قضايا وآراء

إلغاء مشروع النجف عاصمة للثقافة الإسلامية ضربة موجعة لرمز عراقيٍّ شامخ / كريم مرزة الاسدي

" ما أحسن منظرك، وأطيب قعرك  ! اللهم إجعل قبري بها ..." (1)

بهذه الكلمات تأطرت النجف قبل تأسيسها، وخلقت قبل ولادتها في عالم الغيب وقدسية الإمامة الطاهرة، يقول محمد مجذوب الشاعر السوري فيها :

قمْ وأرمق ِ النجف الشريف بنظرةٍ  **     يرتد طرفك وهو باكٍ أرمدُ

تلك العظامُ أجلَّ ربّـــــــــكَ قدرها    **     فتكادُ لولا خوف ربّكَ تعبدُ

أبداً تبــــاركها الوفــــــودُ يحثها   **    عن كلّ حدبٍ  شوقها المتوقدُ

أنا ليس من طبعي أنْ أتكلم عن صغائر الأمور وتفاهاتها، ولست ممن  يُخشى الرمي بسهام التعصب الطائفي أو المناطقي - ربما من بعض المتصيدين -، ولهم أن يقولوا ما يشاؤون، فلا تأخذني في الحق لومة  لائم،  فالعبد  الفقير لله لا يملك حجراَ واحداَ  في العراق كلـّه، ولا فلسا، ولم يطالب حتى  بتقاعده القانوني وحقوقه، ولا بتقاعد زوجته، ولا بحقوقها، في هذا الزمن الضائع بين المتاهات و التكتلات، ولكن العراق كلـّه في قلبه ذرّة ذرّة، وزار كل محافظاته الثمانية عشر شبراَ شبراَ، متغلغلاَ بين أحراش  أهواره، شاهقاَ فوق قمم جباله، كما أنه  ليس لديه شيءٌ يُذكر  قي عيره من بلدان الله الواسعة، والنجف الأشرف  هي ملك للعراقيين جميعاً، كانت وستبقى جزءأ مقدساً و غالياًً من وطنهم الحبيب، بل هي  ملك  العالميّن العربي والأسلامي، لأسباب معروفة.

يخبرنا التاريخ بمحضر اجتماعات عثر عليه المؤرخ الأنكليزي ستيفن لونكريك، لما جرت المفاوضات التي دارت بين الشاه عباس الصفوي وبين حافظ إبراهيم الوزير العثماني واقترح الصفوي إعطاء بغداد للإيرانيين، وما عداها من العراق للترك،لم يقبل الترك بهذا العرض، ثم تخيل الشاه الإيراني أن يتنازل، وطلب أن يُعطى النجف، وما عداها يكون للترك، فأجاب الوزير التركي قائلاَ : " إنَّ كل حجر من النجف يعادل ألف إنسان، وما بغداد إلا حماها " والعاقل يفهم !، وهذه المفاوضات فدجرت يا سادتي يا كرام في حزيران1626 م / 1036هـ (2) !! والسؤال الذي يطرح نفسه هل من المعقول أن يدرك الأجانب - وإلى يومنا الحاضر - أهمية المراقد المقدسة أكثر من العراقيين أنفسهم  وا خيبتاه !، ونحن بدورنا نطرح هذا السؤال على السلطات  المتعاقبة على حكم العراق من جيلنا حتى الأجيال القادمة بمشيئة الله، فهل من مجيب؟ (3) هل تعلم الحكومة الموقرة أنّ صناعة السياحة أصبحت فنَاَ تتسابق عليه أمم العالم المتحضرة ناهيك عن المغلوب على أمرها؟! هنالك دول تعيش على السياحة كالمغرب وأسبانيا وتونس ومصر وسورية والبيرو والأردن ...وحتى جزر الواق واق !، وأخرى تشكل السياحة مورداَ أساسياَ لها كاليونان وإيطاليا والمكسيك مثلا َ، ونحن المساكين  ضيعنا البساتين والأنهار والأشجار و الكهرباء، وبقينا نقتات على المالك المجهول !، تأتي السياحة الدينية والثقافية والآثارية على أبوابنا، ونركلها بأقدامنا (يا عصبة ٌ ضحكتْ من جهلها الأممُ) مع الأعتذار للمتنبي !، وأي مبرر يقدمه السادة المسؤولون المختصون من أدناهم إلى أعلاهم، ممن بيدهم السلطة النافذة والناجزة غير مقبول بالمرة، سيان أمنياَ أم عمرانياَ ...، بدليل انعقاد مؤتمر القمة الضائع، وبدليل أقوى أهل  مكة أدرى بشعابها، و إن تشعبوا !

وهل تدرون، يا سادتي  يا كرام، أن النجف ليست النجف لوحدها - بالرغم من قدسية الإمام  (ع) وجامعتها الدينية - واعتبارها المدينة الرابعة من حيث القدسية عند المسلمين كافة، بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف، يقول ابن أبي الحديد المعتزلي، شارح النهج :

قد قلتُ للبرق الذي شق َّ الدّجى   **   فكأنَّ  زنجياَ هنـــاكَ يجدّعُ

يا برقُ إنْ جئتَ الغريَّ فقلْ لــهُ **   أتراكَ تعلمُ مًنْ بأرضكَ مودعُ

فيكَ الإمامُ المرتضى فيكَ الوصي **  المجتبى فيك البطينُ الأنزعُ

زهدُ المسيح ِ وفتكة ُ الدّهر الذي **   أودى بهِ كسرى وفــوّز تبّعُ

هذا ضميرُ العــالم ِالموجود عنْعدم ٍ**  وسر وجودهِ المســـــتودعُ

ولما قتل اللعين عبد الرحمن بن ملجم الإمام (ع)، وسلم عمرو بن العاص، وكان قد أرسل للصلاة خارجة صاحب شرطته، قال عبد الحميد ابن عبد ربّه الأندلسي في (بسامته) :

وليتَ إذ ْ فدتْ عمراً بخارجةٍ  **   فدتْ علياً بمنْ شاءتْ من البشر ِ

ولا أزيد اختصاراً وابتعاداً !    

ثمَّ ما النجف إلا ظهر الكوفة، وهما الآن مدينة واحدة - والحيرة على أبوابهما - وما كان يفصل بينهما إلا بضعة كيلو  مترات،  وكان المتنبي العظيم عندما يمر بالنجف يستبشر خيرا، لأنه وصل أهله  ووطنه، ومن أشعاره يصف (الثوية)  وهي منطقة الحنانة الحالية في النجف الأشرف قائلا :

وليلاَ توسدنا الثوية تحتــــه **    كأن ثراها عنبرٌفي المرافق

بلادٌ إذا زار الحسان بغيرها **     حصى تربها ثقبنه للمخانق

تأمل في هذا الشعر بتشبيهاته المرسلة  والضمنية  وصوره المتنبيّه الرائعة،هل هذه المدينة تـُوضع في أخر الأهتمام، مع أنّ حاميها الإمام، وللعلم في هذه المنطقة قبور أبي موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة وزياد ابن أبيه، ويقول ابن الجوزي (ت 597 هـ) في (منتظمه - تاريخه الكبير)، هنالك أكثر من ثلاثمائة صحابي مدفون في الكوفة،   وللمتنبي  بيت آخر يذكر فيه منطقة  حديقة غازي، وهي من محلات النجف عندما كان  يتجول فيها مع عبيده، وكانت حبنذاك تسمى البسيطة :

بسيطة  مهلاَ سقيتِ القطارا  **   تركتِ عيون عبيدي حيارى

هذه الكوفة إحدى المصرين الأساسين في التاريخ الإسلامي، بل إحدى المدرستين الرئيستين اللتين تمتد إليهما كل العلوم الإسلامية والعربية، الكوفة  كوفة جابر ابن حيان بكيميائه، وابن هشام الكوفي بصوفيته، وإليه ترجع كلمة الصوفية، وبالأتجاه المعاكس  قد نعت عمرو ابن أبي ربيعة، اهلهم بأهل بابل :

يا أهل بابل ما نفستُ عليكمْ   **    من عيشكمْ ألا ثلاث خـلال ِ

ماء الفرات وطيب ليل ٍباردٍ   **   وسماع منشدتين لابن هلال

وكان بالكوفة ثلاثة من سبعة أعلام للقراء في الأمصار اللإسلاميةابن أبي النجود والزيات والكسائي، وإذا أردنا الثعداد نحتاج إلى أقلام ومداد ومداد،فهي ميثم التمار في صلابته وصلبه، وسعيد بن جبير في  تفسيره وتضحيته، والكميت في بائيته ومقتله، و أبو حنيفه في مدرسته و  قياسه،و الرؤاسي في صرفه، وابن العربي في لغته، وابن الكلبي في نسابته، ودعبل في تائيته وموقفه، وأبو العتاهية في شعره وزهده، أبو دلامه في طرافته وظرفه، ومسلم لن الوليد بين غوانيه ومصرعه، والكندي في فلسفته، وابن السكيت في مجابهته لمتوكله، وثعلب في حفظه ومجالسه، كل هؤلاء - ولولا خشيتي من مللك لأزدتك - نعم  كل هؤلاء وأضعاف هؤلاء صبوا علومهم وثقافتهم في النجف.

والنجف مثلما كانت ظهر الكوفة، فهي ظهر الحيرة، والكوفة شرق الحيرة ثلاثة أميال فقط، وهي وليدة الحيرة، مصرت وبدأ السكن فيها عام (17 هـ /638 م)، أمّا الحيرة فقد وضع الحجر الأساسي لها نبوخذ نصر الثاني قبل ميلاد السيد المسيح بـ (605 - 562)، إذ بنى حيراً ( مخيماً) على النجف وحصنه، وأسكن فيه التجار والكسبة القادمين من الجزيرة العربية، بمعنى هنالك  علاقة بين  بابل والنجف تعود لعهد البابليين، وأصبحت مدينة تضاهي الأنبار  منذ عام 211م،  و أصبح  ملكها  مالك بن فهم الأزدي، ثم تولى أخوه عمرو  الملك، وانتقلت من بعد  إلى جذيمة الأبرش حتى مقتله على يد زنوبيا ملكة تدمر (267م )،  وأصبحت عاصمة للملوك اللخمين منذ هذا التاريخ على يد عمرو بن عدي، وتناوب على حكمها ثلاثة وعشرون ملكاَ، وبنيت قصورالخورنق والسدير وقبة السنبق فرب الحيرة، وذكر الشاعر الجاهلي غدي بن زيد القصرين بقوله :

أهل الخورنق والسدير وبارق ٍ  **   والقصر ذي الشرفاتِ من سندادِ (5)

، والديارات على أرض النجف، وازدهرت الحيرة اقتصادياً واجتماعياً وعمرانياً وثقافياً  ومناخياً، حيث كانت تنعت بالحيرة الروحاء، أو البيضاء لطيب هوائها، وحقول قمحها، وغابات نخيلها، يقول عاصم بن عمرو :

صبحنا الحيرة الروحاء خيلاً   **  ورجلاً فوق أنباح الكلاب

وبقت على هذا الحال والأجواء،فزارها الرشيد والمعتصم والواثق، وأبان زيارة الواثق لها وللنجف،قال إسحاق بن ابراهيم الموصلي :

ما أنْ رأى الناس من سهل ٍ ولا جبل ٍ  **   أصفى هواءً ولا أعذى من النجف ِ

كأنّ تربتهُ مســــــكٌ يفوحُ بــــــــــــهِ     **  أو عنبرٌ  دافهُ العطــار  في صدفِ

ولما أكمل الشاعر قصيدته صدقه الواثق على ككلامه، ومنحه الجائزة السنية، والبحتري  من بعد يستل من العراق ( نجف الحيرة )، ويربطهما مع الكوفة في بيته الرائع من قصيدة يمدح فيها محمد بن أحمد الطائي قائلاً :

أمق الكوفة أرضاً وأرى   **       نجف الخيرة أرضاها وطن ْ

ومن بعدهما عند زيارة الشريف الرضي لمشهد الإمام (ع)، عرج على الحيرة وانبهر متأملاً :

ما زلت أطـّرق المنازل بالنوى   **     حتى نزلتُ منـــازلَ النعمان ِ

بالحيرة البيضاء حيث تقابلتْ      **   شمّ ُالعمادِ عريضة الأعطان ِ

  أما على المستوى  الثقافي، فلا اعتقد نسيانك حرب البسوس بين بكر وتغلب التي حلّ نزاعها المنذر ابن ماء السماء وحقن الدماء، ثم رجع الفريقان للحرب، واحتكما عند عمرو بن هند ملك الحيرة  (ت 576، وفي عصره ولد النبي (ص)سنة 570م)، وكان شاعر تغلب عمرو بن كلثوم صاحب المعلقة الشهيرة في الحماسة ( الوافر)  :

ألا هبّي بصحنك فاصبحينا  **  ولا تبق ِ خمور الأدرينا

وقابله الحارث بن خلزة اليشكري شاعر البكريين قابله بدهائه وتجاربه لكبر سسنه، فغلب صاحبه  بقصيدته ( الخفيف) مطلعها :

آذنتنا ببينها أسماءُ    **   رُبَّ ثاو ٍ يملّ ُ منه الثواءُ

ولا أطيل عليك، فأنت أعرف بالنابغة الذبياني شاعر المناذرة، ومن بعده الأخطل التغلبي الشاعر الأموي، والمترجم والعالم الكبير حنين بن إسحاق في عهد المأمون، من الحيرة الروحاء، المهم   انتقلت مظاهر الأعياد،وأنواع الأطعمة، والتقاليد الأجتماعية،والمعالم العمرانية، والأساليب الشعرية إلى الكوفة التي احتضنتها وتفاعلت معها لتشكل هجينا متطوراً ثقافياَ، وإصالة متجذرة لغوياً وشعرياً .

أما النجف التي تأسست رسميا وبشكل آمن 283م  في عهد المعتضد بالله العباسي، سرعان ما تعمرت، وأحيطت بأسوار، وأقام فيها السكان والسدنة وأهل العلم، وأصبحت مدفناً للمسلمين منذ عهد هارون الرشيد سنة ( 180 هـ)، ودفن فيها كثيرا من سلاطين البويهيين ووزرائهم، وأمراء الحمدانيين ووزرائهم، وملوك الجلائرئريين ورجالاتهم، وكثيراً من العلماء والزعماء والقادة، ولمن أراد إحصائهم يحتاج إلى مؤلف (6)، وانتظم فيها  التعليم منذ 332م، وأصبح لديها علماء، ولما زارها عضد الدولة البويهي 371هـ /981م)، وأنشده أبو إسحاق قصيدة منها البيت :

وقلْ سلام من الله السلام على   **    أهل السلام وأهل العلم والشرف

والبيت واضح على وجود علماء،  ولاسيما يذكر المؤرخون  أن عضد الدولة أطلق الصلاة والهبات لأهل العلم والحديث، هذا معناه أن جامعة النجف  تأسست قبل جامعة الأزهر بخمسين سنة تأسست (380 هـ) وبولونيا، ولا أريد أن أكرر نفسي، فتكلمت عن الجامعة ودور الشيخ الطوسي (ت 460 هـ) . ومعركة الخميس الشعرية  للسيد بحر العلوم ( ت 1212هـ )، وظهور البند وهو ما يشبه شعر التفعيلة في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، وتشكيل مجموعةالعشرة المبشرةلازدهار الشعر والأدب أواخر القرن نفسه، وبروز ظاهرة التصدي للإحتلال والاستعباد والاستعمار من قبل المرجعية، وأنتم أعرف بأن النجف أنجبت كبار شعراء العرب وفقهائهم وخطبائهم وأدبائهم ومؤرخيهم وقصاصيهم، فقط في القرن العشرين نذكر منهم السيد محمد سعيد الحبوبي والسيد كاظم اليزدي والشيخ محمد تقي الحائري الشيرازي صاحب ثورة العشرين والسيد أحمد الصافي النجفي والجواهري والوائلي والسيد مصطفى جمال الدين والأستاذ جعفر الخليلي والدكتزر عبد الرزاق محيي الدين والدكتور مهدي المخزومي والشيخ محمد علي الشرقي والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والسيد رضا الهندي الموسوي  والشاعر محمد صالح بحر العلوم في أيامه  والشبيبان والشيخ محمد رضا المظفر والشيخ علي الخاقاني  والشيخ علي الشرقي والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد تقي الحكيم  والأستاذ موسى كريدي وغيرهم وغيرهم  كتبت الأسماء حسب ما جاء في الذاكرة دون ترتيب مقصود مع الأحتفاظ بالألقاب، كل واحد من هؤلاء يستحق أن تكون له عاصمة ثقافية .

فإذا أنتم عاجزون، فلماذا تبادرون؟  وإذا بادرتم ورصدتم، فما هو السر الخفي للإلغاء  والتماطل والإخفاء؟ على كلِّ حال هي وصمة عار للمسؤولين عن عدم إكمال المشوار !

حسناً ما فعلتم !

فالذي لا يعرف تاريخ العراق وأهله، وأهمية النجف وقدسيتها ورجالاتها وعباقرتها، وعمقها الزماني وبعدها المكاني، لا يستوعب بُعد المهمة، ومدى جعل  الثمين رخيصاً  وحاشا النجف الأشرف،  فالدرُّ درٌّ برغم من جهله، دعوا الأمر لمن يستحضر الدرس جيداً، والليالي يلدن كلَّ عجيب ِ.... والله الموفق لكل خير.

 

كريم مرزة الاسدي

........................

(1) بحار الأنوار: المجلسي  محمد باقر م 14 ج 24 ص 129 دار التراث - بيروت

(2) راجع ستيفن لونكريك : أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ص 84  ترجمة جعفر الخياط

(3) ثاريخ الحيرة ...الكوفة ... الأطوار المبكرة للنجف الأشرف : كريم مرزة الاسدي  ص 270 - 2007 - النجف الأشرف .

(4) تاريخ الحيرة ... : عارف عبد الغني ص 37 - دار كنان 1993،البيت في الأصل للمتلبس

الضبعي ص 236 ديوانه  

(5) راجع الطبري: ج1 ص 558تحقيق محمود أبو الفضل  - 1961 دار المعارف مصر

(6) راجع: ماضي النجف وحاضرها : الشيخ جعفر مخبوبة ج 1 ص 234 - 248   دار الأضواء     

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2115 الاربعاء  09 / 05 / 2012)

في المثقف اليوم