قضايا وآراء

التشكيلات الخفية لرقعة الشطرنج العربية وكابوس المجهول

altayb baytalalwi"الربيعيون"هم لعبتنا الأولية، والحكومات الإنتقالية العربية الجديدة أدواتنا الحالية، والربيع العربي هوحصان طروادة للتعجيل"بالنهاية"لتحقيق مشروعناالتوراتي، وستكون شعوب الربيع العربي وقودا لحروبنا القادمة، ودمشق هي كعب أخيل للسيطرة النهائية على الجغرافية العربية لنصل إلى طهران، - معقل الشر - لنجرالروس والصينيين لأول مرة الى مواجهة فاصلة معنا، ستكون نهايتهما الحتمية على أيدينا، لنتمكن من سحق الشعوب الشريرة والحكومات المارقة، لكي ننجزإمبراطوريتنا التي إنتظرها"شعب الله المختار"اكثرمن آلاف السنيين - " من هذاءات عراب الربيع العربي: بيرنارهنري ليفي (وكل مقاربة للغرب –في كل مناحيه الفكرية والسياسية خارج هذا التصور الكوسمولوجي الثابث الغربي للشعوب العربية – فهي مجرد ثرثرات مقاهي -

وصرح "السيرونستون تشرشل في خطابه الرسمي في البرلمان الملكي البريطاني عام 1937 أمام"لجنة التقصي"المختصة بالمحميات البريطانية لما وراء البحار:"

لا أتفق على أن الكلب (أي الفلسطيني) الذي يأكل داخل المِذْوَد (معلف البهائم) –أي فلسطين - يمتلك أحقية حيازته للمذود، ولوتواجد (الكلب) في المعلف لفترات طويلة، ..لن أقبل ذلك الحق إطلاقا. ..، كما لن أقبل، بالمقابل، أن خطئا جسيما قد إرتٌكب في حق هنود أمريكا، أوملوني أستراليا...، .ولن أقبل أن هناك خطئاً ما قد إرتكب في حق كل الشعوب الملونة (الغير البيضاء)، على أساس أن عرقا أقوى (وأنقي)، وحضارة أرقى، حازت السبق الأممي (تاريخيا) في مجال الحكمة، جاءت لتستحوذ على أراضي هذه الشعوب (إنه الحق الطبيعي للرجل الابيض)"...

 انتهى كلام تشرشل .. وقليل من الكرامة أيها العرب وياأيها الفلسطينيون. فإن الذين ضربوا بغداد في حربي الخليج، وإحتلوا ليبيا في الربيع العربي، ويخطون لإحتلال دمشق هم من سلالة كولونياليي القرن التاسع عشر، فما الفرق يا ترى بين نابوليون وهولاند وتشرشل وكامرون وروزفلت وأوباما؟

 فهل تغير الخطاب السياسي بصدد الشعوب العربية، منذ الحملات الإستعمارية الغربية إلى اليوم؟

أنه ذات الخطاب السياسي المرتوش، المؤسس على القاعدة الذهبية (الكوسمولوجية - السياسية) التي بنى عليها الغرب تصوره الأساسي للعرب، وللعوالم"الدونية"خارج التصورالمركزي"للآخرين"عموما، وهي من ثوابت الغرب لمن يريد معرفته من الداخل، وطرحه الذي يبني عليه"يقينياته الكبرى" كإطاره الفكري و خلفياته المعرفية، لمن يسعى إلى الإغتراف من "نظرية المعرفة الغربية" وطرحها على الساحة العربية لحل معضلاتنا الفكرية العربية وكأن "العقل العاقل البشري " يختزل فقط - حصريا - في فكر غرب القرون الغربية الثلاثة (18.19.20) التي هي وبال على الإنسانية كلها، والتي فصلت على مقاس حاجيات اوربا الغربية الخصوصية، ولا تتعداها إلى ما وراء نهر" الراين"؟–فمن يجرؤ على الرد؟

 بانوراما العالم العربي اليوم بين الزولوجية العربية والهسترة الغربية

حيثيات:

أولا: تترنح الشعوب العربية اليوم على جغرافيتها المهددة، بسبب الأحداث المتسارعة اليومية المفاجئة (المرتبطة بتطوارات مهزلة الربيع العربي) في كل من سوريا ومصرولبنان وتونس والبحرين واليمن، المرافقة لبدإ ظهورمؤشرات قلاقل غيرمرئية، تستثارمن تحت الرماد في السعودية وقطروالمغرب، تعكس مدى تخبط الأنظمة العربية المهترئة القديمة، أوالربيعية الحالية، كما تدل على مدى إّنفزاع الغرب وإرباكه وتخبطه، في عدم قدرته على الإمساك بيد واحدة، أشرطة اللعبة المعقدة والمتشابكة في المنطقة العربية - وكلب الصيد المدرب الحاذق، لا يجري وراء كل الأرانب دفعة واحدة ولوإمتلك آلاف الأرجل الأخطبوطية.

فبعد نجاح الأطلسي في ليبيا، سقط الغرب في التسرع و"التبسيط"والإرتجال والإستهبال، المؤدية إلى قصورفي رؤاه "الجيوبوليتيكة"و"الجيوستراتيجية"، بسبب المغالاة الغربية في رفع سقف أهداف أجنداته في خضم صراعه مع نفسه، ومع التوقيت الزمني المتسارع الرامي إلى تنفيذ آخرمرحلة من مراحل مسارالغرب التطوري الحضاري (السوسيو - دارويني) المسمى ب"حكومة العالم الجديدة"بأراضي العرب والمسلمين المقدسة فلسطين، وعاصمتها "أورشاليم" - أي القدس - ، التي سيعلن عن إقامتها مباشرة في فجر اليوم التالي مباشرة بعيد إحتلال دمشق، وبدون سابق أي إنذار - كما تم بالضبط حين نُكس العلم البريطاني في أربعينات القرن الماضي في إحدى محميات البريطانيين (فلسطين) في صبيحة14 مايوعام 1948في أقل من ساعة وإختفى عن الأنظار آخر جندي بريطاني كذلك، وفوجئ العالم بإعلان قيام الكيان الصهيوني - فهل سيعيد التاريخ نفسه؟ - عندما سيتم الإعلان على إنشاء "حكومة العالم الجديدة التوراتية" - التي يتحدث الغرب عنها بجدية منذ عام 2008 - بمباركة "المجتمع الدولي"وصمت الدمى العربية الحاكمة القديمة والربيعية، وحملقة الشعوب العربية "ورضاهم بالأمرالواقع"–كما عهدناهم - حيث أن دمشق–شاء من شاء وأبى من أبى - هي الحصن الحصين الوحيد المتبقي الصامد في مواجهة المشروع الغربي السيادي على العالم العربي– والباقي لغط وتهريج كلامي–

ثانيا:تهديدات الثالوث المقدس التخويفية: (الولايات المتحدة –فرنسا - انجلترا)، بعدم السماح بإستمرارالنظام السوري كما هوعليه، وإحلاله - بعد تدميربلاد الشام - بنظام "هوائي - مريخي"تم إنتخابه في الظلام والناس نيام، خارج سوريا وفي دهاليزالفنادق الفاخرة"قدأصبحت هذه التهديدات - بالتكرار - فجة، سمجة، ولا قيمة لها - عمليا وأخلاقيا وسياسيا - تحرج الرعايا الأوروبيين، وتجعلهم يخجلون من حكوماتهم الرعناء اللاعقلانية واللأخلاقية

 - ومن السفه والتحامرأيضا - وشرالبيلة ما يضحك - أن الغرب وحلفاؤه في العالم العربي، يعتقدون أنهم قد يقفون حائلا أمام تنفيذ أولويات الثالثوت الصاعد (روسيا - ايران– الصين) في تحقيق مشاريعه الإنمائية والإقتصادية، وضمان سيادته، والدفاع عن مصالحه الممتدة على طول وعرض الخريطة (الأورو - آسوية) الجديدة التي أصبحت مركز ثقل العالم الإقتصادي بعد إجتماع "شنغهاي الأول والثاني

 - ومن الغباوة والتضابع: أن هناك من سيتوهم أن هذا الثالوث سيرتعب من الإستفزازات الرعناء الغربية، سواء بإسم"ثورات الشعوب الربيعية التغييرية" - التي نعاين من فضائلها وبركاتها في كل من تونس وليبيا ومصر - أوباسم"التدخلات العسكرية الإنسانية "للناتو"التي حولت العراق وأفغانستان وكوسوفو وليبيا الى جنة عدن، أوسيظل مجرد متفرج على الهسترات (الغربية - الأعرابية) على الجغرافية العربية، التي تشابكت فيها اليوم تعقيدات الموقع، ووطأة التاريخ الثقيل للشعوب العربية، ودهائيات السياسة الغربية، وتموضعات الستراتيجيات الدولية، وجشع الإقتصاد الغربي، ولصوصية الشركات المتعددة الجنسيات العابرة للقارات، وصراع القيم الروحية الشرقية الأصيلة (الإسلامية - الأرثوذوكسية - الكونفوشيوسية)، مع القيم الغربية (الهيلينية – اليهودية - الرومانية - الماسيحانية) القديمة، وقيمه الحضارية الماديةالمعاصرة المصادمة (الدخيلة –الإستأصالية)..، حيث قد يؤدي هذا الخلط والتشابك الى إحتمال إشعال حرب شاملة في المنطقة، إذا ما تمادي الغرب في تطاوله وغطرسته ووقفت لهم هذه القوى المناوئة بالمرصاد... !

ثالثا - المتاجرة بالحديث عن الكيماوي السوري، والسمسرة في الشأن النووي الإيراني، والثرثرة بمهاترات"'حقوق الإنسان"المهتوكة في هذين البلدين المبررة–للعدوان على سوريا - ، تدل على مؤشرات الإنحدارالغربي إلى قرونه الأوسطية، وعلامات فقدانه لكل معاني مترادفات الحكمة والعقل والمنطق واللوغوس (التي يدعي الغرب أنه أول من أوجدها عبر الفلسفة الإغريقية، والدعوة اليها بالمنطق الأرسطوطالي) مادام هذا الغرب نفسه يتناقض مع أبجديات"التفلسف"ويتملص من"الحكمة"ويسخرمن "المنطق الإستدلالي"ويسفه "العقل"حين ينسق في مخططاته "العقلانية"بهدف الإستيلاء اللصوصي على خيرات العالم العربي، وإخصاء أهله، تحت أكذوبات "دمقرطة"المنطقة، بالتنسيق مع أكبرالدول "ديموقراطية" و"تنويرا" في التاريخ والعالم: "السعودية وقطر"، وبتمويل وإستخدام أكبرالمنظمات "الثورية"الأكثرإستنضالا في تاريخ البشر، من أجل تطبيق"حقوق الإنسان"في سوريا وسائربلاد العرب والمسلمين - وخاصة بعدما سيعود هؤلاء"المستنضلون" المتنورون" "الحداثيون "الديموقراطيون" "مظفرون إلى بلدانهم لنشر"المباديء الغربية السامية ومثله العليا" التي تعلموها في "حلقات النصرة والقاعدة والوهابية والسلفية التكفيرية" حيث تخرج شيوخ هذه الحلقات منذ أوائل السبعينات في جامعات المملكة السعودية، ومدارسها الرسمية ومعاهدها الدينية–مذهبيا - ، وتحول خريجوها لا حقا، إلى أساتذة وفقهاء ومحاضرين، ومحدثين ومفسرين ومفتين ودعاة، إنتشروا في كل مناحي العالم أجمع حتى في الجامعات الغربية الكبرى وتم تأسيس منظمتين دوليتين حكوميتين تؤطر لنشر الإسلام 'السلفي - التيمي - الوهابي' :رابطة العالم الإسلامي ومنظمة العالم الإسلامي، ثم تحول أتباع هذه القراءة (التيمية - الوهابية) الخصوصية من الدرجة الثانية والثالثة ممن لم ينالوا الحظوة، في ميدان الشهرة النجومية التلفزيونية في مجالات التفقه والدعوة والخطابة والإفتاء، إلى مجاهدين يدافعون عن بيضة الدين بطرقهم التي شرعنها "مذهبهم" وأفتى فيها مفتوهم الذين هم من غالبية فقهاء الحجازومن تتتلمذ عليهم في سائر الديارالعربية، فتحولوا –بحكم الضرورات: منها الأمراض النفسية - والإمعية، وقلة الورع في الدين والطمع المادي والإجرام المتأصل في دواخلهم - إلى مرتزقة، و مطية طيعة غبية ورخيصة بين أيدي الغرب والأعراب، ضرب بهم الأسياد عصفورين بحجرواحد"اولاهما: "التشكيك في مصداقية الإسلام"الذي أصبح هؤلاء يدعون أنهم الأوحدون الفاهمون لمقاصده والجذيرون بحمل أمانة رسالته، والمكلفون بتبليغه بالتقتيل والهمجية والذبح والبقروالتدميروالتفخيخ، وثانيهما تفكيك وحدة الإسلام والمسلمين من الداخل عبر الفتن الداخلية التفريعية والإقتتال على آراء الرجال، لا على القرآن والرسول، ...، وقد نجح الغرب في ذلك أيما نجاح، مادامت عقول الشعوب العربية البلغمية الكهوفية تقبل هكذاأفكار - وإلا لما أنتشرت أنتشارالنارفي الهشيم من المحيط إلى الخليج، كتصورإسلامي أحادي القراءة، تترجمها ممارسات دينية لا أخلاقية تنسب إلى الرسول الأكرم، فتحول العرب بموجبها، الى كائنات عجماوية، تدنت مستوياتها الفكرية والروحية الأخلاقية، حتى تجردت عن أبعادها الوجودية والإنسية، فأصبحت أكثردونية من سمج أعراق أدغال إفريقيا، وأمشاج مجاهيل الإيكواطوروالسافانا وبيافرا، .فلم تعد هذه الشعوب العربية بسبب تنفسها في مثل هذه المناخات، قادرة على أن تنظرحتى إلى مواطئ أقدامها على أراضي جغرافية بلدانها، فما بالك بالتأثيرفي أوطانها، وفي محيطها الإقليمي أوالرقعة الدولية، أوإستيعاب التركيبات المعقدة للعبة الأمم، أوخوض غمارالمعتركات الحضاريةالضارية الحالية أوالتحديات المستقبلية، سوى ملإالدنيا جعجعة وصراعات فتن داخلية، وستظل تلك أحوالهم–ما لم يغيروا ما بأنفسهم - إلى أن تميد بهم الأرض أوأن تخسف بهم–من جديد - صواعق الضربات الغربية المفاجئة - كماهي العادة في كل مرحلة إنتقالية غربية - ، فتحيق بهم طامة النهاية الكبرى وهم ينظرون !

رابعا: طغا التوتروالإرباك والإرتجال وعدم التنسيق ما بين الأمريكي والفرنسي والبريطاني والخليجي، بسبب الدخول المفاجيء الروسي في الصراع (الخفي) الحقيقي مع الغرب، الذي بدأ يعبث في (الجيو - ستراتيجية )الروسي السابقة، بعد أن فشلت الأمبراطورية في زعزعة الأمن الروسي عن طريق الثورات الناعمة والمخملية والملونة والبرتقالية والقزحية، فبدأت الشكوك والريب تنتاب الغرب من قدراته الحقيقية أولا، ويتساءل عن مدى"فعالية" إعتماده على الحكومات (الكارطونية –البخورية) الهشة الموجودة، أوعلى الدمى الربيعية المنصوبة، التي أتى بها لخدمة أغراضه التي بدأت تتساقط أوراقها بحلول الخريف، بحكم المستجدات المفاجئة والمتسارعة المقبلة التي ستزيد الأمورإرباكا على الجغرافية العربية، بعد الدخول القوي الغيرالمرتقب للدب الروسي الملثوم في كرامته مرتين في القرن الماضي، والعائد بقوة للدفاع عن حديقته الخلفية السابقة، حيث يثيرالروس الرعب الحقيقي في أوصال الغرب– المتسلح بأرثوذوكسيته الدينية وقوميته السلافية الروسية في شكل" بوتين"قيصرروسيا الجديد إلى جانب ملكية الروس لترسانة عسكرية ونوية تفوق ما كانت عليه روسيا قبل تفكيك أنظومتها السوفياتية

خامسا: بعد الغزوالليبي تفتحت شهية الغرب، وتزايدت أطماعه، لبسط سيادته على باقي الدول العربية العصية على التدجين، بغية تعميم ذات السيناريوالليبي على سوريا، وعلى أماكن أخرى، منها العودة من جديد إلى العراق، حيث أن المشروع اليهودي التوراتي هوالجمع ما بين الشام الكبرى ( سوريا - لبنان الأردن فلسطين ) والدلتيين :مصروالعراق - ، وذلك إثرالبث مباشرة في أمرسوريا، بعد أن التحقت مصربموكب العراق من حيث الفوضى الداخلية، وحيث أنيط "بالإخوانيين" - الفاشلين في حكمهم– وكتجمع ماسوني أممي في خدمة التوراة والتلمود - مهمة إستنباث العنف والتقتيل داخل مصر لتفكيكها وإلهاء شعبها المفقر والمجوع يالصراعات الداخلية بهد إبعاد مصر عن لعبة تقسيم المنطقة من جديد عبر "التدخلات االعسكرية الإنسامية في كل بلد لا يخضع للغرب أو للأعراب/ لإلحاق وادي النيل بالفرات، ليكتمل المشهد السوريالي العبثي "التوراتي" في إشعال المنطقة كلها لتكون الجغرافية العربية فرجة العصر، بعد تخريبها بالكامل بواسطة ذويها –بالوكالة - تمهيدا للإعلان عن المشروع الغربي الجديد الهيمن على كل الجغرافيا العربية على المدى القريب

 سادسا: سيناريوالتدخل العسكري للسيطرة على آبارنفط الحجاز، يكاد يكون أخطرالسيناريوهات المسكوت عنها، كمخطط يسمى"خطة "نيكسون/كيسينغر"التي جاءت في تقرير"كيسنغر"لرئيسه نيكسون، لدى أولى زيارته للحجازفي اوائل السبعينات التي وردت في مقدمة التقريربهذه الجملة الوقحة الكسينجيرية :"إن هؤلاء البدوالأجلاف يجلسون بمؤخراتهم على أهم مخزون مهول لثروات العالم المقبلة"وهذا السيناريوهو"فانتازم"كل اللوبيات الأمريكية مجتمعة:لوبي تجارالأسلحة، اللوبي اليهودي، لوبي المال والأبناك، اللوبي الماسيحاني المتهصين، اللوبي الماسوني، اللوبي المثلي، ولكل لوبي منظروه وأغراضه وأهدافه

ومن هذا المنظور، فإن فرضية إدارة ظهرالمجن لحكام الحجازأمرقائم ومفترض في الأيام المقبلة:

 - عند أول مؤشرلقرصنة رصيد مالي لأي أميرسعودي (وتلك من علامات الساعة لكل دول الخليج)،

 - وعند تراجع الولايات المتحدة عن خطتها"الغبية"اللامجدية - منطقيا - للعدوان على سوريا بعد إنتفاء كل الحجج المادية و"المعقولة" بغية إشعال حرب شاملة على الجغرافية العربية - وهذاإحتمال وارد بسبب تقدم الموقف (الروسي - الصيني - الإيراني) الواضح والمرعب لواشنطن التي تبحث عن مخرج يحفظ ماء وجهها–وتلك هي أهم المفاوضات ما بين موسكو، وواشنطن كما حدث بالضبط عام 1962 في حرب الصواريخ بسبب كوبا....،

 - مستشاروالنظام السعودي يعرفون ذلك جيدا لانه ليس سرا يداع، ولن تنفع فيها"فهلوات"بندربن سلطان"ولا قرابته من آل بوش (من المعروف انه يلقب أمريكيا ب" بندربوش") ولا فقه إبن تيمية ولا تخريجات عبد الوهاب أو فتاوى إبن بازأو الألباني ، كما أن هؤلاء المستشارين مطلعون –إن كانوا يقرؤون - على سيناريوالتدخل المفاجئ في أراضي الحجاز–عند الضرورة - يحتفظ به في دواليب البينتغاون منذ إغتيال الملك فيصل في أوائل السبعينات، مع بداية أزمة الطاقة، بعد حرب رمضان/أكتوبر، عندما لوح الراحل فيصل لكيسنغرأثناء زيارته للملك في الرياض، بإستخدام النفط كسلاح ضد الغرب من أجل القدس قائلا جملته الشهيرة التي كلفته حياته "أقسم برب الكعبة أن أصلي في القدس العربية"

–غيرأن حمارالشيخ وقف في العقبة - إذ تبين للغرب وللإعراب الجدد، أن بشارا ليس القدافي، وأن الشعب السوري ليس هوالليبي، وأن صمت الصين وروسيا عن الضربة الليبية كان لغاية تاكتيكية وتأديبية للقدافي (وخاصة من الجانب الروسي - وهذا موضوع تفصيلي)

سابعا: ومن هذا المنطلقات، فيبدو من جهة أولى، أن "الإمبراطورية" التي في حيرة منها، ما بين الوفاء لحلفائها من الدمى الربيعية المنصوبة، والدفاع عن أمن إسرائيل، والحفاظ على عروش مشايخ وسلاطين النفط، قد وقعت في حيص بيص، لا تعرف ما تقدم أوما تؤخر، سوى رمي كل ثقلها في الساحة السورية بغرض تركيع نظام الأسد –لا حبا في الشعب السوري، (الذي ليس في حاجة ألى أبوية الغرب، والى قداسة وصاياه فقد خبر من ويلاتها الكثيرعبر الإنتداب الفرنسي في اوائل القرن الماضي) أول"شرعنة"الديموقراطية في سوريا - فتلك الأكذوبة هي آخر هواجس الغرب - –كما هي الآن ملموسة بالعين المجردة في كل من ليبيا ما بعد القدافي، وفي العراق وفي أفغانستان وفي دول العربان بديار الخلجان، التي هي كانت وستظل مجر محميات (أنجلوساكونية) التي يحمى الغرب "ديموقراطياتها "الأثينية"النموذجية للعالم العربي - ، ومن أجل إشباع سادية إبادة الحد الأقصى من الشعب السوري المناهض للمشروع الغربي (وهي ثقافة (أنجلو - فرانكوفونية) أصيلة في الحضارة الغربية) ليعيد لناررعاة البقرتجربة "ثقافتهم المتفردة" في الإبادات والغرابات والبشاعات - كما إفتخربها أوباما في خطابه بمناسبة 11سيبتمبر2013 –ورد عليه بوتين في مقال وجهه للأمريكيين عبر New York Times يذكر فيه "أمة الأمم" بلهجة ساخرة وكأنه يعلم معوقين في روض الأطفال :" بان القانون دائما هو القانون، وعلينا العمل به شئنا أم أبينا،، مضيفا:" وإن الترخيص بإستعمال القوة –حسب القانون الدولي الحالي - ، غير مسموح به، سوى في حالة الدفاع عن النفس، وما عداه فهو همجية وبربرية لا تسمح به الأعراف الدولية ولا قوانينه وان ه لا يمكن التعايش اليوم بين الشعوب والأمم أذا ما كانت دولة تعتبر نفسها "شعب الله المختار أونها فوق القوانين الدولية، وإذا ما كانت الولايات المتحدة تهاجم الدول دفاعا عن أمنها فهليها أن تلجا الى مجلس الأمن كباقي الدول ......."ا" فثارت ثائرة البيت الأبيض وبعض "فحول" الكونغرس المتصهينين فرد عليه "العبقري" الجمهوري "ماكاين" بدوره في جريدة روسية " بلهجة وعقلية "المعوقي"ن في مقال مطول مثير للسخرية والضحك مفاده "" ياروس... تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نتبع غير إسرائيل، وألا نعبد غيرإله الحرب التوراتي "ياهوا"وأن ندافع عن "الديموقراطية " - معا - في جميع أرجاء العالم، وبالمقابل سنصدر لكم "أسلوب حياتنا "الأمريكية "المثالية" في التاريخ، وهي كوكاكولا والماكدونلزوالجينز وستار أكاديمي"، وأهاب البعض بضرورة أن يتكلف رئيس الدولة "أوباما" بالرد على رئيس دولةمثله غير أن السؤال ... ليقول ماذا للعالم ....؟ ان من حقه أن يصول ويجول في العالم وكأن أرض الله "عزبة أبيه" مع رعاة بقره ليقتل ويدمر ويقرصن أموال الشعوب كما تريد "الصفوة الأمريكية"؟ فرفض أوباما هذه الدعوات من مستشاريه لكي لا يعفروجهه في الطمي"زيادة"أمام انتقادات وإحتقارمئات من عمالقة فكروإعلام وسياسة وإقتصاد امريكيين يقل نظيرهم في العالم مثل Chris Hedges Gerald - webster Tarpley –Ron Paul

ثامنا: المأساة الوجودية لحكومات الولايات المتحدة المتعاقبة منذالحرب الباردة - وبالذات منذ جورج بوش الاب - أنها أصبحت تشكل عارا في جبين الغرب الرأسمالي، بعد أن كانت رمزا لفخره منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعدإنشائها للمنظمات الدولية، وإنعاش أسواقها التجارية وإقتصادها بمساعدة أمريكا أوروبا بمشروع مارشال التمويلي للأبناك والمشاريع الأوروبية والإقتصاد المنهار بسبب الحروب في ما بين الدول الرأسمالية، وحروب الإستعمار وحروب الإستقلالات، فكانت امريكا بذلك الملاذ الأخير لحماية الحضارة الغربية وترميم اركان الأمبرياليات الغربية المتداعية بسبب الإقتتال من أجل تقاسم كعكعة العالم لا من اجل رفاه الانسانية .

وبعد الحرب الباردة، أصبحت الولايات المتحدة عبئا ثقيلا على حلفائها الأوروبيين بسبب ما يلي:

 - النظريات الجديدة الأمريكية الهجومية المصادمة والمحقرة لكل الأمم والحضارات والثقافات والديانات المسماة ب:"أطروحات فهم العالم الجديد لما بعد تفكيك الإتحاد السوفياتي المسماة ب : نهاية التاريخ، صدام الحضارات، الفوضى العالمية الجديدة، النظام العالمي الجديد، النظام الإقتصادي الجديد -

 - الحروب الإسستباقية الوقائية الإفتراضية الوهمية للأعداء المتفرضين الوهميين المختلقين بأبشع الأكاذيب والأراجيف "مثل أكذوبة القرن 11سيبتمبر" المسوغة للحروب الأمريكية القذرة على "السيبير - دول مارقة" - التي لا توجد سوى في العقل المريض الأمريكي - مثل العراق وأفغانستان، من أجل السيطرة على انابيب الطاقة الممتدة من الخليج الى المناطق الستراتيجية الحساسة المتاخمة لروسيا والصين وإيران وباكستان والهند

 - الإستفزازات المستمرة لدول عظمى مثل الصين وروسيا ( مثل تعمد قنبلة سفارة الصين في بلغراد في حرب كوسوفو، ووضع ميكروفونات تجسس في طائرات بوينغ لزعماء الصين، وخلق وتمويل إذاعة "راديو أوروبا الحرة" باللغة الشيشانية " إستفزازا لروسيا (وهي وصية عراب الثورات العربية "بيرنار هنري ليفي"اليهودي التلمودي صديق الشيشان والمجاهدين الأفغان )

 - - إرسال خبراء عسكريين الى جورجيا، ووضع قواعد عسكرية في كل الدول لأسوية الدائرة في الفلك السوفياتي سابقا، والتسريب المتعمد لمعلومات مفادها رغبة قيام الولايات المتحدة في ضرب دول غير نووية إشاعة للرعب بين الدول الصغيرة للدفع بها من أجل التفكيرفي الحروب، لا التفكيرفي التنمية والتعليم والتمدرس والتمريض، والأهداف واضحة وهوالزج بالعالم كله وجره للإصطدامات التي لا فائدة منهاعلى جميع المستويات - سوى إشباعا لنزوات رعونة عشق الفوضى والزولوجية والحروب - وأما الإنعاش الإقتصادي العالميبين الدول والأمم فمجاله الطاولات المستديرة، ووسائله المفاوضات العقلانية والحوارات الندية، والإحترام المتبادل بين الدول - كبر شأنها أوصغر - التي دعت إليه في القرن التاسع عشرأكذوبات "الهيغليات والكانطيات" المتأثرتين بالثورة الفرنسية وفتوحات نابوليون في أوربا– كـأطروحات فلسفية كلاسيكية مثالية أنوارية، المؤسسة للفكر المزيف الانواري الغربي في القرن التاسع عشر، تحت عناوين :المجتمع العالمي الإنساني، الجماعة الدولية، سيادة القانون، السلام العالمي الدائم، عصرالأنوار الجديد، إكتمال الفكر الليبرالي، إنتشارقيم الحرية والعدالة والتضامن والقانون عبر العالم كله، حيث تبين أنها مجرد تراهات كذبتها فظاعات الحرب العالمية الأولى ما بين تلك الدول "الحضارية" والحداثية" والديموقراطية "حتى النخاع، ثم تم تجديد أطروحات "الكانطيات"و"الهيغليات" بعيد مؤتمر فرساي عام1918 عبر ما يسمى في فلسفة السياسة ب " الكانطية الجديدة" Neo - Kantisme و الهيغيليانية الجديدة - hégelianisme Néo التي بدورها كذبتها مجازر الحرب العالمية الثانية بين نفس الدول" الحضارية الأنوارية" وفظاعات نغازاكي وهيروشيما التي فاقت فظاعاتها بربريات الحربين الكبريين السابقتين –فقط من أجل إقتسام خيرات الدول الضعيفة المنهوبة - ...ثم ما ذا بعد؟

لقد تمادى الغرب في خطابه التبشيري الإستعماري الجديد في الربيع العربي الذي يتم تبريره إيديولوجيا - –ونحن في أواخر 2013 - لا في القرون الوسطى الأوربية - تحت غطاء "كونية القيم الإنسانية الغربية"عبرالتدخلات العسكرية الإنسانية" - ضد الدول المارقة والأنظمة "الشمولية' من أجل ان يُكمل الإنسان الأبيض رسالته المنوطة به لإنقاذ العالم وتحضيره عبرإعادة إستعماره بالعدوان والحديد والنار

 

في المثقف اليوم