قضايا وآراء

الفكر الديني المتطرف من الآفات الضارة للمجتمع / جمعة عبد الله

وعدم الاعتراف بالاخر، وتجاهل او عدم اعترافهم بقوانين الدولة او دستورها، الذي يؤكد على سمة احترام المواطن وتقدير قيمته الانسانية، وصون وضمان كافة حقوقه الدينية والمدنية ومن  ضمنها الحريات العامة . وتستند هذه الجماعات او التيارات اسلوب ونهج الارهاب الفكري والثقافي والاجتماعي للوصول الى تحقيق اهدافها واخضاع المواطن الى ارادتها، بحيث لاتترك له حرية الاختيار، بل تتدخل في شؤون المواطن في ادق تفاصيل حياته العامة، وتحرمه من نعمة الحياة المدنية، وتجبره بالقوة بالتقيد بنمط حياتي وفق تشددها الديني، او نمط سلفي من العصر الجاهليه، والرفض سيدخل المواطن في عين العاصفة قد يفقد حياته او تتحول الى جحيم . لانهم يتصورون بان المواطن لعبة في ايديهم . كما ان هذه الجماعات او التيارات لاتقر بشرعية تعدد الاديان والطوائف، او ثقافة التسامح من الاخاء والمحبة والتعايش السلمي، . لان سلاحهم هو العنف بكل صوره، وينشطون في بيئة يسودها الجهل والامية والتخلف وشيوع الخرافة والشعوذة، وتاؤيل النصوص الدينية حسب ما يرغبون .. فمثلأ الجماعات والتيارت المتطرفة والسلفية في دولة مصر، طالب احد قادتها بتحطيم وهدم الاثار المصرية عامة وخاصة (ابو الهول والاهرامات) بحجة بانها منافية للشريعة الاسلامية وتعاليم الدين . واحدهم يفتخر بانه شارك في تحطيم تمثال (بوذا) في افغانستان.  وهنا المصيبة والكارثة العظمى بانهم يتجاهلون قيمة الاثار العظيمة بانها تراث انساني وحضاري يدل على تاريخ البلد القديم واصله وهوية الوطن وانتمائه الى عبق تاريخي قديم، اضافة الى قيمتها الحضارية والعلمية والثقافية والعمرانية والابداع في الهندسة المعمارية وطريقة البناء،ولها قيمة اقتصادية ومورود اقتصادي مهم وفعال، اذا استغلت بشكل سليم في القطاع السياحي، وفي مصر يعتبر من ابرز موارد الدولة المالية، اذ يساهم بقسط كبير في معيشة الالاف من المواطنين، لكن برزت هذه الجماعات والتيارات واحتلت موقعا مرموق في مجلس الشعب ولها تاثير على صنع القرار السياسي للدولة . وقد بدأ ت في محاربة الفن بكل صنوفه، والتضيق على رواد الفن والادب والفكر وخنق حرية  الرأي والتعبير وفتح منافذ على الاكراه والمنع وتضيق الحياة المدنية، رغم ان الدين يرفض (لااكراه في الدين) . ومثال العراق وحضارة وادي الرافدين التي تزخر بالارث الانساني العظيم، لكن بعض الجهلة والمصابين بحب العظمة لا يقدرون القيمة التاريخية والحضارية للاثار . لهذا اقترف الدكتاتور صدام جريمة بشعة بحق اثار بابل، فقد هدمها واعاد بنائها من جديد لغرض ان  يكتب اسمه البشع على طابوقها، كأنه هو مؤسسها وصاحبها  وليس الملك (نبوخذنص) قبل الاف السنيين، بهذه الوقاحة الدنيئة رغم اعتراض واستنكار منظمة (اليونسكو) من هذا العمل المدان المخالف للمنطق، وبعد جريمة المقبور اعتبرت مدينة بابل مدينة سياحية وليس مدينة الاثار، فقد رفعت اثار بابل من التراث العالمي للحضارات، كما تتعرض اثار العراق الان الى الاهمال وعدم الرعاية والاهتمام من قبل الدولة والجهات المسؤولة، فان هذه الاثار العظيمة تشهد حملة من التخريب والضياع والسرقة والنهب لقطع اثرية وبعضها ذهبية وتباع في الاسواق المحلية والعالمية، وكم تشير التقارير الرسمية التي تتحدث عن فقدان وضياع قرابة  ( 150 ) الف قطعة اثرية منذ عام (2003) في حين بلغ عدد القطع الاثرية التي تم استردادها الى العراق بين اربعة الاف الى سبعة الاف قطعة . وايضا هناك حملة تشن على معالم بغداد الثقافية، التي كانت مفخرة بغداد الثقافية تتمثل بالنصب واللوحات الفنية والشوارع القديمة ودور العرض السينما التي تدل على تاريخ بغداد القديم والجديد وما تحمله من جداريات معبرة في ساحات بغداد تؤرخ الزمن الجميل والذهبي من التاريخ الحضاري للمدينة،ان تضيق مساحات الحياة في دائرة ضيقة وخنق واضح للحريات العامة، ولا يمكن ان تفلح و تعود عقارب الساعة الى الوراء الى عصر الجاهلية. هو مخالف للمنطق والعقل السليم

 

 جمعة عبد الله 

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2275 الخميس 15 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم