قضايا وآراء

أعداد منهج مدرسي لمادة التربيــة الفنيــــة ضرورة تربوية تعليمية

hekmat mahdijabarلمناسبة بدء العام الدراسي الجديد 2013- 2014 .. الى وزارة التربية

إن كل متتبع للوضعية الراهنة لمادة التربية الفنية بالمنظومة التعليمية في العراق بمختلف مراحلها الدرسية الثلاث الأبتدائي والمتوسط والأعدادي سيلاحظ لا محالة أنها لم تأخذ بعد مكانتها الحقيقية داخل النسق الفلسفي والتربوي للمؤسسة التعليمية، ولازالت تفتقر للكثير من المقومات  اللازمة لتعليمها وتدريسها ولتقوية حضورها ضمن الأنشطة الدراسية، والتي تسمح لها بتفعيل أدوارها الكاملة للمساهمة في بناء شخصية المتعلم وتحقيق حاجياته الحسية والجمالية والثقافية. فعلى الرغم من اعداد منهج متخصص محدد فقط للمعلم والمدرس (دليل) وهو مايعمل به في بعض المدارس ومن قبل عدد ايضا محدود من المعلمين والمدرسين لأن الدليل أصلا (لايوجد في جميع المدارس) فأن المادة مازالت ليست بمستوى قيمتها التربوية والتعليمية والجمالية والفنية والذوقية صحيح أن هناك (محاولات) مبذولة من لدن وزارة التربية للتأكيد على أهمية مادة التربية الفنية للطلبة وفي هذه المرحلة الخطيرة من اعمارهم..وهو شأن علمي بحث فيه الكثير ليس هو موضوع مقالتنا هنا.. أننا وفي إطار غاياتنا لضرورة  تجديد ومراجعة البرامج والمناهج الدراسية والوسائط التعليمية بما يتماشى مع التطورات المذهلة في المؤسسات التربوية في العالم فيمنا يخص التربية الجمالية وتدريب ابناءنا على الذوق الأنساني من أجل خلق نفسيات مستقرة وشخصيات متوازنة .نقول.أن وجود (الدليل) لوحده لمعلمي ومدرسي التربية الفنية  يبقى في نظر الكثير من المتتبعين والفاعلين التربويين عملا محدودا جدا، وغير خاضع لرؤية استراتيجية متكاملة وواضحة، تقارب ولايتناسب مع الوضعية التي تعيشها العملية  التربوية. لذلك لابد من أن ننطلق من تشخيص دقيق وواقعي  وحقيقي في الجسم التربوي برمته بأعتباره جسم لايمكن ألأهتمام بعضو منه وترك الأعضاء الأخرى تعاني من علة.  بالشكل الذي يعزز مما جنيناه من مكتسبات مابعد التغيير وتنفس هواء الحرية والديمقراطية.واستثمارها نحو آفاق تجعلها على الأقل منفتحة على مستجدات التربية والتعليم الفني والعلمي والأنساني والتشكيلي والأدبي ومواكبة له.

فمن ضمن الإشكالات الهامة التي لا زالت تلقي بظلالها على واقع تدريس مادة التربية الفنية في المراحل الأبتدائية والمتوسطة والأعدادية والتي لم تجعلها تتحرر بعد من الجمود الفكري والفني وحتى العلمي الذي لازال مترسبا في عقول بعض المتخلفين في مؤسساتنا التربوية وما أكثرهم الآن وهم يتخفون خلف عناوين اجتماعية ودينية ما أنزل الله بها من سلطان.تلك الأشكالية هي  حاجة لـ (كتاب مدرسي مرجعي) كمهاج مثلما هي المناهج الأخرى.فلا يخفى علينا جميعا الأهمية التربوية البالغة التي يحتلها الكتاب المدرسي في العملية التعلمية التعليمية، بوصفه إحدى أدوات المنهاج الدراسي، وباعتباره دعامة أساسية للممارسة التربوية والتعليمية.

أننا ومن خلال خدمتنا الطويلة في مجال التربية والتعليم كمتخصصين في التربية الفنية نجد ان من الضروري اذا ما أردنا توازن مفردات تطبيق المنهاج التعليمي بشكل عام دون مشاكل ومعوقات نرى أن لابد من اعداد منهاج متخصص للطالب في التربية الفنية,على الأقل على المستوى النظري الذي يتعلق بتأريخ حضارتنا العريقة العربية والأسلامية.واعتقد ان ذلك سيعزز من قوة الجسم التربوي وأعادة العافية اليه..  فالكتاب هو أحد الوسائط التعليمية الضرورية التي تعين المدرس على التدريس وتساعد المتعلم على التعلم. ولعله أي درس التربية الفنية بهذه الأداة سيكتسب شرعية الوجود والتداول في مجال التربية والتعليم.مثلما هي الدروس الأخرى.

ترى ماذا يكلف طبع كتاب أو كتيب صغير وزارة التربية التي تطبع الملايين من الكتب المدرسية؟ وما الضير من أن يشعر ابناءنا بالجديد في الحياة..الم تريد وزارة التربية ان يكتشف الطالب أشياء جديدة في حياته...أننا نعلم بأن هناك مدارس متميزة في المجالات الأبداعية وفي مجال النشاط المدرسي..ولكنها نشاطات موسمية سرعان ماينتهعي معها كل شيء...فنحن نريد أن يتواصل الطالب مع تلك النشاطات وأن تتحول الى شيء مهم في حياته وليس شيء ثانوي وكمالي.

فرغم كل تلك الأنشطة مازال الجمود مكرس بل وربما يتعزز لتظل التربية الفنية  على حالتها التقليدية و لم يتم تجديدها أو إغناؤها وتنويع مكوناتها. في وقت تجاوزت فيه أغلب الأنظمة التعليمية هذه المرحلة، و أقرت كتابا مدرسيا لهذه المادة، بل هي مستمرة في تطويرها لأنها من أخطر الأدوات التي تصنع حياة الأنسان في جانبه الذوقي والشعوري كمخلوق كله عواطف وانفعالات.. فعندما يكون هناك كتاب مدرسي للطالب في مادة التربية الفنية سوف يكون هناك وسيلة ترغمه في أن يتعلم أشياء كثيرة.ذلك لأن الطالب اليوم ابتعد عن قراءة الكتب الخارجية.وحتى لو كانت وسائل اخرى متوفرة كوسائل الاتصال الحديثة فأنه لم يقرأ لأنه لم يعتبره أمرا الزاميا..فضلا عن أن الكتاب الممنهج في موضوعة الفن والذوق سوف يكون سببا في ضبط الجدول المدرسي وأجبار الكادر على الألتزام بالمواقيت والمواعيد.عدا تحريك وتفعيل الجانب الثقافي والاجتماعي الذي غاب عن الكثير من مدراسنا تحت حجة تحقيق اعلى نسبة نجاح.لأن التربية الفنية حسب اعداءات البعض حتى من المشتغلين في المجال التربوي انما هي مضيعة للوقت وهدر للطاقات وتؤثر على سير التدريسات!!!!!!! نحن لم نطلب من وزارة التربية شيئا كبيرا خطيرا مخيفا مرعبا يؤثر على ميزانية الوزارة والدولة.لم نطلب قاعات متخصصة للعرض ولابناء مسارح ولا مراسم ولا مشاغل ولا ورش ولاتوفير آلات موسيقية ولا فرش ولاأصباغ ولا دفاتر رسم مناسبة..انما نطلب شيئا نعتبره وسيلة لتنظيم العملية التربوية بل وضرورة من ضرورات السيطرة على الزمن والقضاء على الشواغر وأحترام الثقافة والفن والجمال ونوقظ ونصحي العديد من معلمي ومدرسي التربية الفنية الذين ربما لايريدون أن ينتفضوا وقد يعتبروني مثيرا لأشياء لامبرر لها .وما عدا واجبنا التربوي والتعليمي لصناعة الجمال والأنسان فنحن  صناع الأبداع أيها الزملاء .نحن الذين نرسم البسمة على وجه العراقي نحن الذين نحفز ونثور الطاقات ونشحذ الهمم..ولكن المبدع لابد له من ادوات ووسائل...والكتاب المدرسي في منهاج التربية الفنية هو الذي سوف الدرس الى مكانته التي يجب أن تكون..   

 

في المثقف اليوم