قضايا وآراء

بمناسبة التقارب الأمريكي الإيراني .. العراق والمستجدّات الأخيرة

akram alhakimإذا كان لابد من بداية لكل موضوع، فنحن نفضّل أن نعود الى ما قبل عقد مضى، حيث أهم وأخطر المتغيرات التي لم تنحصر تأثيراتها ومضاعفاتها في العراق وحده، بل في المنطقة و العالم، وهي التي حدثت عام 2003 وهو حدث سقوط النظام البعثي وسقوط المعادلة السياسية الاجتماعية الظالمة التي زرعها المستعمر الغربي في العراق قبل أكثر من تسعين عاما وبسقوط النظام العريق في فاشيته وعمالته، وانهيار المعادلة الشاذّة وغير الواقعية، بدأ الزلزال الكبير في العراق وفي المنطقة، والذي توقعه بعض الباحثين الأمريكيين منذ 1990 مثل غراهام فولر، و كتب الخبير الإستراتيجي الأمريكي أنطوني غوردسمان الكثير من التقارير عن تداعياته. إذن ذلك هو المتغير الإستراتيجي الأكبر والأخطر في المنطقة والعالم، والكثير من المستجدات الأخيرة تعود جذورها الى ذلك الحدث، كما كانت أكثر المتغيرات في العراق والمنطقة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي هي تداعيات لسقوط شاه إيران ووصول قيادة أسلامية ثورية مستقلة (ولأول مرة في العالم الإسلامي المعاصر) الى السلطة من خلال ثورة شعبية عارمة.

 أما مستجدات المنطقة في العام الحالي، فأبرزها: * تصاعد حرب الدمار الشاملة في سوريا وتزايد الدعم الخليجي والتركي للجماعات المسلّحة، ودخول حزب الله اللبناني في الصراع (بالطبع الكثير من القوى اللبنانية سبقت حزب الله بالتدخّل سواء بإرسال الأموال والرجال والسلاح والأجهزة ذات الاستخدام العسكري، أو بالمواقف السياسية والإعلامية الداعمة للمجموعات المسلّحة والمحرّضة ضد النظام الحاكم في دمشق) .

* والانقلاب العسكري المدعوم من أوساط شعبية ومشيخة الأزهر وقوى قبطية وشخصيات وقوى ليبرالية ومراكز قوى، منافسة للحركة الإسلامية والذي أدّى الى نجاح الثورة المضادة في مصر، وعودة الأجهزة والنخب العسكرية والأمنية لنظام مبارك، والسعي لإقصاء جماعة الأخوان المسلمين والتيار الإسلامي عموما عن أي دور في الساحة المصرية . * وتزايد الاتهامات في المنطقة لمسؤول المخابرات السعودية (بندربن سلطان) بوقوفه وراء الإنفجارات في العراق ولبنان، ووراء تجهيز الجماعات السورية المسلّحة بأسلحة كيمياوية، و تفاقم الصراع بين قطر وتركيا من جهة وبين السعودية بالرغم من تغيير القيادة القطرية. * والتصعيد غير المسبوق للعمليات الإرهابية ضد المواطنين العراقيين عامة وحرب الإبادة للشيعة خاصة لاستكمال عناصر إنفجارالحرب المذهبية بين أبناء الشعب الواحد، ولم تكن التفجيرات ذات الدلالة الخاصة في مدينة الصدر وأربيل آخر تلك الجرائم..! * وتصاعد الخلاف وتجـّذره حول قانون الانتخابات الجديد للبرلمان العراقي القادم، لحرص القوى الماسكة للسلطة على المحافظة على مواقعها بأي ثمن، وبالمقابل سعي القوى السياسية المنافسة لزيادة مقاعدها البرلمانية وبالتالي الدخول بقوة في معادلات تشكيل الحكومة القادمة و هو حق مشروع لكل القوى الوطنية العراقية.

* وفوز التيار الإصلاحي في إيران بفارق كبير في الأصوات مع باقي المرشحين، بما فيهم المرشحين الأقرب للذوق السياسي والثقافي العام للمرشد والحرس الثوري أو ما، يسمّى بالخط المتشدّد في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و بدء خطوات التقارب الأمريكي الإيراني ... وربما يشكّل الحدث الأخير أهم المستجدات وأكثرها تأثيرا في العراق وفي المنطقة، ويبدو أن خطواته متسارعة أكثر مما يظن الكثيرون.

إذا نريد تحليل الأزمة العراقية الراهنة (لنتعرّف فيما بعد على طبيعة تأثي رالمستجدات فيها): فنحن نعتقد بأن العناوين العامة لأهم جذورها هي: ــ الصراع الإقليمي والدولي على العراق واختراق دوائر أمنية وسياسية دولية وإقليمية (و بمستويات وفي مجالات مختلفة) للداخل العراقي. ــ الصراعات والحسّاسيات والمخاوف المذهبية والعنصرية والحزبية العميقة الجذور والراسخة في المجتمع العراقي، وذلك بسبب سياسات النظام البعثي البائد والمعادلة السياسية والاجتماعية الشاذة وغير الواقعية التي حكمت أنظمة الحكم في العراق منذ الاستقلال الوطني وحتى 2003، وأيضا بسبب ازدياد التحريض على الصراع المذهبي من قبل دوائر إقليمية . ــ المحاولات المستميتة للبعثيين والجماعات الإرهابية والتكفيرية للهيمنة على القرار السنّي العراقي، والسعي لاستئصال كل صوت سنّي عراقي وطني مستقل. ــ تشتّت القرار السياسي الشيعي العراقي بسبب الصراعات والتنافسات الفئوية، هذا من جهة ومن جهة، أخرى أتّساع الفجوة بين بعض الأحزاب وبين المرجعية العليا في النجف الأشرف، بالرغم من أمتلاك المرجعية قاعدة شعبية مليونية راسخة في ولائها لدوافع عقائدية. ــ تزايد حالة الانقسام داخل القوى السياسية في كردستان العراق، وتزايد العقبات أمام بقاء نفوذ الأحزاب والشخصيات الكردية التقليدية كما كان عليه في العقود السابقة وبروز قوى جديدة . ــ عدم أهلية أجهزة الدولة للنهوض بأهداف ومهام وسياسات وبرامج النظام السياسي الجديد، بسبب الفساد المالي والإداري وإفتقاد العديد من رجال الدولة الى الكثير من الخبرات والمهارات وانعدام الإستراتيجيات اللازمة لإدارة الدولة وتقديم الخدمات وتحقيق الأمن وبناء سياسة خارجية مستقلة، وبالتالي فقدان الدولة والحكومة لهيبتها ولقدرتها على النهوض بمهامها وعدم قدرتها على إنجاز حتى البرنامج الحكومي التي وضعته هي لنفسها. ــ عدم بناء الكتلة الصلبة اللازمة لاستقرار النظام السياسي الجديد وعدم حسم طبيعة هويتها السياسية والثقافية والاجتماعية ومنظومة مصالحها الحيوية والتحالفات التي تقوم عليها.

 النقاط السابقة الذكر ترينا وبوضوح أن المشكلة في العراق ليست في المستجدات، بل في انعدام عناصر الأهلية للعب دور فاعل إيجابي فيها أو على الأقل في ضمان الانفعال الإيجابي البنّاء تجاهها، فكل ما في العراق من ظواهر يشير الى أن العراق سيكون ساحة الانفعالات السلبية بالمستجدات بالرغم من التصريحات المتفائلة لبعض المسؤولين هذه الأيام. خطورة الدوائر الأمنية والسياسية المعادية تكمن في استمرار، قدرتها على توظيف التناقضات الموجودة بين مكوّنات المجتمع العراقي وأيضا الموجودة بين القوى الوطنية العراقية لخدمة خططها وسياساتها ومصالحها غير المشروعة، وفي المقابل أاستمرار بل وتزايد عجز القيادات الوطنية العراقية وخاصة التي، تمسك بمفاصل السلطة التنفيذية في بغداد، في معالجة نقاط الخلل الأساسية في الدولة العراقية وفي النظام السياسي الجديد والاقتراب من مستوى الأداء الفاشل و العجز الاستراتيجي عن التعامل مع المشكلات الداخلية والخارجية، وأوضح المصاديق على ذلك هو سقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى يوميا في أغلب، مدن العراق والعاصمة.

 

في تقديرنا أن العراق والنظام السياسي الجديد (وبسبب تلك النقاط) ضيّع (وبالرغم من امتلاكه الثروة والهوية العقائدية والثقافية الوسطية)، فرصة لعب دور محوري وإيجابي في البلدان التي اندلعت فيها ثورات ما تم تسميته بالربيع العربي، والتي وللأسف الشديد بدأت قوى الثورة المضادة وبدعم دوائر خليجية رجعية وتابعة للدوائرالأجنبية، بالأنتصار ثانية وكبح تطلّعات القوى الشعبية المظلومة ...

وحتى في الملف السوري وجدنا وبين ليلة و، ضحاها انقلاب موقف الحاكمين في بغداد من موقف قطع العلاقات (قبل أربع سنوات) في غمرة انفعال بسبب عملية تفجير مبنى الخارجية العراقية والسعي لتقديم شكوى الى مجلس الأمن والطلب من الإدارة الأمريكية بمواجهة النظام السوري ...الى موقف الدعم للنظام بعد اندلاع الأحداث، وتبادل الملفات السرية معه والتصرّف وكأن معركة النظام السوري هي معركة النظام في العراق .. ومن الممكن أن يضيّع النظام العراقي فرص التقارب الإيراني الأمريكي لأن أغلب مسؤوليه يعيشون حالة الانفعال أي حالة ردود الفعل تجاه الأفعال الإيرانية أو الأفعال الأمريكية، ولأنهم لا يمتلكون رؤية إستراتيجية لدور العراق في المنطقة، ولا أوراق قوة خاصة بهم يضعونها على المائدة عندما يضع الطرف الأمريكي أو الإيراني أوراقه على مائدة المفاوضات التي قد تتجاوز الملف النووي والأزمة السورية الى ملف ترتيب كل أوضاع المنطقة.

 

تتوقع الولايات المتحدة الأمريكية من القيادة الإيرانية تقديم ضمانات مقنعة بعدم تحوّل البرنامج النووي السلمي الى برنامج عسكري، وتتوقع منها عدم الأضرار بالسياسات والمصالح الأمريكية الإستراتيجية في العراق والمنطقة (والمصالح بحسب ما حدّدته احد التقارير الهامة: أولا ـ وحدة العراق وتطوّره الاقتصادي والديمقراطي .

ثانياـ أمن الطاقة والوصول الى موارد الطاقة في العراق والخليج. ثالثاـ احتواء الحركة الجهادية العنفية. رابعاـ السلام بين العراق وجيرانه بما في ذلك إيران وتركيا . خامساـ مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ). وتتوقع منها التفاهم حول (أو احترام قواعد) السياسة الدولية فيما يخص القضية الفلسطينية والكيان الإسرائيلي. (بحسب ما نعتقد سبب الحرب والتدمير في سوريا هو أمن الكيان الإسرائيلي، بعد امتلاك حزب الله /مدعوما من إيران من خلال القناة السورية/ لقدرات حقيقية، تهدّد ذلك الأمن). بينما تتوقع القيادة الإيرانية من الإدارة الأمريكية : ألغاء العقوبات التي أثرت كثيرا على الأقتصاد الأيراني وعلى الشعب الأيراني وأحترام النظام السياسي القائم في أيران والتوقف عن محاولات زعزعته وعن دعم القوى المضادة له، وأعادة أمواله المجمّدة، وعدم أستغلال نفوذها في العراق للأضرار بالجمهورية الإسلامية وبمصالحها المشروعة في المنطقة، والأعتراف بالدور الأقليمي لإيران بوصفها قوة إقليمية، كبرى، والكف عن الدعم وإعطاء مصالح إسرائيل الأولوية في المنطقة. بالطبع من يعرف طبيعة القوى والمؤسّسات التي تصنع القرار في واشنطن وطهران، ويعرف حجم وطبيعة المشكلات والتعقيدات التي شابت العلاقات الأمريكية الإيرانية خلال السنوات (1979 ـ 2013)وكذلك يعرف مقدار نفوذ القوى والأنظمة المتضرّرة من التقارب (مثل اللوبي الصهيوني والمال الخليجي)، سوف لا يتوقع أن تكون مسيرة التقارب الأمريكي الأيراني سهلة ومتسارعة، وأن كانت الملفّات المتحرّكة والمقتربة بسرعة من حافة الإنفجار في المنطقة حافزا قويا لتجاوز كل تلك العقبات. إذا كانت تلك هي توقعات الطرفين الأمريكي والإيراني، فما الذي يجب أن تكون عليه توقعات القيادة الوطنية العراقية التي، يفترض أنها تعمل من أجل عراق مستقل وذو سيادة وحر ومزدهر وآمن، خاصة وأن العراق سيكون (كما كان في السنوات السابقة) بالتأكيد أحد ساحات الاتفاق أو الاختلاف ... الصدام أو التفاهم ..؟

 الدور الهام الذي نهضت به الولايات المتحدة الأمريكية في إسقاط النظام البعثي البائد وما تبعه من تواجد عشرات الآلاف من قواتها العسكرية وعناصر أجهزتها الأمنية،، والنفوذ السياسي والاقتصادي، وما أدّت اليه من عقد اتفاقية الأطار الأستراتيجي بينها وبين الحكومة العراقية كل ذلك شكّل ومايزال المحدّدات التي تؤثر في واقع ومستقبل علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية . أما مع الجانب الأيراني، فيرتبط الشعبان الجاران المسلمان العراقي والأيراني بروابط قديمة ووثيقة وعديدة، منها :الدين والتاريخ والجغرافية (1458 كم طول الحدود المشتركة) والأنهار والمنظومات البيئية المشتركة، ويعاني الشعبان والدولتان من تحديات أمنية واقتصادية وسياسية وثقافية وحتى بيئية (المياه والعواصف الترابية والتصحّـر) مشتركة، بالطبع هناك روابط، مضافة بين بعض شرائح المجتمع العراقي وبعض شرائح المجتمع الإيراني..مثلا، كرد العراق (سواء في كردستان العراق أو الكرد الفيلية) لهم روابط عشائرية واجتماعية وثقافية مشتركة وقديمة مع، كرد كردستان إيران و، كرد عيلام وباختران (كرمنشاه)، كما أن الكثير من العشائر العربية في محافظة العمارة ومحافظات جنوبية عراقية، أخرى لها امتدادات عشائرية في بعض مدن إيران مثل الأهواز والخفاجية وعبادان وخرمّشهر ... وهكذ اترتبط بعض الطوائف المسيحية العراقية بنظرائها في إيران (أورمية وغيرها)، وطيلة قرون منصرمة كان الملايين من العراقيين والإيرانيين يقومون بزيارة العتبات المقدسة لأئمة أهل البيت (ع) الموجودة في البلدين ...وما يؤدي ذلك من نشوء وتطور علاقات دينية اجتماعية واقتصادية وثقافية راسخة ...

عراقا، حرا و، مستقلا وذو سيادة وبعيدا عن التدخّلات الأقليمية والدولية ومحكوما بالآليات الديمقراطية، سيكون جارا وصديقا وحليفا صادقا، ليس فقط للشعب والنظام الإيراني، بل لكل الشعوب والدول المجاورة التي تحترم ضوابط الجيرة وقواعد العلاقات الدولية .

أن تحسّن العلاقات الإيرانية الأمريكية وتطوّرها إيجابيا، سينعكس بالتأكيد على العديد من دول المنطقة وفي مقدمتها العراق، لأن الكثير ممّا يجري في العراق هو تعبير عن مخاوف متبادلة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية، بحيث تحوّل العراق الى ساحة الخطوط الدفاعية الأولى لكلا البلدين في مواجهة كل منهما للآخر..فضلا عن مخاوف دولية وإسرائيلية من تحوّل العراق الى ممرّ حيوي للدعم الغيراني لسوريا والمقاومة الإسلامية المناهضة للكيان الإسرائيلي وهو ما حاول البعض تسويقه من خلال مقولة التحذير من الهلال الشيعي ..!!، خاصة وأن غالبية القوى الوطنية العراقية لها موقف تاريخي معروف من القضية الفلسطينية . لقد لعبت دوائر سياسية وأمنية خليجية كثيرا على وتر تلك المخاوف في تعاملها مع الدوائر الدولية وخاصة الأمريكية وفي تحريضها ضد العراق والعراقيين وضد الشيعة، بينما هي في الواقع خائفة من النتائج الاقتصادية والسياسية والثقافية لاستقرار العراق وانبثاق عراق ديمقراطي، حر مستقل ومزدهر تربطه علاقات معتدلة ومتوازنة مع الجيران وخاصة تركيا وإيران ومصر، ومع الغرب وروسيا والصين وباقي الدول الصناعية الكبرى، أن علاقات أمريكية إيرانية إيجابية و متطوّرة وبحضور عراقي مناسب، سيقطع الطريق على كل أعداء العراق في استغلال تلك المخاوف واللعب على وتر تهويل خطر الحضور أوالنفوذ الإيراني في العراق ووتر كذبة تبعية القرار السياسي الشيعي العراقي للقيادة الإيرانية ... لقد بلغت أكاذيب البعض في هذا المجال حدا لا، يمكن تصوّره (قامت بعض الدوائر الأقليمية المعادية وبالتعاون مع بقايا النظام البعثي البائد في عام 2005 وعند فوز قائمة الائتلاف العراقي الذي حظي بدعم المرجعية الدينية في النجف الأشرف، بتسريب معلومات، ملفّقة عن دخول ثلاثة ملايين أيراني عبر الحدود شاركوا في التصويت لصالح الائتلاف ثم عادوا الى بلادهم ...!) حقا وكما قالوا:"إن لم تستح فأفعل ما شئت .."

على البعض من أخوتنا في الوطن الحذر من العصبيات الطائفية المقيتة والجهل بحقيقة الواقع الإيراني، والحذر من القوى والشخصيات المأزومة والمرتبطة بدوائر إقليمية لا تريد الخير للعراق والعرب والتي تستغل بعض الأخطاء في السياسات الإيرانية وبعض الأزمات التي مرّت بها العلاقات العراقية الإيرانية خلال العقود الأخيرة ...، تسعى لاستغلالها باتجاه قطيعة رسمية وشعبية بين الشعبين والبلدين الجارين ..! حتى وصل الأمر الى استهداف قوافل الزوار الأبرياء بالعبوات الناسفة والأنتحاريين ...!، ويتكامل ذلك المسعى مع مخطط دولي وإقليمي لدفع العرب المسلمين لاستبدال أعدائهم الحقيقيين بأعداء وهميين.

وعلى القوى الوطنية العراقية العمل وبسرعة على معالجة جذور الأزمة القائمة في البلاد والتي أشرنا اليها، وأستكمال عناصر بناء المؤسّسات الديمقراطية وتمكينها من أداء مهامها الدستورية بدلا من تمييع دورها من خلال صفقات ما خلف الكواليس، فضلاعن المحافظة على سلامة قوانين الانتخابات، وعلى نزاهتها وعدم السماح بالتلاعب بنتائجها ..، والتوظيف الأمثل للثروات العراقية المتزايدة في مجال اعمار العراق وازدهاره و بناء شعب، حر ومتعلم وآمن وعزيز و غني وسعيد، وبالتالي تحقيق الحضور الإيجابي البنّاء للعراق في المنطقة و العالم، وعندها ستكون الحكومة العراقية والدولة العراقية مالكة لأوراق قوة حقيقية تؤهّلها للمشاركة الفاعلة في أية تفاهمات إقليمية دولية وفي مقدمتها التفاهم الأمريكي الأيراني .

 

في المثقف اليوم