قضايا وآراء

ثقافة نفسية (72): صراع الأدوار / قاسم حسين صالح

أن كل منّا يقوم بدور ما ولكن ليس على خشبة مسرح وهمية بل في حياة واقعية وفعلية.فهنالك:الطفل، الأب، الأم، المتزوج، العازب، الفلاّح، الوزير..لكل منهم دور يشكّل سلوكه نحو الآخرين، ولكل منهم في ذهن الآخرين توقعات مرسومة تحكم سلوكه نحو الآخر.وما لا ينتبه له كثيرون أن اسلوب الشخص في التصرف مع الآخرين تمليه توقعاته عن الدور الذي يقوم به، وتوقعات الآخرين عن هذا الدور ايضا.فالأب يسلك مع الأبن بحسب ما يمليه ادراكه لدوره كأب، وبحسب توقعات الأبن عنه..وقل الشيء نفسه عن رئيس الدولة والشعب،  والوزير وموظفي وزارته.

ومن اقوى الدلائل على تأثير الدور في تشكيل السلوك :توقعاتنا الخاصة بكل من الرجل والمرأة، وكيف ينبغي ان يتصرف كل منهما بما ينسجم وتوقعات المجتمع لكل دور. فالمرأة في مجتمعنا تختلف في خصائص يعود سببها الى الدور المرسوم لكل جنس.فهي اكثر ميلا للمحافظة من الرجل، واكثر ارتفاعا في مستوى التوتر والقلق، وأقل ميلا للعدوان، واكثر ميلا الى التفاعل الاجتماعي.

 وصراع الأدوار يحدث في موقف تثار فيه توقعات متعارضة لدورين او اكثر، يفضي بالنتيجة الى التوتر والقلق.فالفتاة التي يتوقع منها ان تكون متحررة وغير محجبة مثلا، قد تشعر بصراع الأدوار عندما تجد نفسها مضطرة الى التخلي عن هذا الدور في سبيل جذب انتباه شخص تأمل ان يكون زوجا في المستقبل.ولهذا تكون النساء اكثر عرضة لصراع الأدوار  بكل اعراضه المرضية كالأكتئاب والأرهاق السريع.

 كذلك يحدث صراع بين الأدوار حين يوجد فرق واضح بين ما يتوقعه الآخرون من الشخص، وما يتوقعه الشخص من نفسه.وأكثر الناس عرضة لهذا النوع من الصراع :الرؤساء والوزراء والمحافظون والمسؤولون بشكل عام.لهذا فهم اكثر الناس عرضة للضغوط النفسية بحكم المتطلبات التي يفرضها دورهم لأرضاء اطراف متعددة في الموقف الواحد.ولكي يخففوا عن انفسهم الشعور بالقلق والتوتر فانهم يواجهون هذا الصراع بواحد من الحلول الأربعة الآتية:

?         الاستجابة للاستسلام

?         التمسك بمعايير المهنة ومتطلباتها

?         محاولة التوفيق بين الآراء المتعارضة وتقديم بعض التنازلات

?         وتجنب اتخاذ قرارات حاسمة.

تمعن في الأزمة السياسية العراقية من جانبها السيكولوجي ستجد أن احد أهم أسبابها هو صراع الأدوار، وأن سبب استمرارها هو أنهم يرفضون الحلول الأربعة..بالمطلق!. 

  

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2220 الثلاثاء 04/ 09 / 2012)

 

في المثقف اليوم