قضايا وآراء

سنواتي مع تشي غيفارا..سياحة في عمق ثورة هزت الانسانية

 ولد عام 1941 في بايموت وانضم الى الثوار وعمره لم يتجاوز الخامسة عشرة تقريبا. وكان واحداً من المقربين الى قائد الثورة جيفارا،رافق تشي الى بوليفيا عام 1966، حيث حاول خلق نموذج دائم للثورة. ولقد نجح بعد موت جيفارا في بوليفيا أن يعود حيا الى كوبا مع ثلاث من رفاقه .و كان خبيرا استشاريا في انغولا ونيكاراكوا.

 

"ليوناردو تمايو وسنواتي مع تشي غيفارا" كان عنوان الامسية التي أقيمت له ضمن أسبوع افلام امريكا اللاتينية بمناسبة الذكرى الواحد والثمانين لميلاد الثائر الكوبي تشي غيفارا، في المركز الثقافي للحزب الشيوعي النمساوي في مدينة غراتس . امتلأت القاعة بالزوار وعشاق تشي غيفارا والحرية. وحين دخل الثائر ليوناردو القاعة وقف الجمهور تحية و احتراما لهذا المناضل وصفق له طويلاً. سجل ليوناردو حافل بالنضال في امريكا اللاتينية .بالاضافة الى مشاركته إلى جانب تشي غيفارا في بوليفيا حارب في أنغولا في أفريقيا من عام 1975 ولغاية 1978 حيث قاد العمليات ضمن صفوف الثورة. ويعمل الان جنرالا في وزارة الداخلية الكوبية.

 قام بالترجمة من الاسبانية المترجم المبدع د.فيرنار فاسيلي . وبدأ الضيف بسرد ذكرياته مع تشي غيفارا الذي تعرف عليه عام 1957، وظل بجانبه اكثر من 10 سنوات . وقال بأنه كان له الشرف والفخر بأن يرافق تشي غيفارا في مهماته الخاصة. وكان يردد عبارة تشي غيفارا حين كان" يقول بأنه مواطن كل العوالم وانا ابن العالم وليس فقط الارجنتين وكوبا".

 

لقد كان تشي غيفارا الباحث الطبيب والانسان يحمل مسؤوليات كثيرة. فلم يكن فقط وزير صناعة بل كان هناك على عاتقه الكثير حيث كان يقضي اكثر من 17 ساعة في خدمة وطنه،فقد قالها فيديل كاسترو" بانه لو انصفنا وزيرا ما فعلينا ان لاننسى تشي غيفارا ابدا".لقد قال تشي غيفارا لكاسترو أن عليه ان يهتم بوضع كوبا الداخلي، واما انا فواجبي التوجه الى دول امريكا اللاتينية لأنشر الحرية والعدالة الاجتماعية هناك. ولهذا قرر بان يتجه صوب بوليفيا.واردف قائلا بأن تشي غيفارا كان يعلم بانه يكبر عمرا وان ليس بوسعه قيادة الثورة لو بلغ 39 عاما. لقد نشر تشي الف باء الثورة في في بوليفيا .وبعدها تحدث ليوناردو عن وضع كوبا ومكانتها حاليا بين دول امريكا اللاتينية، وقال بان لكوبا علاقات دبلوماسية وسياسية واقتصادية مع هذه الدول، وشعب كوبا شعب مكافح ومقاتل من اجل حريته وانه يتضامن مع كل الحركات التحررية وضد السيطرة على الشعوب والاضطهاد .

بعدها فتح باب النقاش وبروح رقيقة وصدر رحب أجاب على اسئلة الحضور. وحينها سأله كاتب هذه السطور(بدل رفو) قائلا : بأننا كنا ننتظر ان تحدثنا اكثر عن ذكرياتك وطبيعة تشي غيفارا وتعامله مع الاسرى والرفاق. وكذلك طرح عليه هذا السؤال:مَن يعش ثورة فعليه ان يقف إلى جانب ثورات العالم، فمثلا لم نسمع يوما بأن كاسترو او كوبا نطقت اسم كوردستان يوما او الثورات الاخرى فما هو السبب؟؟؟

 

بعدها اجاب ليوناردو على أسئلة (بدل رفو) قائلا:صحيح أني لم اتحدث عن تشي غيفارا كثيرا. وبعدها بدأ بسرد بعض ذكرياته معه وطريقة تعامل تشي مع الاسرى حيث كان يعطي دواءه المخصص للربو لأسرى العدو .ولكن حين وقع في الاسر لم يرحموا تشي غيفارا بل وجدوه مقيد الايدي والارجل،وبالنسبة للحركات التحررية فنحن نقف مع فلسطين من اجل حقوقهم. واما بالنسبة الى كوردستان "فللاسف ليست لدي معلومات عن كوردستان!!!" وهنا تألمت جدا، فمن حق الرجل أن لا تكون لديه معلومات، ولكن أليس من حقنا أن نصدر أبطال ثورتنا الكوردية الى العالم؟ فما الذي يقوم به مسؤولو الاحزاب والحكومة الكوردية في العالم ؟و بعد انتهاء المحاضرة كان الجمهور يرجو توقيعه والتقاط الصور معه، وانا قلبي يكاد يتمزق متذكراً ابطال الثورة الكوردية الذين ربما كل ثلاثة اشهر لا يستلمون الراتب سوى مرة واحدة. واتذكر ممثلينا في اوربا والعالم وهم بحاجة الى ابجدية الكوردايتي وغير قادرين على نشر ثقافتنا وادبنا وثورتنا الكوردية،ذلك التاريخ المشرف من نضال أبطال سجلوا تاريخ كوردستان باحرف من ذهب .ومن هنا رسالتي الى كوردستان برئيسها وشعبها: ألم تحن الفرصة بعد ان نصدر ثورتنا وابطالنا الى العالم؟؟؟ ربما ستدفن هذه الرسالة في مقابرالنسيان.

 

بدل رفو المزوري

غراتس النمساوية

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1202 الاثنين 19/10/2009)

 

في المثقف اليوم