قضايا وآراء

روح الأديب المغربي محمد زريويل ترفرف بيننا في رمضان الكريم / انعام الهاشمي

مقالاً يتحدث فيه عن بركات رمضان بتاريخ 14-8-2011، بعنوان ( رمضان الكريم موسم الخيرات) ... عدد القراءات اليوم 785 والتعليقات (0) ... وبعد ذلك المقال اختفي صديقنا الكاتب الهادئ الذي لم يكن لديه سوى رقة الكلمات طريقاً إلى صفحاتنا... دائماً يأتي متأخراً ودائماً كلماته حلوة ورقيقة ... صديقنا محمد زريويل رحل بهدوء بعد شهور من مقاله هذا في 8 – ديسمبر – 2011 في مدينة فاس المغربية بعد صراع مع مرض عضال،   وما كنا قدعلمنا بمرضه وجاءنا الخبر لنقابله بالصمت ... وهذا كل ماكان منا ... لعله الخشوع الذي يليق به وبحياته التي كانت بيننا فقد كان بيننا كراهب ورحل كراهب.. والرهبان لا يليق بهم إلا التراتيل الصامتة ترسل من قلوبنا الى قلب الله بالدعاء أن يتغمده برحمته الجليلة وأن يعد جناته لاستقبال روحه السامية.

 

لماذا أتذكره اليوم؟

الحقيقة أنا لم أنس هذا الإنسان الإنسان، وكانت إطلالاته المتفرقة في صفحاتي تضفي السكينة عليها . في الحوار المفتوح معي الذي نشر في" صحيفة المثقف" شارك بأسئلة قصيرة وومضات عميقة استهلها بهذا السؤال:

 

(س67: محمد زريويل / شاعر وكاتب مغربي: الفاضلة الكريمة (للا) إنعام الهاشمي، أنت التي ترفضين الحوارات، ما السر في قبول مثل هذا الحوار المفتوح؟)

 

أه كم أحببت اللقب الذي كان يخاطبني به (للا إنعام) ... وكان جوابي له :

 

(وهل كنت ستبعث لي بأسئلتك لو لم اقبل هذا الحوار المفتوح؟ )

 

اليوم أرى كم صادقاً كان جوابي هذا له؟ فأنا أحتفظ بمشاركته كوسام على حروفي لعلمي أني لن أحظى بحرفٍ من حروفه بين حروفي كما كان من قبل... وأذكر كم كان فخوراً بمشاركته في الحوار.

 

لماذا أذكره اليوم؟ قلت أنني لم أنس هذا الإنسان الوديع بحرفه الذي اختفي من بين صفحاتنا دون ضجيج، ولكني أردت أن أعيد مقاله إلى الصفحة الأولى في هذا الرمضان الكريم كي نخصّه بالذكر الحسن الذي كان مرافقاً لحياته... وإليكم نسخ المقال ورابطه في النور علَّ روحه ترفرف حولنا اليوم بذكرنا له ولنعطيها السكينة اننا لم نصمت إهمالاً منا وإنما خشوعاً لرهبة رحيله الذي ما خطر ببالنا حين كان بيننا بهدوئه الجليل.

................

حرير و ذهب (إنعام

الولايات المتحدة

.....................

 

رمضان الكريم موسم الخيرات

محمد زريويل 

mohamad zeruoil

 

رمضان هو الرحلة في الروح على متن النفس، تتسع معها دائرة الإشراقات، هي رحلة التميز، خالية من كل الأعطاب . ليالي رمضان تشيعنا إلى الاطمئنان والاستبشار بالغد القريب قبل مضي شموس أيامه، فيه تنطلي وجوه الصائمين بلون الصفاء، ويتحدى فيه الصائمون والصائمات جميع الإغراءات، وفيه يتم الإقلاع عن الحاجات الأولية للسلوك وهي الأكل والشرب والجنس .

شهر رمضان الكريم هو شهر تتطهر فيه القلوب، وتسمو الأرواح، وينتصر الجانب الديني على الدنيوي لترسيخ جذوة الإيمان وتصحيح السلوك، وهو كذلك شهر انقلاب على الحياة اليومية، فيه من يقوم الليل في الطاعة والعبادة وينام جزءا من النهار، وفيه من يحلو لهم السهر.

الشارع في رمضان نهارا فيه من هم في قلق وتوتر، وفيه من هم في طمأنينة وخشوع . في شهر رمضان يكثر العرض والطلب، تُعطى الأرزاق وتتحرك الأسواق، ولا ننسى أن رمضان هو للطاعة والعبادة لا للإسراف والتبدير والسهر...ومن خلال الرسائل الربانية المتداولة من قرآن كريم وسنة نبوية تتضح حقيقة الصيام حيث يعظم فيه الأجر بالكف عن المعاصي والمكروهات ...

رمضان ركن من أركان الإسلام وأسس الدين، صومه من الإيمان، هو شهر الإخلاص والتقوى والأخلاق، ومقاومة الغرائز والشهوات، هو شهر الصبر والجهاد والعتق من النار، هو شهر نزول القرآن وليلة القدر، تـُبارك فيه الأعمال، هو شهر المسارعة إلى الخيرات، فهيا بنا جميعا كي نؤتي هذا الشهر حقه، ورمضان مبارك كريم ..

محمد زريويل

http://alnoor.se/article.asp?id=123171

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2198 الجمعة 3/ 08 / 2012)

 

في المثقف اليوم