قضايا وآراء

المدينة حكومة أهل القرية / انطلاق الرحبى

فى بيوت التعليم فى بلادنا و?لذى يمثل فكر و?سلوب ?لطاغوت فى ?لحيو?ة. بأن ?حنف عن قولى ومفاهيمى كلما تبيّن لى جديد من ?لقول و?لفهم كى لآ أكون من ?لّذين يوثنون على ما هم عليه من قول وفعل وسلوك. فتكتب علىّ ?لذلّة و?لمسكنة وأكون من ?لجاهلين. كنت أظن أن ?لمدينة طور يأتى بعد حين من طور ?لقرية وهو ظن جآءنى بسبب ?لعجل فكلمة "أهل ?لقرية وأهل ?لمدينة" ظننت إنهما طورين من حيو?ة النّاس على ?لأرض وبعد ?لدرس ومآ أناره معلمى وأخى العزيز ?لمفكر سمير إبراهيم خليل حسن فى ما كتبه عن ميثاق حكومة ?لمدينة ومقاله" سياسة أم حكمة" . تبين لى بأن ?لمدينة هى حكومة للقرية  تحتكم إلى ميثاق وعهد بينها وبين ?لنّاس يحكم بينهم مؤمن عليم قوى ونقيضها فى ?لحق حكومة يحكمها طاغوت يستخف ب?لناس ويجعلهم أهل وطن " دواب وأنعام" لا خيرة لهم فى أمرهم يطيعون كل أمر فاسق ويعبدون ما يراه لهم ?لطاغوت. ف?لقرية هى ?لأصل وما زلت أرى دليلها فى ?لحق كما كتبته فى مقالى ?لسابق. ولكن ?لمسألة فى حكومتها هل هى مدينة أم طاغوت . ?لمدينة تدل على دين بين طرفين الأول وهو ?لحاكم وحكومته و?لثانى ?لناس ?لذين تعاهدوا وتواثقوا فيما بينهم. ويكون عمل ?لحاكم أن يحكم بينهم بالعدل وأن يسهر على حفظ ?لميثاق و?لعهد بين ?لناس لما لديه من قوة جسم وعلم. فكلمة أهل ?لقرية هى للناس فى ?لقرية جميعًا أمّا كلمة أهل ?لمدينة فتدل على ?لحكومة بجميع فئاتها ?لحاكم ?لمؤمن ?لعالم ?لعادل ?لقوى والقضاة والوزرآء والكهنة وممثلين غرف ?لمال و?لصناعة و?لتجارة و?لعمل و?لعلم و?لفن و?لفكر فى مجلسى ?لمدينة . ف?لقرية هى ?لتى تقرى ?لناس على ?ختلاف ألوانهم وألسنتهم وتؤمن لهم ?لعيش والعمل فيها. فأذا ما صنعت مدينة تحكمها يبارك ?لله فيها ويرزق أهلها من فوقهم ومن تحتهم ويعلون فى ?لأرض .ونقيضها فى ?لحق ?لأعراب ?لذين يعيشون فى ?لبدو فه??ؤلآء لا مدينة لهم تحكمهم يحكمهم منهاج طاغوت مغلق فهم عدو للمدينة وأهلها أى ?لحاكم وحكومته وميثاقها وعهدها فمتى ما دخلوا قرية وأصبحواْ فيها أكثرية ينقلبون على مثلها ?لمدينى ويعطلون ?لميثاق و?لعهد ويرجعونهآ إلى منهاج ?لطاغوت وهم أحزاب كثيرة ?لقوميون و?لاشتراكيون و?لإسلاميون فى وقتنا هذا .ففى بلادنا ?لشامية " ?لعربية ب?للّغة " يخرج ?لناس ?ليوم يريدون أن يستبدلواْ سلطة ?لطاغوت ويأتون بأحد هذه ?لفئات ?لتى تحمل نفس ?لمنهاج ويظنون أنهم مآ أن يسقطواْ رأس ?لسلطة وحزبه فقد فتحو?اْ أبواب ?لحيو?ة ?لطيبة أمامهم. فتراهم يتسابقون ب?نتخاب رئيسًا جديدًا وبرلمانًا جديدًا فقد عبدواْ صندوق ?لانتخاب ?لسحرى ?لكل يصرخ ?لصندوق ?لصندوق ويريد أن يحتكم إليه كما فعلها من قبلهم قوم موسى بعبادتهم ?لعجل . دون أن يدركواْ بأن ما يفعلوه هو أعادة لمنهاج ?لطاغوت فى حيو?تهم لأنهم لم يغيرواْ ما بأنفسهم وما زالوا يجهلون ?لميثاق و?لعهد و?لحاكم ?لمؤمن ?لعادل و?لمدينة بينهم وبينه فكل ه?ذه ?لمفاهيم هم فى غفلة منها. تسخر منهم أحزاب ?لقومية و?لاشتراكية و?لإسلام بمفاهيم لغو ?لعلمانية و?لديمقراطية وحكم ?لشعب وحكم ?للّه وحكم ?لأكثرية وصندوق ?لانتخاب . ?نظروا ما جرى ويجرى فى ?لعراق وتونس ومصر وليبيا و?ليمن وسوريا دآئرة مغلقة سباق جاهلين على ?لسلطة وتثريب وقتل للناس على ?لّون و?لّسان و?لطآئفة و?لحزب كلّ يكفّر ?لأخر ويريد أن يمحيه كما يمحو موج ?لبحر ?لرسم من على ?لرمال. ولآ أحد يسمع من ?لمؤمنين ?لذين يحملون منهاج ?لنور فى قرية حكومتها مدينة تسهر على حفظ ?لعهد و?لميثاق بين ?لنّاس يحكمها حاكم رسول يحكم ب?لعدل بينهم صفته ?لعلم و?لقوة فى ?لجسم. يساعده ويعزره مؤمنون من أهل ?لمال و?لثروة و?لعلم فى مسجده "بيت ?لحكومة". فسيبقى التثريب فى حيو?تهم وهو ?لاقتتال و?لفرقة و?لجهل و?لظلام فتكتب عليه ?لذّلّة و?لمسكنة ويمسخواْ قردة وخنازير وعبد طاغوت.   

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2163 الثلاثاء 26/ 06 / 2012)


في المثقف اليوم