قضايا وآراء

إشكالية القراءة التاريخية: بحث في المفاهيم والأصول والمنهج (1 – ق2)

(، كما أبرز المثل العليا السياسية الرومانية، وأساليب الرومان في الحرب، ورأي بأن العبقرية السياسية للرومان تجلت باتخاذ نظام للحكم يجمع بين النظام الملكي والنظام أرستقراطي والنظام الديمقراطي وبهذا المزج بين نظم الحكم الثلاثة استطاعوا أن يتجنبوا الخضوع في الحركة الدائرة) الانتقال من نظام إلى آخر (.

كان نافذ الرأي في الحكم على السياسات، ودارسا متعمقا للأحداث والشخصيات، وتصويره لبعض الشخصيات التاريخية المشهورة مثل " هنبال " يعد من طرائف فن التصوير التاريخي كما أنه كان يؤكد على قيمة المعرفة الجغرافية في استجلاء حقائق التاريخ وتقلباته ...

وكان يرى بأن معرفة الحقائق التاريخية المؤكدة، قد تعين في تنظيم إدارة الحكم، وتوجيه الأحوال العامة، وحل المشكلات العارضة وتفريج الأزمات المفاجئة، وقد عني بمسألة السببية في الأحداث التاريخية وكان أكثر تعمقا من " توقديدس " في تحليل الأسباب غير الشخصية المؤثرة في حركة التاريخ، ولو أن تفسيره كان يغلب عليه الجانب الأخلاقي أكثر من تغليب الناحية الاقتصادية والاجتماعية (24) .

أما الرومان فإنهم لم يضيفوا للأدب التاريخي إضافات مبتكرة، وذهبوا في العناية بالتاريخ مذهب اليونان، وقد اتخذوا الكتابات اليونانية قدوة لهم في سائرنواحي الثقافة ومختلف فنون الأدب ..

إلا أن انتصار الديانة المسيحية على الوثنية كان له تأثير بعيد المدى في الكتابة التاريخية وفي الأفكار التي كان يسترشد بها المؤرخون ...

و أصبح الإيمان الديني المرجع الأعلى والركن الأقوى وصار الاعتقاد بما فوق الطبيعة محك الفضائل ...

لقد أسبغت الفلاطونية الجديدة على التفكير الديني هالة فلسفية وكان لها أثر واضح في تفكير القديس "أغسطين " وذهب المؤرخون المسيحيون الأوائل إلى أن حركة التاريخ جزء من الحركة الكونية وقد تجلى هذا الاعتقاد في أوضح صورة في كتاب) مدينة الله (الذي كتبه القديس) أغسطين (حيث قسم التاريخ قسمين هما : تاريخ ديني مقدس، وتاريخ دنيوي (25) .

بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية عمت الفوضى وخمدت الحركة الفكرية وساد الجهل والتخلف والتعصب الديني، ولم تعد هناك عناية بكشف الحقائق، مما أدى إلى تفشي الأباطيل والأخبار الزائفة خدمة لأغراض العصر، ومراعاة لمصالح الكنيسة، والمطامع الشخصية والولاءات لبعض الجماعات والمذاهب التي تقف حجر عثرة في سبيل تحرير التاريخ وتقدمه، وأصبح الحرص على الولاءات أهم وأوجب من الحرص على الحس التاريخي ..

 ففي العصر الوسيط كانت معظم الكتابات التاريخية لنصرة الأمراء والأعيان، والأسر والجماعات، ولتأييد مذهب من المذاهب الرائجة (26) .

 بالنسبة لمؤرخي الإسلام، كان التاريخ مصدرا للعبرة والفطنة والمعرفة، واكتشاف السنن، والتعرف على قوانين الحركة التاريخية والإفادة من التجارب من أجل الوقاية الحضارية .

و كانت للتاريخ أهميته في تشكيل الوعي التاريخي والثقافي للأمة، باعتباره وعاء الفعل الحضاري، وميدان تنزيل القيم على الواقع، وذاكرة الأمة (27) .

إن الكتابة التاريخية نشطت وازدهرت وتنوعت خلال القرن الثاني الهجري، ومن أشهر مؤرخي هذه الفترة) محمد بن اسحاق (و الواقدي، والهيثم بن عدي، وهشام بن محمد السائب ..

و قد مهد هؤلاء المؤرخون بما جمعوا من مادة السبيل لظهور المؤرخ المحدث الكبير ) محمد بن جرير الطبري – 310 هـ (و اضرابه من كبار المؤرخين الذين عاصروه اوجاؤوا بعده(28)

كان الوافدي وابن إسحاق من الذين انتقلوا من الحديث إلى الأخبار، أما) ابن جرير الطبري (فقد كان محدثا كبير، وإخباري من الطراز الأول، وتوفر هاتين الخصلتين ساعدت على رفع مستوى المؤرخين عند المسلمين، وأعادت إلى التاريخ إعتباره، وجعلت جهابذة العلماء وكبار الفقهاء يقبلون على دراسة التاريخ والتأليف فيه والانقطاع له ... (29)

و يأخذ على)الطبري (أنه لم يتجاوز الوصف والسرد الحولي، ولم يحاول سبر غور الأحداث والكشف عن البواعث العميقة المستحقة التي تعمل وراء التغيرات الإجتماعية الظاهرة، وكان يكتفي بذكر الأسباب المباشرة معتمدا في رواية الحوادث على الإسناد، دون أن يخضع النص ببحثه وتحليله أو يزنه بميزانه ...

و قد انتقد ابن خلدون هذه الطريقة في مقدمته، وقال بأن الأخبار إذا اعتمد فيها على مجرد النقل لم تحكم أصول العادة وقواعد السياسة وطبيعة العمران والأحوال في الاجتماع الإنساني ولم يؤمن فيها من العثور وزلة القدم والحيد عن جادة الصدق(30) .

ولعل الإنصاف يقتضي بان نسجل أن (الطبري) كان واسع المعرفة غزير العلم، مستقل التفكير، والأرجح أنه كان يغربل الروايات والأقاويل،فيثبت ما يطمئن إليه ويراه جديرا بالثقة، وينفي ما يداخله فيه الشك، مما يدل على دقة النظر وصدق الحكم، وقد مهد الطريق لمن جاء بعده من كبار مؤرخي الإسلام مثل المسعودي، صاحب مروج الذهب، وابن مسكويه مؤلف كتاب تجارب الأمم، وابن الأثير (كتاب الكامل) وابن الفداء صاحب كتاب المختصر في تاريخ البشر، وابن خلدون مؤلف كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر(31)

ولا شك بأن التاريخ الإسلامي نشأ على غير مثال سابق أي أنه ليس نقلا أو اقتباسا أو استعارة من الغير...

" إن تأليف التاريخ الإسلامي من إبداع العرب .لقد فشلت المحاولات للعثور على مؤثرات خارجية،يونانية أو فارسية على غرار ما كشف المنقبون،من مؤثرات أجنبية في الفلسفة وعلم الكلام.

ويحق لنا إذن أن نضع التاريخ في مقام النحو أي في ميدان أظهر فيه العرب الأوائل أصالة وقوة على الخلق والإبداع لاشك فيهما." (32)

فالظاهر أنه ولد نتيجة لتطور المجتمع الإسلامي ومع تغير المناخ الفكري ..

وأغلب المؤرخين كانوا متأثرين ببيئتهم ونزعتهم المذهبية، وعقيدتهم السياسية، ولكن حظهم من النزاهة كان موفورا إلى حد كبير.

وقد اشتهر مؤرخو الإسلام بمراعاة الدقة في تسجيل الحوادث وتأريخها – كما امتاز التاريخ الإسلامي بإسناد الرواية التاريخية إلى شاهد عيان، فنشأ نوع من التدقيق يقوم على فحص سلسلة الاستناد..

ولما استقل التاريخ عن علم الحديث، تميز الإخباري عن المحدث ونشطت حركة الكتابة التاريخية، كما أن علم التفسير ساعد على التوسع في معرفة التاريخ والاهتمام به من طرف العلماء والفقهاء ..

وعلم التاريخ الإسلامي هو علم شامل يضم علم البلدان. وعلم السير والتراجم، والحوليات، وعلم المعرفة التاريخية.

 والخلاصة أن المعرفة التاريخية من المنظور إلاسلامي، معرفة بخبر عن الواقع وفي الوقت نفسه علم بالوقائع الاجتماعية وطبائع ا لعمران وأسبابه وعلله..

فالثقافة التاريخية إذن تنمي الحكمة التي يتولد عنها عمق الاختيار وسعته، والتي تلح على الإنسان في التساؤل حتى يصل الأعماق والجذور...

وقد بلغ المؤرخون المسلمون درجة رفيعة في مجال الكتابة التاريخية،ومثلوا عصرهم وثقافتهم خير تمثيل وساهموا في تقديم النموذج المثالي للمؤرخ وأساليبه في أداء رسالته...

ومن نافلة القول أن ما عرضناه حول أطوار تاريخ الكتابة التاريخية ونشأتها إنما قصدنا منه أن نقف عند رسالة المؤرخ لنستخلص منها أن مهمة المؤرخ ترتكز أساسا على استقراء التاريخ وتأويله أو بعبارة أدق قراءته...

 

-3-

فالتاريخ ليس هو الحوادث إنما هو تفسير هذه الحوادث، واهتداء إلى الروابط الظاهرة والخفية، التي تجمع بين شتاتها وتجعل منها وحدة متماسكة الحلقات،متفاعلة الجزيئات ممتدة مع الزمن والبيئة امتداد الكائن الحي في الزمان والمكان . ولكي يفهم الإنسان الحادثة، ويفسرها ويربطها بما قبلها وما تلاها، ينبغي أن يكون لديه الاستعداد لإدراك مقومات الحياة البشرية جميعها : معنوية ومادية (33)

فمهمة المؤرخ تكمن في إدراك الحادثة التاريخية وفهمهما على الوجه الأكمل إلا أن أي نقص في الإدراك أو قصور في القدرة على النظر إلى الحادثة من شتى جوانبها، يعد عيبا في منهج العمل التاريخي وليس مجرد خطأ جزئي في تفسير حادثة أو تصوير حالة. (34)

فلا بد إذن من رؤية تنفذ إلى جوهر الأشياء ولب الوقائع والأحداث التاريخية، بقصد معرفة علاقاتها الصحيحة، والقيم الإجتماعية الكامنة فيها وكذلك الوقوف على العوامل المؤثرة في حركة التاريخ وصيرورته.ولعل اتساع آفاق المعرفة، وتواصل الثقافات أدى إلى طرح تساؤلات منهجية ومعرفية، وفلسفية حول حمولة ومعاني ومضامين الكتابة التاريخية .

ومن ثمة فإن التاريخ ليس مجرد صور، وتسجيل لأحداث بل منهج للاستقراء . والنقد والتقويم، يكشف عن الحقائق الاجتماعية التي تصنع الحدث، وتحدد المصير والرؤية المستقبلية .

 ونظرا إلى أن الثقافة التاريخية هي مصدر معرفتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ... فلابد من الوقوف عند جميع القضايا، والنماذج، سواء تعلق الأمر بالإستبداد السياسي أو الظلم الإجتماعي والصراع الطبقي أو الانحراف السلوكي أو الفكري والثقافي أو التقليد الإجتماعي أو الفساد الإقتصادي .

وضرورة استخلاص العبر من كل ما يمكن أن يترتب عن هذه القضايا جميعها.(35)

يرى " كولنجوود " بأن التاريخ كله من صنع المؤرخ . في حين يرى (سينيوبوس) أن التاريخ هو ثمرة جمع الو تائق ونقدها وترتيبها وتحليلها، واستنباط المعلومات الكامنة فيها واستخلاص أحكام ثابتة على قضايا متميزة.(36)

إلا أن منطق التاريخ يفترض وجود فكر تاريخي وراء أي كتابة تاريخية.

وإذا ما درسنا التاريخيات الإسلامية وحللنا المفاهيم الأصلية عند المؤرخين المسلمين ’ فسوف نصل إلى تصور متكامل للتاريخ كصناعة وكتخصص معرفي.(37)

ومن هذا المنطلق، فإن المؤرخ المتمكن يجمع بين دقة ملاحظة العالم ونزاهته، وبداهة الفنان وألمعيته، وزكانة الفيلسوف وبعد وغوره، ولذلك لم يظهر كبار المؤرخين في مختلف الحضارات إلا في أوقات النضج والاكتمال، وليست القدرة على الكتابة التاريخية من الهبات التي تجود بها الطبيعة في يسر وإسماح وإنما هي ثمرة من ثمرات الثقافة المتمكنة الأصلية.

 كما أن النظر إلى الحقيقة التاريخية يتطلب رؤية صادقة، ومعرفة بقوانين الطبيعة،وطبائع البشر،وسعة في النظر وأناة في إصدار الأحكام.(38)

والتاريخ الطويل هو محل الرؤية والاستقراء، والاستنتاج لمثل هذه القوانين التي تحكم الحركة البشرية عموما .

فلا بد إذن من فهم هذه القوانين التاريخية فالتغيير رهين باستيعابها، واكتشاف عوامل وأدلة التحريك فيها لذلك ركز الاستعمار على دراسة التاريخ والعلوم الإجتماعية ليكون ذلك مدخله الصحيح إلى التحكم وبسط سيطرته فالثقافة التاريخية والاجتماعية هي مفاتيح الشعوب،ودليل التعامل معها (39) والثقافة التاريخية أيضا مصدر للمعرفة التي تستوعب المعلومة،وتوسع الخبرة، وتغنى التجربة، وتعرفنا على أسباب التداول الحضاري .

ومن هذا المنظور فإن التاريخ هو المفتاح الكبيرللمشكلات المعقدة .

والتاريخ هو الرحم الذي خرجت منه العلوم الاجتماعية واستقرئت قوانينها،وفلسفتها ونظرتها الكلية التي تنظم جميع الجزئيات، وكان السبيل إلى إكتشاف الحركة الإجتماعية . لأنه المختبر الحقيقي للمبادىء والقيم والفلسفات .

والتاريخ ليس حركة عشوائية،قائمة على المصادفة،وإنما ينتظمه قانون وتحكم حركته سنن، وهو أعمال وصناعة البشر أصحاب القدرات والإرادات، والمسؤوليات ..

 ولو لم يكن للتاريخ هذا البعد لما استحق أن يكون علما ومصدرا للعبرة والتجربة للإنسان في كل زمان.

ولما جاز أن يترتب عن الفعل التاريخي أية مسؤولية وعبر تغذى عقولنا...

وبكلمة مختصرة لما كان لقصص التاريخ أي معنى في صناعة الحاضر ورؤية المستقبل..(40)

إن تشكل الوعي التاريخي هو الباعث لأية عملية للإصلاح والتغيير،واستشراف لآفاق المستقبل ..

وتأسيسا على ذلك فإن الوعي التاريخي يتطلب معرفة عميقة بطبائع العمران البشري وأسبابه وعلله،مع إدراك صحيح للوقائع أو الظواهر الإجتماعية والثقافية المؤثرة في الأحداث وصياغة ملامحها وتشكل أنماطها الإجتماعية والتاريخية بفعل التأثيرات المتبادلة للنشاطات الإنسانية المختلفة..

فالمعرفة التاريخية من منظور أو مرآة المؤرخ تتمثل في تحليل الحدث ومعرفة قوانين، بهدف وضع تاريخ علمي يرتكز على قواعد النقد السليم وتحديد العوامل الكامنة وراء تطور الوقائع الأساسية المتعلقة بالجغرافيا البشرية والمظاهر الكبرى ذات الصبغة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية (41) فالكتابة التاريخية إذن تنكب على فهم الحدث وتأويله وتطبيقه بغرض تحديد أو استكشاف أبعاد الوظيفية التاريخية لعصر من العصور وما قد يترتب على ذلك من تأثير على الحقب أو الأجيال اللاحقة .    

ومما تجدر ملاحظته في هذا السياق أن العلوم الاجتماعية الحديثة، ميزت بين الوظيفة التاريخية والدور التاريخي ...، فالدور محدود في الزمان ،أما الوظيفة قد تتجدد وتؤثر في العصور اللاحقة .

ومن ثمة فإن الدور يرتبط بشبكة التفاعلات الإجتماعية أي بالواقع الظرفي أو العوامل الذاتية .

أما الوظيفية،فترتبط بغاية بعيدة المدى بالبنيات والمؤسسات الاجتماعية أي بالعوامل الموضوعية وبالتالي تتجاوزالدور التاريخي او الأدوار التاريخية ..(42)

إن أهمية الثقافة التاريخية تتمثل بحق في نشأة الوعي التاريخي الذي يحرر العقول ويطلق الإرادات ويدفع بالقدرات الفاعلة للقيام بترجمة القيم والمبادئ إلى حقائق منزلة على الواقع الإجتماعي ..

 فالغاية إذن من المعرفة التاريخية أو من التاريخ كعلم يهتم بالإنسان بكل مكوناته وتجلياته وتشكلاته، تتلخص في فهم قوانين الإجتماع البشري من أجل تأصيل الحاضر، وبما أن الوسيلة تؤدي إلى الغاية فإن معرفة القوانين الإجتماعية تساهم بالتاكيد في تطوير الواقع وحل مشكلاته، والقضاء على أسباب معوقاته..، وفتح مغالقة التي تمنع أي محاولة لتطويره ..(43).

 فتفسير التاريخ أو قراءته من أجل فهم طواياه انما هو وسيلة تمهد الطريق، وتؤسس لفكر منهجي مستوعب لمجمل القوانين الحاكمة، لبناء الأمم وسقوطها ..، والهدف هو معالجة القضايا والأسئلة التي تدور حول كيفية التحرك والنهوض بالمجتمعات، واستخدام أدوات المعرفة التاريخية في فهم الماضي واستشراف المستقبل.

 

-4-

إن السؤال الذي عمدنا إلى طرحه في مستهل هذا البحث حول المضامين النسقية والأساليب المنهجية لمقاربة قراءة التاريخ إنما نروم من خلاله لفت النظر إلى أهمية الثقافة التاريخية في تكوين العقل المعرفي.(الأبستيمولوجي) الذي من نتائجه الهامة أنه جعل من الفكر والعلم والمعرفة المصدر الأول للتطور والأداة الفعالة في التغيير التاريخي المنشود من جيل إلى آخر.

 لهذا انصب اهتمامنا على المقاربة المنهجية لما يتضمنه النص التاريخي من أحداث وصور ووقائع تحبل بالمعاني والعبر التي تلخص التجربة الإنسانية وتحيل على أسبابها وعللها.وبحق نستشف منها الحقائق والمثل التي تضيء السبل، وتفتح الآفاق وتشحذ الإرادات الخلاقة والمبدعة والمجددة للمجتمعات والمؤسسة للدول.

 وما يجب استخلاصه من الدرس التاريخي هو أن الوعي التاريخي تنشأ عنه الوظيفة التاريخية التي تجعل جيلا معينا يقوم بدور تاريخي ويسهم في حركة التاريخ لعصره، في مختلف المجالات : السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصاية ..

 فالنقرأ التاريخ إذن باعتباره غاية الى تطور الدول ووسيلة لبناء المجتمعات المتحضرة.

وبحق فإن الفيلسوف هيجل فسر التاريخ كله بالصراع الدائم بين فكرتين أي أن الحركة التاريخية هي خلاصة جدل قائم بين الفكرة ونقيضها.

ومن ثمة لم يعد علم التاريخ محصورا في جمع المعلومات عن الماضي وتحقيقها، وسرد الأحداث أو رواية الأخبار، وتسجيلها، وتفسيرها..

فالتاريخ يدرس التطور البشري في جميع مناحيه وأطواره، بحثا عن الغاية من جدلية التاريخ، وحركته الدائبة وصراعه المحتدم، بين عالم الأفكار وعالم الأشخاص وعالم الأشياء.

 

الهـوامـــش:

1.   عبد الله العروي- مفهوم التاريخ – ج II المركز الثقافي العربي ط I 1992 ص 309

2.   علي أدهم – تأريخ التاريخ – كتابك رقم 6-دار المعارف- 1977 ص3

3.   م –س- ص 5

4.   م –س- ص 9

5.   م –س- ص 10

6.   م –س- ص 12

7.   م –س- ص 13

8.   م –س- ص 14-15

9.   م –س- ص 18

10. م –س- ص 20

11. م –س- ص 21

12. د/ محمد الحسيني إسماعيل: بنو إسرائيل من التاريخ القديم .. وحتى الوقت الحاضر –مكتبة وهبة- ط I 2002 ص 19

13. اسبينوزا رسالة في اللاهوت والسياسة ترجمة د/ حسن حنفي دار الطليعة ط 4- 1997 ص 255

14. م-س- ص 266

15. م-س- ص 311

16. علي أدهم – م- س ص 22

17. م – س- ص 24

18. م – س- ص 25

19. م – س- ص 26

20. م – س- ص 27

21. م – س- ص 28

22. م – س- ص 30

23. م – س- ص 31

24. م – س- ص 33

25. م – س- ص 41

26. م – س- ص 44

27. د/ سالم أحمد محل –المنظور الحضاري في تدوين التاريخ عند العرب – كتاب الأمة رقم 60- ص 34

28. علي أدهم – بعض مؤرخي الإسلام- ص 28

29. م – س- ص 29

30. م – س- ص 33-34

31. م – س- ص 35

32. عبد الله العروي – العرب والفكر التاريخي ط 2- ص 79

33. سيد قطب في التاريخ فكرة ومنهاج دار الشروق ط 11 ص 37

34. سيد قطب – م- س ص 39

35. د/ سالم أحمد محل – المنظور الحضاري في تدوين التاريخ عند العرب ص 26

36. عبد الله العروي – مفهوم التاريخ – ج I ص 19

37. - م – س ص 20

38. علي أدهم – بعض مؤرخي الإسلام ص 1-2

39. د/ سالم أحمد محل – المنظور الحضاري في تدوين التاريخ عند العرب ص 22

40. م – س- ص 20

41. د/ نبيل خلدون فريسة – ابن خلدون مرآة الجو كندا ص 68

42. م – س- ص 18

43. د/ حسن حنفي –التراث والتجديد- (المؤسسة الجامعية ط 5-2002) ص 13.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1221 السبت 07/11/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم