قضايا وآراء

محنة المثقف الاول (1) / جاسم الصافي

غرامشي


عند الحديث عن المثقف يحيلنا الامر الى معرفة من هو هذا المثقف مع العلم ان أي محاولة لتعريف هذا المصطلح هو بمثابة دخول في دوامة لا مخرج لنا منها، ولان المثقف هو نتاج تجربة انسانية لذا فهو لايحمل تعريف ثابت بل يختلف من زمان الى اخر ومن مكان الى اخر، وهذا ما يوجب على دارس هذا المصطلح بالتأني لتقشيره  مما علق به زماني ومكاني كي يعود الى نظاته الأولى أي أن نتعمق في حفرياته نحو رحم المنشأ وهذا يتطلب منا الاحاطة بالنواحي اللغوية والفكرية وهو ما يسمى بالتزامنية اللغوية، أي تفكك المفردة الى مراحل التطوريه والمعرفيه وابعادها اللغوي وكيف أعطيت لها هذه الدلالة النشوئيه وما لحقها من تكرار وتراكم اعطاها هذا المرونه التطورية والتداولية لتكون في ثقافتنا مصطلاح ذا ابعاد متشعبة  ولدة ونمت بشكلا سريع بعد أن صنعتها القصدية السياسية والاجتماعية  

أن أي مفردة وخصوصا الاصطلاحية لا تشابه ما كانت تعنيه في اول نشأتها اذ غلفت بغائية معينة وكما يقول نيتشه (أن كل كلمة هي عبارة عن حكم مسبق) أي أنها لا تخلو من مغزى تصوري مسبق في وعينا الساذج فخلف نطق أي مفردة نجد أن خلفها أو بين طياتها تختبئ معاني يصعب شرحها فعند المتلقي لها ارشفة ودلالات قصدية، والعقل كذلك نجد له تاريخ وتحولات قبل حلول الناتج المعرفي للمعني اللفضي . وفوق هذا كله أن مفردة المثقف لها معنى معرفي لا يمكن فصله عن سياق الطبيعي الذي وجدة لأجله أي الظرف الاجتماعية والسياسية التي احاطت بفترات نشؤه، وهذا يعني أن فهمنا لمصطلاح المثقف فهم نسبي، يتفاوت بين متلقي واخر كما أن نهاية تكونه التداولي في الوقت الحالي بعيد كل البعد عن محتواه الكلي وهذا يرجع بنا الى خديعة المرحلة التي يستقبل منها المصطلاح أو وفق الطريقة المرد من ورائها التعبير أو البحث فقد تكون مؤدلجة أو قصدية للهيمنة على المصطلح ليسد بها عوز الباحث لبحثه، وبهذا لا يمكن ان نجد تعريف دقيق او ثابت يحدد ببعض من الكلمات، اذ يمكننا ان نعرف الموجودات المادية كونها مادية حتى وان كانت اجنبية فبعد قراءتها  ضمن سياق الجملة ستكون مفسرة، لكن حين يتعلق الامر بالمفاهيم الاجتماعية او إلانسانية فسيكون الامر صعب اذ تتعدد هنا الآراء وتحتظر التفسيرات اللغوية والمنشأي بل وربما تحتسب لما يخترقها من أدلجة اجتماعية او سياسية او ميول نفسية أو فلسفية يشترك بها، لذا يصح القول انه لا يوجد تعريف مطلق في القضايا الاجتماعية والإنسانية لانها قظايا مُحاطة بالنسبويه الفكرية والتقاطعات الذهنية، ثم أن الذهن في حالة صيرورة تنموية دائمة حتى وان جمد الاشياء في قوالب معرفيه ومعاني لغوية سنجد قد تحول الى شرحا متقدم في مراحله العقلية على المألوف لذا فهي قابلة لايعازات اخرى قد تصحح أو تلغي الكثير منه سواء بسبب التناقلات (وسائل الاتصال) أو التداول الشفاهي الذي يظيف عليها تسهيلات لتكون اكثر تجاوب مع ملفوضها الشعبي، وهذا ما يشكل تفاوت بين الاصل فيها والمتناقل ووعي المتلقي لذا يترك تفاوت ويشكل نسبوية في الادراك، تعدد فيه عمليات ربط أي مصطلح بين حلقات الماضي والحاضر والمستقبل المجهول، ومما تقدم يمكن القول أن مفردة المثقف الاصطلاحية لها وجود متجدد في الاستحدام، ولهذا يكون البحث حول حقيقته  يعني ايجاد معنى يختص بالبحث لا واقع المفردة الاصلي، ولهذا سنتناولها هنا بمعناها الاعم الاشمل كي لا نقع في ادلجتها غير مقصوده .

ومفهوم المثقف مفهوم حديث في المجتمع الأوربي، اما عن مجتمعنا فقد جاءتنا من خلال البعثات الدراسية ايام مراحل الاصلاح الفكر العربي حيث تناولتها عقول عربية عديدة بعد أن أجرت عليها بعض عمليات التحوير والتعديل لأجل ان تتلاءم مع الشكل الثقافي الاصلاحية بينما جاء بها البعض الاخر جاهزة كما هي مع ظروف تكونها وتداولها، لهذا ورغم اهمية المصطلح بقي منزوي وبعيدا عن الوعي التنوير الذي جاءت لتدعوا اليه، اذ اعتبر ناتج استعماري انذاك، وهذا ما شكل حول هذا المصطلح الشكوك والازدواجية في الفهم والتعبير واعتقد أن الكثير من الباحثين وجدو تباعد في معنى هذا المصطلاح داخل ثقافتنا لدرجة اننا نجد حالة صد عند الكثيرين عن المثقف وعن ثقافته وذلك لانه وقع صيدا سهل في شباك التثاقف السياسي الذي احتجزه عن الجانب المعرفي أو التنويري، فنجد أن كلمة مثقف عند اغلب الناس في مجتمعنا كانت تعني رجل أللا دين او العلماني أو من يحسن القراءة والكتابة وحتى بعد حسن الضن بها اصبح ينظر اليها على انها تشكل طبقية نخبوية تتكون من الموظفين الذين يمارسون نشاطا تهم الذهني مثل (الطبيب، والكاتب، والمترجم، والمهندس، والأستاذ) وهذا بسبب أن المصطلح يتمازج تعريفه بين التنظير والتطبيق أو بين بعده المعرفي ودورة التطوري، لهذا يرجعنا الامر لنذهب ونتعرف عليه في عالمة الاول والى ظروفه التي تسببت في تكونه وظهوره هناك في الغرب

كانت مقالات اميلا زولا (اني اتهم ) مع كتاب اخرون قد ساهمت في استصدار (بيان المثقفين) 1898 الذي اثار الراي العام  وجعله ينقسم الى معسكرين (التجمع الجمهوري) و (الوطنيين) حول قضية ضابط فرنسي من اصلا يهودي اسمه الفريد دريفوس، اذ حكم عليه بالنفي الى غويانا بتهمة التجسس لصالح المانيا ثم ثبت بالوثائق زيف هذا الادعاء اصبح بعد هذا قظية راي عام وبفضل بيان المثقف تمكن من تبرئته، هذا الحادث لايزال الى اليوم موضع اهتمام الباحثين كونه شكل نقطة تحول مهمة في الحياة الفكرية والسياسية الفرنسية كما انه شكل مرجعية تاريخية لهذا لمصطلاح وخصوصا بعد "إعلان المثقفين" وهو ما اثار في العالم الغربي جدلاً كثيرًا استمر ردود فعله الى يومنا، فهذا التعريف قصر صفة المثقف على النخبة المميزة، ورغم تعدد تعريفات المثقف الا انه يمكن أن نرجع به إلى معياريين اساسيين استند إليهما الباحثون، وهما المعيار الثقافة أي الكم المعرفي، والمعيار الوظيفة أي الدور المنوط به فهذين المعيارين لايخرجان عن اطار معين لفهم المثقف المتخصص او مثقف النخبة، الذي  "يختزل حقيقة الكون والإنسان في صيغة محكمة مترابطة " أي انهما لايعنيان المثقف بشكلا عام بل بشكله الخاص الذي يتمناه المثقف .

والحقيقية نجد أن تعريف المثقف في الغرب قد اخذ حالات مرحلية جاءت وفق لتغيرات التي مرت به فنجد صور متعددة لتعريفه (هو الذي يراى) وهو المثقف العادي (هو الذي فكر) المثقف المختص (هو الذي انجز) المثقف الساسي أو صاحب التطبيق العملي وهذه المراحل قد تكون جميعها مرت بمثقف واحد، ومثل هذه المراحل تمتد بالمثقف في فضائيين (أ) وتعني المنتج وهو العقل وما دار في فضائة وحوله من ظروف و (ب) الناتج المعرفي بكل اشكاله وأنواعه حين خرج من حاضنة العقل الى فضاء يشترك الجميع في تناوله وتداوله الجميع (الاجتماعي) بحيث يمكن تفعيله الى تجربه كما في الثورة الفرنسية وسقوط الباستيل وبين هاتين النقطتين نجد أن معنى وتعرف المثقف لا يتضح الا اذا امتد بنا البحث الى دوره .

فكلمة intellect بالمعنى الأوربي تعني الفطنة او الذكاء او العقل او قدرة الإدراك والفهم والاستنتاج،كما ان كلمة Clairvoyant بالفرنسية هي تعني بعيد النظر او المستنير، وعليه فكل إنسان ذكي ويبرز ذكاؤه وفكره وفهمه عن سائر مواهبه الأخرى فهو مثقف، هكذا يكون الاتفاق على عموم معنى المثقف عند الغرب ولكن ما رأيكم فيما يذهب إليه (غر امشي) " من إن كل إنسان مثقف حتى وإن لم تكن الثقافة مهنته " أي مهما كان اختلاف المستويات والدلالات الثقافية مما يعني أن مفهوم المثقف يمكن أن يكون شامل لمختلف القطاعات وهو ما يظهر نوعين من المثقفين، المثقف العام، والمثقف المتخصص وهذا ما يعني دوره   

وقد بادر المترجمون الى نقل هذه التعاريف رغم عجز الكثير منهم في تحديد التناقض الحاصل في عملية نقل المصطلاحات المتتالية بعد الثورة التكنتروني والتي تطلب تداول المصطلاحات وفي كل المجالات والاختصاصات الحياتية والانسانية فقد وجدوا أن الاصعب في النقل هو تبيئته تلك المصطلح الى داخل اللغة اولا والى داخل المجتمع والاسباب كثيرة اولها أن اللغة نفسها لاترغب أن تزاحمها أي مفرداة (اعجمية) قد تشوه مجملها (النحوي اواللغوي المقدس) وثانيا الاقتباس الاصطلاحي الذي يقدمه المترجم الينا اليوم لايخلو من نقله مع محتواه التاريخي والفلسفي والأخلاقي (اقصد في القضايا الانسانية) ليشمل الكل الاصطلاحي بما فيه من تجربة ونتائج، أي انها تنقل لنا بصالحه وطالحه.  

اما كلمة مثقف في اللغة العربية فهي تعني صفة لعمل أو لحالة، فمثلا حين يقال فلان يثقف الرمح او السيف أي يجعله شديد الحدة والفعالية وهذا يعني الإجادة لذا أطلقت هذه الكلمة على من يجيد القراءة والكتابة، فالسيف أو السكين يجيدان عملها وهو القطع، كذلك المتعلم فهو يجيد القراءة والكتابة وفهم هموم الناس، وقد برزت مادة ثقف في معاجم اللغة العربية في مضمونين الأول حسي في الأشياء الجامدة، كالسيف والرمح، مثل عبارة ثقف الرمح. بمعنى قوم اعوجاجه اما المضمون الثانية فهو ذو دلالة عقلية حيث اشتقوا الثّقافة كمهنة، وسموا صاحبها المثاقف، فالرجل يوصف بالثِّقف إذا كان حذر في المعركة، والسريع في الطعن ومادة "ثقف" تفيد الفطنة والذكاء، وسرعة التعلم، فكانوا يسمون الرجل بالمّثقف إذا كان فطنًا ذكيًا، سريع الفهم ويلاحظ بعض الباحثين أن العرب كانوا لا يطلقون على الرجل صفة المثقف أوالثقف " إلا إذا توافرت فيه صفتان: الأولى فيزيولوجية، وهي المهارة في الفهم وحدة الذكاء، والثانية: أخلاقية، وهي الاستقامة والتهذيب " .

ومما تقدم يتضح أن العبرة في الفعالية وليس في اسم المثقف فيطلق على كل من كان ماهر بالشيء سواء كان هذا الشي حرفة يدوية أم ذهنية وهذا يقربنا من المعنى الكلي وهو أن تعريف المثقف مرتبط ارتباط كليا بالعمل أو بالدور المنوط به.

وهذا لايعني أن حضارتنا لم تصنع لنا مثقفيين (متكلمين اوائل)أو أن الغرب قبل بيان المثقفين لم يمتلكوا نموذج للمثقف بل ما احاول قولة أن مصطلاح المثقف جاء مع ازمات الحاضر المعقدة فحمل معه شكلا  معاصر للمثقف والذي لا يوجد له مثيل في تلك الازمنة واقصد (صرعات العصر الصناعي والسياسي والاقتصادي) في حين كانت نافذة الفكر العربي منحصرة اطلالتها على تيارات وتوجهات من اهمها تدوين العلوم وتبويبها وترجمتها وتفسرها  (فكان جامعوا الحديث و نحويين واخباريين) وقد اهتموا بقضايا مثل الجبر والايمان وخلق القران والتي اوجدة مثقف عضوي محلي متمرد ومحرض للجمهور، واخر يشغل جنديا في خدمة الحاكم يعيره عقله وثقافته فيكون مبرر لحكم الحاكم ولسلطانه .

وقد يقول البعض أن اللغة العربية حملة لنا الكثير من المعاني عن هذه المفرده وهذا صحيح لكن لايجب أن نحمل المعنى بطريقة حسابية على اساس عدد الاحرف وعدد التفسيرات فتصبح بعدها مترهلة ولاترتدي منطق البحث بل نريد أن نقترب أو نقرب المعنى الجزئي من المعنى الكلي ليظهر له نتاج مشترك أو على الاقل أن لا يكون متناقض، فمفهوم المثقف انزلاقي يميل الى التسيس لان ظهورة ارتبط بالثورات والاصلاحات ومصادمات الوعي الفقهي بالوعي الثقافي واقصد الثابت بالمتحول والمتجدد من النصوص وهو ما حاولت أن ابتعد عنه، لكن ما من مفر من هذا، فقدر المثقف كان ولا يزال مرتبط بالسلطة السياسية والفقهي والاجتماعية أي بكل ما هو ثابت (لغة، دين، تقاليد) وهو ما خصصنا  له فصل من هذا البحث الذي لربما سيعقد علينا فهم دور المثقف في هذا العصر، مع العلم أن البحث عن أي شي لايكون بمعزل عن حقيقة صارخه نعيشها جميعنا اليوم وهي أن لكل انسان رؤية معينة للعالم تتمثل في سلوكه وأخلاقه الاجتماعه، تحقق له مستوى معينا من الفكري والمعرفة تتلائم مع عيشه وهذا ما ينعكس على تعريف المثقف كونه في بعض التعريفات ياخذ منحى فلسفي او اقتصادي او اجتماعي حسب مجريات البحث وتفكير الباحث، وها هو جون بول سارتر يعرف المثقف على طريقته وهي أكثر تفصيل ووضوح حيث يقول " إن المثقف هو العالم الذي يخرج باهتمامه وعمله من حدود تخصصه إلى أفاق المصالح الإنسانية المشتركة " وهذا التعريف صادر من رجلا عاش تعقيدات العصر وصراعاته لهذا اخذا الامر دقة في التعبير فنجده يتحيز للمثقف صاحب الدور، ويجب أن نقول هنا امرا مهم حول هذا الاختلاف الحاصل في تعريف المثقف اذ لربما يكون ناتج عن الجوانب الإنسانية والمرحلية أي معيار الزمان والمكان التي احاطة بالمثقف ليقع بعدها في (خداع المرحلة) اوالعصر أي التقلبات السياسية والاقتصادية التي تكون سلطات ضاغطة على المثقف وعلى وعيه مما تسبب حالة تصدع وتخلخل في فكره ولا يمكن له النظر إلا من خلال تلك السلطات أو على اساسها، لهذا فالمثقف سجين هذه الإيديولوجيات ولا يمكن له التخلص منها إلا حين تنتهي تلك المرحلة بالنضج المعرفي وهذا يعتمد على مقدار تلك الحاكميات وكيف يمكن للعقل الافلات منها، لكن في كل الأحوال يبقى تأثيرها حاضر على المرحلة وعلى التي تليها وان كانت بنسب مختلفة، أن هذه الخديعة هي نفسها التي يشير إليها ابن خلدون في قوله (إذا تبدلت نحل الناس من المعاش فكأنما تبدل الخلق بأسرة وكأنما نشأة نشأة جديدة) واليوم يقال عن هذا التباين في النحل بالعقل الجمعي أو المجتمعي الذي بموجبة يفرق الباحث ما بين عقل اوربي وعقل عربي وعقل اسلامي وعقل كمفوشي، وهذا الامر يسقط بظلاله على تعريف المصطلحات من مكان إلى أخر ومن زمان إلى اخر، ويرى نصر حامد أبو زيد شكلا أعمق لمفهوم المثقف في قوله (أن المثقف هو الإنسان المنخرط بطريقة او بأخرى في عملية أنتاج الوعي) وهو هنا متاثر بتعريف سارتر الذي ذكرناه سابقا لكن ابو زيد يقسم هذا الوعي عند المثقف إلى وعي عاطفي شعوري أو وعي جمالي وهو محور الإنتاج لدى المثقف الفنان بشكل عام ان كان شاعرا، قاصا، رساما، موسيقيا واخر وعي الفكر وهو محور الإنتاج لدى المفكرين والفلاسفة والوعي الديني وهو محور الإنتاج لدى رجل الدين كاهن، قسيس، شيخ، وهذه التقسيمات بالطبع ليست تقسيمات حادة صارمة، فقد يتداخل الوعي الجمالي بالوعي الديني كما يتداخل الوعي الديني بالوعي الفكري في مراحل تاريخية محدد وهي تشابه ما ذهب أليه فرانسيس بيكون في إن الأشخاص ينقسمون من حيث تجميع المعلومات إلى ثلاثة أقسام :فقسم منهم كالنحل وأخر كالنمل وثالث كالعنكبوت الذي يشغل نفسه دائما بأمر الحياكة فقط ويعتقد بيكون أن الفلاسفة هم من هذا القبيل أي من الحاكة وأما من يشبه النمل فهم الأشخاص الذي يدأبون على الجمع والادخار وهؤلاء هم المحدثون والرواة والمشتغلون بجمع الكتب ومطالعتها فقط أما النحلة فأنها تقوم بهاتين العمليتين كليهما فمن جهة تقوم بجمع المواد السكرية من الرياحين والأزهار وأخرى تصنع منها عسل في باطنها وتجمعه في خليتها " لكن مثل هذا التقسيم ولبساطته الا انه لا يعطينا مفهوما واضح عن المثقف كونه قد ألبس له دورا بعيدا عن بنائه كانسان يمتلك العقل قبل الناتج الفكري، اذ بهذه الصورة يكون المثقف وبوصفه وعي في المجتمع، فئة او طبقه مستقلة عن الوعي الكلي لأي مجتمع وهذا الوعي أما ان يكون خارج انتمائه الانساني وانتماء الاجتماعي كما في محنة المثقف في مجتمعاتنا او ان يكون متعالي ويشكل أفكارا عازلة مع رحمه الاجتماعي وبهذا سيشكل سلطة سياسية شمولية كما في تطبيق الفكر الماركيسي او ما تحولت إليه مهمة المثقف في أوربا بعد ان نجح في التحرر من الكنيسة فكان عمله مركزا على النقد والتنظير فقط بينما المثقف الحقيقي هو اشمل من كل هذا .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2131 الجمعة  25 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم