قضايا وآراء

مشكلات بيئية خطيرة (8) مسلم السرداح

لا يعرف ان بذور الحرب في العالم الحديث هي التنافس الصناعي والتجاري ؟" .. الرئيس الامريكي ويدرو ويلسون.

 

الحروب

هي نزاع مسلح وعمليات صراع تحدث بين دولتين أو أكثر تعارضت مصالحها ما ادى الى حصول صراع بين رغباتهما غير المنسجمة .

الهدف من الحروب هو اعادة تنظيم المخططات السياسية للحصول على نتائج متوخاة ومرجوة وهي عادة تحدث بين طرفين منفردين او على هيئة استقطاب واصطفاف جماعي لطرفين .وقد يبدا الحرب احد طرفيها او كلاهما في ان معا وبصورة متزامنة . و تقوم الحرب على وسائل مختلفة. و الحرب هي عبارة عن تفاعل سالب بين اثنين أو أكثر من القوى المتعارضة والتي لديها "صراع في الرغبات " وقد تكون الحرب نوعا من الصراع غير العسكري

 

وهناك انواع من الحروب :

الحرب الطبقية :

لا تعد الحرب بالضرورة أن تكون احتلال أو قتل أو إبادة جماعية . والحرب الطبقية صراع مستمر ومزمن بين الطبقات الاجتماعية .

الحرب الأهلية :

هي حرب تنتمي القوى المتصارعة فيها إلى أمة واحدة أو كيان سياسي واحد . وتتنافس من أجل السيطرة أو الاستقلال عن تلك الأمة أو الكيان السياسي. اوهي حرب بين المكونات المختلفة لمواطني بلد واحد (كما هو الحال في الحرب الأهلية الأمريكية)، أو بشكل آخر هي نزاع بين دولتين تم إنشاؤها من أصل واحد ومتحد سابقا. كما بالنسبة لشمال وجنوب السودان .

الحرب غير النظامية :

هي صراع بين مجموعتين من السكان او بين مجموعة من الثوار والنظام الحاكم . وهما يختلفان بشكل كبير في مستويات القدرة العسكرية أو حجمها. الحروب غير النظامية في كثير من الأحيان تنتج تكتيكات حرب العصابات التي تستخدم للتغلب على التباينات في مجال التكنولوجيا، وحجم القوة.

 

الحرب بالوكالة :

هي حرب تنتج عندما تستعين القوى المتحاربة بأطراف ثالثة كبدائل لقتال بعضهم البعض بشكل مباشر.

وللحرب كيانها الثقافي، وممارستها ليست مرتبطة بنوع وحيد من التنظيم السياسي أو المجتمعي. إن الحرب هي ظاهرة عالمية، وشكلها ونطاقها تحددهما المجتمعات التي تقوم بها.

وتاريخيا ابتدات الحروب على شكل سلسلة متصلة من الحروب القبلية والتي بدأت قبل التاريخ المسجل للإنسان، ثم إلى حروب بين المدن أو الأمم أو الإمبراطوريات.

بالمعنى العسكري فإن المجموعة من المقاتلين على الارض يسمون الجيش، ويسمون القوات البحرية في البحر، والقوات الجوية في السماء.

وتشمل الخطة العسكرية اضافة للقتال، الاستخبارات، وتحركات القوات والامدادات والدعاية، وغيرها من العناصر. وهناك فترة من الصراع الضاري المستمر تسمى تقليديا المعركة، والتي تشمل حرب الطائرات والصواريخ والقنابل، سوية مع القوات البرية أو البحرية. وهناك انواع من الاسلحة تسمى اسلحة الدمار الشامل وهي على ثلاثة انواع هي : النووية والكيمياوية والجرثومية . وهي اسلحة محرمة دوليا .

وهناك العديد من الأفعال الأخرى المرتبطة بالحرب العسكرية، ويمكن أن تترافق مع المعارك القتالية وهي :

1-    البحوث والدعاية والاعلام

2-    الاعتقالات

3-    الاغتيالات

4-    الاحتلال

5-    الإبادة الجماعية

6-    تجنيد الادب والفن

 

وبما أن الجوانب الاستراتيجية والتكتيكية للحرب تتبدل دائما فإن النظريات والمذاهب المتعلقة بالحرب غالبا ما تصاغ قبل، وأثناء، وبعد كل حرب كبرى. وإن لكل عصر ولكل نوع من التضاريس نوعه الخاص من الحروب، والطبيعة الخاصة، والاصطفافات المميزة .

ولا تقتصر الحرب على جنس البشر . ونظريا فإن الأنواع الحيوانية الأخرى أيضا تنخرط في سلوك قتالي مماثل لسبب ما من الاسباب كالجنس والغذاء .

منذ فجر الحضارة، كانت الحرب عبارة عن إغارات على نطاق صغير.وقد تستمر لفترات طويلة، كما كان يحدث بين القبائل العربية وكما في حروب البسوس وداحس والغبراء .

وقد ارتبطت الحروب الكبيرة والطاحنة بتاسيس الدول منذ حوالي 6000 سنة . وازداد عدد وشدة الحروب والصراعات ازديادا كبيرا منذ بروز الراسمالية . وانخفض منذ نهاية الحرب الباردة وصفاء الجو للامبريالية . على حد قول الشاعر العربي :

يالك من قبرة بمعمر  خلا لك الجو فبيضي واصفري

 

الدوافع

قد تكون الدوافع للحرب مختلفة بين أولئك الذين يقودون الحروب وبين الذين يموتون فيها. وللقيام بحرب لا بد أن يكون هناك دعم من قيادتها وقواتها العسكرية، وشعبها. فالقادة يريدون الحرب لغرض ما بينما يكون دافع الجنود الفردي الخدعة الديماغوغية او الرغبة في كسب المال واسباب اخرى منها الدوافع الجنسية . ولأن هناك الكثير من الاسباب، فقد اكتسبت كل حرب طبيعة خاصة بها ناتجة من احتشاد دوافع كثيرة ومختلفة.

على أية حال، فإن الدافع الأهم للحرب، الحديثة مابعد الثورة الصناعية في نواح عدة، هو الإمبريالية ورغبتها في بسط نفوذها وتوسع اطماعها .

النظرية الاقتصادية

أن الحرب يمكن أن ينظر إليها باعتبارها نتيجة للمنافسة الاقتصادية في ظل نظام دولي تنافسي. وإن الحروب تبدأ كنتيجة للسعي لامتلاك أسواق الموارد الطبيعية والثروات. وتعد الاختلافات في الثروات، هي وقود الحروب.

 

فوائد الحروب !!

انتجت برامج الحكومات المتحاربة تاريخيا بعضا من أكثر المنتجات المبتكرة التي نعرفها اليوم، مثل الترانزستور و الإنترنت والهاتف الخليوي والبحوث السلمية للذرة .

بعض المعتقدات، ترى أن الحرب ربما تؤدي إلي إنشاء زيادة في النشاط الاقتصادي في البلاد في شكل وظائف جديدة. فعندما يكون معدل البطالة مرتفعا، فإن الناس يقومون بعمليات شراء أقل مما كانت عليه قبل الحرب .

وبطبيعة الحال تعتبر هذه النظرية رجعية ورائدها هو القس الانكليزي مالثوس الذي اعتبر ان البشر يزدادون بمتوالية هندسية 1 - 2 - 4 - 8 – 16 - 32- 64 بينما تنمو الموارد بمتوالية عددية بسيطة 1 - 2 - 3- 4 - 5- 6 ولذلك من الضروري ان تنشا الحروب . . ركزت نظريات مالثوس على التفاوت بين النمو السكاني والموارد الطبيعية المتاحة كتب توماس مالثوس (1766-1834) أن زيادة السكان مستمرة دائما ولا يوقفها إلا الحرب، والمرض، أو المجاعة.

بعض النظريات النفسية للحرب تميل إلى النظر إلى الحرب باعتبارها امتدادا لسلوك الحيوانات، مثل الإقليمية والمنافسة. الحيوانات هي في حالات معينة كالجوع او العطش او في فترات النزو الجنسي تكون عدوانية . وفي البشر تتجلى هذه العدوانية في الحرب. ومع ذلك، في حين أن الحرب لها سبب متعلق بالاقتصاد، فإن تطوير التكنولوجيا قد سارع في القدرات التدميرية إلى المستوى الغير عقلاني والمدمرللجنس البشري. ويعتقد بعض علماء النفس بأن الكائنات البشرية هي بطبيعتها عنيفة. هذه العدوانية يغذيها التحيز والكراهية والشوفينية وضيق الافق القومي بين الأعراق، والديانات والقوميات أو الأيديولوجيات المختلفة . ومن خلال هذه النظرية فإن الدول ذات الطبيعة الدكتاتورية، تستخدم الشوفينية كوسيلة للحفاظ على مصلحة النظام في احكام قبضته على المجتمع وخلق المبررات للعدوان من خلال الحرب.

ملاحظة : تروج الامبريالية وحلفاءها ان الحرب فطرية في الطبيعة البشرية، وهي تروج لذلك من خلال العديد من النظريات النفسية، ولذا فإن هناك أمل ضئيل جدا في تجنبها.

والحقيقة، لا يوجد سوى نسبة ضئيلة من الحروب قد نشأت بناءا على رغبة في الحرب من عامة الناس . في كثير من الأحيان الأكثرية من عامة السكان قد تنجر إلى الحرب على مضض من قبل حكامها. و إن عامة الناس هم أكثر استنكارا للحرب ولمشعليها . والحروب لا تحدث إلا عندما يأتي قادة ذوو نفسية غير طبيعية مستخفين بالحياة البشرية إلي السلطة. او بسبب اصطفافات طبقية او اقتصادية معينة .

 

الآثار الاقتصادية للحروب :

تثقل الحروب ميزانية الدول بسبب تسخير موارد الدولة بأكلمها لضخ المزيد في عجلة الحرب الطاحنة .

وتشح الموارد والمنتجات وبذلك تبرز السوق السوداء التي توفر البضائع العادية بضعف أثمانها الحقيقية.

 

الاثار الاخلاقية :

يختلف سلوك الجنود في الحروب اختلافا كبيرا، سواء على المستوى الفردي، أو باعتبارهم وحدات أو جيوش. في بعض الحالات، قد تشارك القوات في الإبادة الجماعية، وعمليات الاغتصاب والتطهير العرقي والسلب والنهب والتدمير .

 

التلوث البيئي :

استخدمت الغازات السامة كسلاح كيميائي بشكل رئيسي خلال الحرب العالمية الأولى . وقد سعت مختلف المعاهدات إلى فرض حظر على استخدام المزيد منها. تستخدم بعض الأسلحة الكيماوية غير القاتلة، مثل الغاز المسيل للدموع ، على نطاق واسع، وأحيانا تؤدي إلي تأثير مميت.

 

آثار الحرب على المدنيين :

رافق العديد من الحروب نقص كبير في عدد السكان. خلال حرب الثلاثين عاما في أوروبا، تم خفض عدد السكان في المانيا بنحو 30 ?.

وتختلف التقديرات لعدد الضحايا في الحرب العالمية الثانية، ولكن معظمها يشير إلى أن نحو 66 مليون شخص قد ماتوا في الحرب، بما في ذلك حوالي26 مليون جندي و 40 مليون من المدنيين .

 

اثار الحرب على الاقتصاد :

عندما تضع الحرب أوزارها، فإن الدول المهزومة أحيانا يطلب منها دفع تعويضات الحرب للدول المنتصرة. وفي بعض الحالات، يتم التنازل عن الأرض للدول المنتصرة. على سبيل المثال، في إقليم الألزاس واللورين تم تداول أسهمها بين فرنسا وألمانيا في ثلاث مناسبات مختلفة.

وعادة ما يحدث أن تصبح الحرب متشابكة جدا مع الاقتصاد، فإن العديد من الحروب هي جزئيا أو كليا مستندة إلى أسباب اقتصادية وقد تؤدي الحرب إلى تدمير الاقتصاد في البلدان المعنية.

واحد من الأمثلة الصارخة على أثر الحرب على الاقتصاد هي الحرب العالمية الثانية.

 

أخلاقيات الحرب

ينظر البعض للحرب باعتبارها مشكلة أخلاقية. في الوقت نفسه فإن بعض وجهات النظر عن الحرب ترى أن التحضير والاستعداد والرغبة في الدخول في الحرب ضروري للدفاع عن بلدهم، وبالتالي فهي حربا عادلة.

و بنظر دعاة السلام أن الحرب بطبيعتها غير أخلاقية دائما وابدا، وأنه لا ينبغي أبدا الدخول في الحرب.

 

الحرب العادلة :

يرى القانون الدولي الحرب المشروعة :

1.   حروب الدفاع : عندما تتعرض احدى الأمم لهجوم من جانب المعتدي، ويعتبر ان من حقها الدفاع عن نفسها ضد المعتدي.

2.   الحروب التي يقرها مجلس الامن الدولي : عندما تقوم الأمم المتحدة كهيئة بأعمال ضد دولة معينة. ومن الأمثلة على ذلك مختلف عمليات حفظ السلام في جميع أنحاء العالم.

نتائج الحروب :

-     بعض الحروب أو الأعمال العدوانية تنتهي عندما يتم إنجاز الهدف العسكري للجانب المنتصر. البعض الآخر لا، لا سيما في الحالات التي لاتكون فيها هياكل الدولة موجودة، أو أنها انهارت قبل أنتصار الفاتح. في مثل هذه الحالات، تستمر حرب العصابات لفترة طويلة. في حالة الاستسلام الكامل فإن الاراضي المسلوبة توضع تحت السيطرة الدائمة للجانب المنتصر. في حالات أخرى تقرر الدول المعتدية انهاء العمليات العسكرية لتفادي الخسائر المستمرة ووقف الأعمال العدائية من دون الحصول على الهدف الأصلي، مثل ما حدث في الحرب العراقية الإيرانية.

-     بعض الأعمال العدائية، مثل التمرد أو الحرب الأهلية، قد تستمر لفترات طويلة من الزمن، ولكن مع مستوى منخفض من النشاط العسكري.

-     في بعض الحالات يتم انهاء القتال في نهاية المطاف بعد التوقف عن المطالب السياسية للاطراف المتحاربة عن طريق تسوية سياسية يتم التفاوض بشأنها، ويقرروا بعد القناعة ان النزاع غير مجدٍ .

-     و تؤدي الحروب الى اضرار نفسية كثيره ويقع الضرر النفسى بصوره اكبر على النساء والاطفال والشيوخ لانهم الاكثر ضعفا و عرضة للانفعالات والخوف الناتج عن القصف المدفعي وازيز الانفجارات والموت ومناظر الجثث .

-     وللحروب نتائج كارثية على انسانية الانسان وتخلق لديه جوا من عدم الاستقرار النفسي وتكون اضرارها على الطبقات الفقيرة بشكل اكبر من حيث شراء الطعام، و مستلزمات الحياة اليومية، وانقطاع الخدمات العامة، كالماء، والكهرباء، والوقود والمدارس والجامعات والاسواق والتي تؤدي بمجملها الى ارباك الحياة اضافة لما تخلفه الحروب من الارامل والايتام والمعوقين وضياع الفرص المتكافئة في العيش .

الا كل اللعنة على موقدي شعلة الحروب وعلى جميع تجار الحروب والمستفيدين منها من الامبرياليين والرجعيين والظلاميين والدكتاتوريين اعداء الانسان .

 

مسلم السرداح

البصرة العراق

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2080 الاربعاء 04 / 04 / 2012)

في المثقف اليوم