قضايا وآراء

تأملات في حقيقة الإسلام

قَبلُ وَلَيَحِلفُنَّ إن أَرَدنَا إلا ألحُسنى وأللهُ يَشَهدُ إنَّهم لَكاذِبون.*ـ مكان العبادةِ، تلك البقعة الممتدة بين الخالق والمخلوق، ارض عبرها تستلقي النفس، لتستقريءَ بصمات طهارتها عبر مراتب ذلك الخشوع، ليصبح التوحيد مقترناً مع الصلاة على محمد (ص)، فينطق المصلي بالشهادتين، لعلها الذات تلقى شروط إطمئنانها في عالم يسوده الهلع ويستغرقه الخوف، لذا لَمْ أرَ قط، فصلٌ يجعلني أمارسُ طقوس حقيقتي التي تحيط بها تلك الوساوس، إلاعندما أجلس متكئاً عند منصةٍ، هي من أقدس المنصات التي أريد لنشيدها الإنساني ان ينتصر..

 

محمد رسول الله إذن سيد الكائنات (ص)، ذلك الصادق ألأمين، تلك الصورة من الحسن وألأباء، وذلك ألشاهد في التأمل والعطاء، تواضعَ فأجاد، وإستكبر، لينتصر لحقيقة كبرى أسمها الحرية، فكان الرحمة والمبشر لدين يجمع كل ألأديان على رابطة المحبة والرحمة بين الأمم، ليكون ترجمة مكملة لذلك العمق من المباديء،التي تجمعها تلك ألأجزاء من القيم في عالم المقدسات، فترتب علينا أن نصلي، لنعيش بناءاً على ما أراده الخالق، بناءاً على نافلة التواضع والكرامة ومحبة الناس لا بناءا على مصلحة التسلط والكراهية والقتل .

 

 

هنا أقول، لقد تمّ ألإعتداء على تلك الإمانة ألتي جاء بها سيد المرسلين، كدستورٍ يجمع الرسالات وفق لغة الأنبياء، بعد ان ابتعدت النفس بصفتها الأمارة بالسوء فتمادت، لتمارس ضديتها بحق ما جاء به كتاب الله المقدس . تلك العلامة الساطعة على كوكب هذه ألأرض فتنصلَ التاريخ عنها، وعبثت بها أهواء إمارة خضعت لشرور فجورها، فسادت آثامها، لتقودنا إلى المهالك.

 

لقد إعتدى المتسلطون بالسيف على رموز الخير، فقتل أطهارهم، وتم مجافاة الحقيقة عبرأقلام وأفواه إستساغت لغة التضليل وأباحت لغة الدم،إذ المال صار هو الوسيلة لإرضاء مصلحة السلطة والسلطان فكانت النتيجة ما صرنا عليه اليوم .

 

 لقد إستبدل منطق علي بمنبر معاوية، وطهارة الحسين بفجور يزيد، بينما استغل اعداء الإسلام عبر فضائياتهم لغة الهوة السحيقة بين المسلمين وتفرقهم،لينالوا من القران والإسلام وليعتدوا على مقاييس الحكمة والمنطق والبلاغة،فتناسوا ما جاء به علي والحسين واحفادهما واصحابهما البررة عليهم السلام جميعا،ليتخذوا طريقة جديدة في الاعتداء على محمد (ص) وكتاب الله، بعد ان تم استبدال معانيه بلغة مغايرة، فأُسيء إلى حقيقة هذا الدين الذي احترم الأديان جميعاً .

 

ولهذا اقول لمن يدعي الإسلام عليك أن تجرد نفسك عن أوزار قبائحها، لترتقي بها فتتجاوز أهوائها، إلى حيث ذلك الملاك من الصفات، ذلك الميزان من التوافق بين العدل وبين شروطه، تلك السمة التي لا تتجسد إلا بلغة الفعل الذي يسعى لإن يحاور هذه ألآنية، فيجسد كيفيتها. وخير ألأسماء هي أسماء ألله في التحاور والتمعن .

 

فما أجمل أن تحاور ذاتك، أي تسطع بحقيقتها عبر مقايسة تلك الملاكات من المسميات، لتتطهر فتسمو عندئذٍ فقط، ستتحقق شروط إنسانيتك المقدسة، فيصدح عالياً ذلك الصوت، الذي جاء به خير الكائنات بكتابٍ اسمه القران، ليثبت للعالم معنى الله، ولينتزع ذلك الفجور الذي أراد لتلك الماهية أن تتضاءل، لذلك يصبح المسجد منصة طاهرة بها ترتقي الذات، بطريقة ادراكها لمعنى وحدانية ألله في هذا العالم،لتسود لغة المباديء، ولتسمو حقيقة الاسلام .

 

* التوبة،106.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1189 الثلاثاء 06/10/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم