قضايا وآراء

جدلية الرواية ومسار الشعر / زيد الشهيد

واختيار القول الأمثل هو كمن يرمي نفسه في قلب غيمة محتدمة وأجد نفسي حين التوجّه للخوض في تداولية حِرَفية تتطلب القول الحدّي الصرف، تنحياً عن المجاملة في القول أو التزمت في الرأي . وما أريد قوله هو أن عالمَ الروايةِ بما جاء بمحمولات جديدة فتحت على واقعنا الثقافي باباً للتعبير عن اليومي والتاريخي سوسيولوجياً وسايكلوجياً وقالت لنا اكتبوا بانوراما حياتكم ولا تظلّوا ترددون ما يأتي بتوارد الخواطر واللعب بالمفردات ؛ قولوا الصورة وارسموا الحياة ؛؛ في حين كان الشعر صوتنا التاريخي القديم الذي أوجدته ظروف التواجد الحياتي للإنسان على ارض كلها صحراء ؛ وإن شَذَّت في بعض المواقع فجبال صخرية جرداء لا يؤمها غيثُ السماء إلا لِماماً، ولا تأتيها النسائم الرطيبة إلا شتاتا ؛ حتى أن صلاة الاستسقاء كانت من عادات أهلِ الصحراء وليست غيرهم .

الخطاب الروائي كانَ لا بدّ منه . ولو لم يكن ضرورة لما تلقفناه من غيرنا وانطلقنا ندوّن وننطلق في التدوين . كذلك الشعرُ هو الديوانُ الذي يشكّل جزءاً متمماً لهويتنا العربية ؛ والتخلّي عنه يعني التجاوز على المشاعر وإيقاف حركة البوح الذاتي .

دخول الرواية إلى الواقع الأدبي العربي يعني توسع المساحة الثقافية واستحالة الحكايات من الشفاهي المسموع إلى التدويني المقروء . حيث الكلام يستحيل إلى كلمات تؤرخ لوجود الحكاية، والأحداث والشخوص والحبكة تغدو من مركّبات الحكي المكتوب . ثم يستحيل كل ذلك إلى نوع أدبي أخذ تسمية الرواية متنقلة من الحاكي والمحكي له والمحكي عنه كمصطلحات تخص الحكاية إلى الراوي والنص والمتلقي . وبعد أن كان الحكي يدور عن المغامرات وأبطال هذه المغامرات صار همُّ الروايةِ أوسع من ذلك، فدخل مناحي شتى من الأغراض، وسعت مهمةُ الرواية الوصول إلى آفاق أبعد من الرؤى والتعبيرات والإفضاء البشري المتراغي والعميم .

فرأى " ميلان كونديرا " الرواية : " بحثٌ عن الوجود الإنساني " . فيها ومنها ينطلق الكاتب في محاولةِ الدخول إلى ألاماكن السرية المغلقة التي لم يصلها غيره، وعليها يعوّل الوصول إلى فك الشفرات الهائلة المنتشرة في فضاء عالمنا المطلق . هي جهد حثيث في تداولية إدراك بعدنا المجهول، ووطن يجد فيه بهائه ويزرع هويته ويجوب طرقاته . إنها الصوت أو مجموعة الأصوات المبثوثة في برية العالم اللامتناهي الذي يجاهد كل مؤلف أو جيل أو حقبة لإدراك مسافةٍ على قدرِ الجهد المبذول والسعي المسفوح . مسافةٌ لها ارتباط وثيق بالتي قبلها ومحاولة الترابط بما يأتي لاحقاً لها . وهي حواريةٌ من همٍّ بشري لا ينتهي، ومقارباتٌ إنسانية تتوخى عمليةَ بحثٍ لها نهايتُها المنفتحة على ضوء الحقيقة التي ما زالت غائبة وليس من اليسر حيازتها بالمدى المنظور .

واتجه " توماس مان " إلى جعل الرواية هيكليةً بنائيةً متخيلة لمدينةٍ تحملُ صفةَ اليوتوبيا حيث تتمفصلُ القوانين لتكونَ شرائعَ تخلق عالماً متساوياً بالصفات وبشراً متعادلين بالفرص ؛ يمكن أن يكون عالمُهم دنيا لاحتواء الجهدِ الإنساني الناحي صوبَ البناء الخلاق وجعله مساراً خالداً تنتفي على أديمه آثار القهر والقسوة والحيف البشري البغيض، تماما كما بنى أفلاطون جمهوريته التي أرادها أنموذجاً لبناء مجتمع مقروناً بالسعادة، ومسوراً بالنقاء، طارداً منها الشعراء .

إن نداء الرواية لأن يصور الكاتب عميم انفعالاته ويعرض تماسها مع حركية الواقع هي من مهمّة التعبير المطلوب بحق . فلكلِّ زمانٍ ضغوطاتُهُ وتوجهاتُه التفصيلية التي تتطلب الوقوف عندها ؛ ولكلِّ كاتبٍ انفعالاتُهُ وأبجدياتُهُ التي تسعى لمواجهةِ هذه الضغوطات والتعامل معها بأدواتٍ تخلقُها روحُ ذاكَ الزمان المُحدد بحقبةٍ لا بأدواتٍ لا تمت لتلكَ الحقبة بشيء . فكتب " جارلس ديكنز " عن حركة المجتمع في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وصوّر الحياة اليومية حيث التقدم الحثيث في استخدام الآلة ونمو الطبقةِ البرجوازية التي كانت شرهةً في جمع المال ومندهشة في أيما إدهاش في جني الأرباح من البضاعة التي تنتجها هذه الآلة والنزر اليسير من المال الذي تدفعه إلى العمال المُجبرين على العمل لتمشية حياتهم اليومية، هم الذين قدِم أغلبهم من الريف للعمل فسقطوا في حبائلِ النهم البرجوازي . فجاءت روايات " الأزمنة الصعبة و " أوليفر تويست و ديفيد كوبرفيلد لتعبّر عن حقبةٍ باراهاصاتها وهيجانها وانفعالات أناسها في تقدمهم ونكوصهم تعبيراً صادقاً .

أما جيمس جويس فقد امتلك وهو في مضماره السردي واتجاهه في بنائه الروائي " قدرةً هائلة على الإيحاء بالقوى ذات الحركة الدائرية المركزية المنطبقة من عقل الإنسان والذكريات الشبيهة بالظلال التي تتخلف عنها فيه " (1) منطلقاً من " أن العالم الحديث ينبغي أن يخلق نظامَه وضميرَه الخاصّين به " وهي نظرةٌ تتخذ من الموضوعية منحاً في التعامل مع الصورة والتقادم مع الحدث باستحضاره الماضي وجعله حالة من التوظيف الذي يخدم الحاضر . وفي هذا تعالقٌ مع رؤية كونديرا للرواية وبحثه المنهمك في إدراك الوجود بسبر الأشياء والبحث عن فك شفرات الماهية، اعتماداً المسيرة البشرية من لحظة خلق الأساطير والتعامل معها إلى موقف التأمل في آفاق الجدوى سعياً للوصول .

وانهمكت فريجينيا وولف مثلاً " بالوعي الجديد الخاص بفعاليات التداعي الغريبة في العقل البشري واستغرقت باهتمام القرن العشرين بالهوية الفردية بما فيها من سيلان وانتقالات في مراكزها فأنها أرادت أن تؤكد على إحساس شخصي وذاتي بإحساسها بالحقيقة . (2) وهو الإحساس الذي كان يفرض شروطَه وسطوته على الواقع اليومي المعاش والذي توجّسته الروائية قبل غيرها بفعل تفاقم الإحساس لديها ورهافته، وشعوراً منها كنبوءة لحتمية صراع الإنسان وقدوم بواكير هذا الصراع في تواليات عقود القرن العشرين والذي بعده .

وللرواية التي ينتجها الكاتب تأثير بيّن في دواخل المتلقي وربّما تغيير سلوك أو تبنّي حالة من التعامل، أو ارتداء أنواع من الملبوسات كطراز يميّز الفرد عن غيره في مجتمعه . . يشير رولان يورنوف وريال اونيليه في كتابيهما عالم الرواية إلى أن ظهور رواية آلام فارتر في العام 1774 للفيلسوف الألماني جوته وقراءتها من قبل القراء أدّت إلى حدوث موجةٍ من الانتحارات، وان كتاب ( رينيه ) لشتوبريان أسهم في ترويج صورة " الشاب ذي الوجه النبيل " (3) الذي يهاجمه ويسافر في ثنايا روحه هوى قدرياً لا فرارَ منه " إلى درجة أن هذه الصورة أصبحت إحدى كليشيات المجتمع الغربي في فترة معينة من القرن التاسع عشر . " مثلما خلقت كوميديات موليير نماذج اجتماعية متميزة، كلُّ له صفاته التي يتطرف بها عن السائد ويصبح على مرأى خاص لدى المجتمع مثل شخصية ( دون جوان ) العاشق و( لطرطوف ) البخيل، ناهيك عن الشخصيات التي حفرت وجودها في ذاكرة القراء وشاهدها الناس وهي تترجل وتؤدي الأفعال الخاصة من على الشاشة البيضاء من أمثال " طرزان الرجل القرد " و " جيمس بوند " وابتكاراته الغريبة المستخدمة في مقارعة المجرمين الانفراديين أو العصابات الجماعية التي تستخدم شتى الوسائل للإطاحة بهيبة الدولة واستلاب الناس وقتلهم، وشخصية " كاسيمودو " الأحدب الذي رأيناه في رواية " احدب نوتردام " لفيكتور هيجو وعشنا مع انفعالاته وتهجساته ومعاناته في حبه للغجرية وسط عاهته التي يؤاخذ عليه وتشكل عائقاً سرمدياً في تحقيق المعادلة المتوازنة لحبه العميق الصادق .

وفي تواجدنا الروائي العربي الذي ابتدأ مع بداية القرن العشرين _ وهي بداية حديثة ليس لها عمق تاريخي كبير في عالم القص بخصائصه الموضوعية – كتب لنا كتاب عدداً من الروايات يحاكون فيها الرواية الغربية ذات الإرث العميق في تاريخ الأدب العالمي، منطلقين من تدوين المشاهد التي يرونها ومتمنطقين بمواضيعَ وأفكارٍ غير بعيدة عن واقعهم ؛ وهي بداية رُغم خجلِها تؤرّخ لولادةِ عملٍ روائي يمتلك صفات الرواية بمفهومها الغربي المتعارف حيث البداية والوسط والنهاية اعتماداً على الشخوص والأحداث والزمكان والذروة التي هي نقطة احتدام الأفكار والأحداث وصراع الشخصيات ومن ثم الخروج بتنوير يعلن انتصارَ جهةٍ على أخرى . وإذا كان محمد حسين هيكل قد أرخ للرواية العربية وجودها فإنَّ هذا الجنس الأدبي الدخيل تناسل وانشطر، ونما وكبر حتى أصبح كينونة وسيعة تحفر على جدرانها أسماءً لامعة استطاعت أن تأخذ بالأدب الروائي العربي إلى مصافي العالمية عبر المبدع المتألق المتميز نجيب محفوظ، واستطاع المتلقي في شتى الأصقاع يقرأ لهذا الخلاّق سرداً يحكي بانوراما حياةً عربية لعلها غائبة عن كثير من شعوب العالم، إضافة إلى ساردين تغلغلت أسماؤهم شيئاً فأشياءً في مسار القص العالمي من خلال ترجمة أعمالهم إلى لغات شتى وعرضوا هويات بلدانهم العربية وحياة مجتمعاتهم بكل ما يحيطها .

وهكذا دخلنا إلى عالم الرواية من باب ضيّق لنجد أنفسنا في فضاءٍ فسيح ليست له حدود مرئية ولا فضاء ذات أبعاد واضحة .

وفي عالم الشعر حيث التعبير عن المشاعر التي هي على تماس مباشر مع الحياة المحيطة بالشاعر . الحياة التي تحمل شفراتها في أيما رقعة جغرافية، وفي أيةِ نسمة هواء مار . في أية حقبة وعلى أي أديم . وهو الشعر الذي يجيء معبراً عن دواخل خُلاق عاشوا الأعوام فعبّروا عبر الدواخل عن صورة تلك الأعوام، لتولد بفعل ذلك التعبير مراحلٌ إبداعية صار يُطلق عليها اسمٌ كهويةٍ حُقَبيّةٍ تؤرّخ الابتداء والمنتهى . فكانت المثالية والواقعية والرومانسية والدادائية وكانت موجات الشعر الحر وقصيدة النثر . وكان لكل مرحلة من هذه المراحل روّادها وفرسانها وقراؤها ونقادها . وصار الشعرُ تعبيراً عن خلجات ينفثها شاعرٌ فيتذوقها ويرددها الجموع باستمتاعٍ وفير، معتبرين إيّاها صادرةً من أعماقِهم ومؤرخةً لمسار حياتهم فتتماهى أحاسيس الشاعر مع أحاسيسهم . وصار الشعر بصمةً محفورةً على صوان الزمن، ودويّاً تُردد صداه ذبذباتُ الدنى يطلقه المتنبي : " وتركُكَ في الدنيا دويّاً كأنما // تداول سمعَ المرءِ أ ُنملهُ العشرُ " .

وبما أنَّ العربي ولِدَ وأنغامُ الشعرِ ترنيمةٌ ينهلها مسمعه من أول يوم يعي فيه وجود الصوت فإنَّ هذا الشعر صار هويةً وملمحاً وتعبيراً ومن ثم ديواناً يأوي إليه ليترجم من منهله جملة المشاعر التي تنتابه، ويغترف من سيله كثيف الكلم الذي يُعينه على مواصلة الحياة ومجابهة مَن يقفون أمامه أنداداً ؛ أو ينبري ليقول المدح لشخصٍ، أو فخر لجماعة، أو يلتجىء إليه ليختزن جميلَ القول حتى ينفثه في وجهِ مَن يُحب ويهوى، أو يحكي ما رآه من الحبيب بشعرٍ يستحم بالسرد ؛ عارضاً آهاته وشكاواه، أو نزواته وتفاصيل المغامرات بلغةٍ يغلب عليها الوصف والتزويق. إذ ليس بغير اللغة المنسوجة شعراً يستطيع الشاعر أن يقول صدق القول :

