قضايا وآراء

المراة والضياع بأزقة البغاء ورخص الجسد.. من المسؤول

 رمت بقلبها متوجعا بين بلاهات الجسد الخراب. ذبحت على قارعة سوق النخاسة المقيت..

 ضحية من تاجر بارواح اهلها. وقتل ولي نعمتها وراعي منزلها.. تداعيات لحروب... وصهيل نفوس نهمة لاستلاب الارض والعرض

 بلا اماني.. بلا حلم.. قضي اليها الدهر ان تكون ريشة بريح من يغوي جسدها. ولايمتهن شرف الروح الخجلى..

 سحقت بعقب جرفتها تحت عجلة اللذة العابرة.. واجمة عطر مفاتنها.. وسحر غضاضتها بين غول (الجاه والمال).. كي تسد رمق من سلب منها لقمتها وضمان مبيتها تحت سقف الامان.

****** ******** ******

 

الحقيقة التقيت احداهن في يوم من الايام وانفردت بها قائلة لها مالذي دفعك الى هذا السلوك الشائن الذي يسيء الى كرامتك وصحتك. واستجان مجتمعك؟

 قالت بعد تنهيدة كبيرة واخذت سيكارة من علبة في حقيبتها ووضعتها بين انامل رشيقة شاحبة. واشعلتها كانها تشعل رماد روحها.

 تزوجت ولي من العمر اثنى (12) سنة.. لم افقه من الحياة اي شيء. اقترنت برجل يناهز السبعين من عمره غليظ الملامح فج الخلق بعد صفقة تمت بينه وبين و الدي. وتم تسليمي اليه بعد رد ديون سابقة برقبة والدي !!.

 

بدات معاناتي معه كل يوم صياح وزعيق وضرب. اشكوه الى اهلي لااحد يسمعني (هذا نصيبك يجب ان ترضي به). كلهم بلسان واحد

بعد مرور سنة شعرت انني اعيش في جحيم سجنه واصبحت عبدة فقط دون اي رحمة تحت شتائمه وضربه.

في ليلة سوداء كالقطران. لن انساها ابدا. ضربني بقوة الوحش وعنفني واتهمني بكل اصنا ف التهم.

وعند الصباح بعد خروجه الى عمله. جمعت اشياء بسيطة من الملابس وبقية نقود لدي. وهربت الى دولة مجاورة والتقيت من اخذتني الى هذه المهنة ال..

والان كما ترينني هذه هي حياتي دون طموح اعيش يومي فقط ؟؟!!..

*** ****  ****

 

حدثتني عن ضحية اخرى.. والدتها واخوتها هم السبب. تسكن في الريف ولم ترى المدينة الا لماما.. بفترات متباعدة لكن ترى التلفزيون والحياة وكيف يعشن الاخريات ويلبسن.

وهي تحت طائلة الاهانات اليومية.. انت بنت لاتخرجي لاتتكلمي لالالا..

وضرب الاخوان وكرهه زوجة الاخ الكبير.. الخ من تداعيات ادت بها الى ترك البيت والريف قاصدة المدينة وهي شاردة لاتعرف اين تذهب فقط هناك من يتربص بمثلها ويغريها بان هناك حياة جميلة وهناك من سيتزوجها ويسعدها ويسكنها تحت سقف هاديء وبيت مستقل..

وكانت الصدمة حين جاءت الصديقة ومعها رجل تعدى الخامسة والخمسين. وهي ابنة السبعة عشر. فتية جميلة ساذجة لاتفهم من الحياة سوى الاوامر والطاعة العمياء. وكالعادة طاعت صديقتها ومن معها الى السقوط نحو الهاوية المظلمة وشعرت ان هناك من يستبيح جسدها ويتاجر به.. اصبحت في دوامة. ان عادت سوف تقتل لامحال

 

تقول (ق.. ع.. ر.. ) بت في حيرة كبيرة هل اعود واعرف ان مصيري القتل والموت. بعد العار الذي سببه لهم هروبي. فقررت البقاء على حالي هذا كل يوم اذبح عدة مرات !!!!. اصبحت مدمنة للسهر وشرب الكحول واعرف ان النهاية ابشع من هذا لكن ماالحل ؟؟دليني.

طبعا المتحدثة (قمر الليالي) اسم الشهرة.

للاسف جدا الحقيقة مرة وقاسية والان الذي يمر اسوا بكثير.

*************************************

 

من المسؤول؟؟؟؟؟.

الاسباب كثيرة والكل يعرف ماتعانيه العراقية من فقدان معيلها وحاميها. تحت ظرف الحروب التي طالت من بلدنا. وسرت به كالنار في الهشيم مدمرة اهله تماما.

هناك العشرات بل المئات من اصبحن دون والي او معيل. وهن بين مدارات الجهل والامية والسذاجة التي لاتسمح لهن اختراق الشارع وكسب لقمة العيش بسهولة.

نحن هنا امام تجار الجسد. بين (الشاري والبايع) اقولها وفمي يمتلا بالمرارة حقا. هناك من يتربص باقتناص الفرصة من احداهن وتكون. صغيرة وجميلة. وبسيطة. هنا يسهل عليهم صيدها.

 

هذا واقع موجود ومؤلم.

الدولة التي تهمل الارامل وما يحيطهن من معضلات وتراكمات من فقدان الزوج ومطاليب الاطفال وهن تحت مطحنة الجوع والفقر.

بعضهن ترى انها وسيلة سهلة لكسب المال.

والبعض الاخر ابت على نفسها الا ان تتحمل وزر طموحها وتصمد واقفة كالسنديانة في وجه الريح العاتية كي لاتسقط سلعة بيد من لا يرحم.

***********************************

 

المسؤولية كبيرة جدا وتقع على اطراف كثيرة في تفاقم هذه الظاهرة المرعبة. منها اولا...

الاهل.. حين يتمكن الاهل من انشاء اسرة صحيحة البنية والاساس لكافة ابنائها بنين وبنات هنا تكون البنت والولد على حد سواء اصحاء واعين لما يفعلوا مهما تكن معهم الظروف..

الاسباب الاقتصادية عامل مهم جدا حيث يكون اكتفاء ذاتي لكل افراد العائلة معها الحصانة التربوية والثقافية.

*************************************

 

الدولة عليها المسؤولية كاملة في ضما ن العوائل التي شردت وهجرت وتعيش الفاقة والعوز الاقتصادي.. كل هذا له تراكماته وانزياحاته على الفرد العراقي..

 

اخر مثالا واقعي لمسته لمس اليد حين كنت في سوريا وهذا سيكون اخر حادثة اذكرها. لان المسالة ليست سهلة بل مخيفة ويجب التفكيربها جديا ومعالجتها من قبل الدولة اولا وبعدها المجتمع اكيد.

 

(كنت بمدينة دمر بسوريا. حين التقيت امراة عراقية لديها ثلاث بنات. هذا طبعا بعد التغير... كانت المراة قد هربت من ملاحقة طائفية بعد تفجير بيتها وتهجيرها. وخوفا على بناتها تقول التجات الى سوريا.. التي باتت الان اكثر الدول للاسف في استقطاب الفتيات العراقيات وانحدارهن في منزلق البغاء والضياع..

تكمل المراة حديثها.. حين ضاقت بي الظروف والازمة تفاقمت معي. ولااستطيع العودة الى وطني لانني لااملك اي شيء هناك لابيت لامعيل.. فما كان مني الان ابيع جسد بناتي. تخيلوا !!!)

سالتها وكلي لوعة ومرارة مما عانت تلك السيدة من ذل وهوان

اتعتقدين ان هذه الطريق هي الاكثر ايجابية لبناتك ومستقبلهن ؟؟

قالت انا اعرف كل شي في دمار لكن مالعمل دلوني وانا اسير معكم..

الحقيقة رايت بام عيني كيف كانت الفتيات العراقيات في مدينة (جرمانة) بالعشرات يقفن في شوارع تلك المدينة كي يعرضن اجسادهن. هذه حقيقة موجودة وكبيرة للاسف.. وعين الكل ترى.

وهناك من اهل النخوة ممن. يذهبون ويتمتعون بهن ويعودون رافعي الهامات !!!!!!.

هي الماساة بعينها مرة وقاسية وجارحة حد السيف..

 

 

فاطمة العراقية من الصميم

   

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1223 الاثنين 09/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم