وتصف بواقعية، بعيدا عنً المثالية والطوباوية ..

 وكتاب التكريم، حمل عنوان (مدارات أيديولوجية) وهو عنوان يعاكس وصف الصديق الغرباوي للكاتب الذي اشرت اليه قبل أسطر، هوحصيلة حوار مفتوح أجاب فيه الكاتب سلام في 14 حلقة على عشرات المحاور والأسئلة التي توجه بها اليه العديد من كُتاب موقع " المثقف" وهم أساتذة وزملاء كرام لهم باعهم الطويل في الثقافة والفنون والسياسة.

كان بودي ان أسبر غور الكتاب بشكل اوسع من خلال إيراد أهم الأسئلة وأهم الإجابات، لكني وجدت في ذلك ما يشبه التكرار، لاسيما ان موضوع ونصوص الكتاب موجودة في الموقع، وبالامكان الرجوع اليها .

وبالمحصلة وجدتُ في ثنايا إجابات الكاتب سلام كاظم فرج، انه لا يتوق لأن يصبح التراث بمعزل عن الحاضر، ولا ملهاة عنه، بل يسعى ليكون فهماً لجذور الحاضر وتغذية له .. وقد عبر عن ذلك بإجابات ذكية، مفعمة ومدعمة بفكر وقاد ولغة معبرة وبلاغة رفيعة وقلم ساحر ..

تحية لأخي الاستاذ سلام الذي عرف منذ ان بدأت خطاه الثقافية ان العقل عدو الوهم والانخذاع والتعصب والخداع، وان مصاحبة السوء، كالسيف يروق منظره ويقبح أثره وتعلم من الثرثرة الصمت، حيث لايحسد الثرثار إلاّ.... الأصم !!

وشكرا لراعي "المثقف" الاستاذ ماجد الغرباوي .

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2015الاحد 29 / 01 / 2012)

في المثقف اليوم