قضايا وآراء

ثقافة نفسية (59): سماع الأصوات.. أو الهلوسة السمعية / قاسم حسين صالح

وغالبا ما تأخذ هذه الاصوات طابعا مزعجا. فقد تقول لمن يسمعها (انك شرير او تافه). واحيانا تطلب منه هذه الاصوات القيام بأمور معينة مثل ايذاء نفسه او الآخرين.

والسؤال: لماذا يشكو بعض الاشخاص من هذه الاعراض؟.

والجواب: انها حالات قليلة ترتبط عادة بالاضطرابات النفسية الحادة مثل الفصام (الشيزوفرينيا) واضطراب الهوس الاكتئابي، والذهان الناتج من مخدر يحدث حالات تسمم تؤدي الى غياب الوعي.وقد ترتبط الهلوسة بالاوهـام

(delusions) حين يظن الشخص ان الآخرين يتكلمون عنه ويحاولون ايذاءه، وقد يصل به الحال الى الاعتقاد بان مخلوقات غريبة تتحكم بذهنه،وان ما يذاع في الراديو والتلفزيون يتعلق به!.

ويحصل ان بعض الاشخاص (الأسوياء) في بعض المجتمعات يدّعون القدرة على التواصل مع الارواح والقوى فوق الطبيعية، وانهم يسمعون اصواتا يقولون عنها انها اصوات ارواح او عفاريت. وقد يؤمنون ايضا بمعتقدات تبدو لنا غير عقلانية، مثل ان الارواح غاضبة من شخص ما. وقد تكون هذه المعتقدات مقبولة في المجتمع الذي يعيشون فيه ويحظى اصحابها بتقدير الناس البسطاء. ويطلق على مثل هؤلاء الاشخاص المعالجين الروحانيين، وهؤلاء قد ينجحون في مساعدة الاشخاص الذين يشكون من الأسى. وعليه ينبغي ان نميز بين هذه الحالات وبين المرض الذي يكون له اثر سلبي على حياة الشخص وحياة افراد عائلته.

ان (سماع الاصوات) او الهلوسة السمعية قد تبدأ احيانا بتصرفات غريبة أوضحها أنه بدأ يكلّم نفسه باستمرار ،او اتهامه احد افراد اسرته بأنه يحاول ان يدس له السمّ في الأكل.

وعلى الأسرة ان تنتبه الى مسألة مهمة هي بداية سماع الأصوات .فان  كانت الهلوسة حدثت بشكل فجائي، فهذا يعني ان صاحبها قد اصيب بالهوس او الذهان قصير الامد، وان كان مضى عليها وقت طويل فهذا  يعني ان صاحبها مصاب بالفصام..وفي كلا الحالتين ينبغي الاسراع بمراجعة المستشفيات التخصصية او العيادات النفسية في المستشفيات العامة.

بقي ان نشير الى ان بعض الأشخاص الذين يفقدون فجأة شخصا عزيزا عليهم يفيدون بأنهم يسمعون صوته وقد نراهم يتحدثون معه..غير ان هذه الحالات لا تدخل ضمن هذا المرض لأنها ناجمة عن صدمة نفسية تزول بتقبل حالة الفقدان كحقيقة واقعة.

 

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2059 الاربعاء 14 / 03 / 

في المثقف اليوم