قضايا وآراء

الدكتور مصطفى محمود .. الطبيب الفيلسوف والأديب المتصوف (2)

- من الذي علم الكتكوت أن يكسر البيضة عند أضعف أجزائها ويخرج .

- من الذي علم الطيور الهجرة عبر البحار والصحاري إلى حيث تجد الغذاء الأوفر والجو الأحسن، وإلى حيث تتلاقح وتتوالد ...

- و من الذي يسدد خطاها، طوال هذه الرحلة من آلاف الأميال فلا تضل ولا تتوه .

- من الذي علم دودة القز أن تنسلخ من ثوبها مرة بعد أخرى ... ثم تنزوي في ركن لتبني لنفسها شرنقة من حرير تنام فيها ليالي طويلة مثل أهل الكهف ثم تخرج منها فراشة بيضاء جميلة .

- هذا الانتقال المنظم الدقيق من نمط من الخليقة إلى نمط آخر وهذا التطور من دودة إلى حشرة، والذي تتعاون فيه ملايين الخلايا في تلقائية، يحدث بلا معلم، لأن المعلم هو فطرة إرشادية مغروسة في المادة الحية، بطريقة لا يعرفها أحد ...

 إن قصة حياتها مكتوبة بشفرة بروتوبلازمية في مادة الخلايا .

- إن العلم باطن في خلاياه ... كل خلية تعرف دورها معرفة تلقائية وتؤديه (23)

و كما شغله لغز الحياة، شغله أيضا لغز الموت ...

- ما الموت ؟ وهل هو فناء وعدم، وهلاك أبدي ... ؟

لا شك بأن الموضوع دقيق وعلينا أن ننعم فيه النظر ونتدبر جوانبه المختلفة، لعلنا ندرك كنه ومعناه ...

 في كتابه لغز الموت يرى مصطفى محمود بأن الموت نوع من السلب أو النفي أو العدم ...

و أن بالموت تكون الحياة ...) جدلية الوجود والعدم (

قد يكون الموت على المستوى الفردي، شيء يبعث على الدهشة والقلق والذعر ... أما بالنسبة للكون ..فهو ضرورة وفضيلة وخير ...

فالحياة هي السعي المستمر نحو القيمة أو المبدأ والمثال ...

و لو كان الموت خاتمة، لتحطمت القيم جميعا على صخرته، ولما كان هناك وجود لأي معنى) لا للحياة وللموت ! (

- الموت بلاء واختبار باسم الحياة الأبدية ...

و يخلص مصطفى محمود إلى أن الموت في مغزاه الإنساني العام هو اختيار بين أمرين :

- الإيمان بالفناء المطلق الذي تنعدم معه كل القيم، أو الإيمان بالقيمة المطلقة التي تربطنا بالروح الأعلى وتحقق لنا نوعا من الخلود أو الانخراط في سلك الأبدية ...

- و حينما ننظر إلى المسألة من زاوية الوجود الروحي فالموت بالنسبة للروح التي تعيش خارج منطقة الزمن هو لا أكثر من تغيير ثوب، لا أكثر من انتقال ...

- فالموت كفناء وعدم لا تعرفه فهي أبدا كانت في حالة حضور وشخوص ...

- إنها الحضرة المستمرة التي لم ولا يطرأ عليها طارئ الزوال .

- و كل ما سوف يحدث لها بالموت أنها سوف تخلع الثوب الجسدي الترابي ..

و كما يقول الصوفية وتلبس الثوب البرزخي ... (24) .

و من ثم فإن الموت مجرد انتقال وارتقاء في معراج لا ينتهي ...

و قد يدرك العقل بالإلهام والتوفيق ما ليس يدرك بالدرس والبرهان .. لأن العقل فهم وفكر يتقلب في وجود الأشياء وفي بواطن الأمور ..

و لا غرو إذن أن تطلق صفة التعقل على الإنسان العاقل (Homo Sapiens) لأنه أهل لأمانة التكليف في ميزان العقيدة وفي ميزان الفكر وفي ميزان الخليقة الذي توزن به طبائع الكائن بين عامة الكائنات ...

- الموت إذن انتقال من عالم إلى الآخر، ومن وجود في الزمان إلى وجود في الأبد

الوجودان مختلفان في الكنه والجوهر، مختلفان في التصور والإدراك ..

فالأبد وجود لا نتصور فيه حركة ..

