قضايا وآراء

الجغرافية العربية بين عقدة التفوقية الغربية والعبث العربي (1) / الطيب بيتي العلوي

لخلق مملكة ياهو لن يصنع اليوم لا هلالا خصيبا في الشام (سوريا ولبنان) ولا هلالا قحلا في الأرباض الجرداء الممتدة في جغرافية الربيع العربي في حين الثوار اللاعرب الجدد لا يقرؤون التاريخ ولا ينظرون الى أبعد من أرنبة أنفهم، -من لطائف صديقي المستعرب الأنثروبولوجي الفرنسي

مقدمة:

يهدف هذا المبحث المتواضع الى وضع القارئ العربي العادي في المشهد الحقيقي لما يجري في العالم العربي–في زمن الربيع العربي-الذي تنظرالإمبراطورية الى جغرافيته كقطعة شطرنج غيرمجزأة بتصورها الشمولي وبنظرتها التفوقية الإستعلائية لشعوبه-كما أسلفت غير ما مرة- بينما ينظر اليها عباقرة الثورانيين العرب كقطع بيافرية مشتتة حيث ان الياسميني التونسي لاتهز اعطافه ما يعانيه البحريني اواليمني أو السوداني اوما يطبخ في الخفاء للشان المصري والسوري والعراقي والجزائري، وربطه بما يشتغل وينشغل به مصممو الثورات في الغرف المغقلة التدليسية التينك-تاكنية ليل نهار، من أجل تشظيظ الجغرافية العربيةوإغراق شعوبها في مشاريع حمامات الدم مع إستمرارالبحث عن دمى جديدة، والإستمرار في التدخل في السيادات الوطنية للبلدان التي تحكمها اليوم حكومات الربيع العربي وكأننا لن نحلم يوما بإختفاء الوجوه الكالحة للأمريكي عن شاشاتنا التي تسفر لنا بإستمرارعن قزمية حكامنا الذين ظلوا يتلقون الإشارات والتوجيهات والتعليمات من اليانكي وراعي البقرالهمجي منذ عقود، عبرذلك الوجه القبيح الذي من ياتينا من ما وراء الأطلسي-، حيث تبعد بيننا وبينه ما يقرب من إثني عشرالف كلم - لينظم لنا شؤون ديننا ودنيانا وكأن اليوم أشبه بالبارحة، وتشعرنا بأن دار لقمان مازالت على حالها، ويستمر الحكام الجدد للربيع العربي في لوك معسول الكلام المنمق المدبج بالتوريات والاستعارات الكلامية البلاغية التي تعني كل ولا شيء في نفس الوقت للتملص من الإجابات الحاسمة باللغة الواضحة والصريحة في الشان العبري والموقف الحازم في قضية الأقصى –الذي قد يتفاجؤ الإسلامي مرسي الذي يغازل الأمريكي، ويصر على إحترام المواثيق الدولية المشبوهة و المعاهدات الدولية المحقرة للسيادة المصرية والعربية –في ومن الربع العربي- ولا نسمع كلاما يهز أذن العبري ولا لامريكي بالمسارعة برفع الحصار النهائي عن غزة بدون أي تأجيل، ثم الدخول بعد ذلك في التفاصيل، بعيدا عن كل البروتوكولات البيروقراطية والمناورات السياسوية ـوتلك هي من الألويات للامة جمعاء قبل المعديات و البيولوجيات لان كرامة الامم والشعوب ليست منحصرة في البافلوفية والإفرازات الفيسيولوجية، فالحيوانات هي ارقى منا في هذا المجال، وإلا فلنكف عن النفاق العربي الجماعي- شعوبا وثوريين ونخبا مثقفة وسياسيين ومحللين أكاديميين عن تسميتها ب ثورات الربيع العربي ولنسمها جهارا بمظاهرات نقابية جماعية قطرية لتحقيق مطالب معاشية لكل بلدعربي، وينتهي الأمر، وليغن كل على ليلاه بدون لف ولا دوران، ولنسبها بهبات شعبوية تطالب فقط بالخبزوالكفاف والعفاف والغنى عن الناس والكف عن الضحك على عقول البشر فيكفينا اننا امة ضحكت من جهلها الامم منذ ازمنة بعيدة، وهاهي ستضحك علينا اليوم بقداننا لحس الكرامة، ولذا فأتساءل كما كنت اول من تساءل سر حيادية العسكر في امرالثورة في مقالتحت عنوان: ماذا لوخرج الجنرالات في مصر عن حياديتهم وأتساءل اليوم في ما بعد الثورة ماذا لو خرج السيد مرسي عن حياديته، وابتعد عن الألغاز والتلميحات، ولبيدأ بتسمية الأشياء بأسمائها، وليسم لنا القط قط ولكلب كلب، لان الغرب ينتظر رجحان الكفة المصرية ليحسم غدا قريبا في الشان السوري لكي لا يظل الشعب المصري-كعهد في عهد مبارك-مجرد كومبارس في جوقة الأمريكي ومتفرجا في المشهد السياسي للمنطقة

 

-وكم من متسائل عاقل يتساءل لماذا لا يطال الربيع العربي ربوع الأراضي المحتلة في فلسطين للغرابة؟

-اوليس الربيع العربي تلكم الفرصة الذهبية لإنتفاضة فلسطينية شاملة من شانها دفع جموع شعوب العالم الغربي المتفرج الى إعادة النظر في ما يجري من خروق لاإنسانية للشعب الفلسطيني على الجغرافية الفلسطينية، حيث بدأت الشعوب الأوروبية بدورها تنزل الى الساحات يوميا من أجل التظاهر لضمان لقمة العيش كما يعاني منها كل عربي وثالثي، بعد أن غرق الغرب وأمريكا منذ مارس 2008 في هموم ازماته الاقتصادية والاجتماعية الخانقة،

أم أن الشعب الفلسطيني هومن الإكتفاء، والتعالي، ليكون بمنأى عما يجري في العالم والربيع العربي؟ ما دامت النخبة السياسية الفلسطينية ستستمر في التفاوض و الحوار مع العبري والامريكي رغم تكاثر الفصائل الجهادية و الفدائية و المقاتلة التي نسمع منها جعجعة ولا نرى طحينا منذ اكثر من ستين عاما، حيث يكتفي البعض منهم في الضفة الغربية بحماية الامن الإسرائيلي مقابل تلقي إستجداءات المعونات الخارجية من الأطراف الخارجية العربية والغربية المشبوهة ليتم الحفاظ على المعضلة الفلسطينية كما هي الى ابدالآبدين

، أم أن مفبركي الثورات العربية وعرابيها مثل بيرنارهنري ليفي خادم الكيان العبري وسوروس ممول الثورات الملونة و الربيعية وقواد البنك الدولي لن يسمحوا بذلك؟

 

عبثيات حكومات الربيع العربي

أن خطاب الرئيس المصري وزيارته للسعودية واستقباله لوزيرة الخارجية الأمريكية

تسفر عن مؤشرات يمكن قراءتها بالمنظورالانثروبولوجيا السياسية التي لاترحم -التي تنقب عن الإشارات والعلامات الصامتة والمعبرة-بحيث يمكن الجزم –وبكل موضوعية- بأن دار لقمان لا زالت على حالها وما أشبه اليوم بالبارحة-مع بعض التغييرات والرتوش في الأداءات السياسية والمي اكثر الى هدهدة الداخل المصري بحلول نقابية وتخذير الامة بوعود رومانسية بنفس الخطابات البراغماتية السابقة ولكنها اليوم باللغة الاسلاموية التي هي اخطر انواع البراغماتية المتزئبقة التي سنرى من امورها ما نحتاجه الى الف ثورة وثورة

 

أن الحكومات العربية التي أوصلتها بعض الثورات الى السلطة أوالمنتظرين منهم، فهم لا يملكون أية برامج أومخططات محددة لما بعد الثورات، سوى ردود افعال إرتجالية وتصريحات إنفعالية، وفي أحسن الحالات، يكتفون بالحملقة في الملفات وتغييرالخطابات وتجديد الشعارات الأركية، والدخول في الصراعات المستقبلية الدموية التي قد تستمر لعقود بحثا عن المنطلقات والبدايات

فما زال منهم من يغازل من وراء الستارالأمريكي، ويتقبل منه الرشاوى باليد اليسرى من تحت الطاولة والسبحة في اليد اليمنى ومنهم من يستجدي الخليجي، ومنهم من هو تحت تحت حمى لذة المنصب والنجومية يهذي

ومنهم من يحتسب ان الغربي غِرٌ، اورضيع، أومجرد متسكع هلفوت متطوح في البطاح والفجاج، أومصاب بالامنيزيا التي تفصله عن ذاكرته التاريخية الإمبريالية والإستعمارية

ومنهم من بدأيبتر قراءات التاريخ، ويحرف المصطلحات والمفاهيم عن موضعها، ويزورالحقائق، فيسمي الخيانات الجماعية ب الثورات ويقرأ التاريخ العربي والإسلامي بعين الدجال الأعورالواحدة المقلوبة، حيث تصبح الأمبرياليات الكلاسيكية والصليبيات والتلموديات والماسونيات واللصوصيات مساعدة وتدخلا انسانيا من اجل الحضارة والإنسانية وحماية الشعوب–الى غيرذلك من البهتان والأراجيف– متناسين بان لفظة الامبريالية ستظل الى يوم الدين هي نفسها المنصوص عليها في كل المعاجم والقواميس الإصطلاحية اللغوية الغربية منذ القرن التاسع عشرالى كتابة هذه السطور، التي تتجلي في ابشع صورها الحالية في الأمريكي الذي يعتبر كل بؤرالعالم التي تهب فيها الرياح الأربعة نقاط مصالحه الخصوصية، والعالم كله عدوافتراضي الى أن يأتي الدليل على عكس ذلك–ولا يوجد إستثناء في العقلية الغربية كيفما كانت أطيافها السياسية الحاكمة(فماالفرق ما بين بوش وأوباما؟او ما بين ساركوزي وهولاند؟)-ومستغفلين بان الغربي هو من خطط حدود جغرافيات العالم العربي البارحة ونصب دمى بلدانها، -ولايزال- !فكيف تحول بقدرة قادرصليبي الماضي البعيد وامبريالي الامس القريب من مستعمرغشيم وعدولدود زنيم الى منقذ و صديق وولي حميم؟

و تتصرف حكومات الثورانيين العرب الواصلين الى السلطة في كل من تونس وليبيا ومصر، وكأنهم اللاعبون الأوحدون على الرقعة الشطرنجية، متناسين بان كل البلدان العربية حتى قبيل حادثة البوعزيزي ان هي الا ملكية عقارية -بالتقادم- للغرب منذ منقبات كولونيالياته الى مهزلة الإستقلالات، التي خلق الغرب فيها كيانات حكومات عربية ليس لها من العروبةوالإسلام غيرالقشرة والروح جاهلية، وزرع فيها أبالسة الانغلوساكسون سرطانا اسمه اسرائيل ليسمم الجسد العربي كله، وأحاطها-قصد حمايتها-بإختلاق كيانات أعرابية جاهلية على فوهة كل بئر نفط، ومنبع كل قطرة زيت حسب التعبيرالخبيث لونستون تشرشل في مذكراته، وحشرخبثاء الأنغلوساكسون مشارقة العرب ومغاربتهم داخل خيمة أعرابية - كما وصفها اليهودي هنري كيسنغر التي نصبها الانجليز عام1945، وسماها الجامعة العربية يجتمع فيها العرب العاربة والمستعربة في ايامهم الجاهلية الكبرى الموسمية– لقضاء اعراسهم البدوية العشائرية -يسمونها مؤتمرات قمة لترشيد السياسة العربية–وما ادراك ماالسياسة الأعرابية !-، ولا تسأل عن الترشيد البدوي في الدياروسائرالخيم

 

وبعد نهاية الحرب الباردة، خطط الغرب الى التغييرفي الديكورالعربي في الجغرافية العربية بتغيير بعض الدمى المهترئة، وإزالة السماسمرة الذين انتهت خدماتهم، بغية إعادة تجميل الخيمات العربية قصد اعادة ترتيب الخرائط وتغييرالحكومات على الجغرافية العربية، بالإتيان بحكومات انتقالية–يعلم الله والغرب كم ستطول-(ونموذج الجنرالات في مصرواضح فقد جاؤوا من باب الضيافة و الشهامة لحماية الثورة، فأذا بهم يستقرون ويناورون في إقتسام السلطة )، تخضع للمصالح الجيوبوليتيكية الأمريكية الجديدة–ولاعلاقة لها بنشرمهزلات ديموقراطيات السوق المحقرة للعقول الوضئية، التي يعتقد الثورانيون بأنها ستتهاطل من السماء على الشعوب العربية بين عشية وضحاها-بمجردالإكتفاء برفع الحناجر والتصايح في الساحات عند الجمعات الملونة بألوان شعارات الساعة، ولا احد يخطط لما بعد النازلة والواقعة-رغم أن فقههم السني والشيعي والإباضي يهيب بهم الى عدم الإستكانة ويحفزهم على الإستعداد للوبال قبل الوقوع فيه وفقه المذاهب الأربعة وفقه اهل البيت والإباضية من الخوارج غني في هذا المجال، وإن خيرة عقلاء فقهاء المسلمين–من كل التيارات المذهبية-ليسوا في حاجة الى الوعظ الخطابي والتفيهق السلفوي، أو التنطع الوهابي أوالتعالم الغربي التنويري في مثل هذه الحالات، فالغرب هو أحوج من ينورعقله اليوم ويضيء مسالكه المظلمة للخروج من مستنقعاته التي لا يوجد لها حل سوى الإنحدارالى قرونه الأوسطية اوأشعال الحروب الهمجية

 

وهكذاعمل الغرب جاهدا ليركب على ظهرالربيع العربي، ليقفز عن طريقه الى مرحلة جديدة ، علما بأن علم المرحليات الغربية هي من اكبر البراديغمات التي يشتغل عليها الغرب منذ نهاية الحرب الباردة التي بهاأطاح بالانظمة الإشتراكية كلها، وتركها مجرد أطلال وديارتُهيج حنين عشاق التراث الأحمرمن المتمردين الماركسيين من بقايا فلول رومانسيي التروتيسكيينن والماويين والغيفاريين التائهين في المسالك، والحالمين في الحانات الليلية والزقاق المعتمة في الممالك، يحرقون اليانكي و الإمبريالي عبرالسجائرالأمريكية الفاخرة، ومقارعة دنان الويسكي المعتقة الغالية، ومطارحات مشاعيات أفانين اللذات الأبيقورية في كبريات المدن الثقافية الشرقية والغربية

بينما نرى ان الغربي يتلاعب بالحكومات الإنتقالية للربيع العربي كيف يشاء–وسنرى من أموربعضها عجبا على المدى القريب-، حيث يحركها الغرب لمواجهة معضلاته الإقتصادية المستعصية من جهة، ولمواجهة المهددين المتبقين لمشاريعه الإبليسية في المنطقة–مثل سوريا-، ولقلم أظافرالمتنمرين الجدد القادمين الى المعترك الدولي في حلبة الصراع الحقيقي في المنطقة مثل إيران –اوالعدو الفارسي التقليدي للحضارة الغربية التي اطاحت بالأغارقة في عهد قورش-وهكذا ينظرالغربي الى الإيرانيين المسلمين المعاصرين-ولا تهمنا هنا بيزانطيات المتحزبين والطائفيين والشوفيين والمراهقين والجاهلين لقراءة التاريخ، حيث تعتمد الإمبراطورية على تصنيف العرب والمسلمين على وصايا شيخ المستشرقين الأنغلوساكسون ومستشار بوش في حرب العراق اليهودي بيرنارلويس –عراب الصهيونية والتلمودية، ومنظر مشروع تفتيت العالم العربي الاسلامي بحمامات الدم وإيجاد خرائط العنف الجديدة من كراتشي الى طنجة عبر ما سماه هو نفسه في بحث الثقيل الى قدمه الى بوش الأب تحن عنوان الغضب الإسلامي عام 1990، فيذكر لويس بوش الب من أن العدوالاكبرضد مشروعي النظام العالمي الجديد والنظام الإقتصادي الجديد هو العالم العربي الإسلامي وان هذا هوالعائق الاول ضد التوسع العلماني والديموقراطي لإكتمال المشروع العالمي للحضارة الجديدة للأمبراطورية الحاملة للقيم اليهودية-المسيحية والمجددة لها في العقلية الغربية، ولان العرب والمسلمين- في زعمه هم هاجوج وماجوج وكان لويس بذلك ذلك الملهم لمفكر المحافظين الجدد صمويل هنتيغتون في اطروحاته لصدام الحضارات الصدار عام 1996 –باعتراف هذا الأخيرنفسه، مما جعل بوش الأب يخطب خطابه عشية تدمير العراق يقول بالحرف الواحد ( لقد حسمت كل المسائل الأخلاقية في ذهني، هذه مسالة أبيض أو أوسود، مسالة خير ضد شر، أننا نقاتل في صف الله ) فانظر وهكذا حشرت الإمبراطورية العالم كله في خندقين إثنين :خندق الخير وهو الغرب وخندق الشر وهو العالم العربي الاسلامي، وهكذا اختفت الأنوارالكانطية-الهيغلية والتنوير الفولتيري والعقلانية الديكارتية حيث خلقت الامبراطورية بعدا آخر في مسار تاريخ البشرية المقبل حيث يرتطم الخير الأسمى المتمثل في الغرب بالشرالممثل لقوى البربرية الطائشة التي يتوجب احتواؤها بالتغيير الناعم او زجرها والسيطرة عليها من قبل قوى الخيرو العقل ومن اجل ذلك فعلى الشمطاء اوروبا ووليدتها امريكا وصليبي الام المتحدة ان يذبحوا الوحوش سواء اكان التنين الأسوي ام علاء الدين العربي والاسلامي وان يهزموا إمبراطوريات الرعب القادمة او التي يسيطرون عليها

 

والغرب الذي يتحرك اليوم بنشاط دؤوب لمساعدة الحكومات الانقالية البالزواكية لا يقيم وزنا الى ايه حكومة ثورانية قادمة فهي من خلق حاوي السيرك الغربي، ولكنه مرتعب أشد الأرتعاب من الدب الروسي والتنين الصيني للدخول الى الجغرافية العربية التي يعتبره جغرافيته مند الإسكندر الأكبر

، فلا بد والحالة هذه من محاصرة الروس-عبرالسيطرة على الشام-سوريا ولبنان-(والمسالة هي مسالة مصالح وإستراتيجيات لا مسالة مبادئ وأخلاق) حيث ان روسيا هي اقدم امبرطورية بيضاء تاريخية منافسة على الجغرافية الأوربية بأرثوذكسيتها المنشقة عن الكنيسة البيزانطية الرومانية الغربية، وكانت العدو اللدود لأباطرة النمسا وملوك فرنسا وانجلترا منذ ما قبل شارلمان، ثم أصبحت بثورتها الشيوعية الخطر الأحمرللغرب كله بإندلاع الثورة البولشفية عام 1917الى ن باع قواد الغرب غورباتشوف الثورة الى الغرب في أواخرالثمانينات(ليتعض الثورانيون والحكومات القرضاوية الواصلة الى السلطة بان الامور بخواتيمها وليس بغيرها، )، ثم أصبحت روسيا اليوم أكثر تهديدا من سابق عهدها بعدعودتها الى الصراع من أجل الحفاظ على ممراتها المائية التي يسيطر الغرب على كل ينابيعها ومصباتها، حيث يخنق الغرب إقتصادها المتنامي، فيقفل الغربي ابواب كل مسالك روسيا الموصلة الى تلك المناطق الغنية بالمصادرالأولية او بلدان الأسواق العالمية الإستهلاكية التي يمتلك الغرب مفاتيحها، حيث فمن الطبيعي ان يهب الروسي الى تحصين جغرافيته بعد إسترداد عافيته مع القيصرالجديد بوتين، وهو مستعد من أجل ذلك الى المضي الى ابعد الحدود ولو باشعال حرب عالمية،

وأما الكابوس الأخطر على المدى البعيد للغربي فهو الصيني، ولذلك فهو يسعى للحد من تطلعات التنين الكونفوشيوسي كاكبرمهدد حقيقي للأطماع الغربية في عقرالجغرافيتين:الأوربية والأمريكية بعد استيعاب الصيني للعقلية الغربية وتمكنه من التكنولوجيا الدقيقة، وبدأت منتوجاته تكتسح كل الأسواق الثالثية وخاصة الإفريقيةويعمل على السيطرة على المصادرالأولية وبدأيغزوكل مجالات الإستهلاكات الإقتصادية الضروية للدول الفقيرة/ تماشيا ومتأقلما مع حاجيات جيوب الشعوب (الإفريقية-والأسوية والعربية )-تاركا للغرب غباء الإستمرار في ضخ أكاذيب تنظيراته التنويرية الإدعائية، والتمختر بأراجيف ديموقراطياته البلزاكية المضحكة ونظرياته الإقتصادية اللولبية الهوبزية اما العرب فالربيع وبغير الربيع، فسيضلون مجرد سمج مستهلكين، للمنتوج الغربي اوالأسيوي اوالروسي رغم عزهم النفطي وجغرافيتهم المتفردة والمتميزة دون سائرجغرافيات الشعوب

ولذا فان الغرب لن يهتم باي طيف سياسي قادم يولده الربيع العربي: علمانيا كان ام إسلاميا ام ليبراليا، فقد قدم لنا نموذج (عصير فاكهاني) فيه الاسلامي والعلماني في تونس، وقد يخلط ما بين آخراسلامي وليبيرلي (كما سنشاهد في الحالة السورية) والغرب يمتلك في خزائنه المغلقةنماذج من هؤلاء وأولائك الكثير، كما بدأيتململ ويحتار في من يختار، فهم من كثرتهم، وتهافتهم على التنافس والطباطح والتعاهر، ان ضج بهم الغرب في الربيع العربي

للبحث صلة

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2182 الأحد 15/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم