قضايا وآراء

تجديد المنظومة التربوية وتحديث طرق التعليم ضرورة حياتية / حكمت مهدي جبار

من تحديث في المنظومة التربوية وتجديد الكثير من طرق التعليم والتدريس والمناهج. فأن مؤساتنا التربوية والتعليمية لازالت تعاني من أشكاليات عديدة ثؤثر سلبا على الواقع التربوي والتعليمي في العراق.

وأعتقد ان ذلك أمر لم تغفل عنه وزارة التربية فيما يخص مشروعها التربوي المعاصر والحديث بعد مرحلة التغيير بعد عام 2003.وأن هناك مساعي واضحة ونوايا لمشاريع تربوية جيدة من شأنها ان ترقى الى ما يمكن الوصول اليه .

غير أن هناك بعض القضايا لازالت مركونة على الرفوف لم تجد يدا تقلب صفحات ملفاتها وأضابيرها. وبالتأكيد هي كثيرة ولكن من أهمها هو ما سنجمله بما يلي :ــ

1ـ لازالت الكثير من مدارسنا وبمختلف مراحلها الدراسية تعاني من مشكلة أضمحلال الثقافة الادارية لأدارات المدارس والتي تشهد اليوم في اغلب دول العالم نهضة كبيرة في الفن الاداري الحديث.بينما بقيت مؤسساتنا التربوية قابعة في دهاليز معتمة لم تتمكن من أختيار هيئات ادارية للمدارس الا ما ندر.

2 – أضمحلال في مسايرة العصر لدى اعداد كبيرة من المعلمين والمدرسين فيما يخص مواكبة تطوراته من ابتكارات في مجالات الاتصالات الحديثة والبرامجيات وربما يكون هناك عدم معرفة بأستخدام وسائلها الحديثة الى حد الجهل بها.وكذلك افتقار اعداد من المدرسين الى الثقافة العامة بل وحتى الى ثقافة الأختصاص.فتراهم يكتفون بما جيء في المنهج من مقررات ومفردات ولايطورون انفسهم وينظرون الى من يقرأ كتابا بأنه (بطران). أو أن من يجلب معه كومبيوتره الخاص الحاسبة فهو (ماعنده شغل وعمل) صحيح ان الحياة باهضة وتكلف كثيرا من الجهد في سبيل تأمين رغيف الخبز ومتطلبات الحياة الأخرى الاساسية، وربما لم يكن هنالك وقت للأستزادة بالثقافة والتجديد !!.ولكن الانسان التربوي الذي مهنته التربية والتعليم هو انسان غير عادي.فهو ليس موظف استعلامات ولاكاتب عرائض ولا موظف يقضي وقته خلف مكتبه (الميز) يحسب الوقت لكي يغادر.هو انسان تجاوز بفكره وعقله وجهده الحدود التقليدية للوعي الانساني العادي والساذج والبسيط.

3 – انغلاق الوعي لدى البعض الى حد (الدوجماطيقية) أي هناك من لم يزل

(قافل) على مناهج فكرية عتيقة عفى عليها الزمن. متعكزا على عباراته الشهيرة (جنا كبل) ناسيا انه يعيش زمان غير زمانه.

4 - اضمحلال أو ربما موت النشاطات المدرسية الصفية واللاصفية.وذلك أيضا أمر قد تبرره المؤسسة التربوية نتيجة الظرف الخاص والاستثنائي الذي تعيشه العملية التربوية بل البلد بشكل عام، ونحن نؤيدهم بذلك .الا في بعض المدارس التي يكون دوامها مستقلا ومنتظما لاتشاركها مدرسة أخرى.

5 – ابتعاد الأسرة بشكل ملحوض عن المدرسة الا قليلا من العوائل الحريصة والمتابعة.ومع ذلك فولي الامر لم يزر المدرسة باتلطريقة التي تعزز من تطوير العملية التربوية.فتراهم لايأتون الى المدرسة الا في اوقات الامتحانات.

6 – الديمقراطية الجديدة في العراق لم تفهم بالطريقة كما هو المفهوم المعروف للديمقراطية.فدخلت افكار ومناهج وتيارات فيها من التخلف ونقص الوعي تحت عنوان الديمقراطية الى المنظومة التربوية .منها من جاء بشعارات التدين لا الدين فراح يحرم ويحلل يأخذه الحماس معتمدا على مواعظ وأحكام المتدينون الجدد !!ومنها من جاء يقلد حدائة الغرب بلا فهم ولاوعي سوى القشور الملونة.

هذه ملاحظات ليست فقط نخاطب بها الجهات التربوية التعليمية العليا.انما نخاطب بها أدارات المدارس وكوادرنا التعليمية والتدريسية.الذين يعتبرون هم القاعدة العريضة التي منها نتمكن من أستخراج أشياء كثيرة وكثيرة جدا.

فالمدرس يستطيع ان يطور نفسه بنفسه وأن ادوات التطور ووسائله متوفرة لديه.وأذا ما أراد ان يعمل على تذليل بعض المشاكل فهو قادر، اذا ماتوفرت النوايا الصادقة والتعاون والمساعدة من قبل المجتمع. وأن نلتفت الى دورنا الحقيقي وأن نؤدي واجباتنا بكل جدية .رغم ما يراه البعض من أنه نوع من المستحيل في ظل ظروف لايمكن أن يكون فيها الانسان مخلصا.فما ذلك كما يراه البعض الا ضربا من المثالية.فالمجتمع صعب المراس وأن الحياة لاتمشي الا بـ (الكلاوات) وعليك ان (تمشي) على حساب ماتعتقده أنت نفسك من صواب !!!!

فلاتتعب نفسك لأن الوضع (ماصيرلة جارة)..

أن تجديد الحياة هو ليس التجديد في الماديات رغم أهميتها.انما التجديد في الروحية وأستفزاز النائم فينا من طاقات.والكامن في انفسنا من ابتكارات وابداعات.بأمكاننا أن نكون شبابا في الجوهر. وأن نعيد انتاج حيويتنا بأعادة ماكان لدينا من طاقات

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2288 الاربعاء 28 / 11 / 2012)


في المثقف اليوم