قضايا وآراء

أحكام المادة (سوبركلو super glue) الأخيرة / لطفي شفيق سعيد

عبر فترات متلاحقة من الزمن وذلك باستخدام هذه المادة من قبل حكامهم المستبدين واساؤا استعمالها ومن تلك الاستعمالات انهم قد اغرقوا كراسي حكمهم بها لكي يلتصقوا بها الى ابد الآبدين فمنهم من مات فوقها وازيح عنها ليستلمها من يرثها من بعده ومنهم من انتزعته  الجماهير الغاضبة عنها عنوة  بعد ان  انهكها الانتظار لتغيير الحال ولكن الاسوأ من ذلك ان يغافل تلك الجماهير التواقة للتغير واحد من تلك الجماهير ويخطف الكرسي الملوث بالسوبر كلو فيقعد عليه  حاكما طاعما كاسيا كقول ابو الطيب المتنبي وهو يذم كافور الاخشيدي

دع المكارم لاتبرح لبغيتها            واقعد فانك انت الطاعم الكاسي

ويظهر من بلاغة المتنبي انه استخدم صيغة المبالغة بالطاعم والكاسي وهي تعني عكس مفهومها . وبمثل ذلك فقد دأب الحكام الملتصقين بكراسيهم ينتظرون ان يطعمهم الجياع ويكسيهم عراة  الشعب المحرومون وهمهم الوحيد  هو ان يكنزوا مال قارون ويرددون هل من مزيد!

سوف لن اعود بالذاكرة الى سالف العصور والى وقت لم تكن فيه تلك المادة السيئة معروفة و قد يكون الاولون قد اكتشفوا بدائل عنها استخدموها من اجل البقاء على عروشهم مددا طويلة.  لن اتطرق الى الحروب التي اثارها بعض اصحاب السطوة والسلطان في قديم الزمان والتي طحنت  آلاف المساكين من البشر من الذين لاناقة لهم فيها ولاجمل كحرب البسوس التي اثارتها في الجاهلية عجوز من علية القوم من اجل نافه  قتلها رجل من الحاقدين عليها وتسبب عنها قيام حرب دامت اربعين عاما و تلك الحرب الاخرى التي راح ضحيتها اناس لاحصان لهم فيها ولافرس كحرب داحس والغبراء والتي احتدمت من اجل فرس يمتلكها حذيفة بن بدر من شيبان وحصان لقيس بن زهير بن عبس  حيث اتفق الطرفان على رهان للسبق واوعز (حمل) أخو حذيفة لاتباعه ان يختبأوا في شعب طريق داحس واذا رؤها متقدمة يردوها فلما انكشفت مؤامرتهم اشتعلت الحرب بين القبيلتين لتدوم اربعين عاما ايضا ويظهر منها ان نظرية المؤامرة لم تكن وليدة عصرنا الحالي عصر الحرب العالمية الاولى التي اشتعلت  بسبب اغتيال ارشيدوق النمسا في سراييفو والحرب العالمية الثانية عندما خرق هتلر الاتفاقيه المبرمة بينه وبين الاتحاد السوفياتي وقيامه بغزو اوربا  والتي راح بسب تلك الحربين ملايين الناس من الفقراء والمعدميين واكثريتهم من الشباب والشابات اليانعين والذين لا بيت لهم فيها ولاقصر كما وان جميع الحروب التي اثارها الحكام المهوسيين بنزعة الحكم والسلطة المطلقة لاتختلف  اسباب اثارتها فهي واحدة في جميع الحالات وذلك باختلاق المبرر لقيامها وبذريعة وجود مؤامرة على الشعب والوطن. لقد كانت اقسى تلك الحروب وطأة هي التي شهدها العراق خلال  حربين طاحنتين انهكت البلاد واحرقت الاخضر واليابس وتركت الوطن ملقى تمزقه الخناجر ولاسباب لاتختلف عن تلك الاسباب التي ادت  لقيام جميع الحروب التي اشعلها الحكام الديماكوكيون الذين استحوذوا على  ارادة شعوبهم بغفلة من زمن  كان  يغط بنوم جنائزي فترك الحبل لهم على الغارب  فعبثوا بمصائر الناس والقوا بهم في اتون الموت والدمار . ومثل ذلك حرب الخليج الاولى وذريعتها هي قطعتا ارض قيل ان العدو الايراني قد استولى عليها  تسمى (هيلة وزين القوس)  وان سبب حرب الخليج الثانية وذريعتها كانت الكويت  فاستعرت أورهما وانطلقت خلالهما اناشيد وطبول الحرب وهتافات وعاظ الحاكم ومرتزقته واندفعت افواج البشر الى المحرقة مسحورة بنشيد (احنه مشينه للحرب  وهوسات يا حوم اتبع لو جرينه ويا ارض ترابج كافوره) ودارت عجلة اعلامه المرأي والمقروء الموجه لتلهب حماس الناس  المخدوعين ويامر القائد (بتجبيش) طلاب المدارس الابتدائية من الاطفال باطلاق صليات من الرشاش فوق رؤوسهم لغرض تهيأتهم  ليكونوا اكباش فداء حيث يوحي اليهم القائد الهمام باستمرار الحرب لمدة طويلة  فيبشرهم  (بكونه) اخرى قادمة  ويوعدهم  بسعادة الآخرة  في العليين .

سوف لن ابتعد بكم الى ما قبل آلاف السنيين والى زمن الحضارات العراقية القديمة  لانني افتقر كما يفتقر الكثير من الباحثين لمعرفة الحياة السائدة في تلك العصور وكيف كانت حالة عامة الناس وكيف كان الفقراء يحصلون على قوتهم اليومي وما هو نوع مأكلهم ومشربهم  واين كانوا يسكنون لان كل ما وصلنا منهم في المدونات والرقم الطينية واوراق البردي  وفي كتب الاولين والآخرين اقتصرعلى سيرة الملوك والحكام والاعمال الكبيرة المنسوبة اليهم باعتبارالواحد منهم هو الخالق الجبار الذي بأمره تسيرالرياح وتفيض الانهار وتخضرالارض وتورق الاشجار وتونع والازهار  وينشد الشعراء بمنجازاته باجمل الاشعار وتتغنى الجواري والحسان بطلعته البهية ليل نهار .وما اشبه اليوم بالبارحة فقد  ظلت  تلك الحالة باقية على مدار الزمن  ما دام الحاكم  يعيش بأمان والشعب يقبع في اذل مكان.

 لقد عرفنا ان (كلكامش) هو ملك الجهات الاربعة وهو الذي خسر رهان  الحصول على عشبة الخلود بعد ان قتل ثور السماء (خمبابا). كما انني لن اعيد عليكم قراءة شرائع الملك البابلي حمورابي لانها منقوشة ومحفورة على صخرة سوداء سميت (بمسلة حمورابي) محفوظة في متحف برلين للآثار لم يتمكن اصحابها من استعادتها لحد الآن. ولن اجبركم على سماع خبر انتصارات الملك البابلي نبوخذ نصر وهو يسوق اسرى اليهود من اورشليم الى حدائق بابل المعلقة لكي تتطلع زوجته اليهم من قصرها المنيف الذي شيده الملك العظيم خصيصا لها لان تلك الاحداث مدونة جميعها  بكتاب العهد القديم (التوراة) . ولن ابعث للوجود قوافل جند الملك الآشوري آشور بانيبال وهو يلهب ظهر خيول عجلاته المنطلقة مسرعة لتدك حصون اوروك وتهدم  صروح البابلين  تاركا ورائه مكتبته العامرة بالمدونات لتكون نهبا للغزاة الاجانب من كل البلدان . وما جدوى ترديد وصايا الملك الاكدي سرجون حيث انها  لاتختلف عن وصايا نبي الله موسى عليه السلام والوصايا الاخرى المودونة في الزبور وفي (الكنزاربا) للصابئة المندائيين  وما جاء به الكونفوشيوسيون والبوذيون والهندوس واخرها ما انزل على خاتم الانبياء الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قراءانا عربيا هدا للناس وللحكام لعلهم يرعوون وليزنو بالقسطاط المستقيم .

ولا اريد ان اطيل الحديث لاذكر سيرة الاباطرة والفرسان والشجعان الخوارق لان ذلك يجعلني كالحكواتي او(كالروزه خون) الذي يتحدث عن قصص الزير سالم وسيف بن ذي يزن وعنتر بن شداد ويجعل مستميعيه  يطالبونه بالمزيد . انني (اخاف) ان يصيبكم الملل وعندها اضيف عبارة اخرى الى قائمة الاخاف التي ترد على لسان العراقيين كلما ذكروا امرا وسبب لهم  حالة الخوف التي تقمصتهم منذ الصغر ومنذ ان اجبرهم  الآباء والاجداد عليها  فحينما كان الناس ينامون فوق الاسطح في الصيف يقولوا الآباء لاولادهم نامو فالحرامي موجود في(الحوش) اما في الشتاء فيجبرونهم على النوم بقولهم نامو فالحرامي موجود في سطح الد\ار  ومن حينها نضع كلمة اخاف امام كل عبارة نرددها امثال (اخاف ميوصل واخاف ما يجي واخاف انام ويفوت علي الوكت واخاف توكع واخاف تنشل ولتطلع اخاف تنسحك واخاف يعطل التلفزيون واخاف تخرب الثلاجة وبائع الشعر بنات يردد(شعر بنات وين اولي وين ابات ابات بالدربونه اخاف اتعضني البزونه) والمغني يردد (اخاف احجي وعلي الناس يكلون) ومما زاد من خوف الناس العزل تسريب الدولة اخبار عن مجرم يقتل الناس بالطبر فخاف كل من ليس له معرفة بحيل السلطان فاحكموا غلق ابوابهم وعافوالنوم على  اسطح الدور وازداد خوفهم حتى وصل الامر بخوفهم من اكل خبزهم اليومي  بحجة الحنطة المسمومة وخوفهم من شربة الماء بادعاء ان العدو قد وضع السم في الماء ووصل الخوف الى ذروته بين الاطفال والنساء وحتى الرجال عند سماع دوي اول صاروخ عابر للقارات يضرب بغداد ويهد بيوتا وشوارع با كاملها على رؤوس ساكنيها وتوالى الخوف مع كل صافرة انذار تنذر بموت جديد واعلام السلطة يزيد من هلع الناس ورؤية الكوابيس في منامهم عند مشاهدة برنامج (صور من المعركة) الرهيبة التي تعرض جثث القتلى المشوهة من جراء طاحونة الموت التي تحصد ابناءهم في جبهات القتال العبثية والمقترنة بالهلاهل والاهازيج والاناشيد التي تمجد قائد الضرورة  والتي تدعوا الله ان يحفظه ويرعاه لكي يبقى على الدوام وهو يزهق كثيرا من ارواح الناس الفائضين عن حاجته (فيصفو له الجو فيبيض ويصفر وينقر ماشاء ان ينقر) كحمامة الفسطاس حين قيل لها بعد سقوط الاندلس (صفا لك الجو فبيضي واصفري     ونقري ما شئت ان تنقري).

كثيرة هي الايام التي طحنت الناس البسطاء  بسبب قسوة الحكام  الظالمين فراحوا يبتكرون شتى الطرق ويستحدثون اغرب السبل كي يتوارثوا حالة الفاقة والحرمان ويورثونها لابنائهم واحفادهم على مر الزمان ولكي يعيش السلطان بخير وامان وليس عليهم سوى اطاعة اولي الامر منهم بلا صخب او نكران لجميله .

ان جميع العراقيين وخاصة الفقراء منهم واصحاب الدخل المحدود يتذكرون جيدا كيف تفتقت عقولهم خلال عهود القهر والحرمان وكيف استعاضو عن ترف الحياة بشظفها واكلوا وشربوا ولبسوا وغنوا للحياة اغنيات ملؤها الحزن والشجن ونظموا اشعارا شعبية وفصحى تعبر عن غضبهم  احيانا وعن الآمهم  احيانا اخرى والمهم هنا هو استعراض جانب مما قام به  العراقيون  منذ قيام ما يسمى بالحكم الوطني حتى فترة الحصار الظالم و الحاكم الغاشم  والشعب المظلوم بينهما على غرار ترجمة كلمة السندويج (بالشاطر والمشطور والكامخ بينهما).

 الماكولات الشعبية التي اشتهربها العراقيون لسد رمقهم  -------

1- المثرودة او المحروك اصبعه- وهي عبارة عن نقيع الخبز اليابس يوضع فوقه الدهن الحار وعصير الرمان والبطنج احيانا

2- العصيدة وتتكون من الطحين والدبس وتغلى بالدهن

3- المريس وهي اكلة يحبها الصغار عبارة عن الخبز الحار ويرش فوقه السكر والدهن الحار

4- الحميس وهي اكلة الفقراء الذين لايتمكنون من الحصول على اللحم فيستعيضون عنه  بفضلات اللية الدهينة وحمسها من اجل تذوق الاكلة الدسمة

5- التمرية وتتكون من التمر المقلي بالدهن والبيض في احيان اخرى عند توفره

6- تشريب الباقلاء وهي اكلة يشترك بتناولها الفقراء والمتمكنون من اصحاب المدخولات المتوسطة  كصغار الموظفين والعمال والكسبة والفلاحين ومن اكلاتهم المفضلة البيض المسلوق ويصل عدده احيانا في الوجبة الواحدة الى اكثر من عشرة بيضات لان سعر خمسة بيضلت ايام زمان باربعة فلوس ثم  تدرج سعرها فوصل خلال فترة الحصار الظالم والمظلوم الى 150 دينار لسعر البيضة الواحدة اما اكلة الدجاج ايام زمان فقد كانت تهيأ عندما يمرض احد افراد العائلة لان سعر الدجاجة في حينها يصل الى خمسين فلسا وهو ما يعادل مصروف يوم واحد من دخل الموظف الصغير واجرة العامل الشغيل اما سعر السيدة الدجاجة فقد وصل ثمنها في زمن الحروب المهلكة الى خمسة آلاف دينار وقفز سعر الخروف الذي كان سعره ايام زمان 200 فلسا الى 400 الف دينار ومن الاكلات المعروفة والتي اصبحت لاتفارق عشاء تلك الطبقة من الناس هي جبن العرب او جبن الكرد والعنب الاسود او الرقي وان لم يتمكنو من الحصول عليها فيلجأوا الى تناول الخبز والشاي او الخبز والدبس لقد اختفى السكر خلال فترة الحرب العالمية الثانية وما جرته من مصائب وويلات على الشعب العراقي ايضا فاستعيض بدل السكر بالتمر اوالزبيب الاحمر من اجل تناول الشاي الذي لايتمكن العراقي من التخلي عنه لان تركه سيسبب له  وجع الراس على اعتقادهم المتوارث .

 

الحلويات والمرطبات التي ابتكرها العراقيون خلال فترة العوز والحرمان---

1-   العلوجة- وهي مصنعة من مادة السكر المغلي وهي تشبه العلكة وتبقى في الفم لفترة طويلة يتلذذ بها الصغار ومثيلتها (الجق جق ادر) وهي لاتختلف عن العلوجة الا بالوانها الزاهية ولايعرف مصدر تلك الالوان والبالوتة- وهي تشبه الحلاوة الانها اقل منها كثافة وطعما وكذلك السمسمية والتي بقيت الى الوقت الحالي محافظة على شكلها وصناعتها التي تتكون من السمسم والسكر المغلي (الشيرة)

2-   شعر البنات وهي مصنوعة من السكر الملون المنفوش ولازالت موجودة لحد الان واختلافها الوحيد هو اختفاء الاغنية التي كان يرددها البائع وهي (شعر بنات وين اولي وين ابات ابات بالدربونه)

3-   بيض اللكلك ومصنوع من السكر الملون ايضا ومنفوخ على شكل بيوض اللقلق يطوف به البائع في الحارات وهو يردد (الكلك علا وطار وكر بيت المختار) وتحضرني هنا طرفة وهي ان احد ابناء القرى جاء الى مدينة الخالص وشاهد بائع بيض اللكلك ينادي على بضاعته ويعلن عن سعرها وهو فلس لكل بيضة فاستهوته هذه الوجبة الدسمة التي لم يعهدها والتي سيحدث اصحابه عنها عند عودته للقرية فاشترى رغيف من الخبز الحار بفلسين وطلب اربعة بيضات من بيض اللقلق باربعة فلوس ودسها داخل الرغيف الحار  وانتحى جانبا من السوق ليتغدى بوجبته الدسمة الا انه لم يعثر على البيضات في الرغيف وشاهد بدلها بعض الالوان تلون الرغيف  فلم يدرك بان تلك البيضات قد ماعت بفعل حرارة الرغيف واخذ يلتفت يمنة ويسرة لعله قد يجدها ضنا منه انها  قد سقطت منه في الطريق .

4-   اصابع العروس وضروك الفار وزب القاضي وجعموص الملك كل هذه التسميات الجميلة منها والمقرفة هي مسميات لما يتناوله اطفال الفقراء من سكريات ولايعرف سبب لتلك المسميات السيئة فهل كان الغرض منها رفع مكانة الملك وزرغ الخوف من سطوة القاضي وعدم الاهتمام بالجرذان التي تمرح وتسرح في ارجاء البيت والتي صارت من الحيوانات الاليفة لكثرتها وانتشار ضروكها في كل مكان والا لماذا لم يعترض المسؤلون على هذه المسميات  ويمنعون تداولها؟

5-   المرطبات وقد دخلت عالم العراقيين بعد ان ظهرت الآلة والمعامل  في البلدان المتطورة ومن اجل مجاراتها ابتكر العراقيون اشياء جديدة منها الدوندرمة والمصنعة من الحليب والسكر واحيانا من الماء الملون والسكر ويتم تحظيرها بواسطة قدر من الفافون طويل الحجم يغمر بداخل علبة كبيرة من الخشب تملآ بقطع من الثلج يسكب فوقه كمية من ملح الطعام الخشن ويقوم البائع بتدوير القدر الى ان يجمد ما في داخله ويتحول الى مايطلق عليه بالدوندرمه وهي كلمة تركية ويبدأ البائع ينادي على بضاعته بالقول وبصوت عالي (ازبري بوز ازبري بوز) وهي عبارات اعجمية ايضا.

6-   النامليت والسيفون- وهي من المشروبات الغازية تعبأ بقناني زجاجية في معامل بدائية الا ان طعمها ونكهتها وما فيها من غازات تدفع الناس للاقبال على شرائها وسعر البطل هواربعة فلوس وتحضرني هنا طرفة اخرى وهي ان احد ابناء القرى والذي حضر الى مدينة الخالص لاول مرة شاهد الناس يرتشفون النامليت فاقدم على اقتناء زجاجة ودفع سعرها البالغ اربعة فلوس وهم بشرب ذلك الشراب الذي يتذوقه لاول مرة فوجد فيه مذاقا لم يألفه مما دفعه لسكب الشراب ارضا ووضع القنينة الفارغة في عبه وعندما طالبه البائع بان يعيد القنينة رد عليه بعفوية الرجل القروي (يا بوية مو آنه اريدن الكشر) اما السيفون فهو لايختلف عن النامليت سوى بكمية الغاز الموجودة فيه وتنطلق منه فورة عالية الى خارج القنينه ولهذا اطلقت عليه  عبارة السيفون وقد تعني عملية السيفون والمتمثلة بدفع الماء الى الخارج بقوة ولتلافي  تبديد جميع الشراب عند فورته تم وضع كرة زجاجية في عنق الزجاجة تتحكم بخروج الشراب وسمي آنذاك(بالسيفون ابو الدعبلة)  

7-   الاسكنجبيل وهو شرابت بسيط يهيأ من الماء والدبس والخل والهيل ولايشربه الناس بشكل مباشربل يستخدمون معه اوراق الخس بغمسونها فيه ليتمتعوا بطعمه اللذيذ الزهيد الثمن لذلك فقد اصبح من المرطبات الشائعة لديهم صيفا.

الملابس الشعبية التي اشتهر العراقين بارتدائها ايام زمان----                                       

ان اكثرية الملابس الرجالية التي كان العراقيون يرتدونها في فترة الثلاثينيات وما بعدها و خلال الحرب العالمية الثانية كانت تخيط في البيوت مباشرة ومن قبل النساء الامهات او الاخوات وبواسطة الخيط والابرة ثم تطور الامر بعد دخول ماكنات الخياطة العائدة لشركة (سنجر)  الانجليزية اليدوية منها اوالتي تدار بقدم الرجل والاخيرة استخدمها الرجال بعد ان فتحوا محلات عديدة في بغداد للخياطة كمحل عاصم فليح وماستر احمد وبلقيس لخياطة الملابس العسكرية اما الخياطات من النساء فقد قامت شركة سنجر بارسال مبعوثات عنها من النساء لتدريب من اقتنت ماكنة خياطة من الشركة .

1-من ملابس النساء التي انتشرت في تلك الفترة هي الدشداشة وقد ورد ذكرها في الغناء الشعبي (دشداشة صبغ النيل تمشي بطركه) الاتك (الصديري) والمغني يذكره بقوله (بطرك الصديري وعينه على غيري) والصاية والزبون وهو لباس يشترك به الرجال والنساء والاختلاف هو نوع وشكل القماش فزبون المرأة يتميز بالالوان الزاهية وزبون الرجل عادة  ما يكون باللون الابيض والفضي  وقد ورد ذكر زبون المرأة في الاغاني العراقية القديمة حيث يقول المغني (كصري زبونج  خلي الحجل ينشاف ولو ينشدونج كلي جليل الخام)  واللبادة الشتوية والتي كانت الخياطات يتفنن بخياطتها ومن تلك الابداعات تطريز البصمات عليها والبصمة هي رسم الازهار والطيور على القماش كما وان الخياطة الجيدة هي التي تتقن تنفيذ زخارف جميلة على اللبادة والجاكيت وبما كان يطلق عليها (كورة الزنبور) وجميع تلك الاشغال تتم بالخيط والابرة ومن ملابس النساء ايضا الهاشمي وهو الزي الذي لازالت بعض النساء ترتديه في الحفلات الشعبية وهو زي فضفاض من القماش الخفيف والمطعم بزخارف واضافات من الخيوط الملونة وقد يستخدم احيانا لاداء رقصات خاصة تنسجم مع شكله خلال الاعراس والقبولات وهي عبارة عن دعوات لمجموعة من النساء المتعارفات ويجري القيام بهذه المناسبة دوريا لكل واحدة من تلك المجموعة . اضافة للعباءة وتغنى بها المغنون باغنية (يام العباية حلوه عباتج)والفوطة والجرغد المايل والبوشي وكانت بعض النساء يرتدين عباءتين واحدة تلبس كلبس الصايه على الكتف  وتكون من الصوف والثانية على الرأس وتكون من القماش الاسود الذي يطلق عليه(الحبر) بفتح الحاء . اما ملابس الرجال فهي اضافة لما مر آنفا في ملابس النساء فهي-

1- البته وهي ما تشبه اليلك والدميري الذي تغنى بها المغني ايضا (لابس دميري حبي نازع دميري حبي  ومسير عل الميري حبي) ويلبس مع البته حزام عريض من القماش المطعم بالفضة وفي مقدمته قبة من الفضة ذات زخارف جميلة ويسمى ذلك الحزام (بالحياصه) وقد ورد ذكره بنفس الاغنية السابقة (لابس حياصه حبي ونازع حياصه حبي وسلم عل الباشة لسمر زلف).

2- البشت وهو ما يشبه الدشداشة ويصنع من الصوف السميك ويرتديه الفلاحون عادة وراح مضرب المثل بقولهم (بيش بلشت يابو بشت) عند تورط احدهم كتورط الفلاح بامر لاعهد له به.

3- ومن الملابس الرجالية الشائعة في ذلك الزمن والتي تخص غطاء الرأس والقدم انواع ومن ما يتعلق بلباس الرأس  (العرقجين) اي الطاقية والكلاو واليشماغ والعقال والجراوية والكلمة كردية وفارسية وتعني اربعة لفات وكلمة جهار هي الرقم اربعة بالكردي والفارسية واللوية تعني اللفه وكان شقاوات بغداد يطلقون على لفة جراويتهم (العدام) اي الاعدام كما ارتدى العراقيون قديما السدارة والتي تغنى بها المغني بقوله (يابو السدارة متيمك سويله جاره) والفينه اي الطربوش وقليل منهم قد لبس القبعة وتحظرني في هذا المقام شخصية  مدير مدرستنا في متوسطة الخالص المرحوم الاديب المعروف الاستاذ فؤاد عباس الحبابه فقد حظر الى المدرسة في احد المرات معتمرا القبعة الانجليزية وهو امر غريب في اعوام الاربعينات في مدينة يلبس جميع سكانها الحدرية اي العرقجين او اليشماغ فقال الطلبة (المدير لابس اليوم طبليه) والى اليوم لااعرف معنى الطبليه وبعد الرجوع الى قاموس المعاني وردت كلمة الطبلية نسبة الى الطبل او منضدة مستديرة من الخشب منخفضة ومن الاحذية التي ارتداها الطلبة والاساتذة والموظفون ما اطلق على تسميتها (القندره) فهي باسعار مناسبة لايتعدى سعرها مائة وخمسين فلسا ومنها ما يتم صناعته باليد (التوصا) وسعرها ربع دينار اما البسطاء فينتعلون اليمني وهو من الجلد الاحمر الفاقع يتم لبسه في المناسبات والاعياد والكلاش او (الكيوه) وهي كلمة تركية وكردية ومن الامثال المهمه التي وردت على لسان البغداديين لاظهار تعسف المحتل والاستحواذ على خيرات البلاد وتعب الناس بالقول(يجد ابو كلاش وياكل ابو جزمه) وابو كلاش الشعب وابو الجزمه المحتل .

 

ادوات منزلية مصنوعة من سعف النخيل  

      من الادوات المنزلية التي تمت صناعنها من سعف النخيل وخوصها كثيرة ومفيدة واهمها المهافيف والمكانس والزنابيل الكبيرة والصغيرة والحصران واسرة الجلوس والمنام والعمارية وهي بديلة عن المبردات الحالية ويتم تهيأتها من شباكين من جريد السعف يوضع في وسطهما نبات العاقول وتثبت على الشبابيك ويسكب فوقها الماء فعند ملامسة الهواء الحارلها في الصيف يتغير الى هواء بارد ورطب بفعل الماء الملامس للعاكول .

 

انواع حلاقة الرأس ايام زمان

كان الحلاق يدعى المزين والحلاقة تسمى الزيان والكلمة تأتي من الزينة اي التجميل وكانت بدايتها وخلال اعوام العشرينيات والثلاثينيات تجري في الهواء الطلق والمزين يتجول في الطرق مناديا على مهنته وعدته هي موس (الطراش) وصابونة ومقعد عبارة عن صفيحة فارغة من التنك يجلس عليها الزبون وقطعة من الشب لمعالجة الجروح العديدة التي تملأ راس الزبون عند الانتهاء من الزيان اما ابناء القرى والارياف البعيدة فلا يحتاجون الى المزين حيث يقوم البعض لازالة شعر رأس بعضهم بقطعة من الزجاج والتي كان يطلق عليها (كزيزه) وبعد ان تطورت هذه المهنة اصبح المزين يمتلك حانوتا فيه كرسي ومرآة وزجاجة كولونيا وكانت اجرة حلاقة الرأس للكبار عشرين فلسا وللصغار عشرة فلوس هذه الاجرة يدفعها ابناء الافندية اما ابناء الفلاحين والذين يمتلكون البساتين فانهم يتفقون مع المزين على كمية من التمر تدفع له  بعد موسم (كصاص التمر) ويختلف شكل الزيان حسب رغبة الزبون واهمها كانت زيان الحدرية حيث يضع المزين الحدرية (العرقجين)على راس الزبون ويبدأ بقص الشعر الزائد الموجود خارج الحدرية  ونوع آخر يسمى الحواف وهو ازالة الزلف فقط والقران او المجيدي وهو ابقاء قسم من الشعر فوق الراس  دائري الشكل وحجمه حسب رغبة الزبون  اما انواع حلاقة الافندية وابناءهم فقد كان يطلق عليها (التواليت) ومنه ايضا النمرة اربعة كحلاقة افراد الجيش والنمرة صفر وهي جلد الرأس وعدم ابقاء الشعر فيه والذي شاع شكلها في الوقت الحاضر بين الشباب ومما اذكره ان احد الاشخاص في مدينه الخالص واسمه على ما اتذكر صالح كان يطلق شعر رأسه ولايحلقه واصبح شعرراسه يشبه قصة الخنافس ويبدو انه قد سبقهم بعقود عديدة وقد اطلق عليه ابناء الخالص اسم صالح المهلب وبعد الرجوع الى قاموس المعاني  تبين ان معنى المهلب هي صيغة مبالغة من اسم المفعول ومعناه كثير الشعر وتأخذ معاني اخرى مثل هلب القوم اي هاجمهم وشتمهم.

 

مهن اخرى ابتكرها العراقيون بسبب الفاقة وضعف الحال----

1-   جراخ سجاجين  وهي عبار عن محمل من الخشب مثبت عليه قرص من حجر  البازلت القوي يدور بواسطة دولاب (جرخ) يحرك بواسطة القدم وعند دوران الحجرتلامسه السكاكين فيكون نصلها حادا وان اصحاب هذه المهنه هم الاكراد من كبار السن ويعلن عن مهنته مناديا (جراخ سجاجين جراخ مكاصيص)وتحضرني بهذه المناسبة طرفة ايضا وهي كان الفنان العراقي المرحوم عطا صبري وهو من الفنانين الانطباعيين يجلس في مقهى البرلمان الكائنة في الحيدر خانة يراقب المارة عله يلتقط مشهدا ينقله الى لوحة فنية وقد صادف ان مر امامه جراخ السجاجين مع عدته وهيأته المتمثلة بوجهه المعبر لرجل طاعن في السن ولحيته البيضاء الكثة مما دفع الفنان عطا ان ينادي عليه ويطلب منه ان يحظر في اليوم الثاني من اجل ان يرسمه وفي اليوم الثاني حظر جراخ السجاجين ولكن هذه المرة بدون لحية ويلبس ملابس انيقة مما اضاع على الفنان فرصة تنفيذ لوحة فنية فلكلورية معبرة في وقت كان الجراخ يضن ان عطا صبري سيأخذ له صورة فوتوغرافية فتانق وتجمل.

2-    خياط فرفوري  ويقوم بخياطة المواعين والقواري والكاسات الفرفوري وذلك باحداث ثقوب في القطع المكسورة وربط بعضها بالبعض بواسطة الاسلاك او بربطها باحزمة من شرائط الصفيح ويجوب  الحارات وهو ينادي (خياط فرفوري خياط مواعين).

3-   (الاوتجي) اي المكوي ويستحدم الاوتجي ايام زمان (اوتي) ثقيل مصنوع من الحديد يملأ بالفحم لاحمائه ويقوم الاوتجي بترطيب الملابس التي يراد كيها برشقة من الماء من فمه قد تصل احيانا للشخص الموجود بقربه والذي ينتظر استلام الملابس.

4-   شيخ الجناكيل وهذه المهنه قديمة جدا بقدم وجود الآبار في البيوت فقد يصادف ان يسقط في البئر بعض الحاجيات فينادى على صاحب شيخ الجناكيل والذي يملك ما يشبه (الانكر)  وهو مرسات  السفينه مربوط بحبل يلقيه في البئر لاستخراج الحاجات الساقطة فيه.

5-   وهناك مهن عديدة اخرى فرضتها الحياة الصعبة وضنك العيش ومنها (الزعرتي اوالمطهرجي الذي يقوم بختان الاولاد والمبيضجي وهو الذي يطلي قدور واواني النحاس بمادة القلاي  والفتاح فال والفوال وابو الربابه وكل هؤلاء هم من البدو الاعراب وقد شاعت مهنة (السقة ماي) قبل دخول اسالة الماء الى المدن والاحياء فكان الناس يتفقون مع السقة لجلب الماء اليهم على ظهره من الشط بواسطة قربة مصنوعة من جلد الماعز المدبوغ وقد جرى المثل عليه بقولهم (الياكلة العنز يطلعه الدباغ).        

العاب الاطفال وادواتها في زمن الحرمان -----------  ان اهم الالعاب التي كان يمارسها اطفال العراق البسطاء  هي

الدعابل- وهي معروفة لحد الان ومن اهم لعباتها (الجقه وشبر والاورطه) .

الجعاب- وهي عبارة عن عظام مفاصل الخروف والماعز ويتففن الاطفال في صنع (الصول) منها وذلك بتنعيمه واملائه بالرصاص لينطلق مكتسحا صفوف الجعاب العائدة للخصم.

المصرع  -  وهي لعبة مصنوعة من الخشب على شكل مخروط في نهايته قطعة مدببة من الحديد يلف حوله خيط سميك ويرمى الى الارض بعد سحب الخيط منه وياخذ بالدوران والمصرع الناعوري يبعث صوتا عند الدوران .

الفرارات والطيارات الورقية- الفرارة هي لعبة تصنع من الورق الملون اللماع يسمى (الآبرو) وهي عبارة عن مربع من الورق تقص اطرافه باتجاه مركز المربع وتطوى الاطراف بطريقة معاكسة لتسمح للهواء بالمرور منها ودورانها ومن ثم تربط الفرارة الى عودة قصيرة يحملها الاطفال بايديهم ويركضون بها لكي يتمتعوا بدورانها وينادي البائع على بضاعته لجلب انتباه الاطفال (جنكر منكر فرارات الفرارة بفلس يا حلويين) اما الطيارات الورقية فهي على انواع فمنه العجمية بدون ذيل وام السناطير وتصنع من الورق السميك الاسمر وتعلق فيها الفوانيس التي تسمى(الفنرات) ويربط بها احيانا صغار القطط او الكلاب وترسل الى الجو مع الطيارة ويسع الناس النائمون على الاسطح مواء الجراء وصغار القطط تنطلق من السماء ويمارس هواية الطيارات الورقية الرجال والاولاد وهناك اسطوات بادارة دفة معاركها في الجو.  

كرة الممبلة – وتصنع  من مثانة الخروف وتحويلها على شكل كرة من اجل لعبة كرة القدم والتي يتمتع بها الاطفال ويفرحون عند تحقيق الفوز بواسطة الممبلة والتي اشتق اسمها من المبولة اي المثانة ولايهم امرها وقذارتها حتى لو اصطدمت بوجه او رأس او فم احد اللاعبين والمهم تحقيق الفوز.

 

بعض العاب يشترك فيها البنات والاولاد قديما ----

ومنها لعبة السمبيلة السمبيلة وطفيرك ياكمر والختيلة والتوكي وحرامية جرخجية وبمناسبة ذكر كلمة الجرخجي فهي تعني الحارس الليلي ويسمى احيانا البصوان وهي كلمات من العهد العثماني وكان اهل بغداد ينامون سابقا على صوت صافرة الجرخجي حتى انهم يتركون ابواب بيوتهم مفتوحة في الليل والحرامية اي اللصوص معدودون واذا اراد الحرامي ان يسرق فانه يسرق بحسن نية كما يذكره المنلوجست عزيز علي في احدى منلوجاته ويعني بذلك انه يسرق من اجل الحصول على قوته وكل ما يسرقه لايتعدى  بضعة فلوس بعكس حرامية هذا الزمن فلا يكتفي بالملايين من الدولارات واخطر الحرامية كما كان يقوله العراقيون بالامس هو حرامي البيت وهو ما نجده الان يعيش بيننا وفي اروقة الدولة.

واصبح حالي وحال  الانسان العراقي الفقير ومتوسط الحال ومن كل الاجناس يردد ما اردده و ما جادت به قريحتي المتواضعة وفي محاولتي الجديدة في هذا المجال-

الويل ويلي  

اتلفت لليمين ولليسار

 وبعدها للوره اندار

وكولن اشكد الوكت غدار

ادور مثل الغريب الضيع الدار

الويل ويلي

 ما ادري  اشكد اضل محتار

منهو اليكلي وين راحو الاخيار

يا حيل حيلي

 ابحر بالوجوه واسأل اليمرون

ياهو السمع حسهم لمن ينادون

 ادور بالدروب والشارع المحزون

جم مره اعيد الحجي واسال اليحجون

عجيبه يا زمن  ليش الدهر ملعون

يا ويل ويلي

 انوحن نوح الحمام واسمع الترديد

وظليت اونن واصفك الايد بايد

وادري العمر ما يرجع من جديد

اتذكر اللي مضو وحسرتي تزيد

مع كل هذه الاحزان والذكريات الموروثة لسنوات طويلة من العمر اقول لازال العراق ينتظر ان يعم بارضه الخير والسلام  وتهرب عنه خفافيش الظلام  وان المستقبل مرهون بابنائه وشبابه الاخيار وان يغنوا للحياة ( الدنيا غنوه  نغماته حلوه والدنيه ربيع  والجو بديع  قفل على كل المواضيع.)

لقد جلبت  انتباهي احدى الصور الفوتغرافية الملونة التي اخذت لي مع عائلتي في مكان خارج البيت فوجدت الواقع كم هو جميل وكل شيء فيه حافل بالالوان الجذابة واصبحت كلما يضيق بي الامر ادقق بالمناظر التي حولي واتفحص الوان الاشياء الموجودة فيها فاجدها تعج بمختلف الالوان ملابس الناس والاشجار والسيارات والارض والسماء ووجوه الناس والحيوانات والطيور والمواد الغذائية  وادوات المنزل والستائر والجدران والابواب والغرف كلها ملونة ولوحاولنا ان نأخذ لها صورا لبدت ظاهرة للعيان الا ان مشاغل الحياة وهمومها واستهلاك العمر بسرعة من اجل يوم جديد يضيع علينا روعة الواقع الجميل وما يحمله من الوان هي في غاية الروعة فلنتأملها مرة واحدة في اليوم فسوف تبعث فينا الامل ونقول ان الوجود اسمى واجمل  مهما حاولت قوى الظلام ان تشوهه وتخفيه و ان التأمل يبعث  للتفاؤل والامل فلننظر الى الحياة بعين الفنان الذي اعاد صياغتها وقدمها لنا باجمل اللوحات .

وادعوكم الى حلم مجاني لذيذ والى ان تتحقق الاحلام ويعم السلام وان يختفي من عالمنا الرعب الذي سببه سوء استخدام مادة السوبر كلو وغيرها من اسلحة الموت الزؤام.   

 وهذا هو مسك الختام.        

                    

                   لطفي شفيق سعيد

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2257 السبت 27 / 10 / 2012)


في المثقف اليوم