قضايا وآراء

الحرب على الإرهاب (3)

 

تبدو أحداث العقد الماضي وكأنها جزء من حرب مدبرة مركزيا ضد الإرهاب. وبالتأكيد، هي في جزء منها من عمل سلطات غير مركزية تتحكم بأنظمة رقابة وتنظيم. على مستوى السلطة التنظيمية، يمكن أن ندرس هذه الأحداث، التي كانت فردية وعامة، على ضوء نص قانون المواطنة الأمريكي، الذي أقر في عام 2001، ولكن تعليمات الهجرة وقانون مكافحة الإرهاب دخلا حيز التنفيذ من فترة طويلة قبل أيلول 2001 ( 25)، وأيضا بمساعدة نصوص غيرها كانت موجودة في كتب القانون الأمريكي. هذه القوانين سمحت للعملاء الفدراليين أن يتعاملوا مع إجراءات الأمن القديمة بروح تحافظ على الخصوصية وتتحاشى التفتيش والاعتقال العشوائي. لكنها اليوم سمحت لهم بإدانة الارتباط بمؤسسات معينة، على سبيل المثال لقد عمدوا لتسمية أفعال كانت قانونية قبل عقد أو عقدين من الآن باسم " أعمال تخريب وإرهاب". وهكذا أصبحت غير مشروعة. وكذلك عرّفوا بعض أنواع التواصل " بأنها فاضحة" وغير " قانونية". وأجازوا الاعتقال غير المحدد للأفراد من غير استجواب. وسمحوا بالتعذيب باسم الأمن القومي. وبنفس القدر من الأهمية والخطورة، مثل هذه الأفعال التنظيمية كانت تعمل بالتآزر مع سلطات عقابية بهدف مراقبة وتربية وتمييز بعض شرائح المجتمع التي يقال عنها خاطئة. وهذا يقابله شريحة تسمى " الأمريكيون الأبرياء". ولو أضفنا لما سلف قراءة قانونية لكل الإجراءات التي تضبط ما يسمى خرق قانون الهجرة يصبح من الواضح كيف أن بعض الأفراد في حقبة نظام ما بعد 9 - 11-2001 كانوا هدفا للإدانة بمعايير الرقابة والعقاب المعمول بها.

من الواضح أن هذه القوانين مرتبطة بسياسة البيو بوليتيكا العنصرية. وعلى أية حال، هناك ما يتخطى الكتابة البيو سياسية البسيطة لفرض الانقسامات العنصرية بين المذنب والبريء، بين المسلم وغير المسلم، وبين الإرهابي والممتثل للقانون. وبما أن كل المجتمع له علاقة في الأنظمة الرقابية وأنظمة العقاب، فهي ليست علاقة متماثلة وتتبع نفس الطريق، ولا هي بنفس الدرجة، ولا تعمل في نفس الوقت. هناك قصص لا تحصى ولا تعد تتضمن الحاجة لإعادة النظر بعدسة فوكو البيو سياسية المكبرة أو حتى إزاحته التأكيدات المطبقة على السلطة السيادية.

 

واسمحوا لي أن أذكّر بثلاث من هذه القصص:

في أيلول عام 2002 ، تم توقيف ماهر عرار وهو مواطن كندي من أصول سورية في مطار جون ف. كيندي في مدينة نيويورك. ولمن لا يعرفه عرار مهندس درس وعاش في كندا منذ هجرة عائلته وهو بعمر 17 عاما ، وكان يومذاك بطريق العودة إلى كندا بعد زيارة عائلة زوجته في تونس.

وتعرض للاستجواب وهو عائد من عمله في وقت مبكر، وركزت الأسئلة على علاقاته مع صديق سوري آخر، وتعرض للتهديد بالطرد والترحيل إلى سوريا على الرغم من احتجاجه أنه سيلقى التعذيب هناك لأنه لم يؤد الخدمة العسكرية الإلزامية ولأنه مسلم سني. وقام المحققون بقراءة فقرات من معاهدة جنيف، والتي تؤكد أن المهاجرين ليس لهم حقوق فيما يتعلق باحتمال التعذيب. وبعد عدة أسابيع في حجز انفرادي، أعيد بالطائرة إلى سوريا في سياق السياسة الأمريكية المعروفة باسم سيء الصيت هو الإجراءات الاستثنائية ( 25 ). وفي بلده تعرض لمزيد من التحقيق والتعذيب وأجبر على توقيع اعتراف أنه كان في أفغانستان وتلقى تدريبات في أحد المعسكرات ( 26)، ولعشر شهور بعد إيداعه في غرفة بلا نوافذ وبلا إضاءة ويبلغ حجمها 3 أقدام بالعرض و7 أقدام بالعمق و9 أقدام بالارتفاع، أطلق سراحه أخيرا بفعل احتجاجات زوجته المتعددة وتدخل محامي حقوق الإنسان.

لم توجه له أية تهمة ولم يحاكم جراء جريمة اقترفها. وفي وقت لاحق، اعتذرت الحكومة الكندية رسميا لأنها سمحت للولايات المتحدة بإهانته. وعلى أية حال، وعلى الرغم من عدم توفر الأدلة على اقتراف خطأ لا تزال الولايات المتحدة تمنعه من دخول أراضيها.

في عام 2006 اعتقل المواطن الأمريكي سعيد فهد الهاشمي الذي تخرج حديثاً من جامعة بروكلين، في لندن بناء على حكم صادر عن القاضي الفدرالي الأمريكي والذي نص على أنه قدم دعما ماديا للقاعدة. ومرت عليه  ثمانية شهور في سجن الحالات الخطرة في إنكلترا، وخلالها قاتل قرارا بالترحيل للولايات المتحدة، ثم أعيد حجزه في سجن الموقوفين في نيو يورك، وهناك أمضى أربع سنوات في حجز انفرادي. وقد أجازت توقيفه أحكام إدارية خاصة ( SAMs) كانت بشكل طبيعي تطبق على أفراد من الممكن لهم أن يتسببوا خلال حياتهم العامة خارج السجن لبقية أفراد المجتمع باحتمال الاعتداء الجسدي أو الموت. وقد فرضت SAMs على زعماء المجرمين وقادة العصابات. على أية حال، كما وضحت جيني ثيوهاريس بعد 11 أيلول إن وزارة العدل بدأت باستعمال إجراءات SAMs قبل المحاكمة، في نطاق عريض لتعطيل المشبوهين حتى قبل إدانتهم بأي شيء ( 27).

لم يسمح للهاشمي أن يعرف ما هو الدليل ضده، و لكن بعض المحامين تمكنوا من الاطلاع عليه سرا. وتعرض محامو فهد لتفتيش دقيق وإجراءات أمنية مكثفة ليتمكنوا من قراءة الدليل، ولكن لم يسمح لهم بمناقشته أو عرضه عليه( 28)، وكانت جريمة الهاشمي في الواقع تتلخص بإعارة حقيبته لصديق كان يحمل في أمتعته " سلاحا" للقاعدة. ويبدو من الواضح أن علاقة صديقه بالقاعدة ليست علنية ولا يعلم بها الهاشمي آنذاك. والعتاد العسكري كان يتألف من عباءة ومعطف يقي من المطر وجوارب مضادة للبلل. وفي عام 2010 اعترف الهاشمي بذنب واحد له علاقة بالارهاب وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما في السجن الفدرالي.

في آذار 2005 أوقفت المباحث الفدرالية امرأتين مسلمتين بعمر المراهقات هن من كوينز بنيو يورك، للاشتباه أنهن انتحاريتين محتملتين ( 29 ). أول الأمر كان التوقيف لأسباب أخرى، وقد التقت الفتاتان مع بعضهما لأول مرة بينما هما في الطريق إلى مخيمات الهجرة بمانهاتن (30 )، وبعد استجواب سريع، بحجة خرق قانون الهجرة ( لأمر يتعلق بالأم ) ألقت المباحث الفدرالية القبض على تاشونبا حيدر في مكاتب خدمات المواطنة والهجرة بمانهاتن. وكان هناك اهتمام بمشاعرها الدينية، وحتما لأنها تستمع لاحتفالات يقيمها أئمة أصوليون في الإنترنت، فغرفة المحادثة لديها كانت مشغولة بتعليقات على هذه الاحتفالات، وبملاحظات حول أخلاقيات الانتحار، وربما برموز لها معنى أعمق، ومنها قرارها النهائي بخصوص التحجب، وارتداء الحجاب الإسلامي الشرعي. وقد ازدادت الشكوك حينما صادفت تاشونبا وحراسها أدامة باه أمام مبنى BCIS - في 26 بلازا الفدرالي.

اعتقلت أدامة والتي ترتدي الحجاب أساسا لأنها لم تحضر في الموعد المحدد لمكتب خدمات المواطنة والهجرة من أجل الاشتراك برحلة الغاية منها مشاهدة معرض كريستوس غايتس في الحديقة العامة الكبيرة. وخلال لقائهما تبادلت تاشونبا حيدر وأدامة باه التحية الإسلامية عدة مرات بطريقة عامة ومعروفة. تلك التحية مرفقة بالثياب المتعصبة هي الأساس الذي بنت عليه المباحث الفدرالية افتراضها بإمكانية وجود علاقة وخطة إرهابية لتفجير انتحاري ( 32 ). أرسلت المراهقتان كلتاهما إلى معسكر احتجاز في بنسلفانيا، من غير أي اتصال مع المحامين أو الأهل. وهناك تعرضتا لاستجواب متواصل استمر سبعة أسابيع.

على المستوى البيو سياسي، يمكن لنا أن نلاحظ كيف أن عرار والهاشمي وحيدر وباه وقعوا في أحابيل شبكة الحرب على الإرهاب: فهم مسلمون، ومن زاوية قانونية وسياسية واجتماعية يدخلون في نطاق الأخطار المحتملة اعتمادا على خلفياتهم الوطنية وانتمائهم الديني- إنهم الضد النوعي لأمن المجتمع في الولايات المتحدة. وهنا تنتهي التقاطعات. فهم من قوميات وأجناس ومهن مختلفة. ولديهم علاقات وتقاطعات مشتركة بنفس المقدار الذي يشتركون به في علاقات أخرى مع الشخصيات الموجودة حولهم إجمالا ويشتبه أنهم إرهابيون. ماذا يلم شمل مهندس كندي من أصول سورية مع طالب أمريكي يتابع عمله في المملكة المتحدة، ومراهقتين من غويانا والباكستان وتعيشان في نيويورك وشاب مذكر أبيض من بورتوريكو وتحول إلى الإسلام (33)، وماذا يلم شملهم مع ألوف السعوديين والعراقيين والأفغان الذين احتجزوا في خليج غوانتانامو، وأبي غريب، وأمكنة غيرها تنتشر حول العالم؟. كيف أمكن لهم جميعا أن يتورطوا في شبكة الإرهاب ويصنفوا كمشبوهين بالإرهاب؟. إن الأمن القومي أحد الأجوبة. ولكنه ليس جوابا حاسما.

هؤلاء الأفراد المختلفون بالأصل القومي ولون البشرة والجنس تلقوا استقبالا عدائيا واتهامات على الشبهة ومضايقات قصوى لأنهم تخطوا نظاما ثقافيا وسياسيا سائدا يمكن وصفه بأفضل الحالات باسم تحرري علماني غربي(34). ويمكن تفسير المعاملة التي حازوا عليها بالتأكيد بمصطلحات رقابية، تعمل بالتعاضد مع ضوابط وقوانين معينة. إن " جرائمهم" هي وراء حدود الأسباب التي احتجزوا واعتقلوا من أجلها، ويمكن جزئيا إحاطتها بمعايير بيو سياسية مثل الروابط الممكنة بين العرق أو القومية والانتماء الديني- وما تتضمنه من أخطار لمجتمعات غير إسلامية. ولكن البيو بوليتيكا لا تتفهم بشكل مناسب نطاق الخلفيات العنصرية/ العرقية/ القومية التي يتضمنها الإسلام، كما يمكن أن نرى من خلال خلفيات عرقية وقومية مختلفة تحملها الأسماء المذكورة سابقا. وكذلك لا يمكن للبيو بوليتيكا أن تفهم على نحو مناسب ظاهرة الثقافة والإيديولوجيا أو الانتماء السياسي.

وعوضا عن ذلك أرى أن أحد الأسس المشتركة التي يمكن تفسير هذه الموضوعات بها هو عدم القدرة على التحكم بها (35) . حيث يمكن التأكيد على نشوزها من خلال الانعطافة الروحية نحو الإسلام(36)، أو بحمل السلاح والقتال مع ميليشيا كانت ذات يوم مدعومة من الولايات المتحدة وهذه حالة جون والكير ليندة (37)، أو من خلال سلالة مسيسة كما هو الحال في قضية خوسيه باديلا وفهد هاشمي. وبالمثل، عدد من المتمسكين بالإسلام ولا سيما أولئك الذين لا ينتمون للطبقة الراقية والذين لا تشملهم الاتجاهات الغربية (38)، الذين يستخدمون العنف والذين لا يفضلون العنف، قد أطلق عليهم بلا تمييز اسم " تهديد محتمل" أو خطر. وإن سيرتهم تشكل الأساس لتصويرهم بصورة خطر أو ثائر محتمل ضد خطاب مسيطر أو نظام. وهكذا إن هذا الخطر يطور آلة عمل رقابية سوف تدير وتكبت أو تقصي الخطر النائم كي لا يتسبب باضطراب أو بانقلاب في النظام القائم.

البيو سلطة ذات دور فاعل هنا، من خلال ميكانيزم الرقابة والتنظيم. وكذلك حال قوى أخرى هامة: فالسلطة السيادية نادرا ما تختفي. وهناك كتلة سيادية منسقة مركزيا قامت بتحريك وتنشيط الحرب على الإرهاب وروابطها أو علاقاتها التي لا تعد ولا تحصى وكان لها دور رقابي وتنظيمي في العقد المنصرم. وهي واضحة في قصص آخرين ويمكن إثباتها بواسطة سيستام الأنظمة التي اعتمدت على التعذيب في خليج غوانتانامو وأبو غريب وعدد من الأماكن الأخرى المجهولة سواء في سوريا، أوبولندا، والسعودية العربية وغيرها من البلدان. وهي حاضرة وقوية وتراها في شخصيات الرؤساء والمشرعين والقضاة. ويبدو أن الأنظمة الأنطولوجية ، كما تصورها مصطلحات التصنيف العملي، تعمل مع البيو سلطة لتشكيل جماعات محددة ذات اصطلاحات عرقية.

وكذلك، إن حرب الأعراق حاضرة وموجودة وتعمل بعدة طرق لا يمكن الآن تحجيمها في إطار البيولوجي ولكنها تنوجد على مستوى القضاء الوجودي. وفوق ذلك، مع أن البيو بوليتيكا يعزى لها تنظيم ونزع فتيل اغتراب حالات معينة من هذا المجتمع، هي لا تحتوي ما يوضع على المحك في نطاق حملات السيادة المنتشرة بكثرة لمنع الإرهابيين، وبالتحديد تصنيف وتعريف أوضاعهم، باعتبار أنهم وحوش كاسرة (40)، وكذلك باعتبار أنهم مخلوقات متميزة أنطولوجيا. وفي هذه الحالة، يمكن تقديرهم بواسطة صنف أنطولوجي، من الإرهابيين، وكأنه حالة تدخل في مضمار ذاتها.

لا يبدو أن آلية عمل فوكو بشكل عام مسؤولة عن الانقسامات والانكسارات في مجتمع غير قانوني طبيا. ولا هي مسؤولة عن كيف ولماذا وأية شريحة من المجتمع أصبحت هدفا للرقابة والتنظيم. ومن المؤكد، بالالتفاف حول مجال تحليل البيو سلطة إن شيئا عميقا قد تم كسبه، وبالتحديد تفهم تفصيلي لإجراءات السلطة الكامنة، التي تعمل من تحت كل العلاقات الاجتماعية. ولكن شيئا هاما ضاع أيضاً: فهم من سيكون أو لا يكون موضوعا لأنواع محددة من القوى، ولماذا كانت الحالة بهذا الاتجاه. وأيضاً نحن نفتقد للفرصة لنسأل عمن يقرر من سيكون على طرف واحد من الانقسامات " العرقية" وعمن سيكون على الطرف الآخر منها. وأخيرا، إنها غير مسؤولة عن البرهان الإمبريقي الذي يثبت أن مثل هذا التفسير يمكن إنتاجه بواسطة سلطة سيادية مركزية - وهي مصدر لم يكن غائبا منذ هوبز، ولكنه بالعكس استمر، حاضرا في صورة تمثيل ليبرالي. ويجب على هذه الأسئلة أن تكون واضحة لستثمر معانيها.

 

الترجمة 2012- صالح الرزوق / جامعة حلب.

 

...................

الهوامش:

24 - مثل الاستعداد للحرب لعام 1996 وقانون الهجرة، وقانون الاتصالات البعيدة لعام 1996، وقانون مكافحة الإرهاب لعام 1996 وقانون تنفيذ عقوبة الإعدام، وقانون التآمر عام 1908، وقانون التجسس لعام 1917 ، وقانون العصيان لعام 1918، إلخ...

25 - الإجراءات الاستثنائية: أقرته إدارة الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش واستمر في فترة إدارة أوباما. وهو أسلوب متبع للقبض على وترحيل شخص ( يشتبه بالإرهاب) من بلد لآخر، وذلك بغرض الاستجواب والتعذيب.

26 - ماهر عرار، ماهر عرار: هذا ما صنعوه بي، كاونتر بانش - جماعة الاتجاه الآخر، 6 تشرين الثاني، 2003.

http://www.counterpunch.org/arar11062003.html. من غير الواضح هل ان معسكر التدريب هو إشارة للقاعدة، أو شيء آخر.

27- جين ثيوهاريس، تلميذي الإرهابي: كرونيكل ريفيو. وقائع التعليم العالي. 3 نيسان 2011.

http://chronicle.com/article/My-Student-the-Terrorist/126937

28- مصدر سابق. القانون الذي سمح بهذه الحالة الخاصة خلال توقيف الهاشمي تم إضافتها لقانون الإجراءات الخاصة بأرشيف المعلومات السرية .

29- ناقشت هذا المثال بتفاصيل أوسع في مكان آخر. انظر فلاغوني شيث ، نحو سياسة فلسفية للأعراق ( ألباني2009، منشورات SUNY ). الفصل الرابع.

30- للتفاصيل، انظر نينا بيرنستاين. السؤال والمرارة والمنفى لبنات كوينز في قضية الارهاب. نيو يورك تايمز. 2005.

31- نينا برنستاين، بنت تسمى الانتحارية المحتملة تحولت للإسلام. نيويورك تايمز،2005، من الصعب أن تحدد التحية بالضبط ولكن من الأرجح أنها السلام عليكم.

32- نينا برنستاين، الأساتذة وزملاء المدرسة يعرقون عن استيائهم من القبض على بنت بعمر 16 عاما بتهمة أنها خطر إرهابي. نيويورك تايمز، 2005.

33- خوسي باديلا وجون والكير ليندة، على التوالي. انظر شيث، نحو سياسة فلسفية للأعراق. الفصل الرابع. تجد مناقشة موجزة.

34- استعمالي للمصطلح غرب أو غربي يدل على منطقة جغرافية، مثلا شمال أمريكا وغالبا شمالي بمعنى شمال أوروبا، وكذلك بمعنى الدال الثقافي للحداثة والتقدم.

35- فلاغوني شيث، تكنولوجيا العرق: التأطير والعنف وترويض المتمرد. دراسات راديكالية في الفلسفة، المجلد 7، العدد 1، 2004، 77- 98. وكذلك انظر : شيث : نحو سياسة فلسفية للأعراق. وذلك لمزيد من المناقشة حول موضوع العصاة والعرق

36- كما يعبر عنها قرار الشخص في ارتداء الحجاب أو إطلاق اللحية، أو العلاقة الشخصية مع مجتمع متدين. إلخ...

37- جين ماير، متورط بالجهاد. نيو يوركير. 2003.

38- ولذلك يقدم علنا باسم علماني.

39- كما يصفها فوكو في محاضراته بتاريخ 29، كانون الثاني 1975. ميشيل فوكو ، غير الطبيعي، محاضرات في الكوليج دو فرانس، ترجمها للإنكليزية غراهام بورشيل ( نيويورك، منشورات بيكادور، 2003). وسأعود لهذا المفهوم في وقت لاحق.

 

هامش للمترجم:

 1 - البيو بوليتيكا والبيو سلطة أو البيو قوة مصطلحات تلعب بمفهوم أطلقه فوكو في محاضرة ألقاها في الكوليج دو فرانس وهو مفهوم جماعات الخطاب. ويحاول الباحث هنا أن يعمم هذه الحالة وينقلها من مجالها الإقليمي أو المعرفي لتتلاءم مع بنية مجتمع متعدد الجنسيات وتحدد اتجاهاته وشكله ومغزاه قنوات إنتاج مادة المعرفة. ويمكن أن نضرب مثلا على ذلك نادي الروتاريين والذي يضم شمل البارعين في مهنتهم. إن حدود هذه الجماعة ترسمها المهارات ومعايير الجودة. وبالتالي هي مقدمة لكل نظام يتبنى التكنوقراط. وغالبا يكون الخطر الذي يستوجب الحذر لديهم كل ما يهدد سلامة البنية، إنه خطر وجود. خطر يلحق العار والشبهات بما ينبني على حالة وضعية. أو حالة ارتباط بالميثاق البشري لخصوص الحالة.

وبقليل من التساهل تتحول الأمة لجماعة خطاب كبيرة تحارب كل مصادر الشقاء وكل مصادر الأخطار التي تهدد سلامتها وأمنها. وهكذا تساهم الأخطار المحتملة والغامضة بإنتاج عدو غير محدد الملامح ومتعدد الجنسيات. مثل الإرهابي الذي يتساوى فيه الإيراني الشيعي مع السعودي السني لأنهما يؤمنان بمبدأ الشهادة والتضحية بالنفس في سبيل الآخرة.

2 – السلطة التنظيمية أو التنظيم باستخدام القوة مصطلح يلجأ له فوكو بمعنى الإشراف على تحريك الجماعات الخاضعة للرقابة. و لكن في الترجمة التي قام بها علي مقلد في مشروع قاده الأستاذ مطاع الصفدي بالاتفاق مع ناشر فوكو و هو دار غاليمار، يستخدم مصطلح الانضباط و أحيانا الانضباطية للدلالة على نفس المعنى.

  

فالغوني أ. شيث: أستاذ مساعد في جامعة هامبشير الأمريكية. متخصص بالسياسة وفلسفة العلوم الاجتماعية. وعضو حلقة أصدقاء فوكو.

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2065 الثلاثاء 20 / 03 / 2012)


في المثقف اليوم