و الزمان وجود لا نتصوره بدون حركة ..

و إذا ثبت أحد الوجودين ثبوتا لا شك فيه، فالوجود الأبدي هو الثابت عقلا، وهو وحده الذي يقبل التصور بغير إحالة في الذهن، والخيال .. كما أننا لا نقع في إحالة إذا تصورنا الأبد بغير ابتداء ولا انتهاء، ولا كيف ولا قياس على شيء من الأشياء ...

هكذا يؤمن المسلم بوجود الإله .. ولا يسع العقل أن يبلغ من الإيمان به فوق مبلغ الإسلام ..

و كفى المسلم أن يعلم بأن الزمان لم يوجد أبديا وأن وجود الأبد أكمل من الوجود الموقوت، وهذا هو غاية التنزيه الذي يفرضه الإسلام على معتقديه وهذا – أيضا – هو غاية ما ينتهي إليه تمييز العقول .. الوجود الأبدي كامل مطلق الكمال ..، ولا يكون الكمال المطلق بغير قدرة وإنعام، ولا تكون القدرة والانعام، بغير خلق وإبداع .. (25)

لا شك بأن المعرفة الدينية والصوفية، ببعدها الذوقي والجمالي، ساهمت في صقل العقل المعرفي لدى مصطفى محمود ومكنته من مواجهة سطوة الإيديولوجيات التي طبعت القرن العشرين ...

و لأن التصوف في حقيقته طريقة لصقل المدارك والملكات العقلية والروحية، مما يسمح برؤية منهجية تسبر أغوار المعارف والعلوم، بحثا عن الحقائق والمعانى ..

 وتجعل العقول قادرة على إيجاد توازن مكين من العلم والإيمان . وضمن هذا المنهج الذي صنعه علماء الإسلام وفلاسفته، أراد قادة الفكر النهضوي العربي الإسلامي تجديده، تبلورت وتشكلت الرؤية الفكرية لمصطفى محمود متأثرا بصورة خاصة بكل من الإمام الغزالي والأستاذ عباس محمود العقاد)1889-1964 (...

لقد انتهى مصطفى محمود بعد رحلته الفكرية الشاقة بحثا عن اليقين إلى صفاء ذهني ونضج عقلي وفكري، وإيماني أهله للانخراط في معركة تجديد الفكر الإسلامي، فانصرف إلى هذه الغاية بجهد لا يكل وعزيمة ماضية ورؤية ثاقبة ... فاجتهد كما هو مطلوب من كل صاحب علم وفكر ورأي ...

و كانت اجتهاداته وأطروحاته في كل القضايا التي تناولها وألف فيها كتبا، تتسم بالثراء والعمق والقصد النافع المثمر ...

 ولعل الخيط الرفيع الذي يجمع أعماله الفكرية والأدبية ويمكن أن توزن به في ميزان البحث والدرس، يتمثل في منهجه الصارم الذي يربط بين العلم والإيمان في كل شأن من شؤون الحياة والكون والإنسان ...

جامعا بين فروض العلم ونظريات الفلسفة والدين كتجربة حية ومشاركة روحية، وتطلع وسمو إلى القيم العليا ..

في كتابيه) القرآن محاولة لفهم عصري (و) القرآن كائن حي (يقوم بقراءة لآيات القرآن الكريم، قراءة تجمع بين عمق الفكرة وجمالية ودفئ العبارة ...

يقول في كتابه) القرآن محاولة لفهم عصري (:

- إن القرآن معمار فريد، نسيج وحده . في الطريقة التي تصف بها الألفاظ في صف خاص، يفجر ما بداخلها من نغم، وهو نغم لا ينبع من حواشي الكلمات وأوزانها وقوافيها، وإنما من باطنها بطريقة محيرة ومجهولة تماما .. وبطريقة تؤدي إلى خشوع المستمع وإدراكه الغامض للمصدر الجليل الذي جاءت منه .

فنحن نصبح أسرى للقرآن بمجرد الاستماع إليه ... قبل أن نتعقل كلماته، فإذا بدأنا نتأمل ونتعقل ونحلل ونعكف على الكلمات فسوف تنفتح لنا كنوز من المعاني والمعارف والأفكار، تحتاج إلى مجلدات لشرحها، ولذلك يقول المؤلف بأنه سوف يتوقف وقفات قليلة أمام بعض المشكلات الأزلية وكيف تناولها القرآن ... (26)، ومن ضمن هذه المشكلات التي سوف يتطرق إليها المؤلف مشكلة الحرية وقصة الخلق والجنة والجحيم والحلال والحرام، والعلم والعمل، والغيب والبعث، وإعجاز القرآن ... إلخ .

 ويقول في كتابه) القرآن كائن حي (:

- كما انفرد بذروة البلاغة وقمة في البيان وجمال في الأسلوب لم يطاوله فيه كتاب ... يظل هناك وجه معجز من وجوه القرآن ربما كان أهم من كل هذه الوجوه ... يحتاج إلى وقفة طويلة، وهو ما أسميه بالمعمار أو البنية الهندسية أو التركيب العضوي أو الترابط الحي بين الكلمة والكلمة ...

ما أشبه القرآن في ذلك بالكائن الحي .. الكلمة فيه أشبه بالخلية فالخلايا تتكرر وتتشابه في الكائن الحي ومع ذلك فهي لا تتكرر أبدا، وإنها تتنوع وتختلف، وكذلك الكلمة القرآنية فإننا نراها في السياق القرآني ربما مئات المرات، ثم نكتشف أنها لا تتكرر أبدا برغم ذلك، إذ هي في كل مرة تحمل مشهدا جديدا وما يحدث أنها تخرج بنا من الإجمال إلى التفصيل .. وإنها تتفرع تفرعا عضويا .. تماما مثل البذرة التي تعطي جذرا وساقا ثم أغصانا وأوراقا ثم براعم ثم أزهارا ثم ثمارا، وهي لا تخرج عن كونها نبات البرتقال .. وذلك هو الترابط العضوي أو المعمار الحي .. والقرآن بهذا المعنى يشبه جسما حيا، والكلمة القرآنية تشبه كائنا حيا أو خلية جنينية حية، فهي تتفرع عبر التكرار الظاهر لتعرض مشاهد تكمل بعضها بعضا .. وكمثال نأخذ كلمة " العلم " في القرآن، فالعلم يأتي في البداية مجملا بمعنى النظر في خلق السماوات والأرض ثم نجد هذا النظر يأتي بعد ذلك مفصلا) أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت () الغاشية 17-20(

- وهذه هي علوم الأحياء والفلك والجيولوجيا والجغرافيا . كما نعرفها الآن (27).

و في هذا الكتاب يتطرق إلى مواضيع عدة نذكر منها :) النفس والروح، لماذا خلقنا الله ؟، العلوم الذرية في الإسلام، والإسلام والطب، المكر الإلهي، عن الظاهر والباطن ... الخ (

و يتطرق في كتابه) الماركسية والإسلام (إلى منهج الإسلام في الاقتصاد ويرى أن الإسلام يقرر مبدأ المساواة في الفرص وتحقيق التوازن بين حرية الفرد في الربح وحقوق المجتمع، ومبدأ الملكية الخاصة والملكية العامة، ومبدأ تدخل الدولة في الاقتصاد حتى لا يصبح المال دولة بين الأغنياء وحكرا لطبقة دون غيرها ..

و يقول في كتابه) الشيطان يحكم (: " ساذج من يقول لك أنت تافه فلكل شيء في هذه الدنيا خطره، مهما كان صغيرا أو ضئيلا، ولقد تغير أنت الدنيا . وقد تفتح عينك غدا فتكشف شيئا وقد تكون وانت الجندي اليوم قائد المعركة غدا . فقط لا تقل على أحد إنه تافه احترم كل شيء مهما صغر شأنه الطفل والحشرة وزبال الطريق وجرسون المقهى وبهلوان السرك ومن لا حيلة له أو صولجان في يده، فالله وحده يعلم من في الغد يكون في يده الصولجان، إذا فعلت ذلك فإنك سوف تخطو أول خطوة لتكون رجلا حكيما ") ص 13-14(.

و يقول أيضا في نفس الكتاب) تتبارى أجهزة التلفزيون والإذاعة والسينما وصفحات المجلات والجرائد على شيء واحد خطير هو سرقة الإنسان من نفسه . شد عينيه وأذنيه وأعصابه وأحشائه ليجلس متسمرا

كالمشدودة أمام التلفزيون أو الراديو أو السينما وقد تخدرت أعصابه تماما ..

