قضايا وآراء

كتابات لا إبداعية تملأ صفحات بعض المواقع الألكترونية / د. هاشم عبود الموسوي

وهذا بلا شك حق للجميع، كما هو الحال بالنسبة للتعليم فهو حق للجميع. أيضا

والكتابة للمهتمين بها بلا شك تُشعر بعض ممارسيها بأنها ديمومة لحياتهم وهي شيء عظيم لهم، وتمثل عملية خلق وإبداع وحياة، وهي دليل على حيوية الأمم المتقدمة في ثقافتها وحضارتها التي تمارسها بنشاط متكامل

ولكن هذه الممارسة الراقية التي يجب عليها أن تقوم بملامسة عاطفة و إخلاقية وعقل الأنسان تم إغراقها بركام من الكتابات التجارية والساذجة وكتابات الاجترار العلمي للتراث أو الواقع وما أكثر ما يكتب اليوم!؟ وما أقل النافع والمبدع منها!؟ والبعض من يكتب وليس حبا للمعرفة بحد ذاتها، وعشقا للإنسانية كي ينير لها شموع الفكر في مسيرها الطويل.

وبذلك صار البحث عن الكتابة الأبداعية ضمن هذه الوفرة وهذا الركام مضنيا للباحث الأصيل في عالم الفكر والفن والجمال على حد سواء.

وإني أرى أن أهم سبب لتراكم الكتابات اللاإبداعية واللاخلاقة هو غياب النقد العلمي والموضوعي عن الساحة الفكرية. يضاف الى ذلك حب البعض، للشهرة وإتخاذ الكتابة كتسلية، أو تحويلها لمهنة متجاهلين جهلهم بروعة الكتابة وآفاقها الرحبة كما هو حال موظف صحفي غير آبه بالأبداع، و يجب عليه أن يغطي حقلا يوميا أو إسبوعيا قي صحيفة ما وبأي مادة كانت،

وبغياب النقد عن الساحة ضاعت الأصوات الأصيلة بين الأصوات الدخيلة. وساهمت المجاملات والتهريج الإعلامي في الترويج والتهريج لكل شيء إلا الإبداع

والإبداع كما تعرفه " د.سناء الشعلان "بأنه: (توصيف جامع لكل سلوك بشري، أومعرفي أو أداء فكري أو عملي يقدم جديدا أيجابيا في حقله وزمنه وجماعته مما يؤدي الى الرقي بحال الأفراد والجماعات و يزيد من كفاءتها في التعامل مع واقعها، والسير بها نحو المزيد من التصالح مع الواقع، والدفع بها الى المزيد من تحقيق قيم الجمال والترفيه والسعادة . ومن هذا المنطلق نستطيع أن نوسع دائرة مصطلح الإبداع للتقاطع مع كل مفهوم ريادي جديد، يقدم المزيد من فرص الإسعاد والتواصل والسلام والرفاهية و الحضارة البشرية، وبذلك يغدو الأبداع مظلة تضم الهياكل مبادرة جديدة في كل حقول المعرفة والسلوك والتفكير الأنساني في كل زمان ومكان,ليتجاوز المفهوم أطره التقليدية الضيقة التي قد تحصره في حقول بعينها لا سيما حقول الأداء الفني والكتابي والأعلامي)

وهذا يقودني للحديث عن التفكير السلبي الذي يتبناه البعض في تصورهم بأن الإبداع يمكن أن يكون في الحقول التقليدية التي أنجز فيها غيرهم لذلك هم يستسهلون الكتابة ويتصورون أنهم يستطيعون وضعها في صياغاتها اليومية المتداولة .هذا التصور في حقيقته يقود بأصحابه الى التشوه لصالح الفشل والكسل والتواكل، ونشر ما هو سطحي وعادي على صفحات المواقع والصحف، مما يشل المشاركة الصادقة والجادة لهم .

والنقد والنقاد بحد ذاتهم يعانون حاليا من مشاكل متنوعة معيشية وغيرها وقد إنزوى بعض النقاد الذين يمارسون دورهم في حياتنا الثقافية والفكرية بأمانة وشجاعة؟ فلم نستطع اليوم من أن نجد النقد الذي يعطي لكل مبدع موقعه في حياتنا العلمية والثقافية، إلا نادرا

إن النقد هو الذي يكشف الدخيل من الأصيل وإحياء النقد صار عملية ماسة في طوفان النتاج العلمي والأدبي الذي يقع معظمه خارج عملية الإبداع والذوق والأخلاق، ولكن عمليات التجميل والتزيين والترقيع أسهمت في رفع أدب لا يستحق الرفع، وفي خفض آخر كان هو أولى منه .

 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2209الجمعة 24/ 08 / 2012)

في المثقف اليوم