قضايا وآراء

الباطولوجية الأمريكية .. الأزمات الخانقة وعقدة الإستثنائية والحلقة المفقودة

altayb baytalalwiإن الفيلم الأمريكي الشهيرللمخرج "سيرجيوليون": "الطيب والسيء والقبيح" يجسد في حدود مجازية طبيعتنا نحن الأمريكيين - فالثلاثة هم نحن (الأمريكيون) ككائنات إنسانية معيبة (ناقصة): متفردون إلى حد "الأنانة" egocentrisme في فرديتهم، يسيطرعليهم – في آن واحد - هاجس"الطهرانية"والتفسخ وتحقيق العدالة، وحيازة المال، ...ومواطنون في بلد هوالأقوى في العالم يجعلهم متغطرسين وأجلافا وأغبياء في نفس الوقت، ومن ثم، الأكثر فسادا على وجه الأرض..." ..إنها الحضارة الأمريكية المنهارة !:

أستاذ العلوم السياسية البروفسور"والتر.أ.مكدوغال"من كتابه: أرض الميعاد والدولة الصليبية: أمريكا في مواجهة العالم منذ 1776

 

خطورة المناهج (السوسيو - سياسية): "الإختزالية" و"التخفيضية" في علاج الأزمات الإقليمية والدولية:

الولايات المتحدة وعقدة الإستثنائية:

أولا: لا يمكن إختزال المعضلة الأمريكية الحالية إلى مجرد أزمة مالية وإقتصادية عابرة، فقد مرت الولايات المتحدة بأزمات مشاهبة، وخرجت منهاسليمة مثل أزمة 1913 و1917 و1927و1995، فكان، بالتالي، للأزمات الأمريكية إسثنائياتها، كما أن للولايات المتحدة كأمة وحضارة وثقافة وشعب إستثنائيتها

ومن هذاالمنظار، فيمكن إجمال إستثنائية مصادرالأزمات الأمريكية على النحوالتالي:

 أولا:

 - لابد من فصل الخطاب السياسي المؤدلج الأمريكي المتكررلمقولة "الإستثناء الأمريكي"عن (الدراسات الأنثروبو - ساسية) الموضوعية للحضارة الأمريكية منذ قيامها إلى اليوم

 - ان تكرارية نبرة"العاطفانية المسيسة "أواديولوجية المحبة"في الخطاب السياسي الأوبامي السياسية ليست ظاهرة جديدة في مجال ما يسمى في فن تحويرالتقنيات اللغوية في مجال"تنصيص الخطاب السياسي"الذي هو من إختصاص المنظرين في مجالات"حقل الأوضاع الايديووجية"بمنظور"الانثروبولوجيا السياسية"

 - تميزالخطاب السياسي الأمريكي دون سائر الخطابات السياسية الغربية المعاصرة –حتى الفاشية منها - ب"هوليودية "العرض Politic - show" وفراغ المضمون والميل الى التسطيح الفج وتحقير العقول التي ميزت الخطاب السياسي الأوبامي – كما أفردت له سابقا مبحثا خاصا - بذات النبرة "العاطفانية التهريجية" منذ خطابه الرئاسي"بالكابيتول"–واشنطن - عام 2008إلى خطابه في 11سيبتمبر 2013بمناسبة (خدعة القرن 11سيبتمبر) بعد عودته من إجتماع قمة العشرين ب"بيترسبورغ -، حيث يردد "أوباما" نغمات خصوصية أمريكا، كقرين للتميزالتاريخي، والعلوالحضاري، والإقتصادي والثقافي، والتفرد الهيمني الكوني، وخصوصية العناية الربانية للأمريكيين"كشعب الله المختار"بحيث ما على باقي الحضارات وشعوبها سوى السجود والخنوع والإنبطاح للأمريكي،

 - تقزم الدارسات والأبحاث (الأنثروبو - تاريخية) بكل إتجاهاتها ومدارسها (الدينية، الثقافية، والإثنية) الى حجمها الطبيعي منذ أول محلل أنثروبولوجي أكاديمي مدقق: طوكفيل"Tocqueville عام 1840، الذي كتب زمنها في كتابه " عن الديموقراطية في أمريكا" De la démocratie en Amerique ما "يلي": لا أعرف شعبا في التاريخ يحتل حب المال في قلوب أعضائه حيزا أكبر....، فهذا الشعب عبارة عن تجمع لمغامرين ومضاربين ..." مرورابالعلامة"فريزر"في اوائل العشرينات وعبورا بالمدرسة الثورية الأنثربولوجية والإبيستيمولوجية في الستينات التي أقام أعمدتها كل من"ميشيل فوكو"عند إقامته في الولايات المتحدة، مع اليهودي اليساري الأمريكي"ناعوم تشومسكي"والفلسطيني اليساري المسيحي"إدوارد سعيد"ثم أخيرابعد ظهورعمالقة أمريكيين بدءا من اواخر السبعينات يحللون ويفككون الولايات المتحدة بمكبرات المنهجية العلمية الموضوعية التي لاترحم لترد الولايات المتحدة إلى (ما تساوي، لا إلى ما تسامي) من أمثال: wepster tampler ;Gerald clente ;David Ick ;Peter shiff ;Paul Craig ,Reggie Meddletonوآخرون

ثانيا: لابد من التحديد أن مصادرالأزمات الأمريكية واحد، وإن تعددت تجلياتها ومراحلها من مرحلة إلى أخرى:

والأصل في الأزمات الأمريكية عموما، يعود بالتحديد إلى عاملين رئيسين وهما:

 

 أولا: ما هو المشروع الأمريكي للبشرية ؟

إن المشروع الأمريكي الحضاري الحالي، هو ذلك المسار النهائي لتدهور"أوروبا العجوز" –لما بعد المرحلة الكولونيالية - في أبشع صورها، تلك "ا"الأوروبا"التي فقدت أوهام "خلود أرشاليم" و"أسطورية أبدية أثينا" و"خرافة سيادة روما"، حيث أن المشروع الغربي للبشرية في حدذاته–الذي إستمتدت منه الولايات المتحدة مصادرها الروحية والحضارية– (كثقافة: يهودية - هيلينية) وإستلهمت منها أسس نظرياتها السياسية (ثقافة السيادة الرومانية) يحمل فيروس إنهياره، لعدم ملائمته - كتصوركوني معرفي - للحاجيات الفطرية لكل الشعوب والحضارات، حين تم تعميم"مسخ"و"تشييء"هذا الكائن"المجهول"المسمى ب"الإنسان" - على حد تعبير"أليكسيس كارلايل" - فألصق الغرب هذا"المفهوم الإفتراضي الغربي" - بالإكراه وليس بالحوار - على كل الثقافات الإنسانية عبرما يسميه الأنثروبولوجي"هويزنغا"ب"الإمبريالية المفهومية"الذي هو نوع من"التصخم المفهومي"–بالمنظور المركزي "الأناني" الغربي - مع بعض التحويرات والترقيعات المستجيبة للحاجيات الغربية الحينية في مراحل الغرب "الإنتقالية" المتحولة -

....ولاشيء قد تغيرفي المشروع الغربي الفلسفي المعاصرإلى اليوم - منذ الصيحة"الكانطية"عام 1784": "ما هوالإنسان ؟وما هو التنوير؟"التي كان رد"أليكسيس كارلايل"عليها - عام 1912، بأن"الإنسان ذلك المجهول"عبرجائزة نوبل التي أحرزعليها في محاولته في تفسير"إشكالية"الإنسان عبر"البيولوجيا" - ولم يجد فلاسفة الغرب إلى كتابة هذه السطوررغم المحاولات اليائسة الترقيعية - لإعادة وضع تعريفات جديدة للإنسان، حين إدعت فلسفات القرن التاسع عشرالمتناحرة (المولدة للثورات، ومشاريع الحفر الدموي في"أركيولوجيات" المعرفة الحصرية الغربية - التي لا تخرج عن تصورالغرب المركزي للكون - ، الساعية إلى إيجاد صيغة"أفضل العوالم"Le Meilleur des mondes اوBrave New World) ووضع تصورأفضل "للإنسان الكامل" أو"السوبيرمان" التي أفرزت فلسفات ما بين الحربين المحاولة "لترقيع " الثقوب، وسد شروخ "مثاليات" القرن التاسع عشر، التي كذبتها بشاعات "العقل الغربي"–أو"العقل العاهر"كما يسميه سارتر - عبربربيات الكولونيالات وهمجيات الحربين العالمتين وفظاعات ناغازكي وهيروشيما، وصولا إلى كل التيارات الفلسفية الغربية العبثية المتناقضة والمتصارعة في ما بين "العقلانيات" و"اللاعقلانيات" – بعد الحرب العالمية الثانية - التي تم التأسيس لها مسبقا "بجينيالوجيات" نتشه (- إبن القس الذي قتل الله) ولخصها في مشروع الفكري في "إنشطارات الغرب"التي حطم من خلالها أسطورة "التفوقية الغربية" بإعتبارها–حسب عدميته - أكبرأكذوبة في تاريخ الفكرالإنساني، المتمثلة في ما يسمى ب: ("فلسفة الكائن الأول السقراطية - الأفلاطونية - الأريسطية) - كما كتب عنها في"عدميته" المسماة ب nihilisme" (التي تعني بالإصلاح: "نفي القيم") حيث سقط نتشة (أبو الفلسفة الألمانية) صريع"الحمق الغربي" وأكذوباته، - كما صورها جيدا في"معتوه القرية"او l’idiot du village لينتهي به الأمرإلى الجنون ومخاطبة الحميروالبغال في زرائب البهائم – لتنتهي الفلسفة الغربية في محطات"تفكيكيات"فوكو - دريدا– باطار - ليوطار"، الذين سحقتهم، كلهم، هراسات الماكينة الغربية المرعبة - (ومنهم من مات ومنهم من إنتحرومنهم من هو باق من ديناصورات "الإبيستيمولوجيا": هابيرماس" او الأنثروبولوجيا" ' إدغار موران" (1) اللذان قضي الأمر الذي فيه يستفتيان –فلم يعد هنالك ما يحلل أويفكك - حيث ما فتأت شهية الغرب تتفتح لبلع كل ما تبقي خارج السيطرة الغربية (عبر المزيد من أراجيف التنظيروأكاذيب التغييرومهزلات التطويروعبر الدوران الأخرق المستعرلهذاءات أطروحات: أيهما أحوط للشعوب؟: البدأ بالتنويرمن أجل التثوير؟أم التثويرلإنجازالتنوير؟)

أما الغرب الذي يعيشه الإنسان اليوم – في الواقع العملاتي - فهو كما يحدده لنا كبيرالأنثربولوجين الأوربيين: الفرنسي"بيير كلاستر"Pierre Clastres في بحثه القيم Recherches d’antropologie politique"أبحاث في الأنثروبولوجيا السياسية (1980 - p 5"حين وصف الحالة البشرية بعد تعرضها للتغريب - الإستأصالي المصادم كمعاداة ثقافية للإنسانية - كما يلي"..التغريب هوتلك الآلة الإنتاجية الأكثرضخامة ورعبا في تاريخ الإنسانية !، هي لذلك بالذات، تلك الآلة التدميرية الأكثرهولا للأعراق، المجتمعات، الأفراد، الفضاء، الغابة، الأنهار، باطن الأرض، لكي يصبح كل شئ"نافعا"وكل شيء"متنجا"، إنتاجا مدفوعا إلى طاقته القصوى...حتى يصل العالم إلى الإنفجارأوالدمار"

 

ثانيا: أن الولايات المتحدة–في إستثنائيتها - لا تخرج عن نهجين أساسيين: المصالحة أو المصادمة:

 - المصالحة: في مراحل الحرب الباردة، وهو الجانب الذي يغلب على السياسات الأمريكية الخارجية في زمن الثنائية القطبية، وهونهج التريث، والإنتظاروالترصد، والضرب على أوتار"الحوار"وتلافي قدرالإمكان التسرع في المواجهة والمصادمة مع المعسكرات المعادية التي تكون في حالة الندية، كما كان الحال في أزمنة الحرب الباردة مع المعسكرالشيوعي، في تجربتي (خروتشوف /كينيدي) في أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وبعد الفشل الذريع في حرب الفيتنام، في زمني جونسون ثم نيكسون عندما غادرآخرجندي أميركي من فيتنام في مارس 1973

المصادمة: وبمجرد إنهيارأنظومة الإتحاد السوفياتي"عادت حليمة إلى سابق عهدها"فحنت الولايات المتحدة إلى أصولها وجذورها، فتبنت"المشروع العولمي"الأمريكي'كا المشروع الأمثل و"الأحسن" the best للبشرية، كأطروحة فكرية إمبريالية هجومية، وكتنظيرأحادي للهيمنة الكونية و"تصورروماني" جديد، فكان بد للإمبراطورية أن نتشر أطروحتها الجديدة –كعادتها - بقوة العسكرونجاعة السلاح، وليس عبرالتفلسف النظري، والتبشيرالروحاني، والمحاضرات والمناظرات والندوات، فكان من الطبيعي أن تعود الولايات المتحدة إلى نهج مواجهة العالم، وإتباع سياسة التصادم مع الشعوب–على هدي مقولة بوش الأب: "حروب الخيرضد الشر"وشعار"بوش الإبن"المهدد حتى للحلفاء الأوربيين القائل: "من لم يكن معنا فهو ضدنا"،

وكان من نتائج هذا النهج بعد نهاية الحروب البوشية الفاشلة، إفرازأم الأزمات المسببة للمعضلة الملغوزة لعام 2008، التي بسببها تم إغلاق أبناك ذات تقاليد راسخة في المعاملات المالية في الولايات المتحدة، عندما تبخرت الأموال من أبناك"وول ستريت"تحت طاقية الإخفاء، ولم نسمع على الإطلاق–من الإعلام الأمريكي أوما يسمى–إحتقارا للبشر'ب"السلطة الرابعة" - عن متابعة الحكومة الأمريكية لمتسببي هذه الأزمة...، بل أنهم - للغرابة - وجدوا فجأة، ولأسباب مجهولة، على رأس قائمة مستشاري البيت الأبيض في حكومة أوباما، وتم توزيعهم على رئاسة منظمات دولية حكومية وشبه حكومية، - والأكثرغرابة - فإنه لا يمكن لأي صحفي أوإعلامي أمريكي أن يطرح هذا السؤال على اوباما: "لم تم إلحاق هؤلاء كمستشارين فنيين بالبيت الأبيض بعد مساهمتهم في إنهيارالأبناك ذات التقاليد المصرفية العتيدة منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى؟، ولصالح من تم"تشطيب هذه المصارف من خارطة المصارف الأمريكية والأوروبية بين عشية وضحاها، ؟" - وهذا ليس خبرا صحافاتيا، بل يمكن لأي راغب في الإطلاع والمعرفة –قبل الثرثرة والتعالم والتسويد - الإطلالة على مواقع أمريكية شعبية متداولة في الولايات المتحدة مثل wwwantiwarأوموقعAlex Jones على سبيل المثال لا الحصر، ولكن من يجرؤعلى السؤال ؟ (وافتح هنا قوسين لأهمس في أذن بعض المستحمرين المتدكترين المحللين العرب، الذي ما يزالون يرددون خرافة ما يسمى تحقيرا للمضبعين في العالم ب"قوة السلطة الرابعة"في الغرب، التي لاوجود لها - على الأرض - من الخزيرات الى ملبورن، ولم يعد لها ذكرمنذ التمانينات سوى في أذهان مستحمري نخبنا)

 

ثالثا: كان للولايات المتحدة في الأزمات السابقة، أرصدتها المالية القوية التي قد تٌسند أية أزمة إقتصادية سواء على شكل أرصدة الذهب الكافية، أوبسبب المداخل المالية القوية من الصادرات ومن المصادرالطبيعية وغيرها،

في حين أنه قد كشفت أزمة 2008، على أن البنك المركزي للدولة الأمريكية لايملك الرصيد الكافي من الذهب، ويعاني من وجود ثغرات كبيرة في العائدات التجارية رغم الأرقام المهولة في الصادرات، مما يسبب تراكما متواصلا في عجزالميزانية (وهذا جانب تفصيلي نتركه لخبراء الإقتصاد) والذي يهمناهنا، هوخواتم الأمورونتائجها، ما دامت الولايات المتحدة تعاني - منذ أزمة 2008 - إلى اليوم من ديون تثقل كاهلها، مما يسفرعن خلل خفي ما في نظامها الإقتصادي والإنمائي، تبدت واضحة في كارثة إعصار كاثرينا عام 2005، الذي أدي إلى خسارات مالية بلغت حوالي 108 مليارمن الدولارات، وقزم ذلك الإعصارحكومة الولايات المتحدة في زمن بوش–المسيطرة على أجواء السماوات والمحيطات والمدارات، - إلى حجمها الطبيعي، حيث تلقت أمريكا المعونات المالية واللوجيستية والطبية، حتى من أكثرالدول فقرا في العالم، كما فضح إعصاركاترينا إهتراء البنيات التحتية المتقادمة والمهترئة، وضعف الإمكانيات اللوجيستية –في حالات الطوارئ - وأركية أجهزة الإنقاد، وفوضى الإرتباك والإرتجال، ونذرة الخبرات الفنية وقلة الزاد والعتاد، مما جعلها –آنذاك - أضحوكة العالم، وقورنت بزيمبابوي وزامبيا ونامبيا والموزامبيق، رغم"الوفرة القارونية الكارطونية من تريوليونات الدولارات، التي لا تساوي–عمليا - حتى قيمة أرواق المراحيض، ويمكن لبلد مثل الصين الذي يملك أكبررصيد من الدولارات أن يغرق السفينة الأمريكية في القعربحيث لن تستيطع أمريكا العودة الى السطح أبدا - وهو ما تهدد به الصين اليوم حكومة أوباما إذا ما تم رفض الكونغرس المصادقة على الميزانية الجديجة التي يرفضها الجمهوريين) حيث تجد اليوم أمريكا نفسها أحوج الى المعونات مثل أية دولة ثالثية التي تهددها تصاعد ما تملك روسيا والصين وإيران ودول شرق آسيا، و دول البرينكس ومجموعة شنغهاي الجديدة"من أرصدة مالية ومشاريع مصرفية للدفع بإقتصاديات الدول الفقيرة الى الأمام –كما تقرر في إجتماع العشرين ببيتسرغ في شهر سيبتمبر 2013

ولا أحد يدري أين هورصيد الذهب الأمريكي وكيف إختفى بقدرة قادر، وإلى أين؟، الله أعلم وحده يعلم، وروتشليد ومجموعة روكفلروكارنيغي وفورد bildeberg،، - rotary group - trilateral، rotschild, rockfeller, AIPAC, Council on foreign relation وأما "المسكين أوباما فهومجرد"حانوتي"و"بقال"مكلف بالعمل في"البوتيكا'التي يملكها الأسياد، ومكلف بإتقان دورالمهرج في السيرك العالمي ب"السموكينغ"التي يبدوأن شعاره التهيرجيyes i can لم يعد يحرك ساكن مستضبعيه من الأمريكان

رابعا: كما انه لايمكن اختزال منهج علم الإقتصاد الغربي كله، إلى مجرد تفكيرفلسفي موضوعي نفعاني وإقعاني، أونظرية (اقتصادية - سياسية) التي لم يتم الترويج لها (فكريا وفلسفيا) إلا لتلبية حاجيات دعم الحصن الغربي وإمبريالياته - الذي حول الأمريكيون مفهوم" فلسفة الإقتصاد الغربي" - بعد تهاوي ذلك الصرح الإمبريالي الإستعماري - الى عقيدة "غيبية"دنيوية عملية.المستمدة رسالتها الأخلاقية (العقلانية - البروتستانتية) من المدرستين: الأنغلوساكسونيتين: النفعية الإنجليزية - (هوبز - بنتام - هيوم - سبنسر - مل) والبراغماتية الأمريكية: (تشارلس ساندربيرس وشونسى رايت - وليم جيمس - جون ديوي) فتحولت نظرية المعرفة الغربية كلها – على هدي هذا التصورالعضواني الجديد - إلى نوع من الإرهاب الفكري–عبرالأمركة– بسبب شراء العقول ورشوة المفكرين والمبدعين برشوة"مارشال"في ما بعد الحرب العالمية الثانية - لتصبح "الأمركة"وصفة سحرية سلوكية عالمية ناجعة لترشيد"أنماط التفكيروالتحليل والتقييم والتقدير، وإدعاء إيجاد كل الحلول في الأعمال التجارية والإدارية والمهنية والسلوكية"

 

خامسا: لا بد من الإقراربأن كل الحضارات والثقافات، تهرم وتفقد قدرتها على رد الفعل المناسب في مواجهة التآكل الذي لامفرمنه بفعل ضربات الزمن

سادسا: لابد للغرب من أن يعي بأن حضارته التي شخصنها، عبرالمفهوم الغربي الجديد المسمى، بثقافة "الأمركة"كمعاداة لكل الثقافات، و"كآلة (تقنية - إقتصادية) جبارة جهنمية"–يقول سيرج لاتوش - لن تصمد طويلا أمام كافة الإضطرابات في مناحي الأرض، وخاصة بعد فقدان الغرب لأية مرجعية روحية أو رؤى قيمية أومرجعيات تعطي للحياة "المعنى" و"القصدية" و"الغاية"، بسبب "حداثاته إلإستأصالية"وبسبب إنحطاط "أوروبا العجوز" التي فقدت ما ضيها وروحها وثقافتها التي أثرت الساحة الفكرية على مدار التاريخ –بإيجابياتها وسلبياتها -، وشحت قدرتها على الإبداع، وأصبحت مجرد كليب صغيرتابع للإمبراطورية، وديكور في المشهد العالمي - كما قال الجنرال دوغول في أواخرالخمسينات - كشفت عنه حاليا الأحداث السورية، وأسفرت حوارات (بوتين/ أوبما) عن التبعية الأوروبية الغربية اللامشروطة وخنوعها للقرار الأمريكي ولو أدى إلى الجحيم، - سواء في الحوار الفلسطيني /الإسرائيلي. أوفي الحوار الأوروبي الإيراني النويي أو في المضلة السورية، التي جعلت من فرنسا وإنجلترا مجرد كلبي حراسة يثرثران ديلوماسيا، ويعويان سياسيا – بعد أن إقتربت أوروبا منذ اوئل التسعينات من الإنحدار إلى قرونها الأوسطية – يقول ألان مانك"Alain Minc في كتابه الإقتصادي"الصادرعام 1993 le nouveau Moyen Age

للبحث صلة

 

د. الطيب بيتي العلوي / باريس

 

في المثقف اليوم