قضايا وآراء

امريكا ومذهبية المصالح!! / اسامة حيدر

تغير انظمة الحكم عن طريق الانقلابات او الاغتيالات لتضع حكام اما بصفتهم الثورية  كما حصل في مطلع الخمسينات او عوائل لقبائل مناطقية غنية في طاقاتها النفطية...

 

عسكرة المصالح:

استخدام القوة العسكرية غزوا اوتدميرا  لمناطق مستهدفة من البلدان، لتؤجج الصراعات داخل النسيج المجتمعي الواحد، وفرض ديمقراطيات استبدادية باطار فئوي وعرقي . .

استمر هذا النهج في اللعب بانظمة الدول الحاكمة بحيث جعلتها انشطة لاتراعى سوى سياسات تخدم امريكا والغرب، وبعضها اشتراكي لايعي العدالة    الاجتماعية، دكتاتوريات غطائها الامن القومي العربي  المهدد خارجيا، يراوح باقتصاد ريعي بلا تنمية بشرية او تكنولوجية،الى ان حل بنا الربيع الاسرائيلي، في انتفاضات عفوية سرعان ما فقدت بريقها  المتحضر...........................

 

ديمقراطيات التواصل الاجتماعي:

الاستفادة القصوى من تكنولوجيا الاتصالات والتواصل الاجتماعي وتدريب كوادر متخصصة لتحاكي شبابنا الواعي بهدف تثويرها لما تعانيه من وضع معاشي بائس حرك حاجات الناس  في انتفاضات اجتماعية، خطط لها ان تكون عفوية مرحليا، ثم لتختطف او تسرق، بانتخاب التيارات الوهابية السلفية – والاخوانية، برشاوي المال الخليجي للفقراء وهم الاغلبية... ليعطوا اصوا تهم لمن يؤذن للصلاة في البرلمان .. ورغم صعود التيارات المتاسلمة ووعودها للفقراء وطبقات الشعب.. الا ان شهيد تونس الثائر الاول محمد بو عزيزي بائع البسطة الذي اضرم النار في جسده، مازال شاخصا في بسطته التي تبيع بها اخته افقر الحاجيات لتلبي رمق العيش البائس.. كما غيره من شهداء الانتقاضات الربيعية.

 

فوضى خلاقة  بهويات جزئية:

الفوضى الخلاقة  بعربنة الصراعات بالمنطقة، اطارها مذهبي عنصري كمرحلة ما قبل وبعد الربيع العربي لتكوين اقاليم قلقلة، مضطربة، متضاداتها اكثر من تقارباتها داخل المجتمع الواحد.. وسائل التنفيذ وهابي سلفي فتاوي للتصدير، ومال سخي بلا رقيب، ودعم سياسي مروج له اعلاميا بفضائيات ووسائل التواصل الاخرى العاملة باشراف مستشاري الاعلام الصهيوني التي تصاغ فبركته سياسيا وسايكولوجيا بالتنسيق الاعلامي الخليجي والاسرائيلي  و ما نشاهده على ارض الواقع المغاير لما تنقله الفضائيات والاخبار في كثير من الاحيان،  في الصورة المنقولة  وتضليل المشاهد عن طريق متخصصون في التلاعب في المشاهد المتحركة  وتصنع احداث مسبقة قبل حدوثها، بمذاهب لها هويات اعلامية اصلها يهودية بمذهب – مرموني -  يسخر ويتحالف مع اصوليات دينية تخدم مشروعا تصالحيا  مرحليا لتحقيق اهداف استراتيجية تتشابك فيه مصالح ارهاب  الاخرين:

 

مذهب المرمونية اليهودي الوهابي

واقع التيارات الاصولية المتشددة بين الفكر الوهابي السلفي وبين الاحزاب الصهيونية المتدينه ببدع الدين اليهودي، تكمن كوارث الدين عندما يكون هو المصلحة و السياسة .

فالعقل الاسلامي باقصى تسيسه تحول الى الوهابية السلفية. وهي تنظيمات معروفة على الساحة العربية مراجعها - شيوخ الفكر الوهابي وفتاويهم التحريضيه لنفي الاخر واباحة  دمه.

والديانة اليهودية المسيسة تحولت الى مذهب  صهيوني. مراجعها- حاخامات.

ومن خلال  معرفة التلاقي بين المذهب الوهابي والمذهب الصهيوني برعاية الفهم  القديم الجديد في مذهب (المرمونية):

المرمونية دعوة للتيارات التي تنسجم مصالحها مع المصالح الاسرائيلية بمختلف الادوات الفاعلة والمؤثرة بالنشاط الاعلامي بكل انواعه ومنها وسائل الاتصالات وكما تؤمن بالسيطرة على المال والاعلام وكسب الاخرين  بالرشوة والفساد والاغراءات الترويجية بوسائل المجلات والافلام للهيمنة على عقول الشباب وعامة الناس وتحويل اهتماماتهم للملذات واللهو. وهنا تتلاقى مصالح الاعلام العربي الموجه مع المصالح الاسرائيلية  برعاية وتعاطف كل ما يختفي تحت المرمونية من اديان ومذاهب... واهمها الوسط الامريكي دينيا وسياسيا ليكون الغطاء الديني للمصالح الصهيونية التي تحققها انشطة اسرائيل اينما وجدت في العالم ......

 

والارهاب الصهيوني، والوهابي السلفي، المسكوت عنه خليجيا .. والمدعوم من امريكيا ومخابراتيا والممول فكريا وماليا من مشايخ الفكر الوهابي والسلفية الجهادية وفروعها المتعددة سواء في طالبان باكستان او افغانستان.. واخطبوطاتها في المنطقة العربية وما انتجته فصائل الربيع العربي على مستوى المنطقة، يشكل تهديدا لارجاع المنطقة الى عصر ماقبل الثورة الصناعية وارتهان عقول الناس وتحديث الاستبداد الفكري ليكون استبدادا تتبناه جماعات ومجتمعات  تضع للمعارضين فيها لوائح الكفر والارتداد والخروج عن الملة، لان  عقائد الفكر الاستبدادي هو احتكار التأويل النصي... كأحد أهم القناعات لدى من يفخخ نفسه لقتل الاخرين اي كانوا، ولدول الاقليم اكثر من لاعب واهمها تركيا ودورها بمايسمى بالربيع العربي.

 

تركيا العثمانية والمصالح السلفية

بعد ان كانت التجربة التركية نموذجأ، تطمح المنطقة وشعوبها ان تلحق بركب التقدم الصناعي والنمو الاقتصادي المتصاعد في ظل حزب العدالة والتنمية الحاكم باسم الدين وضوابط الدستور العلماني.... لكن سرعان  ماتحولت تركيا، لتصطف ضمن تجمعات اللوبي الوهابي الصهيوني خدمة لمصالحها التي بدئت  منذ انسحاب اردوغان من مؤتمر دافوس،

كانطلاقة لكسب العالم العربي والاسلامي الذي عرف عنه بهيام عواطفه المنفعلة والمؤقتة لما يحرك مشاعره بمشهد مسرحي يفرحنا ويبكينا مرة واحدة، تزامن مشهد دافوس، مع الدراما التركية وبهرجة القصور وترويج ثقافة السلطنة في مجتمعاتنا التي تملئها رومانسيات الماضي باحاسيس ا بؤس الحاضر المرير لشعوب المنطقة. فكان الجانب السايكولوجي تأثيره في تقبل الثقافة المتسلطنة عثمانيا.

بعد لعب دور المحفز لاستقطاب مشاعر شعوب المنطقة والضخ الاعلامي الممول خليجيا وتفضيل المصالح ضمن مستقبل تغيرات المنطقة ، اقتصاديا   فيما يخص معابر انابيب الغاز اللاعب المستقبلي في الطاقة العالمية  في قطر والسعودية واسرائيل، (استخراجات اسرائيل في البحر باحتياطيات كبيرة) لتكون معابر الانابيب من خلال حلف وهابي سلفي معثمن متصهين : قطري سعودي اسرائيلي من معبرسوريا - تركيا  .. (سوريا – بنظام تفرزه نتائج الصراعات  على ارض سوريا)، عابرة الاراضي التركية للعالم ممرا امنا كخيار استراتيجي يحقق مصالح الاطراف المستفيدة وجغرافية تركيا تجعلها تلعب هذا الدور المنحاز،  وليكون  منافسا تجاريا لمرور  الغاز الروسي - الايراني والعراقي برا وبحرا ..وما علاقة تركيا وكردستان العراق الا جزئها المتوقع لاضعاف الحكومة المركزية لوجود اكتشافات نفطية وغازية باحتياطات واعدة في بواطن ارض العراق.

فتشابك المصالح الاقتصادية باطارها المذهبي والرعاية الامريكية بادواتها الداعمة، تركيا واسرائيل، لتبديل او تغير النظام في سوريا ليتناغم مع مصالح الاخرين، اضافة لاعطاء دور لساسة الكرد في كردستان لاضعاف الحكومة المركزية في بغداد ولعب ادوار اكبر من حجمها... مخطط باطار مذهبي اقتصادي ليس للقوميات مكانا مستقبليا فيه.. وكالعادة يقع الساسة الكرد في لعبة الامم جاهلين تضحيات وماسي الشعب الكردي الذي عانى وسيعاني ان لم يع ساسة الكرد بان عناد شخصيتهم الجبلية  وعواطفهم الشرسة التي اكتسبوها من صرامة الجبال وانعزالها عن الثقافات الاخرى، وعليها استقراء الحاضر والمستقبل.

 

الخلاصة

لاول مرة في التاريخ المعاصر وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وضعف التيارات اليسارية والاحزاب القومية العربية ... يتصاعد التحالف الغربي – امريكا  واوربا مع المد الوهابي السلفي الاقصائي المتخلف ليشكل كتلة نقدية هائلة ببعد اممي مدعوم سياسيا بازدواجيات لامكان للاخلاق فيها .

من جهة اخرى يعاد انتاج وتاهيل رموز تنظيمات القاعدة، بطلة 11 ايلول او كما سميت غزوة مانهاتن، لتشارك في العمليات السياسية في بؤر محددة تتطلبها المصالح وتنشط كارهاب مدمر في بؤر مختارة بعناية حسب متطلبات المرحلة وطبيعة النظام الحاكم اللامنسجم مع المصالح الامريكية الاسرائيلية.

ولان العقل الديني  الكسول قد استقال من عقلنته للمعتقدات واصبح حكامنا وساسات المنطقة لاينظرون الا ان يكونوا خدما لمراحل مؤقتة تطول هنا وتقصر هناك .. سيجدون  انفسهم  بغفلة  الاستغناء  ويتحولوا الى  عثرة في طريق المصالح الامريكية الاسرائيلة، كما، وليس للسلف الصالح مكانا في ممرات الطاقة ولا للشراويل المسيسة الا ضمانتها لحراسة انابيب الامدادات ..

تحقيق المصالح العليا في عصر، قوة العقل الغربي، وتغير ادوات الصراع لاحقا سيستهلك الفكر الوهابي السلفي اينما كان .. وعدم تقبله في مجتمعاتنا مستقبلا  ليحل محله الاعتدال الديني الذي لابد منه لمرحلة محددة ،  وهو الارحب لتحقيق امن واستقرار المصالح الاستراتيجية للعالم منتجون ومستهلكون، وهذا مايحفزالوعي الجمعي ليعي مصالحه التي من اجلها كانت انتفاضات الربيع العربي التي تحولت بقوة الاصوليات الى ربيع اسرائيلي بامتياز.............

 

د. اسامة حيدر

1 Nov. 2012

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2262 الخميس 01 / 11 / 2012)

في المثقف اليوم