قضايا وآراء

ثقافة نفسية (56): حذار .. من الحبوب المّنومه!! / قاسم حسين صالح

بل في نوع ومقدار ومدة تناولها وطبيعة الحالة التي تستدعيها. فأحدى اهم مخاطر هذه الحبوب انها تنتج نوما اصطناعيا وتسبب الادمان.. بمعنى ان الشخص ما ان يعتد عليها حتى يستحيل عليه النوم بدونها.

والواقع ان الحبوب المنومة هي من الانواع الاكثر شيوعا للادوية المستعملة في العالم .ومع انها تستعمل لمشكلات النوم والقلق تحديدا، الا انها تستعمل ايضا لكل انواع المشكلات الصحية النفسية. غير انها تماما مثل الكحول، قد تجر الشخص الى الادمان لدرجة انه لو توقف عن تناولها فأنه يصاب بالصداع والقلق ولن يغفو له جفن الا بتناولها..وبجرعات اكبر!.

ولنقص في ثقافتنا الصحية، فاننا تناول هذه الحبوب حين نشعر بالتعب المصحوب بقلة النوم، مع ان اسباب هذا التعب قد يكون فقر الدم او مرض السكري او التهاب المفاصل. ولآن هذه الحبوب لا تعالج هذه المشكلات الصحية الجسدية، فأن استمرارنا على تناولها يؤدي بنا الى الادمان عليها.

هذا لا يعني اننا يجب ان لا نقترب من هذه الحبوب، ولكن تناولها يكون بشرطين، الاول: بوصفه من طبيب مختص، والثاني: ان لا نتناولها ابدا لأكثر من اربعة اسابيع.

والآن، اذا كان احد افراد اسرتك يتعاطى هذا النوع من الحبوب عليك ان تشرح له ان استعمالها لمدة طويلة يجر الى الادمان تماما مثل الكحول، وان عدد كبير من المشكلات التي يشكو منها ناتج عن هذا الادمان، وان هذه المشكلات ليس دليل على انه يحتاج الى الحبوب المنومة، كما يظن هو. فأن لم يستطع التوقف، عندها يجب مراجعة اختصاصي يعمل له برنامجا تدريجيا بتخفيض الكمية التي يتناولها بما يحددها البرنامج الذي يناسب حالته.

بقي ان تعرف ان الحبوب المنومّة الاكثر شيوعا هي: (ديازيبام، نيرازيبام، كلورديازيبوكسيد، والبرازولام).. فأنتبه لها بأن لاتتناولها اذا اضطريت لأكثر من اسبوعين وبالجرعة التي يحددها لك الطبيب المختص..مع تمنياتنا لك بنوم طبيعي مريح.

  

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2032 الخميس 16 / 02 / 2012)


في المثقف اليوم