قضايا وآراء

ثقافة نفسية (60): انتبهي لقلبك قبل أن يتعفن! / قاسم حسين صالح

ولأنها امرأة مثقفة ولها شخصية مبهرة ،فقد سرني أن أصغي لها ولا أحاورها..لمزية أخرة فيها..أن نبرة صوتها وطريقة كلامها تجعلانك تحس انها ما كنت تتكلم..بل تغني!.

قالت: كنت اعتبر الحبّ سخافة من السخافات التي تتلهى فيها من لا عقل لها.وما كنت افكر مطلقا أنني سأحبّ في يوم من الأيام لولا تلك الكلمة الواخزة التي قالتها صديقتي اللعينة: (انتبهي لقلبك قبل أن يتعفن!). ولقد كانت على حق..فأنا اجتزت العمر الذي تصبح فيه زهور الفتاة مثمرة،غير أنني كنت أخاف من روحي أن لا تطاوعني..روحي التي ولدت وتربت في زجاجة الأسرة..وما كانت تتنفس الا من عنقها..المركّب تركيبا محكما على نافذة أسرتي المحافظة جدا.

ومع ذلك فان مطرقة صديقتي: (انتبهي لقلبك قبل ان يتعفن) ظلت تدق على القالب الصلب المصبوبة روحي بداخله..الى ان استطاعت ان تحدث شرخا فيه..فتسللت من حصارها.

في البداية كنت وجلة .. خائفة .. ثم أحسست بالفرحة كأنها جناحان يحملانني الى عالم سحري.ورغم انني اجتزت الثلاثين ..فانني كنت معه قد اختصرت نصف عمري.كنّا في أوج انسانيتنا..وكنّا نتكلم  بلغات الحب جميعها.حتى أنني من فرط سعادتي قلت له: لقد أصبحت شبه مجنونة.ولقد كنت مجنونة فعلا منذ اللحظة التي سمحت فيها لبلبل روحي أن ينطلق من قفص عالمه الآمن الى حيث ينصب الخبثاء شباكهم بين الأعشاب الطرية.فلقد كانت الفاجعة حين اكتشفت ان غاية كرمه أنه اعتبرني زائرا لطيفا..مهما طالت فترة زيارته فأنه سيرحل في يوم ما .وشعرت بيدي تريد ان تنخلع من جسمي لتردّ على ذلك بصفعة قوية .ولما لويتها بالأخرى كاد الدمع يتدفق من عيني لولا ذلك الصوت الذي صرخ بداخلي:لا تمنحي امثاله لحظة الفرح في ان يراك تبكين.

لقد تأكد لي الآن ما كنت أؤمن به قبل ان يتسلل بلبل روحي :

 

أن مزاجكم انتم الرجال انكم تتنكرون للحب عندما تشبع عواطفكم،وأنكم تنظرون لنا دائما بأننا متهمات ..بل محكوم علينا بجرم مجهول..وأن مأساة كلّ واحدة منّا ،نحن المصدومات،انها تكتشف بعد حين ..أن الرجل الذي حسبته رجلا واطلقت من أجله طائرها..لم يكن غير طفل في القماط!.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2106 الأثنين  30 / 04 / 2012)


في المثقف اليوم