قضايا وآراء

تقويم المعلم وأهميته في العمليه التربويه

وزاد الاهتمام بالتقويم وجميع أنواع القياسات، وظهرت الاختبارات المقننه للذكاء والتحصيل الى جانب غيرها من الفحوصات والاختبارات التي كان يضعها المعلمون بأنفسهم لقياس وتوجيه نمو تلاميذهم، وأتسعت مجالات التقويم عبر سنوات هذا القرن،  وكثرت الفحوصات والاختبارات، وتعددت وسائل التقويم والقياس، فاستفادت المدارس من حركة التقويم هذه، وتهيألها ان تحصل على وسائل قياس متعدده تقيس بها مجمل مظاهر النشاط المدرسي فيها،  بما في ذلك قياس أداء التلميذ،  وقياس نموه عقليا وثقافيا وأجتماعيا،  وتقدير كفاءة المعلم والحكم على فاعليته في التعليم، وتقدير صلاحية المناهج وطرق التدريس،  والحكم على قيمة الكتب المدرسيه، الى تقويم النظام التربوي بأجمعه.

 

وهكذا ظلت عملية التقويم هذه تحافظ على أهميتها ومكانتها في ميدان التربيه والتعليم الى أن صرنا اليوم لانقرأ كتابا أو مؤلفا من مؤلفات التربيه وعلم النفس دون أن نجد فيه فصلا او أكثر لمناقشة موضوع التقويم، وبيان أهميته، والتعرض لذكر أهدافه وأنواعه وأساليبه . وليس أن التقويم كان مقصورا على ميداني التربيه وعلم النفس وحدهما دون ميادين المعرفه الاخرى، وأنما كان التقويم ولايزال يستخدم في جميع الميادين والاعمال والمشروعات،  أذ بدونه لانستطيع أن نحدد أخطاءنا، أو نقيس مدى تقدمنا، أو نعرف أسباب النجاح او الفشل في اعمالنا وبدونه أيضا يظل الفرد يتخبط في اعماله على غير هدى وأتجاه.

عندما نتحدث عن التقويم وتقويم المعلم والوسائل المستخدمه في تقويمه ، فلابد من أن يكون هناك جهاز خاص أو شخص مسؤول يقوم بهذه العمليه، فالجهاز المسؤول عن هذه العمليه بعامه هو جهاز الاشراف والمتابعه،  والشخص المسؤول عن تقويم المعلم هو المشرف التربوي بخاصة .

  

وتقضي الاتجاهات الحديثه في الاشراف التربوي أن تكون هناك علاقه قويه بين عمليه الاشراف في المدارس وعملية تقويم التعليم، وأن تكون هه العلاقه علاقة تفاعل متبادله تهدف بالدرجه الاولى الى تطور العمليه التربويه ككل، وتحاول أن تجعل من المعلم مشرفا ذاتيا على نفسه، ومن المشرف شريكا حقيقيا له يعمل بالتعاون معه لتطوير عملية التعلم والتعليم مستخدما لذلك كل مايملك من قدرات وخبرات ومهارات لمساعدة المعلم على أن يصبح أداة تعليميه مسؤوله مستقله .

 

الاشراف التربوي بهذا المعنى أيضا، هو نوع من العمل التربوي التعاوني ومجموعة من المقترحات والوسائل والاجراءات التي يمكن أن يؤديها كل مسؤول في المدرسه لأجل معاونة المعلم والعمل معه لتطوير أساليبه ووسائله بغية التوصل الى موقف أفضل للتعلم والتعليم، واسلوب أمثل لتوجيه تعلم التلاميذ وتربيتهم تربيه سليمه.

الاشراف التربوي بهذا المعنى أيضا،  هو عمليه تقويميه لها وسائلها وأساليبها، والتقويم فيه هو وسيلة من الوسائل الاساسيه التي تستخدم للتأكد من مدى النجاح الذي يحرزه العاملون في ميدان التعلم والتعليم لتحقيق الاهداف التي يحددها برنامج الاشراف الى نفسه .

 

وهنا يمكن اجمال الاهداف المتوخاة من تقييم المعلم فيما يأتي :-

1-   التعرف على كل نشاط يقوم به المعلم لتيسير عملية التعلم والتعليم للناشئه .

2-   الوقوف على الوسائل والاساليب التي يستخدمها المعلم لتحقيق أهداف الاشراف التربوي النابعه من مبادئه الاساسيه الثلاثه : مبدأالتعليم وكيقية تطويره، ومبدأ المعلم وكيفية توجيهه لتطوير أساليبه وتحسين طرائقه التدريسيه لآجل أن يتمكن من خلق موقف أفضل للتعلم والتعليم،  ومبدأ المتعلم وكيفية توجيه نموه للمشاركه المثمره في المجتمع الذي يعيش فيه .

3-   الكشف عن قدراته العلميه والمهنيه والفنيه، والتعرف على خصائصه الفرديه، بما في ذلك معارفه ومعلوماته، وقدرته على الاندماج والتعاون مع زملائه المعلمين وعلاقاته مع تلاميذه، ومساهماته في المجتمع المحلي، ومهاراته الفنيه وقدرته على تطبيق مبادىء التعلم المشتقه من علم النفس.

4-   التعرف على مظاهر شخصيته العامه بما في ذلك صحته العامه ومظهره الحارجي، وقدرته اللغويه على التعبير عن ارائه، وتأثيره في كسب احترام التلاميذ له وتفاعلهم معه،  وقدرته على ادارة الصف وضبطه.

5-   التعرف على معلوماته العلميهىومدى حداثتها ودقتها.، والكشف عن ثقافته العامه وقدرته على كيفية استخدامها في اثراء مادته الدراسيه وجعلها مفيده لتلاميذه .

6-   التعرف على النتائج التي أدت اليها جهوده في نمو التلاميذ في المعارف والمعلومات والميول والمهارات والاتجاهات .  

* مركز أبحاث الاهوار.... جامعة ذي قار

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1194 الاحد 11/10/2009)

 

 

 

 

في المثقف اليوم