  

   فتاةٌ تيَّمت قلبي دِنوّاً // وصدَّت شيمةَ الظبي النَفورِ

   رأت أترابُها كَلفي ووجدي // فقُلنَ لها : احتكمتِ فلا تجوري

   فقالت : ما عليه، فسوفَ يَسلو // لقد قالت، ولكن قول زورِ

   فلا هيَ، قبلَ ذلك، أنذرتني // ولا أنا، بعدَ ذلك، بالصبورِ (4)

 

وعودة القهقري إلى تواليت الزمن العربي البعيد نرى أن الشعر عند العرب كان تاريخاً تدوَّن على صحائفه أحداثٌ يومية، وكان صوتاً صائتاً عن مسار قبيلة أو ممثلاً لثلّة من الناس الذين في وجودهم علامة فارقة في التاريخ العربي . عند العرب كان الشاعر علماً يُحتفى به ؛ وهو القائل الناطق باسم القبيلة أو المجموعة الذي ينتمي إليها .

وإذا كان الشعر يترجل على أغراض مختلفة في العصر الجاهلي، ويرفل الشعراء على قصائد لها طابع الفخر الشخصي أو القبلي، أو يتحرك منطوياً بآلامه في شارع الرثاء، ويجاهر غزلاً في قصائد البوح سواء كان عذرياً أم ماجنا فان الشعر اتخذ منحاً آخر بعد حضور الرسالة الإسلامية . وصار الشاعر يوظف موهبته نحو إعلاء دينه ويكرس فخره لرسول الله والرسالة داعياً إلى وحدة المسلمين وراجياً فضائل القول وحسن الفعل .

 

الرواية / الشعر .. موازنة وتقييم

 

ولأنَّ الرواية غدت من نسيج الأدب العربي ودخلت تاريخَه ولو من عهدٍ حديث فانَّ التقليل من وجودها وتأثيرها يعني القفز على الواقع الماثل والحقيقة المنتصبة .

ولأنَّ الشعر وجودٌ متجذِّر في التاريخ العربي ومؤرخ لا يمكن إغفاله فإنَّ تقديسه وتقديمه على الأجناس الأخرى يُعد تجنياً على الأدب . فقد دخل هذا الشعر في تشابك مع الأجناس ولن يكون بالمقدور فرزه وإعلائه على بقية الأجناس الأدبية السائدة .

بقي أن نقول أننا في عصر التسارع المعرفي وهجوم وسائل الاتصال السريع والهائل ؛ عصر الثورات العلمية الخاطفة والبحث الغوري الدقيق سنقلل مستقبلاً من أهمية الرواية التقليدية ونتغاضى عن كثير من الشعر على السواء . أي أننا لن نكتب الرواية التي تعتمد تسلسل بنائيتها وهيكليتها المعهودة .إذ أنها ستكون رواية شفرات كثيرة مبثوثة ومنثورة بغير اتساق وعلى المتلقي أن يكتشف وجودها أو هو يحاورها لاستنباط شفرات أخرى تتوالد منها وصولاً لدلالات يجدها هو المرتجاة . أما الشعر فليس بالضرورة أن يكون للذهن هيمنة عليه فسيكون شعراً لامّاً للسرد والخاطرة والتداعي والانثيال . المهم أن يكون تعبيراً لا تحدّه حدود، وشفرات لا تعرف الانتهاء .

لكن الحقيقة التي يجب أن تُقال أن الشعر لن يموت كما ينادي ونادى بذلك الكثيرون . كذلك الرواية هي الأخرى لن يكتب لها الاندثار كما تنبأ بها عدد غير قليل من المتنبئين الأدباء،

إننا إذاً إزاء عصر ستنعدم خلاله المقاييس في التنظير المعهود والكتابة المألوفة .. عصر تمثل الكتابة زمنه والأفكار من أيقونته المتماهية به . لكن الأدب لن يفنى طالما ثمّة مشاعر تكتنف الإنسان، وطالما أنَّ الإنسان لا يستحيل آلةً تتداخل مع الآلات .

 

(1) أشكال الرواية الحديثة /وليم فان أوكونور / ترجمة نجيب المانع /منشورات وزارة الإعلام / سلسلة الكتب المترجمة / 1980 – ص 9

(2) نفس المصدر – ص 10

(3) انظر عالم الرواية / بولان بورنوف وريال اونيليه ؟ ترجمة نهاد التكرلي / دار الشؤون الثقافية 1994 – 12

(4) ديوان محمد سعيد الحبوبي / وزارة الثقافة والإعلام / بغداد – ص 269

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2195 الاحد 29/ 07 / 2012)

في المثقف اليوم