قضايا وآراء

لا املك أجنحة لكنني احلم .. قراءة في قصائد الشاعرة أطياف رشيد / احمد جبار غريب

تهمتنا التحليق

بسحابة فكرة

انتزعت

علقت في دخان حرائقنا

لتكون

عبرة لباقي السحاب

***

 

أحيانا تعطي المفردة عندما تكون على حافة المعنى وفي مختبر الإبداع الأدبي توهجا والق يتناغم مع الذات الإنسانية ويعبر عن بعدها الوجداني في إشكال شتى من الأجناس الأدبية في القصة والقصيدة والمقالة ولأجل إن تكون في محراب الانشغال الإبداعي تتقاسمها الرغبات والانفعالات والأشواق لتجسد رؤية الصانع الأدبي وفي نطاق واقعه الذي يستشعره وهكذا نجد الشاعرة المجتهدة أطياف رشيد في مجموعتها الشعرية (لا املك أجنحة لكني احلم) حيث تتعانق الكلمات بالهواجس والرغبات الإنسانية المشروعة وهي بالتأكيد لا تتنمر على واقعها التي هي جزء منه ولا تتجه إلى التشفير ومحاكاة ذاتها لإيصال قصديه المعنى  بل تلتقط أثيمات لتكون بداية العقدة البنائية في تراكمها الشعري في مواجهة مباشرة كما في قصيدتها عن جسر الأئمة

 

من أول الحرف إلى أخر الصمت

وتستنكر الوجع بسكوتي

الحرف مفتاح شقائي

اداررحاه في راسي

لارتجل أوراق حزني

أتهجى

كما لو لأول مرة

مصرعات خجلى

ولا أقول

صمتي الذي هو أثقل من غيمة

ينفض ملاءة دجلة البيضاء

فيكشف عما خبأت

ضحايا أمست أضاح

ملامح صفر

لونت صفحة ماء عصماء

هذامالم يجنه جسر

ولا نهر

إن هو الغدر

فالكلمات انطفأت

***

 

لعلها تحاول استصراخ ضميرنا كذوات إنسانية جاوزت المعقول واللامعقول بتوسل يسمو على صغائرنا واحتيالنا وجرمنا المفضوح تلك البراءة وذلك النقاء المنفرج من أتون التشضي المعذب ونرى ذلك في اغلب إشعار المجموعة ربما تحاول إيجاد تكوينات جمالية غاية في الإتقان وتلمح لنا بقسوة الحاضر الذي يعلب حياتنا  بصور ومديات جديدة لم نألفها من قبل هذا الغزو الوحشي الذي يتمترس خلف مسميات تأبطها واقع ممسوخ تحرسه جنود الشيطان

 

تقول

إن نهري غائم هذه الليلة

وان عطري اخرس

...

لا مطر يوقض بنفسج القلب

طلقة ....طلقتان

ثم يجهش الليل بالنهار

أرى وجوها

تقطرها العتمة شقائق

الموت افتعل الحياة ليبقى

وكأن أصداف انقراضنا

تنمو كغاية

.........

.........

_تحبيني........؟.

كيف أجيب

وأنا مثل لبلاب في شتاء خرف

ثالثتنا شهقة وطن

 

 ورغم إن المشاعر والأحاسيس لا تتحجر لكن ربما تعلق ولان روحنا يسودها الاضطراب من هول صدمة مايسجله هذا المتحرك على وجه البسيطة وفزع الواقع وانعكاساته السلبية على مجريات حياتنا التي أصبحت بفضل المتغيرات الحداثوية سريعة وصاخبة نفتقد فيها الحس الإنساني التلقائي وهدوئه المأخوذ بالسكينة  والتأمل محاولة جادة بذلتها الشاعرة لانتزاع الإعجاب بمجسات أنثوية في الغوص في بواطن أحاسيسنا التي أودعناها في زنزانة نفوسنا وبالتأكيد عمل إبداعي يتسم بالبساطة والسلاسة والقبول نتمنى لها فيضا شعريا أرقى ليجوب عوالم غير مسكونة بالألم والجدب الروحي إلى أحلام بيضاء افتراضية تحاول إنعاش ذائقتنا وبصيرتنا دون انهار حمراء او سوداء  مع تألق وتفرد متميز     

 

احمد جبار غرب

 

.............

أطياف رشيد

مواليد بغداد 1969                                               

بكالوريوس أكاديمية الفنون الجميلة .قسم الفنون المسرحية

عضوا لاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق

لها مجموعة شعرية بعنوان (لا املك أجنحة لكني احلم)

تكتب في النقد المسرحي

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2081 الخميس 05 / 04 / 2012)

 

في المثقف اليوم