قضايا وآراء

مسرحة الشعائر الحسينية

.........................

وجود المسرح يعبر عن وجود المجتمع ويؤكد هويته الانسانية والثقافية وخاصة فيما يتعلق بعوالم واقعة تاريخية مثلت الوجود الايماني لللأمة هي واقعة الطف والتضحيات... والتي كانت ومازالت تعد من المؤثرات الوجدانية الكبيرة.... والمسرح كغيره من الاداب والفنون يتأثر بالفضائل والقيم الروحية فلهذا يرى الدكتور محمد حسين حبيب في بحثه (استثمار واقعة الطف في المسرحية العراقية) ظهور نصوص استثمرت الواقعة في بنيتها الدرامية ومتنها الحكائي وسعى جادا ليتابع صيغ كتابة بعض النصوص والكشف عن طبيعة هذا الاستثمار ففي مسرحية (هكذا تكلم الحسين) للشاعر محمد عفيفي كتب الناقد محمد حسين حبيب ليشد الانتباه الى مقدمة المسرحية حيث كانت دراسة الاستاذ العلامة علي الكوراني ويعني انه اراد توجيه النظر الى رؤيا رجل الدين عن المسرح وقد استعرض العلامة المشكلات الاساسية التي تواجه شاعر المسرح المعاصروشرح اسلوبية الانتقاء والتصوير ومشكلة الايقاع في الشعر المسرحي واعطى الحكم الشرعي للتمثيل كونه وسيلة اعلامية جوازه اوحرمته الصدق وعدم منافاته للأحكام الشرعية.. شخص الناقد تدخلات الشاعر دراميا في النص واستناده على استخدام الموسيقى والصور الشعرية ..ولاشك ان أي بحث فعال يفرز الكثير من التساؤلات الفنية والتي تتبلور لصالح الجهد الفني العام لقد حاول النص البحثي الخروج عن التقليدية لمعالجته امور التماس الدقة التاريخية .. هل نحن نحتاج الدقة بصيغتها الفنية أم الأكاديمية التاريخية وهل تسلسل الاحداث والأسماء والمواقف ذات ضرورة مستحكمة امام لغة الأيحاء والمتخيل والمشاكس ولغة التجاوز والتماوج ومضمرات الفطنة... فكان سعي الدكتور محمد حسين حبيب منصبا في آليات عمل كل نص مسرحي وعرض تلك الاليات كمفاهيم معلومة مثلا الحوار الذاتي مع انا الشخصية وفعله التأثيري في العمل المسرحي كما استطاع ان يمنحنا بعض التشخيصات الجوهرية مثل تأثير اللغة الشعرية عند القراءة وامكانية استنباط المعاني وقابليتها على دغدغة المشاعرالانسانية او عن علاقة التفاصيل بالمساحة الزمكانية وتأثير الحدث على افعال الشخصيات حسب موقعها من طرفي الصراع كما نجده توقف ليتأمل انطلاقة لحظة وداع الرسول (ص) عند الشرقاوي كتلميح ذكي الى القاعدة الاساس للثورة الحسينية ولقد رسخ في الاذهان التنويه االذي نقله عن (محمد جواد مغنية) عن محاولة عرض مسرحية الشرقاوي اخراج كرم مطاوع عام 1972م وقد زار وقتها كربلاء وتعرف على رموز منابرها مثل الشيخ هادي الكربلائي واعجب بفن الخطابة الحسينية وعده مسرحا متقدما المهم بعد موافقات الازهر واكمال العمل وعرض عرضا خاصا على المسرحيين والنقاد اوقف الازهر العرض بحجج واهية ولقد رسخ انطباعا سلبيا عبرت عنه جريدة الجمهورية المصرية 18/2/1972م(كل هذا انما يؤكد محاربة الرقيب لاستثمار الواقعة في مجالات اعلامية وفنية وابداعية من قبل بعض السلطات العربية التي لاتريد الاعتراف بجورها وظلمها ازاء شعوبها فلذلك هي تخاف الاقتراب من قضية الحسين (ع).... يبحث الناقد الحبيب عن اسلوبية كل عمل مسرحي مع التركيز على كل ثيمة تفرض حضورها في النص او في خارجه فلذلك يرى ان التزام الشاعر فتحي سعيد في نص (مقتل في كربلاء) جعلت منه نصا شعريا دراميا يقترب كثيرا من السيناريو واما تنوع اللغة عند المرحوم قاسم محمد بين الشعر والنثر في نص مسرحية (مساء التأمل) ويعود لينوع مصادر الاعداد ووصفية النثر والاقتنصاد والايجاز في نص محمد عزيزة (الآم الحسين أو مأساة كربلاء) كما سلط الناقد الضوء على محاولة وليد فاضل بلم الاحداث التاريخية للواقعة ولشخصياتها والفاعلين في زلزلة اركان مواقعها الدرامية أي ان المؤلف حاول ان يتعامل مع الشخصيات الواقعة في هامش الاحداث ...لقد سعى الدكتور محمد حسين حبيب للارتكاز على متابعة فنية لبعض المسرحيات التي استثمرت واقعة الطف مسرحيا ..ليصل بنا الى نتائج مهمة منهااعتماد الاستثمار على االدقة التاريخية ولاحظ قرب صلة البناء الدرامي بين هذه النصوص ليؤكد ان الواقعة بنت دراميتها التصاعدية بنفسها ثم ملاحظةهيمنة اللغة على النصوص الشعرية المشاركة ومحاولات التورية عن عين الرقيب كما لاحظ رجوع الكتاب المسرحيين الى المصادر التناريخية التي وثقت الواقعة بهدف الالمام بشمولية الاحداث

 

 ...................

من بحوث المؤتمر التأسيس الاول لمسرحة الشعائر الحسينية

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1232 الاربعاء 18/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم