قضايا وآراء

العدل ألآلهي / صادق غانم الاسدي

كذلك فالعدل صفة من صفات الله عز وجل، ان اركان واسس واسباب ديمومة الحياة تعتمد بالدرجة الاساس على مدى تطبيق العدل، وفي الحديث النبوي الشريف جاء (ساعةعدل خيرا من عبادة سبعون عاما)، ان من اهم اسباب استقرار الشعوب وتطورها الفكري والاقتصادي وتقدمها الحضاري والعمراني مضافا لذلك تفوقها العلمي وانخفاض مستوى الجريمة يعود إلى التطبيق الكبير لمبدأ العدل في كافة تسلسلات المسؤولية في تلك الشعوب ابتداءا من اعلى قمة الهرم السياسي وانتهاءاً بأخر شخص في تلك التسلسلات، كل تلك الامور مستنبطة من الاحكام التي جاءت بها الشريعة الاسلامية متمثلة بدستور الاسلام القرأن الكريم الذي لم يترك شاردة وواردة الا ووضع لها الحل المناسب والعادل،  تتجلى اهمية العدل في القيمة الحقيقية الناتجة عند تطبيقه والمتمثلة في اصلاح سلوك الفرد والجماعة بحيث يكونو فاعلين ومؤثرين ولديهم بصمات واضحة في بناء المجتمع، ومن الجدير بالذكر ان اعرابيا سأل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قائلا" (يارسول الله من الذي يحاسبنا يوم القيامة، قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم، الله، قال لقد فزنا، قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم، وكيف، قال الاعرابي، ان الكريم اذا قدر عفى واذا وعد وفى  وهنا دليل واضح على ان الله سبحانه وتعالى يحاسب الناس يوم التلاقي بالعدل والرحمة ونحن نتضرع الى الله بقولنا (اللهم لاتحاسبنا بعدلك بل برحمتك)، وروى لنا القرأن الكريم قصص عن الظلم والعدل وما انتهت اليه تلك القرى التي رفضت دعوات الانبياء والمرسلين الخاصة باشاعة العدل والمساواة ونشر الاصلاح، قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم  وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون، صدق الله العظيم) هود اية171، ويروى، ان أمرأة دخلت على النبي دواد عليه السلام ذات يوم وقالت، يانبي الله .. ربك ظالم .. ام عادل، فقال دواد عليه السلام، ويحك ياأمرأة، هو العدل الذى لايجور، ثم قال ماقصتك، قالت : انا ارملة عندي ثلاث بنات اقوم عليهن من غزل يدي فما كان امس شددت غزلي في خرقة حمراء، واردت ان اذهب الى السوق لآبيعه وأبلغ به اطفالي، فأذا بطائر قد انقض علي وأخذ الخرقة والغزل وذهب وبقيت حزينه لاأملك شيئا أبلغ به أطفالي، فبينما كانت المرأة مستمرة في الكلام طرق باب دواد عليه السلام، فأذن للطارق بالدخول، واذا بعشرة من التجار كل منهم بيده (مائة دينار)، فقالوا يانبي الله أعطها لمستحقها، فقال لهم دواد عليه السلام: ماكان سبب حملك هذا المال، قالوا يانبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح واشرفنا على الغرق فأذا بطائر قد القى علينا خرقة حمراء وفيها غزل فسددنا به عيب المركب فهانت علينا الريح وأنسد العيب ونذرنا لله ان يتصدق كل واحد منا بمئة دينار، وهذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت، فألتفت دواد عليه السلام الى المرأة وقال : ربك يتجر لك في البر والبحر وتحسبينه ظالما وأعطاها الأف دينار، وقال أنفقيها على أطفالك، قد تكون الكثير من الأمور تعاكس رغباتك وأمنياتك أذا كان لديك قلب مؤمن وصادق أو ربما تحرم منها ولا تستطيع أن تظفر بها، لإرادة الله اعرف واعلم ولا يضيع عنده حق، نستشفي من تلك القصة أن رب العالمين قد يؤخر طلبك أو لاينفذ دعائك لان فيه نتائج لايحمد عقباها وبالتالي انه عين العدل والتسامح لايسلب أي نعمة منك ألا وأعطاك البديل الذي يوازيه في العمل والإنتاج والتأثير، وعلى سفر التاريخ سمعنا وقرأنا الكثير من القصص والعبر التي هي نتاج العدل عند  الله .

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2234 الخميس 04 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم