قضايا وآراء

المثقف العربي وامتحان كشف الطائفية / ميثم مرتضى الكناني

الظلم اي ظلم والظالم اي ظالم يتحتم علينا ان لاننتظر معرفة البطاقة الشخصية (ID) الخاصة بالضحية او الجلاد لنطلق حكما او ان نتوصل الى قرار في قضية ما اذا كانت قضية الظلم حاضرة , ولو سالت اي رياضي عربي او اي مهتم بشؤون الرياضة من تفضل حكما عربيا ام من احدى الدول الغربي لادارة (ماتش قمة ) بين فريقين من فرق المقدمة في الدوري ستاتيك الاجابة فورية وبدون مقدمات اريد حكما غربيا ..ولو تمعنا في اسباب هذه الظاهرة سنجد ان السبب يكمن في محتوانا الاجتماعي المورث من قبيل ( الانحياز والعصبية القبلية والمناطقية والولائية...الخ) الذي امتد تاثيره حتى الى تفاصيل احداثنا اليومية بل واكثر من ذلك الى مستويات العمل المهني والفني والاخطر منه قراراتنا السياسية التي تصاغ وفق الهوى الولائي والميل النفسي بعيدا عن الحيادية والموضوعية التي تمليها المهنية فضلا عن الاخلاق والدين وهذا يثبت تجذر البداوة بكياننا وفكرنا وعدم مضغنا للمدنية التي نلوكها ولا نبلعها منذ عصر الدولة الوطنية الذي دخلناه مكرهين تحت حراب الرجل الابيض الذي نزع عنا العباءة والقفطان والعقال والغترة ولكنه لم يستطع ان ينزع عن عقولنا انحيازنا الفطري للبداوة بوجهها السلبي (التعصب والانغلاق وكراهية الاخر) ان اخطر ماتمر به المنطقة العربية اليوم هو استحواذ الجهال والاميين على مصير الامة من خلال خلط الصراع السياسي بين شعب ثائر وسلطة غاشمة وحرف مساره الى صراع طوائف ومذاهب وقوميات واعراق بناء على قاعدة الكره وليس المساءلة المسؤلة للحاكم واستخدام مساطر (جمع مسطرة) مختلفة الطول بين النزاعات الاقليمية المختلفة بناء على دين وطائفة وانتماء هذا الحاكم او ذاك الشعب وهنا يكمن الخطر ,ان ابشع صور الصراع الذي تشهده المنطقة اليوم هو سكوت تقاعس بل وفي احيان كثيرة اندماج المثقف في اجواء الصراع الذي ولدته ثورات ماعرف ب (الربيع العربي) بتعاط متفاوت بين الثورات المختلفة والدول المختلفة ما يعني ان جهود عشرات بل مئات السنين من (الثقافة والتنوير العربي ) احترقت امام امتحان كشف الطائفية للمثقف العربي كما يحترق الريش امام النار.

 

تابع موضوعك على الفيس بوك وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2199 الاثنين 6/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم