قضايا وآراء

الدكتور مصطفى محمود .. الطبيب الفيلسوف والأديب المتصوف

في صبيحة يوم السبت 31 أكتوبر 2009، غيب الموت الطبيب الفيلسوف الدكتور مصطفى محمود (1921-2009)، صاحب أشهر برنامج "تلفزيوني" (العلم والإيمان).

لقد ترجل فارس الكلمة النيل، عن قطار الحياة بعد رحلة فكرية وثقافية، خصبة وشاقة في نفس الوقت.

بدا رحلته الفكرية المضنية، مباشرة بعد تخرجه من كلية الطب سنة 1953. لقد استحوذ على عقله وفكره وكيانه في هذه السن المبكرة سؤال وجودي حاد، يتمحور حول حقيقة الحياة والكون.

سؤال قديم عرفه الإنسان، وشغل باله وفكره في كل العصور التاريخية المتطاولة ولعله ما زال مطروحا على البشر أفرادا وجماعات لأنه ينبعث من أعماق النفس الإنسانية.

 ومن هذا المنظور يمكن القول بأن الإنسان فيلسوف بطبعه، لأن مكوناته النفسية تدعوه إلى التفلسف أي إلى معرفة الله والكون والإنسان...

إلا أن مقاربة السؤال الفلسفي الوجودي، من طرف المفكر أو المثقف، يخرجه من الدائرة الذاتية، بحيث يضفي عليه طابعا اجتماعيا، يعبر عن هموم وتطلعات المجتمع بأسره..

من منطلق أن الفلسفة موقف فكري، إزاء مشكلات الواقع وقضايا العصر..

وإذا كان الفلاسفة هم نتاج ظروفهم الإجتماعية والسياسية والدينية فإن مصطفى محمود، يعتبر نتاجا لعصره وأثرا من آثاره.

وقد تضمنت مؤلفاته على الكثير من الخطرات الفلسفية والمبادىء الأخلاقية، والنظرات الصوفية...

عارض الماركسية والوجودية، والوضعية المنطقية...

اعتبر أن منهج الحدس الصوفي أساس للمعرفة التي توصل إلى أن الوجود متسق، منظم تربطه قوانين .. وان الاختلافات الظاهرية في الأشياء خلفها حقيقة أزلية ....

وبالتالي فإن السمو الروحي هو الذي يوصل إلى اليقين العقلي، وعلى ضوء هذا كله تناول العلاقة بين الروح والجسد، وبين الشك والإيمان وبين المتناهي، واللامتناهي (1)

ولم يتوصل إلى هذا الصفاء الذهني، واليقين العقلي، الإيماني، إلا بعد تجربة فكرية قاسية قادته إلى براثين الشك وأحابيله، في اليقينيات العقدية الكبرى ..

ولابد من التذكير، بخصوص الفلاسفة والمفكرين والشعراء الذين خاضوا في تجربة الشك او الغوص في بحر الرموز والأسرار، بحثا عن جوهر حقائق الوجود الكبرى ..

أن العديد منهم كان يعاني من اوجاع روحية وعقلية مفرطة عطلت ملكته المعرفية وحاسته الإدراكية النقدية، التي بدونها يصعب التمييز بين الطلاوة البراقة، والمعادن النفيسة، القيمة..

أما فيما يتعلق بمعنى الشك فإن مفهوم الشك (Scepticisme) المأخوذ من الكلمة اليونانية (skeptikos) يطلق على من ينظر بإمعان ومن يفحص باهتمام، قبل أن يصدر حكما على شيء أو يتخذ أي قرار..

وتبعا لذلك فإن الشكاك (les Sceptiques) هم فرقة من الفلاسفة يواصلون البحث، والتحري، مقابل الفرق التي تقول بأنها وصلت إلى الحقيقة ..(2)

وكان الفيلسوف الفرنسي ديكارت (1595-1649) قد وضع قواعد للشك المنهجي مستهدفا بذلك إحداث ثورة ابستمولوجية، تقتلع العلم المدرسي القديم المعتمد على المنطق الأرسطي، واستبداله بعلم جديد يعتمد على المنطق الرياضي وخلاصة ما ورد في الشك الديكارتي أنه افترض أن كل الأمور التي يشاهدها باطلة، وكل الأشياء التي تختزنها ذاكرته زائفة..

وأن الجسم والشكل والإمتداد والمكان ليست إلا تخيلات من صنع العقل ..

- فماذا عسى أن يعد حقيقيا؟

- ربما أنه لا شيء في العالم يقيني

- أنا على الأقل ألست شيئا...

ما دمت فكرت فأنا موجود "أنا كائن" (موجود) (Je suis j'existe)

هي إذن قضية صحيحة بالضرورة في كل مرة أنطق بها أو أتصورها في عقلي (3)

ما يريد "ديكارت" أن يخلص إليه أن معرفة الحواس زائفة حافلة بالأحكام المسبقة

وبالتالي لا يمكن أن توصلنا إلى معرفة علمية ...

ويقوده منهجه إلى إثبات وجود الله، انطلاقا من أن التفكير في وجود الله دليل على أنه موجود.

فالله جوهر لا متناهي، سرمدي، ثابت، عالم وقدير..ثم يقول إن الله موجود وأن وجودي يتوقف عليه في كل لحظة فالله وحده الذي يعصمه من الضلال والزيغ..

الإمام أبو حامد الغزالي (450-505هـ) سبق "ديكارت" وتفوق عليه في جعل مسألة الشك المنهجي إطارا لبلورة المدارك والمعارف الحسية، والعقلية والقلبية ..

فالشك عنده مبعثه معرفي، وغايته معرفية، بحيث كان يريد المعرفة الحقيقية، والعلم الصحيح بحقائق الأمور ..

وقد بسط نظريته المعرفية في كتابه (المنقذ من الضلال) .

وقد دخل الغزالي في تجربة الشك المنهجي، بحثا عن اليقين، وانتهى به المطاف بعد أن اضطرب فكره وانخرط في مذهب السفسطة (بحكم الحال لا بحكم المنطق والمقال) فشرح الله صدره وكشف الغطاء عن بصيرته وعقله (ولم يكن ذلك بنظم دليل وترتيب كلام، بل بنور قذفه الله في الصدر وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف فمن ظن أن الكشف موقوف على الأدلة المحررة فقد ضيق رحمة الله تعالى الواسعة).

ويقول أيضا بأن العلم اليقيني هو الذي يكشف فيه المعلوم انكشافا لا يبقى معه ريب، ولا يقارنه إمكان الغلط، والوهم ..

فكل علم لا ثقة به، ولا أمان معه فليس بعلم يقيني (4)

والخلاصة أن الإمام الغزالي أراد أن يحرر الحواس والمدارك الإنسانية، من التقليد وأوائل التلقينات، وسطوة الأساتيذ، وأوهام، الفلاسفة العقلية...

وذلك بالاشتغال بطلب حقيقة العلم، وتمييز الحق من الباطل..

وتوصل إلى أن المعرفة اليقينية تتحقق عندما تصبح الحواس الخمس مثل الأنهار تحمل العلوم إلى القلب (5) (نور على نور) : نور العقل، ونور البصيرة، نور العلم، ونور الإيمان..

 نور يعيد النفس الإنسانية إلى الصحة والاعتدال. ويتيح لها أن تدرك جوهر الحقائق والمعارف اليقينية وذلك عن طريق العلم والإيمان، وهذا هو الطريق الذي سلكه الدكتور مصطفى محمود رحمه الله منذ انطلاق مساره الفكري والثقافي..

في بداية مشواره شرع في رحلة شك منهجي، متأثر بالمناخ الفكري لعصره، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي..

قرأ في جميع الديانات والمعتقدات، والفلسفات، وطاف مدن أوربا واستراليا وامريكا، وجاب الصحاري والغابات الإفريقية، بحثا عن اليقين والأمان ..

كان العلم يؤرقه، والفكر يرهقه، والتصوف يخيفه فلا يدري أي طريق يؤدي به إلى معرفة نفسه، ومعرفة العالم من حوله، ومن ثم إلى معرفة الله ! (6)

أصدر كتابه الأول (الله والإنسان) سنة 1955 ضمنه أسئلته القلقة المتمردة حول الكون والوجود..

ضجت في وجهه المؤسسة الدينية التي اتهمته بالزندقة والهرطقة والكفر، وألبت عليه السلطة السياسية التي قامت باعتقال المؤلف، وصادرت كتابه..

ومن بين الأسئلة الجدلية التي كانت تعكس حالته النفسية : تقولون أن الله خلق الدنيا لأنه لابد لكل مخلوق من خالق ولابد لكل صنعة من صانع، ولابد لكل وجود من موجود .. صدقنا، وآمنا .. فلتقولوا لي إذن من خلق الله .. أم أنه جاء بذاته..

فلماذا لا يصح في تصوركم أيضا أن الدنيا جاءت بذاتها، بلا خالق، وينتهي الإشكال ..(7)

وعندما يرجع إلى تأمل أسئلته القلقة في كتابه (رحلتي من الشك إلى الإيمان) يقول : وتغيب عني في تلك الأيام الحقيقة الأولى، وراء ذلك الجدل. أن زهوي وإعجابي بعقلي الذي بدأ يتفتح، واعجابي بموهبة الكلام ومصارعة الحجج التي انفردت بها .. كان هو الحافز دائما .. وكان هو المشجع وكان هو الدافع، وليس البحث، عن الحقيقة ولا كشف الصواب..، ثم يضيف لقد رفضت عبادة الله لآني استغرقت في عبادة نفسي، وأعجبت بومضة النور التي بدأت تومض في فكري مع انفتاح الوعي، وبداية الصحوة في مهد الطفولة وغابت عني أصول المنطق، وأنا أعالج المنطق، ولم أدرك أني أتناقض مع نفسي إذ أعترف بالخالق ثم أقول ومن خلق الخالق..

إن القول بسبب أول للوجود يقتضي أن يكون هذا السبب واجب الوجود في ذاته وليس معتمدا ولامحتاجا لغيره لكي يوجد، هذه هي أبعاد القضية التي انتهى إليها الفلاسفة الالهيون .. ولم تكن هذه الأبعاد واضحة في ذهني في ذلك الحين..

لقد احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب وآلاف الليالي من الخلوة، والتأمل، والحوار، مع النفس وإعادة النظر ثم إعادة النظر في إعادة النظر..

ثم تقليب الفكر على كل وجه، لا قطع الطريق الشائكة من الله والإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب اليوم من الكلمات على درب اليقين.

لم يكن الأمر سهلا.. ولو أني أصغيت إلى صوت الفطرة، وتركت البداهة تقودني لأعفيت نفسي من عناء الجدل .. ولقادتني الفطرة إلى الله.. ولكني جئت في زمن تعقد فيه كل شيء وضعف صوت الفطرة حتى صار همسا، وارتفع صوت العقل حتى صار لجاجة وغرورا واعتدادا ..(8)

ثم إن العقل يعني العلم والحضارة الغربية الحديثة، القائمة على النظرة العلمية ..

والعلم يبدأ من المحسوس والمنظور والملموس، وهو عملية جمع شواهد، واستخراج قوانين ..

وما لا يقع تحت الحس فهو في النظرة العلمية غير موجود وإن الغيب لا حساب له في الحكم العلمي.(9)

بهذا العقل العلمي المادي بدأ مصطفى محمود رحلته في عالم العقيدة ..

كان العلم يقدم له صورة عن الكون بالغة الإحكام والإنضباط .. الكون مبني وفق هندسة وقوانين دقيقة وكل شيء فيه يتحرك بحساب

كل هذا الوجود المتناهي من أصغر إلكترون إلى أعظم جرم سماوي، كان أشبه بمعزوفة متناسقة الأنغام مضبوطة التوزيع، كل حركة فيها بمقدار..

 ومده العلم بوسيلة تصوربها الله بطريقة مادية ومن ثم وضع لنفسه نظرية ترى أن الله هو الوجود..

مما أوقعه في فكرة وحدة الوجود الهندية..(10) وعاش سنوات في هذا الضباب الهندي والماريجوانا الصوفية، ومارس اليوجا وتلقى تعاليمها على أيدي أساتذة هنود.

وسيطرت عليه فكرة التناسخ مدة طويلة ..

تطرق لها في روايات (العنكبوت) و(الخروج من التابوت) .

يقول في كتاب (الخروج من التابوت):

في كهف "البراهما" جلست عند قدمي الرجل الصالح .. وكانت عيناي تدمعان انفعالا..

قلت له إني أريد أن أتعلم .. أريد أن أفهم ..

أريد منه أن يأخذ بيدي، ويدلني على طريق النجاة ..

قال في نبرات جليلة .. أعلم أن روح الله تملأ الوجود وأن كل ما في العالم من فن وفكر وعلم وجمال، هي إذاعات من هذه الروح الكلية الخالقة ..

وما روحك إلا قبس من هذه الروح الكبرى ..

تذكر أنك تبتعد عن روح الله كلما تقربت إليه بالطقوس الروتينية والكهانات والمراسيم والكلمات الخالية من الشعور .. (11)

ويضيف تذكر أن الدين الحق لا يناقض العلم لأن الدين الحق هو منتهى العلم (12)

ويقول أيضا إن التفكير المادي ناقص، عاجز لا يفسر لنا حياتنا، وهو لا يعطينا إلا عمرا محدودا، شاحبا، نهايته الموت، بلا بعث، بلا عزاء، بلا أمل.

إن الأديان ردت للفرد كرامته وقداسته، واعتبرته حقيقة مطلقة باقية، حينما أعطته روحا تعلو على الموت وتتحدى الفناء. (13)

لقد أنقذه علم التشريح، وكشف له أن مقولة وحدة الوجود الهندية إنما هي عبارة شعرية صوفية ..

وأن الحقيقة المؤكدة التي يثبتها العلم هي أن هناك وحدة في الخامة لا أكثر .. وحدة في النسيج والسنن الأولية والقوانين .. وحدة في المادة الأولية التي بنى منها كل شيء .. كل الحياة من تواليف الكربون مع الإيدروجين والاكسجين .. وكل صنوف الحياة تقوم على الخلية الواحدة ومضاعفاتها ..(14)

والخلاف بين صنف وصنف وبين مخلوق ومخلوق هو خلاف في العلاقات في المعادلة والشفرة التكوينية .. لكن الخاصة واحدة ..(15)

إن كل الوجود أفراد أسرة واحدة من أب واحد، إلا أن هذا لا يستسيغ أبدا أن نقول أن الله هو الوجود وأن الخالق هو المخلوق، فهذا خلط صوفي ..

أن الوحدة الموجودة تعني وحدة خالقها ...

أن وحدة الوجود الهندية، شطحة صوفية خرافية ..

وهي تبسيط وجداني لا يصادق عليه العلم ولا يرتاح إليه العقل (16) أما النظرة العلمية المتأملة لظواهر المخلوقات فتثبت أن هناك وحدة أسلوب ووحدة قوانين، ووحدة خامات تعني أن خالقها واحد لم يشارك معه شريك، ولم يسمح بأسلوب غير أسلوبه.(17).

هو العقل الكلي الشامل المحيط، الذي خلق كل المخلوقات وزود كل مخلوق بأسباب حياته..

ومن البداهة أن يكون الخالق متعال على مخلوقاته..

وبالتعمق في الحقائق العلمية استطاع مصطفى محمود الوصول على الحقائق الإيمانية حول الله والكون والأزل ..

ذلك أن العلم الحق لم يكن أبدا مناقضا للدين، بل إنه دال عليه مؤكد لمعناه..

وإنما نصف العلم هو الذي يوقع العقل في الشبهة والشك .. خاصة إذا كان ذلك العقل مزهوا بنفسه معتدا بعقلانيته

ففي عصر الحضارة المادية الصارخة يتصور العقل انه كل شيء (18)

وهذا ما يؤدي إلى ارتكاس الفكر، والسقوط في متاهات العدمية، التي تنفي القيم العليا ..

 فلا بد إذن للكون من حقيقة ولا بد للكون من قيم تتطلع إليها النفوس لتسمو على الجماد المسخر.

وتستقل عن تيار الضرورات..

والعقيدة كما يرى الأستاذ العقاد هي الثقة بالنفس أو بالكون، وليست، هذه الثقة مستمدة من العقل وإنما هي مستمدة من طبيعة تركيب الإنسان ومن كونه متصلا بهذا الكون الذي هو فيه بصلة الوجود والحياة ومن ثم فإن الشخصية الإنسانية كما يرى مصطفى محمود جوهرية يشهد بها العلم، لا تنحصر في مجرد وظائف فسيولوجية مادية، بل إنها أبعد من ذلك بكثير ..

بحيث نجد أن الإنسان يضحي من أجل أهداف ومثل وغايات شديدة التجريد، كالعدل والخير والحرية..

تلك الإرادة الهائلة تتحكم في الجسد ونزوعاته الغريزية .. وهي بالتالي الشهادة الكاشفة عن ذلك العنصر المتعالي والمفارق الذي تتألف منه الذات الإنسانية ..

هذا التفاضل بين وجود ووجود يعلو عليه ويحكمه هو الإثبات الواقعي، الذي يقودنا إلى الروح كحقيقة عالية متجاوزة للجسد وحاكمة عليه وليست ذيلا وتابعا تموت بموته.(19)

هذا الوجود الروحي، كيف ندركه، ونلامس أسراره .. يقول في كتابه (السر الأعظم) "العلم في هذا الموضوع علم قلبي، وكشفي، وهبي تذكري، لا يحصل بالإكتساب والإجتهاد، والتعلم، وإنما بالجود الإلهي والاجتباء والاصطفاء والإلهام من الله لمن سبقت لهم الحسنى .." (20)

ويتفق في هذا الرأي (ابن عربي والجبلي وأبو العزايم والنفري والشاذلي والدسوقي) وجمهرة الصوفيين والعارفين من أهل الفتوحات ..

ومفتاح الحضور الروحي، التجرد والتصفية والتحلية . من أجل الوصول إلى نور الكشف الذي هو مفتاح أكثر المعارف كما يرى الإمام الغزالي..

إن العلم الذي لا يدرك ماهيات الأشياء ولا يعرف لبها وحقيقتها، وتبقى أحكامه كلها إحصائية تقريبية يحكمها قانون الاحتمالات، وليس قانون الحتمية واليقين، وبالتالي لا يستطيع تفسير لغز الحياة أو لغز الموت .

- يقول في كتابه) لغز الحياة (: " الحقيقة أكثر إدهاشا من السحر والخيال" .

- ليست المعجزات بهلوانيات وخوارق النظام .

- المعجزة الحقيقية لا تكون في خرق النظام .. إنما المعجزة الحقيقية هي في إحلال النظام .

- إن شروق الشمس من الشرق كل يوم، ومن ملايين وملايين السنين ودورانها في فلك واحد من الشرق إلى الغرب في دقة ونظام دليل على الإعجاز .

- إن معجزة الكون في انضباطه بقوانين محكمة دقيقة (21)

- كنت أشعر ... أن في طبيعة الحياة على بساطتها سرا عميقا وكانت الحياة دائما تشغلني ...

- هذه القدرة الخارقة في الحياة على أن تعبئ نفسها وتحارب قوى التمزق وتحافظ على تماسكها ووحدتها في مواجهة ظروف تبعثرها وتشتتها في كل لحظة ... هذه القدرة كانت دائما تدلني على جوهر الحياة بالرغم من تعدد الكائنات الحية وتنوعها . جوهر واحد لا يقبل التقسيم ولا التجزئة، جوهر مبثوث في كل جزء وفي كل بضعة بروتو بلازم، بحيث يصبح كل جزء قادر على أن يصبح كاملا ... (22)

تابع القسم الثاني من الدراسة

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1236 الثلاثاء 24/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم