قضايا وآراء

العروض رقميا

والزحافات والعلل، وتسمية البحور(1). فانتقل الشعر من الموسقة السليقية إلى الموسقة المنهجية، كما أصبح العروض علماً محدداً أسوة بالمعارف الأخرى التي استقرت علوما ممنهجة في العصر العباسي كالبلاغة والنحو والحديث النبوي.

ورأى ابن فارس أن الخليل لم يبتدع علم العروض بل جدده " إن هذين العلمين؛ النحو والعروض، كانا قديماً وأتت عليهما الأيام، وقلاّ في أيدي الناس، ثم جددهما هذان الإمامان"(2) يريد أبا الأسود الدؤلي والخليل. ورأى نزار حنا الديراني أن الخليل نقله من السريان أو غيرهم(3). ومهما يكن من أمر فان الخليل إذا لم يبتدع العروض فانه (عرَّبه) وأعطى الشرعية لأوزانه.

ومنذ ظهور علم العروض أصبح مكملا للثقافة، فلا يمنح الأديب والشاعر شهادة القبول حتى يجيد العروض أو يلمّ به بقدر. وتلا كتاب الخليل (المفقود) كتب كثيرة منها معاصرة له ككتاب الاخفش الذي زعموا انه تدارك عليه البحر السادس عشر(4)، واستمرت السلسلة حتى عصرنا. إلا أن الكتب القديمة لم تضف إلى جهد الخليل شيئا بل شرحت كتابه سوى إضافة أو زيادة الأمثلة كابن عبد ربه الذي وضع أمثلة من شعره، وجعل الخطيب التبريزي التفعيلات ثماني(5) بدلا من عشر على اعتبار النغم وليس الزحافات والعلل.

ونظراً لصعوبة العروض في عصرنا الراهن، لشحة الثقافة الشعرية حفظا وتداركا من شبابنا وطلبتنا، اتجه تأليف كتب العروض إلى تسهيله، فظهرت منهجيات جديدة كان الغرض منها إنزال هذا العلم من عليائه إلى الطلبة متواضعي الثقافة.

وعلى الرغم من كثرة كتب العروض واختلاف منهجها، إلا أنها أصبحت غير ملائمة لطالب الكلية المبتدئ. لقد أصبحت الحاجة ملحّة إلى نظرية في العروض أكثر جدة تؤمِّن للطالب حاجته من هذا العلم، ولا تضيعه في تفصيلات هو في غنى عنها في هذه المرحلة، وقد اطلعت على كتب العروض قديمها وحديثها؛ فوجدت القديم منها صعباً منفـِّرا لان المؤلف القديم خاطب بها شريحة محتكة بالشعر قراءة وحفظاً، وبالتالي فهو وضع في فهمه ان القارئ على مستوى عال فخاطبه بمستواه. أما الحديثة، فأكثرها تقليدية تأليفية تريد أن تلم بكل شاردة وواردة، وأكثرها وضع للقارئ العام فهي تفترض فيه أن يكون على درجة من الإلمام بنغمية الأشعار، بل ربما كان متقدما في العروض أو شاعرا. وتعد دراسة الدكتور صفاء خلوصي(فن التقطيع الشعري والقافية) من أفضل الدراسات الملمة إلا أنها لم تحل لغز (معرفة البحر) وأي لغز!!.

إن طلابنا الذين لم يعرفوا بعد كيف يتذوقون الكلمات ويميزون الحرف الساكن من المتحرك، وكيف تتآلف الحركات والسكنات لصنع نوتة البحر الشعري، يحتاجون إلى طريقة أكثر بسطا وتبسيطا. ولعل العقبة الكأداء في العروض هي كيفية معرفة البحر الذي ينتمي إليه هذا البيت الشعري أو ذاك. وتلك معاناة مستديمة للطلاب، وربما جرَّ اليأس بعض الأساتذة بسبب انغلاق فهم الطالب إلى التسامح في المادة العلمية. وبالنتيجة تحول هذا العلم الدقيق إلى ضرب من التخمين الأهوج لدى الكثير من الطلاب، والاستظهار العبثي الذي يكون قصاراه حفظ ما أمكن وإفراغه على الورقة الإمتحانية للوصول إلى مجرد النجاح دون أن يؤدي هذا الحفظ بالطالب إلى فهم يصل عقله وأذنه. وبالتالي ما عادت تمنح طالبنا إلا ثقافة عروضية فحسب.

في دراسته رقمياً ينظر إلى عدد الحركات التي يبدأ بها البيت الشعري،فتحدد الطبقة أولاً ثم يتم تحديد البحر ثانياً عن طريق الفرز والإسقاط باستعمال قوانين كل طبقة. ويعد هذا البحث بحثاً عملياً، والعروض نفسه، درس عملي في دروس اللغة العربية، لذا لم نحتج الى الرجوع إلى مصادر كثيرة، أو نفيد منها، وقد استعنت بهذه الطريقة في تدريس العروض فجاءت بنتائج باهرة.

قسمت البحث على مباحث ثلاثة وتمهيد فضلا عن مقدمة وخاتمة. تناول التمهيد مبادئ الطريقة وشرح آليتها، وتناول المبحث الأول الطبقة الرابعة والثالثة, وتناول المبحث الثاني الطبقة الثانية، وتناول المبحث الثالث الطبقة الأولى. وفي كل مبحث تشرح آلية فرز البحور مع أمثلة توضيحية.

هذا، واني أرجو أن يكون البحث مستحقا درجة النجاح في تقييمه، كما استحق النجاح على مستوى الواقع الصفي.. والله يلهم الكمال ولا يدعيه سواه (عز وجل).

 

التمهيد

تعتمد معرفة البحر،وهي غاية دراسة العروض، على معرفة سلم النغم الشعري لمعرفة الطبقة التي ينتمي اليها البيت الشعري، لكي يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من العمل وهي تسمية البحر. كما لابد من الإلمام بوحدات النغم (التفعيلات) لأنها اللبنات التي بها تبنى البحور كلها، ومعرفتها نغمياً تعين الطالب على تحديد البحر.

سلم النغم الشعري

يتكون سلم النغم الشعري من أربع طبقات هي:

الأولى- تـُمْ (- ه) (6)        مثل ( قلْ – صهْ – هلْ)

الثانية- تِتـُمْ (- - ه)         مثل (لقدْ – اذا – على)

الثالثة- تِتـِتـُمْ (- - - ه)     مثل (وَلَقَدْ – كتبت – عملوا)

الرابعة- تِتِتـِتـُمْ (- - - - ه) مثل (سمَكَة-ملكنا– وذهبتْ)

وقد سمّى الخليل السلم النغمي (السبب، الوتد، الفاصلة) فالسبب: توالي حرفين وهو نوعان: سبب خفيف (حرف متحرك فحرف ساكن–5)، وسبب ثقيل (حرفان متحركان- - ). والوتد: توالي ثلاثة حروف، وهو نوعان:وتد مجموع (حرفان متحركان فحرف ساكن- -ه)، ووتد مفروق (حرفان متحركان بينهما حرف ساكن – 5 - ). والفاصلة: توالي أربعة حروف أو خمسة،وهي نوعان:فاصلة صغرى(ثلاثة حروف متحركة فحرف ساكن- - - ه)، وفاصلة كبرى (أربعة حروف متحركة فحرف ساكن - - - - ه).

وغاية هذا الدرس هو تذوق الكلمات(7) نغميا فـ(قُلْ، صَهْ، هَلْ)سبب خفيف، و(لِمَ، لَكَ، لِيَ) سبب ثقيل، و(لَقَدْ، إذا، عَلَىْ) وتد مجموع، و(نَالَ، قَالَ، قدْكَ) وتد مفروق. و(وَلَقَدْ، كَتَبَتْ، عَمَلُوا) فاصلة صغرى، و(سَمَكَةً،مَلِكُنَا، عـَرَفـَهُ) فاصلة كبرى. وقد وضع الخليل التنويعات للسبب والوتد لتكون الأساس للتفعيلات العشر(8) التي افترضها.

التفعيلات.. وحدات النغم الأصلية

تمثل (التفعيلات) التي وضعها الخليل(9) اللبنات التي بها يبنى أي بحر شعري، وتقوم هذه التفعيلات على المزاوجة بين مستويات السلم النغمي حتى تصير كل تفعيلة وحدة موسيقية ثابتة يعطي نوعها وتكراراتها هوية البيت الشعري.. وهي نغمياً ثمان(10):

1- فـَعُوْلـُنْ

(تـِتـِمْ تُم / - - 5 - 5)  أي ( 2-1) (11)   (أراني، عراقٌ، حبيبي)

2- مـَفـَاْعِيـْلـُنْ

(تـِتـِمْ تُمْ تُمْ / - - 5 - 5 - 5) أي: (2-1-1) (رجالاتٌ، أتى جريا، نبا سيفي)

3- مـَفـَاْعَلـَـتـُنْ

(تـِتـِمْ تـِتـِتُمْ / - - 5 - - - 5) أي: (2-3) (أجارتنا، بلا سبب، وتأخذنا)

4- فـَاْعِلـَاْتـُنْ

(تُمْ تـِتـِمْ تًمْ / - 5 - - 5 - 5) أي: (1-2-1) (لا تلمني، سيِّداتي، يا حبيبي)

5- فـَاْعـِلـُنْ

(تُمْ تـِتـِمْ / - 5 - - 5)  أي:(1-2) ( سيِّدي، إنني، قال لي)

6- مُسـْتـَفـْعَلـُنْ

(تـُمْ تـُمْ تـِتـِمْ / - 5 - 5 - - 5) أي:(1-1-2) (يا سيِّدي، يا سادتي، بغدادنا)

7- مـُتـَفـَاْعِلـُنْ

(تـِتـِتـُمْ تـِتـِمْ /- - - 5 - - 5) أي:(3-2) (لمعت ضحى، متشابه، طلل عفا)

8-  مـَفـْعـُوْلـَاْتُ

(تـُمْ تـُمْ تـُمْ تُ / - 5 - 5 - 5 -) أي:(1-1-1-1)(قيس هامَ، الطاغوتُ، لمَّا جاءَ)

وبدخول الزحافات على هذه التفعيلات تتوالد منها تشكيلات أخرى مثل:          (فَعِلُنْ 3)، (فَعْلُنْ 1-1)، (فَعِلَاْتن 3-1)،(مُسْتَعِلُنْ 1-3)، (مُتَفْعِلُنْ 2-2)..الخ

شرح الطريقة

توزع بحور الشعر الستة عشر على أربع طبقات حسب عدد الحركات التي يبتدئ بها كل بحر؛ فان هذه الطريقة تضمن معرفة البحر بالاشتغال على بداية البيت في التفعيلة الأولى أو الثانية في أقصى حد لذلك يكفي تشريح الشطر الأول فقط لمعرفة البحر، وقد تتكرر بحور معينة في أكثر من طبقة لدخول الزحاف على هذه البحور وتغير نسب حركاتها وسكناتها، فبحر الكامل مثلا يبتدئ مرة بثلاث حركات (مـُتـَفـَا- علن) فيكون في الطبقة الثالثة، ومرة بحركة واحدة إذا دخله الإضمار (مـُتـْفـَا- علن) فيكون في الطبقة الأولى. وبحر البسيط يبتدئ مرة بحركة واحدة (مسـْ- تفعلن) فيكون في الطبقة الأولى، ومرة بحركتين إذا دخله الخبن (مـُتـَفـ- ـعلن) فيكون في الطبقة الثانية. والجدول الآتي يضع البحور في طبقاتها ويؤشر تكرارها في أكثر من طبقة:

البحر التفعيلات الاولى الطبقة

الكامل مُتَفَاْعلن- مُتْفَاْعلن 3/1

الخفيف فَاْعِلاتِنْ - فَعِلَاتن 1/3

المديد فَاْعِلاتِنْ - فَعِلَاتن 1/3

الرمل فَاْعِلاتِنْ - فَعِلَاتن 1/3

المتدارك فَاْعلن/فَعْلن-فَعِلُنْ 1/3

الرجز مُسْتَفْعِلُنْ - مُتَفْعِلُنْ -مُتَعِلُنْ 1/2/4

السريع مُسْتَفْعِلُنْ - مُتَفْعِلُنْ 1/2

المجتث مُسْتفع لن- مُتَفْع لن 1/2

المنسرح مُسْتَفْعِلُنْ - مُتَفْعِلُنْ 1/2

البسيط مُسْتَفْعِلُنْ - مُتَفْعِلُنْ 1/2

الوافر مُفَاْعَلَتِنْ 2

الطويل فَعُوْلن  2

المتقارب فَعُوْلن  2

الهزج مَفَاْعِيْلُنْ 2

المضارع مَفَاْعِيْلُنْ 2

المقتضب مُفْعولات 1

 

وبهذا فان الطبقة الأولى التي تبتدئ بحركة واحدة تنحصر بأحد عشر بحرا (المديد، الرمل، الخفيف، الكامل، المتدارك، الرجز، السريع، المجتث، المنسرح، البسيط، المقتضب). والمجموعة الثانية التي تبتدئ بحركتين اثنتين تنحصر بعشرة بحور (الرجز، السريع، المجتث، المنسرح، البسيط، الوافر، الطويل، المتقارب، الهزج، المضارع). والمجموعة الثالثة التي تبتدئ بثلاث حركات تنحصر بخمسة بحور (المتدارك، الكامل، الخفيف، الرمل، المديد).. أما المجموعة الرابعة التي تبتدئ بحركة واحدة فتنحصر ببحر واحد (الرجز) لان ورودها في (السريع) قليل، وفي (البسيط) شذوذ.

وهذه هي الخطوة الأولى في عملية تمييز البحور، أي أن تضعه في إحدى الطبقات، والخطوة الثانية هي الحاسمة في تحديد البحر الذي ينتمي إليه البيت، وسوف نأتي إليها بالوقوف على بحور كل طبقة.

 

شروط الطريقة

1- يجب حفظ مفاتيح البحور.

2- يجب اتقان التقطيع الشعري صوتياً أو حرفياً او كليهما.

3- معرفة البحر تشتغل على صدر البيت، وعلى التفعيلتين الأوليين (عدا المتقارب والمتدارك، نحتاج لتحديدهما ثلاث تفعيلات)، اما العجز فنعرف من خلاله نوع البحر (أي تام، محذوف، احذ، اصلم، مرفل...) وهذا يتطلب فهما ودراية بالعلل بوصفها مكملاً لهذه الطريقة.

4- بعد أن يتم تحديد البحر، يقطع البيت على تفعيلاته صوتيا أو ورقيا للتأكد من صحة التحديد بشكل نهائي.

 

المبحث الأول

أولا- الطبقة الرابعة  (تـِتـِتـِتـُمْ/ - - - - 5) (12)

إذا بدئ البيت الشعري بأربع حركات فسكنـة فالبحر هو (الرجز) وقد دخل تفعيلته الأولى الخبل (مـُتـَعـِلـُنْ). والخبل يرد قليلا في السريع وهو قبيح  فيه(12) مما يجعل بحر الرجز ينفرد به، بل انه يقل في الرجز أيضاً، وللتأكد تطبق تفعيلات الرجز على البيت فإذا لم تطابق فهو السريع. ومن الضروري بعد تحديد البحر تطبيق تفعيلاته على البيت الشعري دائماً.

مثال

وذهبِ غصت اليه أبحراً

ليس عجيباً أن يغاص لذهبْ

 

وَذَهَبِنْ/ غُصْتُ اِلَيـْ/ ـهِ أَبْحُرَنْ

متعلن/ (4) اربع حركات اذاً هو الرجز وللتأكد:

وذهبِ غصت اليه أبحراً

وَذَهَبِنْ/غُصْتُ اِلَيْـ/ـهِ اَبْحُرَنْ

متعلن / مُسْتَعِلُنْ   / مُتَفْعِلُنْ

 

فهذا مفتاح بحر الرجز دخل تفعيلته الأولى (الخبل)، والثانية دخلها (الطي)، والثالثة دخلها (الخبن).

 

ثانياً- الطبقة الثالثة (تـِتـِتـُمْ/ - - - 5)

إذا بدئ البيت الشعري بثلاث حركات فسكنة فهو ينحصر بخمسة بحور:

الكامل:  (مـُتـَفـَاْ- علن) (اصل التفعيلة)

المتدارك: بتفعيلة (فـَعـِلـُنْ)

الخفيف:(فـَعـِلـَا- تن) (وقد دخل فاعلاتن الخبن)

الرمل: (فـَعـِلـَا- تن) (وقد دخل فاعلاتن الخبن)

المديد: (فـَعـِلـَا- تن) (وقد دخل فاعلاتن الخبن)

1- إذا جاء بعد الحركات الثلاث والسكون(تـِتـِتـُمْ - - - 5)، حركتان فسكون (تـِتـُمْ - - 5) (3-2) فهذه تفعيلة (متفاعلن) التي توجد في بحر الكامل فقط. فيكون البحر الكامل.

2- إذا جاءت بعد الحركات الثلاث(تـِتـِتـُمْ)، ثلاث حركات أخرى(تـِتـِتـُمْ - - - ه) فهو المتدارك (فـَعـِلـُنْ فـَعـِلـُنْ)،، اما اذا جاءت حركتان يفصل بينهما سكون (تم تم - 5 - 5 ) فيكون المتدارك شرط ان ياتي بعدها مثلها (تم تم - 5 - 5 ) او ثلاث حركات فسكون (تـِتـِتـُمْ - - - 5).

3- إذا لم يكن الكامل أو المتقارب فهذا يعني أحد البحور الثلاثة التي تبتدئ بتفعيلة (فاعلاتن) وقد دخلها (الخبن) فأصبحت (فـَعـِلـَاتنْ)(3-1). وهي: (الخفيف، الرمل،  المديد). فنقوم بتحديد تفعيلة (فعلاتن) في البيت لننظر ما بعدها.

4- إذا جاء بعد (فعلاتن) الأولى حركتان يفصل بينهما ساكن (تـُمْ تـُمْ/ - 5 - 5) او حركتان متواليتان (تـِتـُمْ/ - - 5)، فهذا يعني ان التفعيلة التي تلت (فعلاتن) هي (مُسْتَفْعِلُنْ) او (مُتَفْعِلُنْ) وقد دخلها الخبن. وهذا هو (الخفيف).

5- إذا جاءت بعد (فعلاتن) الأولى (فاعلاتن) او (فعلاتن) وما تبقى من البيت (فعلاتن) ثالثة أو (فاعلن) فهو (الرمل).

6- إذا لم يكن الخفيف او الرمل فهو (المديد)، اما اذا وضعنا (فعلاتن) او (فاعلاتن) بظننا انه الرمل وبقي من البيت حركتان فسكون(تتم - - 5) او حركتان فسكون فحركـــة فسكون (تتم تم - - 5- 5) فمعنى ذلك خطأ التخمين والبحر ليس الرمل بل المديد، اذ يجب ان يبقى  (فاعلن) أو (فاعلاتن).

مثال

قطع البيت الشعري الآتي وحدد طبقته وبحره.

وثن يعبد في روضة   صيغ من در ومرجان

وَثـَنـُنْ  يـُعـْـبـَدُ  فـِيْ    رَوْضـَتـِنْ

- - - 5 - 5 - - - 5    - 5 - - 5

صِـيْـغَ مـِنْ  دُرْرِنْ     وَمـَرْ  جـَاْنـِيْ

- 5 - - 5  - 5 - 5  - - 5 - 5- 5

بعد التقطيع يتبع ما يأتي: (مع التقطيع الورقي يتمرن الطالب على التقطيع الصوتي)

1-  بما أن البيت يبتدئ بثلاث حركات فسكون فهو من الطبقة الثالثة.

2- بما انه لم تأت بعد الحركات الثلاث وسكونها حركتان فسكون (تتم - - 5) فهو ليس الكامل.

3- بما انه لم تأت بعد الحركات الثلاث وسكونها حركات ثلاث أخر (تتتم - - - 5) أو حركتان يفصل بينهما سكون (تم تم - 5 - 5)، فهو ليس المتدارك.

1- إذاً البيت بين (الخفيف، الرمل ،المديد) فنحدد فعلاتن الأولى في البيت.

2-  بما انه لم تأت بعد (فعلاتن) الأولى حركتان يفصل بينهما سكون (تم تم- 5 - 5) او حركتان متتاليتان (تتم- - 5)، فهو ليس الخفيف.

3- إذا فرضنا انه الرمل وانه بعد فعلاتن الأولى تكون/ بـَدُفـِيْ رَوْ / (فعلاتن) فما يتبقى من البيت (ضـَتـُنْ) أي (تتم/ فعوْ)، والرمل يقتضي ان تكون بعد (فاعلاتن) الثانية. اما (فاعلاتن) ثالثة أو (فاعلن) في حالة الحذف. إذاً البيت من المديد. فيكون تقطيع البيت كالآتي.

وَثـَنـُنْ  يـُعـْ/ـبـَدُ  فـِيْ / رَوْضـَتـِنْ

- - - 5 - 5 /- - - 5    /- 5 - - 5

فعلاتن      /  فـَعـِلـُنْ   /  فاعلن

صِـيْـغَ مـِنْ  دُرْ/رِنْ  وَمـَرْ /  جـَاْنـِيْ

- 5- - 5 – 5  / - 5 - - 5/ - 5 - 5

فاعلاتن     /  فاعلـن   /  فـَعـْلـُنْ

 تابع القسم الثاني من الدراسة

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1199 الجمعة 16/10/2009)

 

في المثقف اليوم