 تقوم هذه بإغراق المتفرجين في نشوات مفتعلة إلى درجة التعب . ثم تلقى بهم إلى الفراش آخر الليل منهوكي الأحاسيس يتحول الإنسان إلى حيوان أعجم مربوط العقل والإحساس إلى هذه الأجهزة الغريبة التي تفتعل له حياة كلها كذب في كذب .

هذه ظاهرة عالمية بل هي من سمات هذا العصر المادي الميكانيكي الذي تحولت فيه أجهزة الإعلام إلى أدوات للقتل الجماعي ...

- تخنق فيه العقول بحبال من حرير وتخنق الخيالات بالعطور الفواحة وتخاط فيه الشفاه بجدائل من شعر الغواني ...

- على وسائل الإعلام أن تتحول إلى أفيون منبه يفتح العيون والأحاسيس على الحقيقة ويدعو كل قارئ إلى وليمة الرأي، ويدعو كل عقل معطل إلى مائدة الفكر ..

إن حضارة الإنسان وتاريخه ومستقبله رهن كلمة صدق وشعار صدق . فبالحق نعيش وليس بالخبز وحده أبدا (ص 19-22 .

 ويقول في كتابه) عصر القرود (:) تلوث كل شيء .. حتى الفضاء تلوث بما ألقى الإنسان فيه من آلاف الأقمار الصناعية والسفن الفضائية وكواكب التلصص والتجسس وصواريخ الرصد والتصوير .. وأفسدت هذه الأجسام الغريبة الطفيلية التي ألقيناها في فضاء الكون، أفسدت العلاقات المغناطيسية المحكمة بين الكواكب، وأفسدت جو الأرض المغناطيسي فانقلب الطقس وأصبح البرد والحر والجفاف والمطر والطوفانات والأعاصير، تاتي بخلاف معدلاتها المحسوبة وفي غير مواسمها ...

 وتغيرت خريطة الأرصاد الجوية ... وقال البعض .. هي مقدمات عصر جليدي، ثم جاء أخطر أنواع التلوث في هذا العصر وهو التلوث الخلقي، بما استحدث الإنسان من وسائل إعلامية تدخل على الإنسان غرفة نومه وتزاحم العائلة على مائدة العشاء مثل التلفزيون والراديو الترانزستور بحجم الكف، ومن خلال هذه الوسائل الحميمة أصبح في إمكاننا أن نقدم للناس الأكاذيب وأصبح بالإمكان أن ندعو للشهوات عيانا بيانا بما نغنيه على أسماع الناس ليل نهار من كلمات عارية وما نعرضه على أعينهم من مغازلات، فيتربى الصغار على أن هذا هو الأمر الواقع ..

فينتهي الحياء .. وبانتهاء الحياء تبدأ دولة القرود .

ونحن الآن ... قادمون على عصر القرود برغم أن الإنسان مشى على القمر وتحكم في طاقة البخار والبترول والكهرباء والذرة وغزا الفضاء لكنه بقدر ما حكم هذه الأشياء بقدر ما فقد التحكم في نفسه وبقدر ما فقد السيطرة على شهواته .

ولهذا فنحن أمام انسان أقل رحمة وأقل مودة وأقل عطفا وأقل شهامة ومروءة ... وأقل صفاء من إنسان العصر الزراعي المتخلف . لقد تقدمنا عشر خطوات إلى الأمام وسرنا مثلها إلى الخلف") ص 13-14(

في كتابه) من أمريكا إلى الشاطئ الآخر (قال في مقال بعنوان المشكلة والحل : "المنادون بالإسلام كحل .. بأي فهم فهموا الإسلام ..

-المنادون بالإسلام تفرقوا شيعا وطعن كل واحد في إسلام الآخر وكفر بعضهم بعضا وشهروا السلاح الذي استوردوه ليحاربوا بعضهم بعضا ..

-بعضهم غرقوا في الجدل حول الشكليات والمظهريات، وتنازعوا حول اللحية والسواك والنقاب، وتقصير الثوب، وراحوا يمضغون القشور ونسوا الجوهر والروح واللباب، فهل هو كلام جديد أن روح الإسلام ولبه هو العلم والعمل ومكارم الأخلاق ..

- إذن لم الخلاف والمسألة واضحة . أم أن هناك ناسا من مصلحتهم التعمية وتشويه الحقائق وإضاعتنا في مشكلات ثانوية ننسى أنفسنا وننسى موضوعنا، فعجلة الأحداث تجري بسرعة، وعما قريب ندخل في منعطف التاريخ ونحتبس في عنق الزجاجة إن لم نحسب لكل يوم حسابه، نعم لا حل إلا حل واحد.

-هوالعلم والإنتاج ومكارم الأخلاق التي عودنا عليها الإسلام والوحدة خلف رايته واحترام العقل ونبذ التعصب والنظر إلى كل شيء في شمول وكلية وتدبر وتفكر") ص 112 – 113(.

كان قصدنا من تقديم بعض الشذرات والشواهد من مؤلفات الدكتور مصطفى محمود رحمه الله أن نبين كم هي بالفعل ناطقة ودالة على علو كعبه وعمق فكره، وتمييزه بين أقرانه من مفكرين وكتاب معاصرين، بوعيه العميق بقضايا عصره وثقافته ..

كما يتميز عن إضرابه برؤيته الفكرية المؤسسة على السمو الروحي والقيمي والأخلاقي ...

و بدعوته إلى جعل العلم طريقا إلى الإيمان ..

كان مصطفى محمود مفكرا مجددا وفيلسوفا متصوفا وأديبا ملتزما بقضايا عصره وأمته..

كان شديد الإحساس، واضح الرؤية، عميق التدبر

كان يقول بأن القيم الحقيقية لا تنكشف للنفوس إلا بالإستخلاص الأخير لجوهرها، وإخراج مكنوناتها وحين ذاك فقط تثبت الأسعار إلى الأبد . فالأعلون يظلون في عليتهم والأسفلون يظلون في الأسفلين وتصبح مكانة كل شخص دالة عليه .

فذلك هو عالم الحق .. حيث كل نفس قد انكشفت منزلتها الحقة وبلغت رتبتها الحقة. وانتهى ذلك التقليب في الأحوال الذي جعله الله في الدنيا امتحانا للعقول وفتنة للنفوس ..

ثم يضيف في لحظات الصحو .. حينما تتراءى الحقيقة من خلف سراب الوهم، وتلامس الروح السر من وراء لثام الواقع فأرى النفوس على ما هي عليه حقا وليس كما تصفها بورصة الواقع بأسعارها الخادعة ..

نعم هذه شهادة المفكر الفيلسوف على واقع عصره فالنتمعن فيها لكي نعي معانيها ونستفيد من دروسها العميقة وحكمتها النيرة ..

 

.......................

الهوامش :

1) جلال العشري –مصطفى محمود شاهد على عصره- دار المعارف ط 3- ص16

2) أحمد بابانا العلوي –فصول في الفكر والسياسة والإجتماع- دار أبو رقراق2008 ص130

3) د/ عبد الرحمن بدوي الموسوعة الفلسفية –ج1 ص413-495

4) مجموعة رسائل الإمام الغزالي –دار الكتب العلمية- بيروت – ط1-1988- ص26-29

5) د/ عامر النجار –أبو حامد الغزالي- الهيئة المصرية العامة للكتاب -2003- ص97

6) جلال العشري –م-س- ص20

7) مصطفى محمود رحلتي من الشك إلى الإيمان –دار العودة بيروت -1988- ص3

8) المصدر السابق ص4-6

9) م-س- ص8

10) م – س- ص11

11) مصطفى محمود – الخروج من التابوت – ط6 – ص 52-53

12) الخروج من التابوت ص 55

13) الخروج من التابوت ص 57

14) رحلتي من الشك إلى الإيمان –ص12-13

15) م- س ص 13

16) م – س ص 14

17) م – س ص 15

18) م – س ص 18

19) م – س ص 24

20) مصطفى محمود السر الأعظم –كتاب اليوم عدد 456/2002-ص36

21) مصطفى محمود لغز الحياة –دار العودة ط 5 – 1974/ ص3

22) لغز الحياة ص 5

23) ن – م ص 7-8

24) نفس المصدر ص 8-7 .    

25) عباس محمود العقاد –الفلسفة القرآنية / دار الهلال 1966/ ص 92-93

26) مصطفى محمود القرآن محاولة لفهم عصري– ط8 ص 20

27) مصطفى محمود القرآن كائن حي ط 5 ص 4-5

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1236 الثلاثاء 24/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم