قضايا وآراء

مصحف فاطمة وأوهام الباحثين / صادق غانم الاسدي

من معاني أثرت في المجتمعات حينما وصلت إليها الحملات لإنقاذ الشعوب من الاضطهاد والتمييز الطبقي وحملت إليها الكثير من معاني والقيم الأصيلة وانتشرت في تلك المدن السنن الصحيحة علاوة على تأثرها بما ألت إليه ظروف مراحل حروب التحرير خارج العالم العربي، وانساقت تلك الشريحة حول مشاريعها لتشويه وتمزيق الصورة الحقيقية للإسلام وما يحمله من عطاء دائم وإشعاع لاينقطع إلى يوم الحاقة،وشهد الفكر الإسلامي صراعات ومجادلات انصبت جميعهاً حول مصحف فاطمة وبدلاً من إن يحافظوا على وحدة الصف والوقوف اتجاه كل مؤامرة تريد إن تخدش هذا الجمع الكريم من المسلمين الذي أرسى قواعده المتينة الرسول محمد(ص) بعد جهد ونضال مرير وأوصاهم رسول الإنسانية محمد(ص) بأخر خطبة عنه وأكد فيها على الأمة الواحدة،لكنهم عمدوا إلى التشهير والطعن بأن للشيعة مصحف غير هذا الذي نتناوله بين أيدينا وتنطق به ألسنتنا وسمي مصحف فاطمة، في حين لم نشاهد من هذا المصحف أي نسخة في المكتبات العالمية أو بالخصوص المكتبات الإسلامية ولم نقف عليه ولم تصلنا منه نسخه لمعرفة طبيعة مافي بطون هذا المصحف وماهي نصوصه ولا يختلف الأمر بالنسبة للذين شهروا به ينقصهم الدليل والمعرفة والاطلاع عليه واخذوا إحكامهم من مستشرقين يكيدون للإسلام الحقد والفتن، عن الإمام الصادق عليه السلام (ولكن والله وأهوى بيد إلى صدره أن عندنا سلاح رسول الله (ص) وسيفه ودرعه، وعندنا والله مصحف فاطمة مافيه من كتاب الله، وانه لإملاء رسول الله وخطه علي بيده)، في حين إن كلمة المصحف تعني بمصطلحنا الحاضر الكتاب وليس اسم خاصاً لكتاب الله فهو اسماً لكل كتاب يجمع صحفاً (اوراقأً او جلداً) وسمي القرآن مصحفاً لأنه جامع الصحف، وعن جميع علمائنا من مدرسة أهل البيت إلى الحديثين منهم متفقين على إن القرآن الموجود حالياً هو الذي انزله الله على رسولنا محمد (ص) دون نقص حرفاً او زيادة،وحسم هذا الموضع شيخ الطائفة الطوسي قدس الله سره المتوفي 460هـ في كتابه (التبيان في تفسير القرآن ) بقوله (وأما الكلام في زيادته ونقصانه مما لايليق به أيضا، لأن الزيادة فيه مجمع على بطلانها والنقصان فيه) وهذا الكلام يدحض ويكذب كل من افترا على مذهب أهل البيت حول شرعية القرآن الكريم لدى هذا المذهب، بل شك إن الكثير من أصحاب الأقلام المأجورة ومعهم المستشرقين اليهود يبحثون على فجوة ينفذوا منها إلى قلب الإسلام ليشقوا بها طريق الملاحم والفتن ليسكبوا الزيت على النار،وقد استغل المستشرق اليهودي (جولدر ستهر) مانشره بعض أعداء الإسلام حول هذا الموضوع فيقول (ويسود الميل عند الشيعة على وجه العموم إلى إن القرآن الكامل الذي انزله الله سبحانه كان أطول بكثير من القرآن المتداول في جميع الأيدي ومن قرأنهم هذا)، من المخجل جداً إن يأخذ بعض الباحثين والمفكرين الإسلاميين هذا القول من رجل حاقد على هذا الدين ويعتبرون ماصدر منه هو اشعاع فكري وحقيقة ساطعة تكشف لهم ما مخبىءعند عقائد الشيعة بل يؤلفوا جمعاً من الكتب حول شرعية مصحف فاطمة ويتهمون الشيعة بان هذا القران محرف ومن المؤسف أيضا إن هذه الكتب تطبع في دول إسلامية ، وكان الأجدر من الباحثين والمفكرين ومن انساق معهم إن يرجعوا إلى فقهاء كتب الشيعة ويأخذوا منهم ماكتب بهذا الخصوص حول مصحف فاطمة، تصعبت احد المسائل الفقهية حول موضوع الزكاة زمن الخليفة أبو جعفر المنصور فلم يجدوا جواباً لها إلا عند الإمام الصادق عليه السلام وعندما سأل الإمام عن كيفية حصوله على الجواب، قال هذا موجود في مصحف فاطمة، إذا مصحف فاطمة بيه الكثير من المسائل الفقهية ولا يوجد مافيه من سور قرآنية مطابقة لسور القران الكريم، ويظهر من بعض الأحاديث انه لدى الأئمة كتابان من أبيهم الإمام علي عليه السلام اسم احدهما الجامعة فيه إحكام الحلال والحرام، وأخر يسمونه بالجفر فيه أنباء الحوادث الكائنة، وكتاب ثالث من أمهم فاطمة بنت رسول الله (ص) يسمونه ( مصحف) ويقول الإمام الصادق (أما والله مافيه حرف من القرآن ولكنه إملاء ر سول الله وخط علي عليه السلام )،  كما توجد هنالك الكثير من الصحف منها  1ـ صحيفة سعد بن عبادة الأنصاري روي الإمام البخاري هذه الصحيفة وقال أنها مستقاة من صحيفة عبد الله بن أبي أوفي الذي كان يكتب الأحاديث بيده، 2ـ صحيفة الإمام علي عليه السلام سميت صحيفة الإمام علي عليه السلام بالصحيفة الجامعة أو كتاب علي، وكان أئمة إل البيت عليهم السلام يرجعون إليها وهي من إملاء النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وبخط أمير المؤمنين عليه السلام، 3ـ صحيفة عبد الله بن عمر بن العاص سميت بالصادقة وقد وصلت بعض محتوياتها عن طريق الإمام احمد بن حنبل 4ـ مصحف عبد الله بن عباس وصلت عن طريق تلميذه سعيد بن جبير الذي يقول (كنت اجلس إلى ابن عباس فاكتب في الصحيفة حتى تمتلئ) 5ـ صحيفة جابر بن عبد الله الأنصاري كانت عند الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري صحيفة تحتوي على مجموعة من الأحاديث، 6ـ صحيفة همام بن حنبه، أن هذه الصحيفة يعود أصلها للصحابي أبي هريرة وقد كتبها تلميذه همام بن حنبه قبيل وفاة شيخه، إن هذه الصحف جميعها لم يراود الباحثين والمفكرين شكوك حولهما وانصبوا غضباً حول صحيفة فاطمة، وكذلك استندوا إلى أراء المندسين من المستشرقين اليهود الذين أخذت أرائهم مكان خصب في قلوب الضعفاء من الذين لم يترسخ الإسلام في قلوبهم واستخدموا أقسى أساليب التشهير والتشفي وإثارة الشكوك وكثرة الاختلافات والمجادلات رغم علمهم أنها بعيد كل البعد عن كتاب الله الذي لا يوازيه أي كتاب في الوجود،


في المثقف اليوم