قضايا وآراء

معزوفة مغيًبة لأزمان كسيحة في رمال الزمن لـ عاتي البركات / قاسم ماضي

ولكل رقيق ووسيم, وهم يتغامزون إذا مر بدروبهم التي حصلوا عليها من جراء اللجوء, وأصبحوا كبيوت العنكبوت, وكانوا يكرهونه ُ, ويكرهون كل من يقترب من عالم الثقافة,  لأسباب لا يعرفها الا الله وحده, مما دفعه ذلك الى الابتعاد عنهم, وعن إنشطتهم التي جلبت للمجتمع الجالية التخلف, وبث روح الفرقة, والتشتت الذي لازمهم طوال حياتهم,  فضل العزلة والاعكتاف, وكأنه يعيش في عصر المتصوفة وهوعصر الذوبان حتى الثمالة, هذا الذي لم ينسى أوروك منذ ُ أن دخل معسكر رفحاء الشهير الذي بنته السعودية, وهوشخصية ودودة تمتاز بالكياسة واللطف والطيبة, ويمتلك موهبة ادبية لفتت إليها الأنظار في جاليتنا العربية والأمريكية , منذ ُ أول قصة نشرها في أحد الملاحق الثقافية, ثم صدرت له العديد من المجاميع القصصية والشعرية وكذلك الروائية منها, " برهوت " مجموعة قصصية صادرة عن مركز الحضارة العربية –القاهرة 2007, " موسم القطاف " لوحات قصصية صادرة عن دار الموقف – بيروت, 1999 " ما وراء الأدلة السرية " مجموعة قصصية صادرة عن دار الحضارة العربية – القاهرة – 2007, " رائحة الزعفران " رواية منشورات الجمل 2010, " نبوءة الغيوم " رواية 2004 عن دار الجمل, " صاحب الحروف الأربعة " مجموعة شعرية صادرة عن دار الحضارة – القاهرة " أرصفة اللجوء " مجموعة شعرية لعام 2006, " ومدن الثلج " مجموعة قصصية

يقول في الاهداء " لن أهديه لأحد ......" ص3, في ديوانه " صاحب الحروف الأربعة ", ويركز في قصيدته " أسرار الفجيعة " ياليتني متً ُ / قبل أن أكون أديبا ً / وقبل أن تحكي أصابع عقلي / أسرارالفجيعة / وقبل أن أعرف ما دار بين الغراب / وبين أول ذبيح !!,  فهويبصر ما لا يبصره الأخر, نتيجة مروره بالنوائب والمصاعب طوال تواجده في هذا المنفى القسري, وصبر أهله وحبيبته لذكراه, على أمل أن يعود بعد ان دنسه الاحتلال, " بغداد تلتهب, بغداد تبكي, بغداد يلفها الخجل, وهي تعيش اسوأ مرحلة في تاريخها المضمخ بالحروب, فلقد كان الموت يدخل بيوتاتها بلا خجل لكنها صبرت وكان صبرها جميلا, كانت تسهر حتى الصباح, وتأكل حد التخمة, وتنام إلى أن يستفحل عليها الخدر, وكذلك خبرته بالقراءات والمعارف المسبقة,  فتكون لديه جدل بين ذاته وبين محيطه الذي يعيش فيه, وهذا يدخل سيكولوجية التواصل الشعري الذي يتحدث عنه الشاعر والدكتور " يوسف اسكندر " الذي يقول حين نريد دراسة السيرورة النفسانية للتواصل فانما ندرسه بوصفه خطابا غنيا بالدلالة لا بوصفه تجريدا كما حاول البنيويون والسيميولوجيون, ليس الخطاب وحده الحادثة الحقيقية الغنية بالدلالة, وإنما التلقي هوحادثة أشخاص,  كما بين "سناتلي فش "  اذن الغربة ومجتمع مبني على النفاق والذميمة, والتقارير السرية الى مؤسسات مريبة, كل هذا, حاول قدر جهده التخلص عبر الاعكتاف بالمطالعة والدراسة, لكي يسقط محور علاقات الغياب على محور علاقات الحضور, وها هوفي قصيدة " التعميد بالحزن " ص26

عمديني بالحزن يا أشعاري, وأشعلي ليل أوروك بالخوف, وحمًلي بكل الهموم نهاري, بعد أن بان زيف الجميع, وأطلقي الإسار إلى إسار, بعد أن عاد التجار, وتخلفت في منافيها, معاول الثوار, وهويقول " أحاول تهجي المكان الذي ابتعدت عنه أقدامي كل تلك السنين, أحاول جاهدا ً أن أتعرف على خيوط الحاضر التي لا أجد لنفسي فيها مكانا ً, المهم هذا الباحث الذي شعر بوطأة السلطة في زمن النظام السابق بأنه مطالب دائما ً ومراقب من عيون العسس, عاتي البركات يستخدم كل شيء, وهذا الشيء يفيد أعماله القصصية والشعرية والروائية, وهويضيف شخوصه في داخل بيته الابداعي, ولديه من الرموز والإشارت ان كانت اجتماعية أوسياسية كلها لصالح عمله الابداعي . لم أنام, ولن تغمض لي الجفون, بعد أن أسملوا عيون العراق .   

قاسم ماضي – ديترويت

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2207   الاثنين  20/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم